قالت مسؤولة دولية، إن الناس في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعلياً من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور.

التغيير: وكالات

حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والسودان بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود، مما أدى إلى تفشي الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات.

وأكدت بلخي خلال إحاطة صحفية من القاهرة، اليوم الأربعاء، على ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر، مشيرة إلى أربعة تحديات رئيسية قالت إنها تواجه استجابة المنظمة لحالات الطوارئ الإنسانية في إقليم شرق المتوسط.

وتشمل هذه التحديات: القيود المفروضة على وصول المساعدات والعاملين في المجال الإنساني، الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية، الوقاية من تفشي الأمراض والاستجابة لها، وخطر أن يؤدي انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة إلى تكلفة بشرية حقيقية ومأساوية.

الوضع في غزة

في غزة، قالت الدكتورة بلخي- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- إن المرافق الصحية العاملة وسيارات الإسعاف تعاني نقصا هائلا في الوقود والإمدادات في ظل أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة واستمرار الأعمال العدائية، مشيرة إلى أنه خلال الشهر الماضى “لم يسمح إلا لست عشرة شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بدخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ولا يزال نقل المساعدات إلى غزة يواجه عقبات كثيرة بسبب استمرار الأعمال العدائية والطرق المتضررة والمدمرة وانعدام الأمن والقيود المفروضة على دخول الشاحنات”.

وقالت إن أربعا وأربعين شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقف في العريش في مصر محملة بالإمدادات الصحية، وأربعين شاحنة في الإسماعيلية تنتظر فتح معبر رفح للدخول فضلا عن شاحنات تابعة لجهات إنسانية أخرى.

وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة بلخي على أن تكون الأولوية الفورية لفتح معبر رفح على الأمد الطويل لضمان التدفق الواسع وغير المقيد للمساعدات التي تشتد إليها الحاجة ووصول المساعدات دون قيود أو عوائق عبر جميع الطرق والمعابر المتاحة.

وأوضحت أن موظفي المنظمة وشركاءها في غزة لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية وكذلك قوافل المساعدات التي قيدت حركتها أو منعت من الوصول إلى وجهتها ومضت قائلة:

“يعاني العاملون في مجالي الصحة والإغاثة أشد المعاناة وهم يحاولون علاج المرضى بموارد شحيحة الأمر الذي أدى إلى التهاب الجروح وعمليات بتر الأعضاء، بل أدى إلى حالات وفاة كان من الممكن تجنبها إذا توفرت الموارد الطبية اللازمة للعلاج ولا أدل على ذلك مما حدث من رفض للطلبات المقدمة بالسماح بدخول بعثات لتقديم إمدادات طبية إلى المستشفى الأهلي ومستشفى أصدقاء المريض”.

السودان ليس أفضل حالا

الوضع في السودان لا يختلف عن غزة، وفقا للدكتورة حنان بلخي، مشيرة إلى أن الناس في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور. وقالت إن أكثر من ثمانمائة ألف شخص محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمستلزمات الطبية.

وأوضحت أن المنظمة أرسلت بعثة رفيعة المستوى من الخبراء إلى تشاد بهدف تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم وأيضا لتحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود لتصل إلى ولايات دارفور المتضررة من النزاع خاصة إيصال الإمدادات الطبية العاجلة.

وقالت إن المنظمة، في إطار عملياتها عبر الحدود، نجحت في إيصال إمدادات طبية إلى شمال دارفور، في مطلع هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن هذه المساعدات تلبي بعض الاحتياجات الصحية لأكثر من مئتي ألف شخص “ولا تزال هناك حاجة قصوى إلى توسيع عملية توصيل الإمدادات إلى هذه المناطق”. وجددت الدعوة إلى فتح معبر أدري بين تشاد ودارفور بوصفه “أكثر المعابر موثوقية” عند خروج الطرق الأخرى عن الخدمة في موسم الأمطار.

تكرار الهجمات على مرافق الرعاية الصحية

في هذا الصدد، أفادت الدكتورة حنان بلخي بالإبلاغ عن أكثر من ألف هجمة على المرافق الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

أما في السودان فقد تحققت المنظمة من وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية في أبريل من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق.

وكررت في هذا السياق ما ظلت تنادي به منظمة الصحة العالمية دوما من أن حماية الرعاية الصحية “أمر لا يقبل التفاوض وينص عليه القانون الدولي الإنساني الذي لا يستثني أي دولة عضو من الالتزام به”.

تفشي الأمراض

كما حذرت الدكتورة حنان بلخي من تفشي الأمراض المعدية في غزة والسودان والصومال واليمن بسبب نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ودعت إلى زيادة الاستثمارات في مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وأخيرا، نبهت بلخي إلى أن انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة يؤدي إلى إغلاق المستشفيات والمراكز الصحية في أفغانستان والصومال وسوريا، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص. ودعت إلى زيادة الدعم المالي للقطاع الصحي في هذه البلدان لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.

