سلط الخلاف بين الكويت والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، على الحق في استغلال حقل الدرة للغاز، في الخليج العربي، الضوء على حقول الطاقة التي شهدت نزاعات بينية في منطقة الخليج، رغم حل عدد منها بين الدول المتنازعة وفقا لاتفاقيات وتفاهمات بينية على كيفية الاستفادة من عوائدها.

وظهر الخلاف حول حقل الدرة مجددا، في 30 تموز/يوليو الماضي، حين حذرت إيران، من أنها لن تتسامح مع أي "انتهاك" لحقوقها بحقل الدرة، الذي تطلق عليه بالفارسية اسم "آرش" في نزاعها عليه مع الكويت.




وردا على التحذيرات الإيرانية، اعتبرت الكويت أن الحقل حق مشترك لها مع السعودية، وتمثل الدولتان طرفا واحدا، داعية إيران إلى التفاوض معهما بصورة مشتركة، للوصول إلى اتفاق بشأن الثروات في المنطقة المغمورة في الخليج، وفقا لبيان وزارة الخارجية الكويتية.

وتم اكتشاف حقل الغاز في مياه الخليج في 1967، ويعد موضع خلاف طويل بين الكويت وإيران منذ مدة طويلة، وشرعت الكويت والسعودية، في تطوير الحقل، بعد اتفاق عام 2022، رغم الرفض الإيراني واعتباره الاتفاقية غير قانونية.

لكن منطقة الخليج، تحتوي على عدد من حقول النفط والغاز، التي تعد نقاطا ساخنة، وقد تفجر خلافات في أية لحظة، نظرا لوقوعها في مناطق حدودية مشتركة، وحصلت خلافات سابقة على حق استغلالها، ونستعرض في التقرير التالي هذه الحقول:

حقل أبو سعفة

حقل نفطي مشترك بين السعودية والبحرين، جرى اكتشافه في العام 1963، وتأخر استغلاله باستخراج النفط لمدة 3 سنوات.

ورغم وقوع الحقل داخل المياه البحرينية، إلا أن السعودية، تقوم بكامل عملية الاستخراج منذ عام 1966، وكانت تمنح عوائد الإنتاج بالكامل للبحرين، بسبب اتفاق ثنائي بين البلدين.

لكن لاحقا وقع البلدان اتفاقية من أجل تطوير الحقل، وتقوم على رفع الإنتاجية من 150 برميلا، إلى 300 ألف برميل في اليوم في الوقت الحالي، وتولي شركة أرامكو، تسويق إنتاجه، وتوزيع عوائد النفط مناصفة بين البلدين.

ويقع الحقل في مياه الخليج العربي، جنوب شرق حقل البري، مرافق أبو سعفة الحالية على عشر منصات، في كل منصة منها 6 آبار، وخمس منصات، في كل منصة منها بئر واحدة.

وبلغ الإنتاج الأقصى من النفط في الحقل، عام 2004، وقدرت كلفة تطويره بنحو 1.2 بليون دولار، من أجل رفع طاقته الإنتاجية.



حقل الشيبة

حقل نفطي يقع على بعد 40 كم من صحراء الربع الخالي، ويبعد عن حدود أبو ظبي مسافة 10 كم، رفضت الإمارات وقوعه داخل الترسيم الحدودي السعودي، نظرا لقربه من أراضيها، وكان مدار خلاف بين البلدين، رغم السيطرة السعودية عليه وقيامها باستخراج الثروات منه وحدها.

ووفقا لاتفاقية وقعت بين البلدين، تمتلك الدولة التي يقع 80 بالمئة من مساحة الحقل في أراضيها، الحق في تطويره والاستفادة من إنتاجه بالكامل، وهو ما رفضته الإمارات، بعد إظهار الترسيم الحدودي، أن النسبة الأكبر كانت داخل الأراضي السعودية.

ووفقا للمرحلة الأولى من مشروع توسعة حقل النفط، أدى ذلك إلى زيادة الإنتاج إلى 750 ألف برميل في اليوم الواحد من النفط الخام العربي الخفيف عالي القيمة بحلول عام 2009.

