لقاء تاريخي في إسطنبول: المؤتمر والإصلاح يناقشان ترتيبات سلام مع أنصار الله
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
الجديد برس:
توصلت الأحزاب اليمنية، الموالية للتحالف السعودي – الاماراتي، الأربعاء، إلى اتفاق جديد قد ينهي حالة الانقسام الذي تغذيه أطراف إقليمية ودولية منذ سنوات.
وعقد مسؤولين من حزبي المؤتمر الشعبي العام في الخارج وآخرين من حزب الإصلاح بحضور شخصيات جنوبية لقاء يعد الأول من نوعه في العاصمة التركية إسطنبول حيث يقيم قيادات الإصلاح الفارين من السعودية.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن اللقاء عقد بمنزل القيادي في حزب الإصلاح حميد الأحمر وحضره عن حزب المؤتمر سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للحزب إضافة إلى شخصيات اجتماعية وسياسية يمنية في الخارج.
وناقش اللقاء ترتيبات سلام داخلي مع حركة أنصار الله “الحوثيين”.
وبحسب المصادر فإن المشاركين في اللقاء اتفقوا على إطار جديد قد يعرض على أنصار الله بشكل رسمي.
ويتضمن الإطار تنصيب علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي الأسبق والشخصية التي تحضا بقبول لدى الأطراف اليمنية بمن فيهم أنصار الله رئيساً مع تشكيل مجلس رئاسي واسع.. ومن بين النقاط المتفق عليها إدارة مرحلة انتقالية جديدة من العاصمة اليمنية صنعاء.
ويعد اللقاء الأول من نوعه منذ بدء الحرب السعودية على اليمن في مارس من العام 2015.
وقد يشكل اللقاء اختراق لحالة الجمود السياسي التي تعيشها اليمن بفعل التجاذبات والأبعاد الإقليمية والدولية التي تعرقل مسار السلام والحل السياسي وتربطه بأجندة خارجية أبرزها وقف العمليات اليمينة ضد الاحتلال الإسرائيلي لا سيما وأن تفاهمات يمنية سبق وأن كتب لها النجاح في ملفات عدة منها الأسرى والطرقات.
كما من شأن هذه الخطوة إثارة غضب السعودية التي لا تزال تحاول استخدام القوى اليمنية الموالية لها كشماعة لتمرير أجندتها في اليمن.
المصدر: الخبر اليمني
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: أنصار الله
إقرأ أيضاً:
بين النور والظلام: قراءةٌ في التأييد الإلهي لأنصار الله
د. شعفل علي عمير
عند التعمق في الصراع المحتدم بين أنصار الله وقوى الطغيان الأمريكي والصهيوني، يتضح لنا وجودُ تباين جوهري في مصادر القوة والمشروعية لكل طرف.
قدرة أنصار الله -على الصمود وتحقيق النجاحات في مواجهة هذه القوى العاتية- تعود بشكل رئيسي إلى تجذُّرِهم في دعامة روحية عميقة، وهو ما يميزهم عن خصومهم الذين يفتقرون إلى هذا النوع من الدعم الروحي والمعنوي. فبالرغم من القوة الظاهرة التي تمتلكها تلك القوى الطاغية، فَــإنَّها تظل عرضة للهزيمة والانهيار أمام الإرادَة القوية والإيمان العميق الذي يتمتع به أنصار الله.
لا يمكن فصل قوة أنصار الله عن مسألة التأييد الإلهي؛ إذ يشكل هذا التأييد أحد العوامل المعنوية الحاسمة التي تمنحهم القدرة على مواجهة أقوى قوى الطغيان بثقة وثبات. إن الإيمان الراسخ بأن العدالة الإلهية ستنصف المستضعفين وتعاقب الظالمين يمنح أنصار الله إلهامًا دائمًا، بالإضافة إلى قدرة على التحمل في أوقات الشدة والمحن. في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى المجازر والحصار الفظيع المفروض على غزة، تبرز قوى أنصار الله في اليمن كمثال حي للصلابة والثبات، حَيثُ يواصلون مقاومتهم ضد الطغيان والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بشكل يومي.
إن هذه المعركة ليست مُجَـرّد صراع عسكري بحت؛ بل تمثِّلُ صراعًا عميقًا بين قوى الحق والعدالة، التي تجسدها أنصار الله، مقابل قوى الظلم والطغيان، التي تتجسد في الولايات المتحدة و(إسرائيل). لقد تجاوز هذا الصراع الحدود الجغرافية والسياسية ليصبح رمزًا لمعركة كبرى بين الخير والشر، بين قوى تحظى بتأييد إلهي وقوى أُخرى تستند إلى دعم شيطاني.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا تمكّن اليمنيون، على الرغم من محدودية إمْكَانياتهم المادية، من هزيمة تلك القوى العالمية الضخمة؟ وما السر وراء قدرتهم على تحقيق ما كان يُعتبر مستحيلًا بالنسبة للكثيرين؟ الإجَابَة تكمن في الإيمان القوي. الإيمان بقضية عادلة، الإيمان بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، والإيمان بأن القوة الروحية والمعنوية تتفوق على أية قوة مادية مهما كانت. هذا الإيمان ليس مُجَـرّد شعور ديني بل هو استراتيجية وجودية تعزز روح البقاء والمقاومة في نفوس المؤمنين.
من جهة أُخرى، تصر الولايات المتحدة و(إسرائيل) على استخدام كُـلّ إمْكَانياتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لتنفيذ سياساتها القمعية والإبادية تجاه الشعوب المضطهدة. إن الدعم الذي تتلقاه هذه القوى من التأييد الشيطاني لا يمنحها الحق في السيطرة، بل يُعمق من عزلتها الأخلاقية ويفضح نفاقها أمام المجتمع الدولي.
إن هذه المواجهة ليست مُجَـرّد حرب تقليدية بين طرفين؛ بل هي صراع جوهري بين مواقف ومبادئ وقيم متعارضة.
بينما تقف قوى الطغيان على أعتاب الانهيار المعنوي نتيجة أفعالها المحكومة بالفشل، يواصل أنصار الله السير في الطريق المضاء بنور الهدى الإلهي، حاملين رسالة سلام وعدالة لكافة الشعوب. إنهم يُظهرون للعالم بأسره أن الإيمان يمكن أن يتفوق على أي سلاح، وأن الحق يمكن أن يحقّق النصر على الباطل مهما كانت التحديات. وفي خضم هذا النضال الملحمي، يبقى الأمل مشعلًا، مضيئًا دروب المقاومة ومؤكّـدًا على أن النور سيشرق في النهاية، حتى في أحلك الظروف وأكثرها ظلامًا.
إن قراءة هذا الصراع من منظور التأييد الإلهي تعكس عمق الفهم لطبيعة المعركة، وتسلط الضوء على أهميّة الإيمان في مواجهة الظلم والاضطهاد. تذكّرنا هذه الديناميكية بأن كُـلّ نضال؛ مِن أجلِ الحق يستحق الاحترام والدعم، وأن الأمل في النصر يتجدد مع كُـلّ لحظة صمود، مما يعكس الروح الإنسانية العميقة الساعية للعدالة والسلام.