5 مليارات دولار استثمارات الكويت في القارة السمراء
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
نقل موقع «بيزنس إنسايدر أفريكا» أن الكويت استثمرت نحو 5 مليارات دولار في القارة الأفريقية منذ عام 2012 وحتى 2022، وحلّت في المركز الرابع خليجياً، فيما تصدرت الإمارات دول الخليج بالاستثمار في القارة السمراء بأكثر من 59 مليار دولار خلال الفترة نفسها.
وقال الموقع في تقرير حديث: إن السعودية حلّت في المركز الثاني بعد الإمارات في الاستثمارات المباشرة في أفريقيا بأكثر من 25 مليار دولار خلال الفترة نفسها، فيما جاءت قطر في المركز الثالث بنحو 7 مليارات دولار، وجاءت البحرين في المركز الخامس والأخير خليجياً بعد الكويت باستثمارات تقدر بنحو 4 مليارات دولار.
وأضاف: إن القارة الأفريقية تسير على الطريق الصحيح لتحقيق تطور كبير عمرانياً وحضارياً. ويبلغ عدد سكان مدن رئيسية في القارة الأفريقية نحو 65 مليون شخص، وتشّكل تلك المدن جاذبية كبيرة للاستثمار الأجنبي المباشر.
التجارة الدولية
وأشار التقرير إلى أن القارة الأفريقية تشارك في التجارة الدولية مع دول مثل الصين وأميركا والعديد من الاقتصادات الكبرى. ومع ذلك، فقد شكّلت الإمارات واحدة من أكثر الدول المستثمرة اقتصادياً في القارة السمراء، موضحاً أنه في السنوات الأخيرة زادت التجارة بين الإمارات وأفريقيا بشكل مطرد، ووفقاً لبيانات فقد تجاوزت التجارة بين الإمارات ودول أفريقية مثل أنغولا وكينيا ونيجيريا وأثيوبيا وتنزانيا أكثر من 8 مليارات دولار في 2020.
قطاعات جاذبة للاستثمار
لفت التقرير إلى أن موانئ دبي العالمية مثلاً تسعى إلى تعزيز تحالفات في أفريقيا لتقوية قطاعات مثل التوظيف والبنية التحتية والناتج المحلي لأفريقيا، وقد استثمرت الشركة الإماراتية وحدها أكثر من 1.8 مليار دولار في أفريقيا على مدى السنوات العشر الماضية، ولديها خطط استثمارية إضافية في القارة السمراء تقدر بـ3 مليارات دولار.
وأوضح التقرير أن القطاعات التي تلقى قدراً كبيراً من الاستثمار الأجنبي المباشر في أفريقيا من دول الخليج تتركز في الخدمات المالية، والنقل والتخزين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإلكترونيات.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: فی القارة السمراء القارة الأفریقیة ملیارات دولار فی أفریقیا فی المرکز
إقرأ أيضاً:
حرب خفية في أفريقيا.. كيف تنافس روسيا فرنسا على السيطرة؟
في سياق التوترات الجيوسياسية المتزايدة بين باريس وموسكو، أطلق برونو ريتايو، وزير الداخلية الفرنسي، تصريحات قوية اتهم فيها روسيا بشن "حرب غير تقليدية" لطرد بلاده من القارة الأفريقية.
ووفقا له، فإن موسكو لم تكتفِ بمجرد منافسة النفوذ الفرنسي، بل اتبعت إستراتيجية عدائية تهدف إلى إعادة تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، مستخدمة أدوات سياسية وعسكرية، واقتصادية، لتحقيق أهدافها.
في تصريحاته لإذاعة "آر تي إل" (RTL) الفرنسية، أكد ريتايو، أن روسيا تستخدم "أشكالا جديدة من الحرب"، تعتمد على التضليل الإعلامي والتحركات العسكرية غير المباشرة، والدعم السياسي للحكومات الأفريقية المناهضة لباريس.
إضعاف النفوذوأوضح وزير الداخلية الفرنسي، أن هذه الإستراتيجية ساعدت موسكو على إضعاف الوجود الفرنسي في مناطق حيوية مثل مالي، وبوركينا فاسو، وجمهورية أفريقيا الوسطى، حيث شهدت السنوات الأخيرة إلغاء اتفاقيات عسكرية مع باريس واستبدالها بشراكات أمنية مع روسيا.
وتحدث عن حملة دعاية منظمة قادتها موسكو لإقناع الرأي العام الأفريقي بأن فرنسا تستغل موارد القارة دون تقديم فوائد حقيقية لشعوبها، وهو ما ساهم في تأجيج المشاعر المعادية لباريس، ودفع بعض الدول إلى البحث عن بدائل أمنية واقتصادية، أبرزها روسيا.
إعلانإحدى أبرز الأدوات الروسية التي سلط عليها وزير الداخلية الفرنسي الضوء هي مجموعة فاغنر، القوة العسكرية الخاصة التي عملت كذراع غير رسمية لموسكو في أفريقيا. حيث قدمت هذه المجموعة، المرتبطة بالكرملين، خدمات أمنية لحكومات أفريقية مقابل حصولها على امتيازات اقتصادية، أبرزها استغلال الموارد الطبيعية كالذهب واليورانيوم.
وحسب ريتايو، فإن وجود فاغنر في أفريقيا لم يكن مجرد تعاون أمني، بل إستراتيجية متكاملة تهدف إلى إضعاف فرنسا، بتأليب الأنظمة الحاكمة عليها، وتقديم بدائل أمنية أكثر مرونة، دون فرض شروط دبلوماسية كما تفعل الدول الغربية.
تحدٍ متصاعدأمام هذا التحدي المتصاعد، تجد فرنسا نفسها مضطرة إلى إعادة النظر في إستراتيجيتها الأفريقية. فمنذ عقود، شكلت المستعمرات الفرنسية السابقة ركيزة أساسية في السياسة الخارجية لباريس، حيث اعتمدت على تحالفات عسكرية ودبلوماسية لضمان استمرار نفوذها، إلا أن التغيرات السياسية في أفريقيا، وظهور لاعبين دوليين جدد مثل روسيا والصين، قلص من هيمنة باريس التقليدية.
ووفقا لوزير الداخلية الفرنسي، فإن فقدان بلاده مراكز نفوذها في أفريقيا لم يكن لمجرد أخطاء سياسية داخلية، بل كان بفعل "حرب هجينة" قادتها روسيا، مستفيدة من التراجع الغربي العام في المنطقة، خاصة بعد التحولات التي شهدتها مالي وبوركينا فاسو.
هل خسرت فرنسا معركتها الأفريقية؟
من الواضح أن النفوذ الفرنسي في أفريقيا لم يعد كما كان، في ظل صعود قوى جديدة مثل روسيا والصين وتركيا. ومع تصاعد المنافسة الجيوسياسية، سيكون على باريس إعادة تشكيل إستراتيجيتها بعيدا عن إرثها الاستعماري، وإلا فقد تجد نفسها خارج اللعبة في هذه القارة.
ما هو مؤكد حتى الآن، أن أفريقيا لم تعد ساحة نفوذ فرنسي خالص، وأن التحدي الروسي أثبت قدرة موسكو على زعزعة التوازنات التقليدية في القارة، في معركة نفوذ لا يبدو أنها ستنتهي في القريب العاجل.
إعلان