لكن مع خطط رفع الإنتاج وتوسيع العمل، في عام 2016، عززت الشركة إنتاجها بـ 250 ألف برميل إضافية، لترفع بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية لحقل الشيبة إلى مليون برميل في اليوم الواحد، أي ما يعادل ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية بحسب موقع أرامكو.

وسعت السعودية عام 2005 لحل الخلاف حول الحقل، عبر التفاهم مع الإمارات واقتسام عوائد الإنتاج، مقابل تخلي الإمارات عن مطالباتها في الجزر والمياه الإقليمية في خور العيديد، لكن المحاولات التي قام بها وزير الداخلية السعودي الراحل الأمير نايف فشلت، وقامت الإمارات بتعديل خرائطها، وإطلاق تسمية حقل زراره على الشيبة وفق التسمية السعودية، وضم جزر خور العيديد.



حقل الخفجي والمنطقة المقسومة

يعد حقل الخفجي من أقدم الخلافات على حقول الطاقة في الخليج، بين الكويت والسعودية، ويرجع إلى عام 1922، بعد ترسيم أول حدود برية، في اتفاقية أطلق عليها العقير، والتي ظهرت فيها المنطقة المقسومة، وتحتوي على النفط.

وأبرمت الاتفاقية بهدف، تعيين منطقة حرة، من أجل تنقل البدو والقوافل بين البلدين، وقسمت الثروات الطبيعية في باطن الأرض فيها بالتساوي بين الكويت والسعودية.

وفي عام 1954 اكتشفت شركة جيتي أويل الأمريكية، حقل الوفرة بالمنطقة المقسومة، تلاها في العام 1957 اكتشاف شركة الزيت العربية اليابانية، حقل الخفجي البحري، والذي ينتج نحو 250 ألف برميل يوميا من النفط المتوسط.

وتولت شركات أجنبية استخراج الثروات من باطن الأرض، وتوزيعها مناصفة بين البلدين، حتى العام 2000، حين رفضت السعودية، تجديد الامتياز لشركة الزيت العربية اليابانية التي اكتشفت الحقل، وتولت أرامكو بعد الاستحواذ على حصة السعودية، الاستخراج والإنتاج، فيما تولت شركة الكويت لنفط الخليج، استخراج حصة الكويت في الحقل.

لكن الإنتاج توقف لمدة 5 سنوات، عام 2014، لأسباب أعلن أنها بيئية، بعد وصوله إلى إنتاج قدره 300 ألف برميل، وبعد تفاهمات عام 2019، أعيد العمل في استخراج النفط من الخفجي، فضلا عن اتفاق آخر لتسهيل عمليات الدخول والخروج من المنطقة المقسومة البرية، وإنهاء الخلاف حول الاستفادة من الحقل.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الخليج حقول السعودية النفط الخليج السعودية نفط حقول سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکویت والسعودیة بین البلدین بین الکویت فی الخلیج ألف برمیل

إقرأ أيضاً:

لغز حقل عكاز.. العراق بين أزمة طاقة والفساد الاستثماري

2 مارس، 2025

بغداد/المسلة: يواجه العراق، البلد الغني بالثروات النفطية والغازية، أزمة متفاقمة في استغلال موارده الطبيعية، حيث يبرز حقل عكاز الغازي كمثال صارخ على التعثر الذي يهدد بتفاقم أزمة الكهرباء مع اقتراب صيف 2025.

يأتي هذا الوضع في ظل جدل واسع حول عقد تطوير الحقل الموقّع مع شركة أوكرانية مثيرة للشبهات، ما يثير تساؤلات حول مصير هذا المورد الاستراتيجي.

وكشفت لجنة النفط والغاز والطاقة النيابية، في بيان أصدرته يوم الأحد 2 مارس 2025، عن تورط جهات سياسية في استبعاد شركة “كوكاز” الكورية من تطوير حقل عكاز لصالح شركة “يوكرزم ريسوس” الأوكرانية.

وأوضحت اللجنة أن العقد، الذي تم توقيعه في نيسان 2024، أدى إلى ضياع ملايين الدولارات دون تحقيق أي تقدم عملي على الأرض، رغم مرور نحو عام على توقيعه.

