صحيفة الاتحاد:
2024-09-29@11:21:07 GMT

إنعام كجه جي.. سردية الحنين والاغتراب!

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

عبد الله أبو ضيف (القاهرة)

إنعام كجه جي، صحفية وروائية، ولدت في عام 1952 في بغداد، عندما أصدرت روايتها الأولى «سواقي القلوب» كان البطل مأخوذاً بالحنين للوطن، وهذا ما نجده أيضاً في روايتها «طشارى» التي تناولت فيها مشكلة بعض المهجّرين قسرياً، و«الحفيدة الأميركية» التي تناولت فيها أحداثاً ويوميات متصلة بالاحتلال الأميركي لبلادها.


وهكذا مثلت ثيمة الحنين إلى الوطن متناً راسخاً في تجربتها السردية، وهي التي عاشت طويلاً خارج وطنها، وفي مثل هذه الحال فـ«لا جرح يداوي جرحاً، لكن قبساً هناك يمكن أن يخفف من عتمة مريرة هنا»، كما قالت في أحد أعمالها. وهو تعبير من الممكن إسقاطه على جرح غربتها عن وطنها لأكثر من 40 عاماً، حيث تجني في الغربة جرح الاشتياق إلى النخيل ودجلة والفرات ذراعي العراق التاريخيين. وقد منحها وطنها قبساً يخفف من العتمة عندما رفع لافتة باسمها في شارع المتنبي في بغداد، كما شرفها ورفع من قيمة تجربتها الأدبية وصولها أيضاً للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الأدبية ثلاث مرات.
وتستخدم الكاتبة العراقية ضمير المتكلم في أعمالها وخاصة في مجموعتها المهمة «بلاد الطاخ طاخ»، وفي حديث لـ«الاتحاد»، قالت إن قصصها تكاد تكون بمثابة شهادات واقعية تقدمها شخصيات مختلفة، عن مجتمع كامل مر بتجارب عديدة تستحق أن تروى، ومن هنا يكمن استخدام ضمير المتكلم الذي يعطي انطباعاً للقارئ بأن الحدث حقيقي وكأن السارد ينطق بلسانه من واقع تجربته، ويساعد ذلك على فيضان خياله والانسجام مع الشخصية. وترى أن كل هذا يقرب ما بين المتكلم والقارئ ويقفز من فوق كتفي الراوي العليم.
وإنعام كجه جي، رغم بداية تجربتها الروائية متأخرة، حيث بدأت بعد الغزو الأميركي للعراق تقريباً، إلا أن قراءاتها الغزيرة للأدب جعلتها واحدة من رواده. وفي هذا المقام أشارت إلى أنها تقرأ كل ما تصل إليه يدها من كتب في السيرة والمذكرات، ولم يبتعد الشعر عن ذائقتها، حيث تحاول متابعة كل ما ينشر منه على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت دار نشر كبرى مع الوقت للمواهب المختلفة على مستوى العالم وتحديداً عالمنا العربي.
وتقول الكاتبة، إن حركة نشر فن الرواية غزيرة، ومن ثم تحاول أن تلاحق ما يصدر منها كل يوم، ورغم ذلك فإنها بالكاد تتمكن من قراءة روايتين في الشهر، وتحب أيضاً مطالعة ومتابعة المذكرات السياسية والفنية المكتوبة باللغة الفرنسية حيث تقيم في فرنسا منذ سنوات طويلة.
وتلوم الكاتبة العراقية نفسها على هجرتها عن وطنها الذي يسكن قلبها وروحها، وعالمها الروائي وشخوص إبداعها، وفي أحد أعمالها تقارن حتى بين العراق وطنها الأم، وفرنسا مقر سكنها.. «بغداد فيها أوبرا؟ -فيها كل شيء- ماذا فيها أكثر من باريس؟ دجلة ومليون نخلة وأمي»!
وفي قصة «الخوافات» أحد إبداعات كجه جي تدور حكاية سبع شقيقات، في سرد ما بين الواقعي والأسطوري، حيث تشير في حديثها رداً على ما إذا كانت الحركة النسوية الجديدة ساهمت في تحسين وضع المرأة في الوطن العربي، إلى أن المرأة العربية تقع تحت ضغوط اجتماعية وثقافية، فضلاً عن أثر النزاعات والحروب في العديد من بلداننا والتي تؤثر سلباً على مسار حياة الإنسان الطبيعية والمستقرة.
وتعمل إنعام كجه جي الآن على رواية تعتبر نفسها متأخرة في إصدارها بسبب عدم وجود وقت كافٍ، متمنية توفر عزلة مناسبة مع التحرر من الواجبات الصحافية والعائلية، للانتهاء منها، كاشفة أن حلمها المستقبلي يتمثل في كتابة مذكراتها بعد كل هذه السنين قائلة: «أظن أن فيها مدهشات تنافس الروايات».
وقد اختار الباحث معتصم باسم، أعمال الكاتبة العراقية إنعام كجه جي كمدلول على الموروث الشعري القديم المستدعى في أعمالها الروائية مما ساهم في ترشيحها لأغلب الجوائز العربية وحتى ترشيح اسمها لجائزة نوبل للآداب، التي حظي بها منفرداً حتى الآن من عالمنا العربي نجيب محفوظ.
وقد عالجت الدراسة الموروث الشعري القديم المُستدعى في روايات إنعام كجه جي، لأنَّ ثَمَّة حضوراً واضحاً لهذا الموروث في نصوصها الروائيَّة، واستقصى الباحث مواطن الاستدعاء موضحاً آليَّته ودواعيهِ في كلِّ موطنٍ.