الوسومالسودان الشرق الأوسط الصومال اليمن حنان بلخي شرق المتوسط غزة فلسطين منظمة الصحة العالمية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: السودان الشرق الأوسط الصومال اليمن حنان بلخي شرق المتوسط غزة فلسطين منظمة الصحة العالمية الصحة العالمیة الرعایة الصحیة تفشی الأمراض مشیرة إلى فی دارفور حنان بلخی إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

السودان: 500 يوم من الحرب وفشل الاستجابة الإنسانية مع ارتفاع حاد في الاحتياجات الطبية

يصادف اليوم مرور 500 يوم منذ أن بدأ السودان يعاني من أسوأ أزماته الإنسانية إلى الآن، هذه لحظة مخزية للمنظمات الإنسانية الدولية وللمانحين الذين فشلوا طوال أكثر من 16 شهًار في توفير استجابة كافية للاحتياجات الطبية المتصاعدة في البلاد، من سوء تغذية الأطفال الكارثي إلى تفشي الأم أرض على نطاق واسع. 

تفاصيل ٥٠٠ يوم من الحرب في السودان 
 

وفي هذا تقول أطباء بلا حدود إن القيود الشديدة التي يفرضها الطرفان المتحاربان قد حّدت بشكل كبير من القدارت على إيصال المساعدات، بما فيها قد ارتنا. الصدد،
احتدم القتال بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية – بدًءا من العاصمة الخرطوم في 15 أبريل ٢٠٢٣ في مناطق متعددة من البلاد، ما تسبب بأزمة إنسانية غير مسبوقة في السودان. 


وقد خّلف النازع عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. وفي الفترة ما بين أبريل 2023 ويونيو 2024، عالجت أطباء بلا حدود 11,985 جريح حرب في المستشفيات المدعومة، وقد أدى العنف إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، فقد أُجبر أكثر من 10 ملايين شخص، أو واحد من كل خمسة أشخاص في السودان، على الف ارر من منازلهم، وواجه الكثير منهم نزوًحا متكرًار، بحسب الأمم المتحدة.


وفي الوقت الذي تتأرجح فيه الحلول السياسية للأزمة، يزداد سوء التغذية وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الإمدادات الإنسانية. 
 

وبعيداً عن الوضع الكارثي في مخيم زمزم في شمال دارفور، فم اركز التغذية العلاجية للمرضى المقيمين التابعة لأطباء بلا حدود في مناطق أخرى من دارفور مثل الجنينة ونيالا وروكيرو مليئة بالمرضى، وينطبق الأمر نفسه على مخيمات اللاجئين حيث نعمل في شرق تشاد. ومنذ بداية الحرب وحتى يونيو 2024، عالجنا 34,751 طفًلا يعانون من سوء التغذية الحاد في السودان.


يقول تونا تركمان، منسق الطوارئ مع أطباء بلا حدود في دارفور، "يموت الأطفال اليوم بسبب سوء التغذية في جميع أنحاء السودان. بالكاد تصل الإغاثة التي هم في أمس الحاجة إليها، وعندما تصل بالفعل، فغالبًا ما تُحجب. ففي شهر يولير، على سبيل المثال، مُنعت شاحنات محملة بإمدادات أطباء بلا حدود في موقعين مختلفين في دارفور من الوصول إلى وجهتها. فقد احتجزت قوات
الدعم السريع شاحنتين، واحتجز مسلحون مجهولون شاحنة أخرى."


الوضع صعب كذلك في شرق السودان ووسطه. تقول منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في السودان، كلير سان فيليبو، "في جنوبالخرطوم، مُنعت أطباء بلا حدود من إحضار الإمدادات الطبية والطواقم الدولية إلى المستشفيات لعدة أشهر. 


يتصاعب توفير الرعاية الطبية التي يحتاجها مرضانا، بما في ذلك رعاية الأمومة والرعاية الطارئة."


وبالإضافة إلى العوائق المفتعلة التي يفرضها الأط ارف المتحاربة أو يتغاضون عنها، بما في ذلك انعدام القانون وانعدام الأمن والعوائق البيروق ارطية وتأخر صدور التصاريح أو رفضها للوصول إلى السكان المتضررين، والتي أدت إلى إبطاء الاستجابة الإنسانية بشكل كبير، فإن العوائق الطبيعية الآن تعيق أيًضا تحركات العاملين في المجال الإنساني والإمدادات الإنسانية.


بلغ موسم الأمطار ذروته، وهو حدث سنوي يفاقم الاحتياجات ويعّقد التحركات. فقد غمرت الأمطار الغزيرة نقاط العبور وجرفت الطرقات والجسور الحيوية. ومع انهيار جسر مورني في غرب دارفور، وهو شريان الحياة الوحيد الذي يربط وسط وجنوب دارفور بتشاد التي تصل منها الإمدادات، لن يتمكن ملايين الأشخاص من الحصول على المساعدات القادمة عن طريق البر.


بدأنا نشهد ارتفاًعا في الإصابات بالملاريا والأم ارض المنقولة بالمياه مع الإعلان عن تفشي الكولي ار الآن في ثلاث ولايات على الأقل. 


يلوح في الأفق خطر الإصابة بين الأطفال بالأم ارض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة، مع توقف حملات التحصين بسبب الحرب.

