18 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: لأول مرة منذ نحو خمسة أشهر، تعرضت قاعدة عين الأسد الجوية في غربي الأنبار لهجوم بواسطة طائرات مسيرة، مما أدى إلى تجدد المخاوف من انهيار الاتفاق الضمني بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة على خفض التصعيد ضد القوات الأمريكية. جاء هذا الهجوم في وقت حساس، حيث تحاول الحكومة العراقية التفاوض على مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في البلاد.

انهيار الاتفاق الضمني

والهجوم على قاعدة عين الأسد يشكل خرقاً واضحاً للاتفاق الضمني الذي توصلت إليه الحكومة العراقية مع الفصائل المسلحة لخفض التصعيد ضد القوات الأمريكية ما يضع الحكومة العراقية في موقف حرج، حيث تسعى إلى التوصل إلى حلول وسط تحقق التوازن بين مطالب الفصائل بإخراج القوات الأمريكية والحفاظ على الاستقرار الأمني في البلاد.

في السياق ذاته، صرحت القيادة العسكرية الأمريكية في العراق بأن تنظيم “داعش” يحاول إعادة تنظيم صفوفه، مما يشير إلى استمرار الحاجة إلى وجود قوات التحالف لضمان استقرار الوضع الأمني. ويرى بعض المحللين أن هذه التصريحات قد تكون مبرراً لاستمرار بقاء القوات الأمريكية في العراق، مما يزيد من تعقيد الموقف السياسي.

معارضة الفصائل والأحزاب

من جهة أخرى، تستمر الفصائل والأحزاب العراقية في رفض أي مماطلة في ملف إخراج القوات الأمريكية، مما يزيد الضغط على الحكومة العراقية لتحقيق تقدم في هذا الملف. هذه الضغوط تتزامن مع تحركات دبلوماسية مكثفة، حيث عقدت السفيرة الأمريكية لدى العراق، ألينا رومانوسكي، لقاءات مع سياسيين عراقيين لمناقشة مسألة انسحاب قوات التحالف.

تحركات دبلوماسية

وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أكد قبل أيام أن وفداً عسكرياً سيزور واشنطن قريباً لإجراء مباحثات حول الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة. هذه المباحثات تأتي في ظل تصاعد التوترات الأمنية والسياسية، مما يضع الحكومة العراقية أمام تحديات كبيرة في كيفية إدارة هذا الملف الحساس.

ويتضح من التطورات أن العراق يمر بفترة من التوتر السياسي والأمني، حيث تتصارع مختلف القوى على تحديد مستقبل الوجود العسكري الأجنبي في البلاد.

والحكومة العراقية تجد نفسها في موقف صعب، حيث يجب عليها أن توازن بين الضغوط الداخلية والخارجية. ومن جهة، هناك ضغط الفصائل والأحزاب التي تطالب بإنهاء الوجود العسكري الأجنبي، ومن جهة أخرى، هناك حاجة لضمان استقرار الأوضاع الأمنية في مواجهة تهديدات تنظيم “داعش”.

و الهجوم على قاعدة عين الأسد يبرز مدى تعقيد الوضع في العراق، ويشير إلى احتمالية تصاعد التوترات في الفترة القادمة فيما الحكومة العراقية تحتاج إلى اتخاذ خطوات حاسمة وسريعة لإدارة هذا الملف، وضمان تحقيق الاستقرار الداخلي بالتوازي مع التفاوض مع الولايات المتحدة حول مستقبل الوجود العسكري في البلاد.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الحکومة العراقیة القوات الأمریکیة الوجود العسکری عین الأسد فی البلاد

إقرأ أيضاً:

تفويج اكثر من 90% من زوار الأربعين الأجانب وضحايا الحوادث اقل بنسبة 85%

بغداد اليوم -  بغداد

اكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية، ياسر إسكندر، اليوم الثلاثاء (27 آب 2024)، تفويج اكثر من 90% من زوار الأربعين الأجانب الى خارج العراق.

وقال إسكندر لـ"بغداد اليوم"، إن "عملية التفويج العكسي لزوار الأربعين ستبقى مستمرة بوتيرة متصاعدة للساعات 72 القادمة"، مؤكدا ان "90% من اجمالي الزائرين من خارج العراق غادروا فعليا عبر المنافذ الحدودية والمطارات".

وأضاف إن "عدد زوار الأربعين من خارج العراق اقترب من 4 ملايين زائر من عشرات الجنسيات اغلبهم من دول إسلامية"، مشددا على ان "معدل ضحايا حوادث السير بسبب الزخم الغير مسبوق على الطرق الرئيسية بين المحافظة هو اقل بنسبة 85% قياسا بالموسم الماضي خاصة وانه كانت هناك سلسلة إجراءات مباشرة لتنظيم حركة السير".

وأشار الى ان "ذروة التفويج العكسي ستنتهي في غضون أيام في المعابر الحدودية"، لافتا الى انه "لم تسجل اي احداث إرهابية مع نجاح كل الخطط الميدانية".

يذكر أن رئيس لجنة زيارة الأربعين في وزارة النقل الإيرانية مرتضى ضامني، اعلن الاثنين (26 آب 2024)، عودة 3 ملايين ونصف زائر إيراني من العراق بعد زيارة الأربعين.

وقال ضامني في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، تابعتها "بغداد اليوم"، إنه "غادر 3 ملايين و784 ألفاً و682 زائراً حدود إيران باتجاه العراق في الفترة من 1 صفر إلى 20 صفر، الذي يصادف يوم زيارة الأربعينية".

وأضاف انه "بحسب آخر الإحصائيات المرورية لزوار الأربعين، فقد عاد إلى البلاد حتى اليوم 3 ملايين و480 ألف شخص"، مشيدا بـ"الجهود التي بذلتها السلطات العراقية في تسهيل عملية دخول الزوار الإيرانيين بهذا الحجم الكبير، وما قام به الجانب العراقي أمر يستحق التقدير والثناء".

وتابع: "مع التخطيط لعملية عودة ونقل زوار الأربعين تمركز 2500 باص و500 فان على الحدود وعلى أراضي العراق وقاموا بنقل الزوار"، مبينا ان "من هذا العدد يوجد 1800 باص داخل الثماني حدود إيران و700 حافلة كما قدموا خدمات في 4 محاور من الأراضي العراقية".

واكد ضامني انه "تم استخدام الحافلات الإيرانية لدعم العمليات في حال نقص الحافلات العراقية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة العراقية".

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث بمحيط قاعدة عين الأسد ومناطق غربي الأنبار؟
  • مفارقة السلطة: الفصائل المسلحة العراقية تنقلب على اليد التي أطعمتها
  • الزراعة تحدد سبب توغل آفة السوسة الحمراء في بساتين العراق
  • الزراعة تحدد سبب توغل آفة السوسة الحمراء في بساتين العراق - عاجل
  • العراق إلى الأوسكار بسبب فيلم "ميسي بغداد"
  • العراق يرشح "ميسي بغداد" لأوسكار أفضل فيلم عالمي
  • الحكومة تعلن مديرية ملحان منطقة منكوبة وواشنطن تؤكد وقوفها إلى جانب المفقودين والمتضررين
  • نائب:العراق ليس له سيادة في ظل حكومة السوداني
  • تفويج اكثر من 90% من زوار الأربعين الأجانب وضحايا الحوادث اقل بنسبة 85%
  • عودة أكثر من 3 ملايين ونصف زائر إيراني من العراق بعد انتهاء زيارة الأربعين