المصدر: صحيفة الاتحاد

إقرأ أيضاً:

تمكين تستأنف أعمالها بمناقشة مرتكزات تمويل البحوث والابتكارات

"عمان": تستأنف عيادة البحث العلمي والابتكار أعمالها غداً لمناقشة مرتكز التمويل، وممكن التشريعات والقوانين استكمالا لتحليل التحديات والفجوات في جميع مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والخروج بالمبادرات التنفيذية والتوصيات والمقترحات الأخرى التي تعزز دعم هذه المنظومة، وإبراز دورها في دعم الاقتصاد الوطني، وتمكين تحقيق مستهدفات "رؤية عمان 2040"، وتعزيز أداء سلطنة عمان على مؤشر الابتكار العالمي.

وكانت عيادة البحث العلمي والابتكار (تمكين) قد ناقشت خلال الأسبوع المنصرم مرتكز البنى البحثية والابتكارية، وممكن القدرات البشرية في البحث العلمي والابتكار، وقد انتهجت العيادة مسارات تعزيزية في العمل حيث تضمنت منهجيات جلسات النقاش البؤرية المركزية، وأساليب الجلسات التشاورية في الاستماع للمشاركين ممثلي المؤسسات والجهات الفاعلة في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وبذلك لم تقتصر المخرجات على قائمة المبادرات التنفيذية ولكن تم توثيق وتدوين المقترحات والأفكار الابتكارية في بنك المبادرات والأفكار، وكذلك تم توثيق التوصيات التي وردت في كل محور لتضمينها في المخرجات النهائية للعيادة.

مبادرات تنفيذية

وحول أهمية العيادة أوضحت الدكتورة جميلة بنت علي الهنائية المديرة التنفيذية لعيادة البحث العلمي والابتكار بأن أهمية هذه العيادة تكمن في توقيت تنفيذها، حيث تتزامن مع الاستعداد لوضع الخطة التنموية الخمسية الحادية عشرة، إذ تسعى عيادة البحث العلمي والابتكار إلى تعريف التحديات الأساسية على مستوى المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، والعمل على وضع الحلول المستدامة لها عبر مجموعة من المبادرات التنفيذية وذلك بنهج تشاركي، وقائم على تضمين مدخلات جميع شركاء المنظومة، والاستئناس بأفضل الممارسات الإقليمية والدولية، والاستفادة من التجارب المتميزة، والتركيز على تحقيق المواءمة والتكامل مع الجهود الوطنية القائمة، والبناء عليها، والأخذ في الحسبان أهمية مواكبة مستجدات التحول نحو اقتصاد ومجتمع المعرفة، وقد ركز جدول أعمال الأسبوع الأول على تحليل المرتكزين ومبادراتها وتعريف متطلبات التنفيذ من حيث الموازنات التمويلية والأطر القانونية والتشريعية التي يتم مناقشتها خلال الأسبوع الثاني من العيادة.

