مسؤولة دولية تحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والسودان
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
قالت مسؤولة دولية، إن الناس في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعلياً من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور.
التغيير: وكالات
حذرت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة والسودان بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية والنقص الحاد في الإمدادات الطبية والوقود، مما أدى إلى تفشي الأمراض وارتفاع معدلات الوفيات.
وأكدت بلخي خلال إحاطة صحفية من القاهرة، اليوم الأربعاء، على ضرورة فتح جميع المعابر الحدودية لضمان تدفق المساعدات بشكل مستمر، مشيرة إلى أربعة تحديات رئيسية قالت إنها تواجه استجابة المنظمة لحالات الطوارئ الإنسانية في إقليم شرق المتوسط.
وتشمل هذه التحديات: القيود المفروضة على وصول المساعدات والعاملين في المجال الإنساني، الهجمات المتكررة على مرافق الرعاية الصحية، الوقاية من تفشي الأمراض والاستجابة لها، وخطر أن يؤدي انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة إلى تكلفة بشرية حقيقية ومأساوية.
الوضع في غزةفي غزة، قالت الدكتورة بلخي- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- إن المرافق الصحية العاملة وسيارات الإسعاف تعاني نقصا هائلا في الوقود والإمدادات في ظل أوامر الإخلاء الإسرائيلية الأخيرة واستمرار الأعمال العدائية، مشيرة إلى أنه خلال الشهر الماضى “لم يسمح إلا لست عشرة شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بدخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم، ولا يزال نقل المساعدات إلى غزة يواجه عقبات كثيرة بسبب استمرار الأعمال العدائية والطرق المتضررة والمدمرة وانعدام الأمن والقيود المفروضة على دخول الشاحنات”.
وقالت إن أربعا وأربعين شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية تقف في العريش في مصر محملة بالإمدادات الصحية، وأربعين شاحنة في الإسماعيلية تنتظر فتح معبر رفح للدخول فضلا عن شاحنات تابعة لجهات إنسانية أخرى.
وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة بلخي على أن تكون الأولوية الفورية لفتح معبر رفح على الأمد الطويل لضمان التدفق الواسع وغير المقيد للمساعدات التي تشتد إليها الحاجة ووصول المساعدات دون قيود أو عوائق عبر جميع الطرق والمعابر المتاحة.
وأوضحت أن موظفي المنظمة وشركاءها في غزة لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى المرافق الصحية وكذلك قوافل المساعدات التي قيدت حركتها أو منعت من الوصول إلى وجهتها ومضت قائلة:
“يعاني العاملون في مجالي الصحة والإغاثة أشد المعاناة وهم يحاولون علاج المرضى بموارد شحيحة الأمر الذي أدى إلى التهاب الجروح وعمليات بتر الأعضاء، بل أدى إلى حالات وفاة كان من الممكن تجنبها إذا توفرت الموارد الطبية اللازمة للعلاج ولا أدل على ذلك مما حدث من رفض للطلبات المقدمة بالسماح بدخول بعثات لتقديم إمدادات طبية إلى المستشفى الأهلي ومستشفى أصدقاء المريض”.
السودان ليس أفضل حالاالوضع في السودان لا يختلف عن غزة، وفقا للدكتورة حنان بلخي، مشيرة إلى أن الناس في دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومون فعليا من المساعدات الإنسانية خاصة في دارفور. وقالت إن أكثر من ثمانمائة ألف شخص محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والمستلزمات الطبية.
وأوضحت أن المنظمة أرسلت بعثة رفيعة المستوى من الخبراء إلى تشاد بهدف تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم وأيضا لتحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود لتصل إلى ولايات دارفور المتضررة من النزاع خاصة إيصال الإمدادات الطبية العاجلة.
وقالت إن المنظمة، في إطار عملياتها عبر الحدود، نجحت في إيصال إمدادات طبية إلى شمال دارفور، في مطلع هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن هذه المساعدات تلبي بعض الاحتياجات الصحية لأكثر من مئتي ألف شخص “ولا تزال هناك حاجة قصوى إلى توسيع عملية توصيل الإمدادات إلى هذه المناطق”. وجددت الدعوة إلى فتح معبر أدري بين تشاد ودارفور بوصفه “أكثر المعابر موثوقية” عند خروج الطرق الأخرى عن الخدمة في موسم الأمطار.