وفي الوقت نفسه، أدى الن ازع إلى خروج ق اربة 80 في المئة من الم ارفق الصحية عن الخدمة، وفًقا لمنظمة الصحة العالمية، ما أدى ش ّل النظام الصحي الذي يعاني أسا ًسا. ففي الفاشر وحدها، هوجمت الم ارفق التي تدعمها أطباء بلا حدود 12 مرة، ولم يبق سوى مستشفى عام واحد يعمل بشكل جزئي مع القدرة على إج ارء العمليات الج ارحية منذ تصاعد القتال في المدينة في مايو. 


في 22 أغسطس الساعة 4:40 صبا ًحا، أصاب القصف المنزل الذي يؤوي جزًءا من فريق أطباء بلا حدود العامل وزمزم. ولحسن الحظ، كانت الأض ارر مادية فقط ولم يصب أحد في المنزل. هذا هو الحادث العنيف ال اربع والثمانون ضد ومؤخًار في الفاشر


طواقم أطباء بلا حدود ومركباتها ومبانيها في السودان منذ بداية هذا الن ازع المتسم بتجاهل صارخ لحماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي والمرافق الصحية.


ليس الوضع أفضل بكثير في البلدان المجاورة، حيث التجأ ق اربة مليوني شخص، وغالبًا ما انفصلوا عن أحبائهم. تقول أم عادل، وهي
ام أرة في مخيم متشي، وهو مخيم في شرق تشاد، "زوجي مفقود منذ أكثر من عام ولا أعرف أين هو. كان [ابني] خالد على ما يرام،
حتى بدأ الطعام يتناقص. وبعد يوم واحد أو يومين من عدم تناوله الطعام بشكل سليم، أصيب بحمى شديدة. لا أشعر بال ارحة هنا والوضع ليس بخير. أريد أن أعود إلى السودان."


على الأطراف المتحاربة والدول الأعضاء ذات النفوذ عليها أن تضمن حماية المدنيين والعاملين في المجال الصحي والم ارفق الطبية.


وعلى السلطات المسؤولة لدى طر في الن ازع أن تب ّسط عمليات منح الأذونات للتحركات الإنسانية وللعاملين في المجال الإنساني عبر جميع الطرق المتاحة عبر الحدود والدول والخطوط الأمامية، وأن توفر استجابات سريعة. كما على الأمم المتحدة والوكالات ذات الصلة وكل من لديه القدرة على المساعدة أن يتخذوا كل التدابير لضمان استخدام طرق الوصول المتاحة إلى أقصى حد ممكن.


تقول إسب ارن از سانتوس، منسقة الطوارئ مع أطباء بلا حدود في بورتسودان، "تحاول أطباء بلا حدود سد بعض الثغ ارت. وفي الكثير من الأماكن التي نعمل فيها نكون المنظمة الدولية الوحيدة العاملة هناك، ولكننا لا نستطيع معالجة هذه الأزمة المهولة بمفردنا. نحن نعاني من أجل إيصال الإمدادات والطواقم إلى مشاريعنا. وبالت ازمن مع القدرة على الوصول، من الضروري أيضًا تأمين تمويل مستدام
لوكالات الأمم المتحدة، فضًلا عن المنظمات المحلية والجهات المستجيبة، والتي تتحمل العبء الأكبر من هذه الاستجابة. يجب أن تبدأ الآن استجابة مجدية، مع وصول الإغاثة إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. لم يعد هناك وقت نضيعه."


أطباء بلا حدود هي إحدى المنظمات الدولية القليلة التي تعمل على جانبي النزاع في السودان. وهي تدير وتدعم في الوقت الحالي مشاريع طبية، بما في ذلك أكثر من 20 عيادة ومستشفى للرعاية الصحية الأساسية في ثمان ولايات من أصل 18 ولاية سودانية. توظف أطباء بلا حدود 926 موظ فا سوداني ا و118 موظفًا دوليًا، وتوفر حوافز 1,092 موظ فا في و ازرة الصحة.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع الكارثي بالأراضي الفلسطينية المحتلة
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع الكارثي بالضفة
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم محنة سكان غزة بسبب أوامر الإخلاء المتتالية
  • برنامج الأغذية العالمي يؤكد استمرار تدفق المساعدات على دارفور بالسودان
  • السودان: 500 يوم من الحرب وفشل الاستجابة الإنسانية مع ارتفاع حاد في الاحتياجات الطبية
  • السودان: قافلة مساعدات إنسانية ثانية تعبر من تشاد إلى دارفور
  • ستيفن كورنيش: سيحتاج الأمر أكثر من مجرد إسكات البنادق في السودان
  • برنامج الأغذية العالمي: قافلة مساعدات ثانية تعبر من تشاد إلى دارفور، وتضرر 20 قرية بسبب خرق في سد أربعات
  • أمريكا ترحب باستئناف تسليم المساعدات الإنسانية للسودان عبر معبر أدري
  • الصحة بشمال دارفور تبحث كيفية معالجة التحديات الصحية الناتجة عن انتشار نواقل أمراض الخريف