ممكن أساسي

وأما فيما يتعلق بالممكن الأول فقد أكد علي بن عبدالله المسكري، رئيس ممكن القدرات البحثية والابتكارية، أن الكفاءات والموارد البشرية في البحث العلمي والابتكار هي من أهم مكونات المنظومة الوطنية، إذ يقع على عاتقها تنفيذ الأنشطة البحثية والابتكارية، وإنتاج المخرجات العلمية والفكرية والتكنولوجية، وهي ترتبط بعدة مدخلات من مؤشر الابتكار العالمي، ويهدف هذا الممكن إلى توفير البيئة المحفزة والداعمة لتشجيع وتطوير القدرات الوطنية في مجال البحث العلمي والابتكار، حيث تمت دعوة الشركاء الفاعلين في موضوع القدرات الوطنية البحثية والابتكارية من المؤسسات الحكومية والخاصة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمبتكرين والخبراء في هذا المجال، وتمت مناقشة الوضع الراهن للقدرات البحثية والابتكارية والبرامج التي تنفذ من قبل الشركاء والتحديات التي تواجههم والتجارب الدولية المتخصصة، وكيفية الاستفادة منها وتحليل المؤشرات الدولية المرتبطة بهذا الممكن وقد أوضح التحليل الاستراتيجي أهمية دعم مرتكز القدرات البحثية والابتكارية، وخرجت أعمال هذا الممكن باقتراح مبادرات تستهدف بناء وتطوير والاستثمار في رأس المال البشري في البحث العلمي والابتكار، وذلك عبر تفعيل مسارات نوعية متوازية تأخذ في الاعتبار أهمية بناء الكفاءات العلمية في مختلف مراحل التعليم بدءا من التعليم المدرسي، والتعليم الجامعي والعالي، وكذلك التدريب ورفع الكفاءات الوطنية والمهارات في البحث العلمي والابتكار، مما يسهم في رفع العدد الكلي للباحثين والمبتكرين، وتحسين الجودة النوعية والمهارات للموارد البشرية في البحث العلمي والابتكار.

بنى بحثية فاعلة

وتمثل البنى البحثية والابتكارية المكمل الأساسي للقدرات البشرية في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وحول هذه البنى أشار الدكتور عيسى بن سالم الشبيبي رئيس مركز البنى البحثية والابتكارية، إلى أن البنى الأساسية والرقمية للبحث العلمي والابتكار تضم أربعة محاور أساسية وهي المراكز البحثية، ومراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا، والمناطق العلمية، والبنى الرقمية، ففي محور المراكز البحثية تم استعراض واقع المراكز البحثية والتحديات التي تواجهها من خلال تحليل عدد من الدراسات والبيانات والإحصاءات التي تم جمعها خلال جلسات العمل التحضيرية لعيادة تمكين البحث العلمي، هذا بجانب ⁠استعراض أهم الممارسات والتجارب الإقليمية والدولية في تفعيل دور المراكز البحثية كمحركات للنمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة، كما تم مناقشة النماذج المثلى لحوكمة وتنظيم المراكز البحثية، وإسقاطها على متطلبات التنمية في سلطنة عمان بناء على الاحتياجات والأولويات الوطنية، وخرجت النقاشات بمقترحات للحوكمة لتعزيز رفع جودة مخرجات المراكز البحثية، وربطها بالاقتصاد والتنمية الاجتماعية.

بنى رقمية داعمة

وعلى صعيد البنى الرقمية الداعمة للمنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار فقد أشارت فاطمة بنت أحمد الراسبية إلى أن التطورات التكنولوجية المتسارعة قد فرضت أهمية توظيف الأدوات التقنية والرقمية في دعم الأنشطة البحثية والابتكارية، وتعزيز الربط والتكامل بين مؤسسات وشركاء المنظومة، وقد تمت في هذا المحور مناقشة تجارب الجهات المختلفة في إنشاء وإدارة المنصات الإلكترونية، وإسقاطها على مشروع منصة عمان تبتكر، حيث تم التطرق لمختلف الجوانب الأساسية التي يجب مراعاتها عند تأسيس هذه المنصة، والاستفادة من تجارب المؤسسات المشاركة في العيادة من حيث الجوانب التقنية والفنية والإدارية بهدف ضمان تحقيق التشغيل المستدام، وقد خرج المحور بجملة من التوصيات والمقترحات، وكذلك بتصور مشترك لحوكمة مشروع منصة عمان تبتكر، وذلك من أجل تعزيز البنى الرقمية في سياق المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار.