تكرار الهجمات على مرافق الرعاية الصحيةفي هذا الصدد، أفادت الدكتورة حنان بلخي بالإبلاغ عن أكثر من ألف هجمة على المرافق الصحية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
أما في السودان فقد تحققت المنظمة من وقوع اثنتين وثمانين هجمة على مرافق الرعاية الصحية منذ بداية الأعمال العدائية في أبريل من عام 2023 مع الإشارة إلى أن الأسابيع الستة الأخيرة وحدها قد شهدت سبعة عشر هجوما على هذه المرافق.
وكررت في هذا السياق ما ظلت تنادي به منظمة الصحة العالمية دوما من أن حماية الرعاية الصحية “أمر لا يقبل التفاوض وينص عليه القانون الدولي الإنساني الذي لا يستثني أي دولة عضو من الالتزام به”.
تفشي الأمراضكما حذرت الدكتورة حنان بلخي من تفشي الأمراض المعدية في غزة والسودان والصومال واليمن بسبب نقص المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، ودعت إلى زيادة الاستثمارات في مجال الوقاية من الأمراض ومكافحتها.
وأخيرا، نبهت بلخي إلى أن انخفاض التمويل المقدم من الجهات المانحة يؤدي إلى إغلاق المستشفيات والمراكز الصحية في أفغانستان والصومال وسوريا، مما يهدد حياة ملايين الأشخاص. ودعت إلى زيادة الدعم المالي للقطاع الصحي في هذه البلدان لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية.
الوسومالسودان الشرق الأوسط الصومال اليمن حنان بلخي شرق المتوسط غزة فلسطين منظمة الصحة العالميةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان الشرق الأوسط الصومال اليمن حنان بلخي شرق المتوسط غزة فلسطين منظمة الصحة العالمية الصحة العالمیة الرعایة الصحیة تفشی الأمراض مشیرة إلى فی دارفور حنان بلخی إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
حزب المؤتمر: مؤتمر دعم غزة منصة دولية لتأمين المساعدات العاجلة للفلسطينيين
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية إن انعقاد مؤتمر القاهرة الوزاري لدعم «الاستجابة الإنسانية في غزة» تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يأتي امتدادا للجهود المصرية التاريخية في دعم القضية الفلسطينية، ويعكس التزام مصر الراسخ بمساندة الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها أهالي غزة.
مصر تقود جهودا إنسانية ودبلوماسية لدعم القضية الفلسطينيةوأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن انعقاد المؤتمر في القاهرة يعكس الثقة الدولية في قدرة مصر على قيادة الجهود الإنسانية والدبلوماسية في دعم القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن هذه الثقة مبنية على الدور المحوري الذي تلعبه مصر منذ سنوات طويلة في تحريك المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمات الإنسانية في المنطقة، لا سيما تلك التي يعاني منها الشعب الفلسطيني نتيجة الحصار والاعتداءات المستمرة سواء من خلال فتح معبر رفح لتسهيل مرور المساعدات، أو تقديم المساعدات المباشرة بالتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي.
منصة دولية لتأمين المساعدات العاجلة لغزةوأشار نائب رئيس حزب المؤتمر إلى أن المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 103 وفود من دول ومنظمات دولية وهيئات مالية، يعد منصة دولية هامة لتأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات العاجلة لغزة، وتعزيز التعاون الدولي لدعم جهود الإغاثة والتعافي وتحقيق عدة أهداف محورية، أبرزها ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، وتعزيز التنسيق الدولي للاستجابة للأزمة، والتخطيط للتعافي المبكر بما يضمن تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في غزة.
وشدد «فرحات» على أن المؤتمر يحمل رسالة هامة للعالم بأن معاناة الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية دولية، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لتخفيف هذه المعاناة وأن استمرار تدهور الأوضاع في القطاع يشكل تهديدا للاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما يتطلب تعاونا أكبر من جميع الأطراف مؤكدا على أن مصر ستظل داعما قويا للقضية الفلسطينية ولحقوق الشعب الفلسطيني وأن الحل الجذري للأزمة الإنسانية في غزة يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية و هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.