وأفادت عضو اللجنة زينب الموسوي بأن “التحقيقات بدأت بعد شهرين من توقيع العقد، وأظهرت أن الشركة الأوكرانية وهمية، لا تمتلك سوى موقع إلكتروني دون أي وجود فعلي أو خبرة في استثمار الغاز”.

وأضافت أن “جهات سياسية استفادت ماليًا من هذا التحويل، حيث لم تباشر الشركة أي عمل حتى الآن، مما يعزز الشكوك حول نوايا هذا العقد”.

ويمتلك حقل عكاز، الواقع في محافظة الأنبار، احتياطيًا يزيد عن 5 تريليون قدم مكعب، ما يجعله ثاني أكبر حقل غاز في الشرق الأوسط. وُضعت خطة لتطويره تهدف إلى إنتاج 100 مليون قدم مكعب يوميًا (ممق) خلال عام، وصولاً إلى 400 مقمق في غضون 4 سنوات، لكن الشركة الأوكرانية فشلت في تحقيق أي جزء من هذه الأهداف حتى مارس 2025.

وأثارت قدرات الشركة الأوكرانية تساؤلات منذ البداية، حيث قال رئيس غرفة التجارة الدولية الأوكرانية في العراق، عماد بالك، إن “الشركة صغيرة وغير مؤهلة للتعامل مع حقل بحجم عكاز”. أكد أنها “تعتمد على تجميع شركات أخرى لتنفيذ العمل، لكنها لم تتمكن حتى الآن من إثبات قدرتها”.

وتشير تقارير إلى أن الحقل كان قد أُسند سابقًا لشركة “كوكاز” الكورية، التي انسحبت في 2014 بسبب تهديدات “داعش”، وبعد جهود عراقية محلية وصل الإنتاج إلى 80 مقمق يوميًا. لكن العقد الجديد مع “يوكرزم ريسوس” أوقف هذا الزخم، وسط اتهامات بأن ضغوطًا سياسية دفعت نحو هذا الاختيار المثير للجدل.

وتتجاوز القضية الحدود العراقية، حيث يُنظر إلى إسناد العقد لشركة أوكرانية كجزء من حسابات دولية. وترى مصادر أن تدخلات أمريكية ربما ساهمت في هذا القرار، لدعم أوكرانيا في ظل حربها مع روسيا، بينما حاولت روسيا والصين التنافس على الحقل لتصدير الغاز إلى أوروبا كبديل للغاز الروسي.

وتتحرك أصوات برلمانية لتقديم بلاغ إلى هيئة النزاهة الاتحادية للتحقيق في تفاصيل العقد، وسط مخاوف من أن تكون الشركة الأوكرانية مجرد واجهة لعمليات فساد. ويبقى العراق، الذي يعتمد على الغاز المستورد بنسبة تصل إلى 40% من احتياجاته حسب تقديرات “وكالة الطاقة الدولية” لعام 2024، عالقًا في مأزق قد يفاقم أزمته الطاقوية.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • جمال الدرة لـ«البوابة نيوز»: فقدت نجلي و80 شخص من عائلتي في العدوان على غزة
  • مغردون يتساءلون عن حرائق غامضة أثارت هلعا في ليبيا فما قصتها؟
  • إلهام شاهين تثير الجدل من جديد.. الصلاة مش لازم تكون فورًا
  • مؤسسة النفط الليبية تطالب برفع وتيرة الإنتاج في شركة "الخليج العربي"
  • مصر تعلن عن فرص استثمار لتطوير حقول ومناطق استكشاف نفطية
  • الدول العربية الأكثر توليدا للكهرباء من طاقة الرياح (إنفوغراف)
  • في ثالث أيام رمضان.. تعرف على سعر الذهب في السعودية
  • لغز حقل عكاز.. العراق بين أزمة طاقة والفساد الاستثماري
  • «الخليج العربي» تُكرّم رئيس مؤسسة النفط على جهوده في تعزيز الإنتاج
  • شاهد بالفيديو.. أثارت غضب المتابعين.. فتاة سودانية تصف (عواسة الكسرة) بالظاهرة السلبية وتتمنى إختفائها عن الحياة