مناطق علمية محفزة

وأفاد المهندس سلطان بن سيف العامري، رئيس محور المناطق العلمية بأن المناطق العلمية هي من أهم مكونات المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، إذ تؤدي دورا مركزيا في تحفيز التنمية الاقتصادية القائمة على المعرفة والتقانة، وكذلك تعد هذه المناطق محفزات لتسريع الانتقال إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، وذلك بالتركيز على أهداف تنافسية تتمحور حول توفير البيئة التمكينية لتنظيم سريان المعرفة والتقانة وثقافة الابتكار بين المؤسسات القائمة على المعرفة، ومؤسسات الأعمال التي تتلقى هذه المعرفة، وتسهيل إقامة وتنمية الشراكات القائمة على الابتكار، وقد تمت مناقشة حيثيات ومتطلبات إدارة المناطق العلمية وتطويرها بصورة فاعلة تستجيب لمتطلبات التنمية الوطنية، وبما يسهم في تحقيق "رؤية عمان 2040"، حيث أكدت المخرجات في هذا المحور على ⁠ضرورة تنظيم إنشاء وتفعيل المناطق العلمية عن طريق وضع خطة قابلة للتنفيذ لتنظيم إنشاء وإدارة وتطوير المناطق العلمية في سلطنة عمان، وتعزيز دورها في سياق الأولويات الوطنية المرتبطة بجذب الاستثمار، وتعظيم العوائد الاقتصادية والاجتماعية من الاستثمار في البحث العلمي والابتكار.

حوكمة مراكز الابتكار

وفي محور مراكز الابتكار ونقل التكنولوجي قالت المهندسة نوال بنت سعيد العرفاتية: تعزيز التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة يتطلب الاستثمار في مخرجات العملية البحثية والابتكارية عبر مراكز دعم الابتكار وتعزيز نقل وتوطين التكنولوجيا، والعمل في هذا المحور تطرق إلى مناقشة التحديات القائمة في تفعيل هذه المكونات الهامة للمنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، حيث تم استعراض عدد من التجارب الإقليمية والدولية ذات الصلة، وخرجت النقاشات بالتصور المتكامل لدعم إنشاء وحوكمة مراكز للابتكار على المستوى الوطني بحيث تضم ثلاث مكونات أساسية وهي الحاضنات العلمية، ومراكز نقل وتوطين التكنولوجيا، ومراكز النمذجة، ومرافق متكاملة من شأنها دعم تطوير مخرجات البحث العلمي والابتكار وتحويلها لمنتجات وخدمات ذات قيمة اقتصادية واجتماعية، وذلك بالتكامل والشراكة بين الجهات المنتجة للمعرفة مع القطاعات الصناعية والإنتاجية وقطاع ريادة الأعمال.

وتختتم أعمال العيادة باجتماع للجنة الإشرافية لمشروع عيادة البحث العلمي والابتكار "تمكين" برئاسة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ورئيسة اللجنة الإشرافية، وعضوية معالي الدكتور خميس بن سيف الجابري رئيس وحدة متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040، وحضور أصحاب المعالي والسعادة أعضاء اللجنة وممثلي الجهات الفاعلة في المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار، وذلك لمناقشة واعتماد مخرجات العيادة.

مقالات مشابهة

  • فرق توزيع المساعدات التابعة للجنة الطوارئ تواصل أعمالها في مدينة سبها
  • إلى قائمة كتاباتي المنشورة فيها
  • مخرجة “أم كلثوم” تُكذِّب هالة صدقي.. وتكشف سراً جديداً
  • منه فضالي تروج لأحدث أعمالها الدرامية الجديدة رمضان 2025
  • تمكين تستأنف أعمالها بمناقشة مرتكزات تمويل البحوث والابتكارات
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تحكي قصة “الحكامة” التي خلعت ملابسها الداخلية وعلقتها داخل متحرك للدعم السريع وإنصاف مدني تقاطعها: (قولي قلعت لباسها عادي ما فيها حاجة)
  • الكاتبة ريم بسيوني: «أولاد الناس» نقلة في مشواري.. وزوجي وابنتي أول القراء
  • «خبراء الضرائب»: 5 مزايا لتطبيق التيسيرات الضريبية على المدارس الخاصة
  • 11 معلومة عن ملك قورة بعد إثارتها للجدل بفستان زفافها
  • الجمعية العامة للأمم المتحدة تواصل أعمالها لليوم الثالث على التوالي في نيويورك