فانس يبشر بأفكار ترامب وبايدن قد ينسحب من السباق الرئاسي
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
تركزت الأضواء على السيناتور جي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس دونالد ترامب، في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري اليوم الأربعاء، والذي أوضح في كلمة له مدى تأثير أفكار ترامب على الحزب لسنوات مقبلة، بينما أبدى الرئيس جو بايدن استعداده لإعادة النظر في خوض السباق الرئاسي.
وقال فانس، في كلمته، إن الإعلام كان غير نزيه بالكامل وأغفلوا ما كان يقوم به الرئيس ترامب من إنجازات، مضيفا أن "الرئيس الحقيقي هو من يدعو إلى الوحدة وقد أطلق عليه النار للتو"، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب قبل أيام.
وفي مسيرته السياسية القصيرة، سعى فانس (39 عاما) إلى صياغة أفكار ترامب في شكل قائمة أولويات سياسية متماسكة قد تجعل الولايات المتحدة تلعب دورا أقل هيمنة على الساحة الدولية.
وأدت المخاوف من احتمال تولي ترامب لفترة ولاية ثانية إلى انخفاض الأسهم اليوم الأربعاء، وتضررت بشدة شركات صناعة الرقائق خاصة بعد أن قال ترامب لمجلة "بلومبيرغ بيزنس ويك" في مقابلة إنه يتعين على تايوان دفع كلفة الدفاع عن نفسها.
وعارض فانس الذي انتخب عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي قبل أقل من عامين المساعدات العسكرية لأوكرانيا ودافع عن محاولات ترامب لإلغاء خسارته في الانتخابات عام 2020 أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
وقال إنه يتعين على الحكومة بذل جهد أكبر لمساعدة الطبقة العاملة من خلال تقييد الواردات ورفع الحد الأدنى للأجور واتخاذ إجراءات صارمة ضد سخاء الشركات.
وتتعارض هذه المواقف مع الموقف التقليدي المؤيد للأعمال التجارية الذي يتبناه الحزب الجمهوري، لكنها قريبة الشبه بقائمة أولويات ترامب.
سطوة ترامبوعلى الرغم من هذه التحولات السياسية، أصبحت سطوة ترامب على الحزب الجمهوري أقوى من أي وقت مضى بعد محاولة اغتياله.
وتستمر أعمال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يومه الثالث وقبل الأخير في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن.
ويناقش الحزب الجمهوري في المؤتمر قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية تحت شعار "لنجعل أميركا قوية مجددا".
ويركز الجمهوريون فيه على كيفية مقاربة بايدن وإدارته للتحديات الأمنية في العالم خاصة المحيط الهادي وأوروبا والشرق الأوسط.
كما يقدم المجتمعون في المؤتمر رؤيتهم للملامح العامة للسياسة الخارجية للبيت الأبيض في حال فاز مرشحهم دونالد ترامب.
وكان من أهداف الجمهوريين في مؤتمرهم إشاعة أجواء من الوفاق والوحدة وإظهار التناقض مع الحزب الديمقراطي الذي يسوده خلاف منذ أسابيع عما إذا كان يجب على بايدن (81 عاما) التخلي عن الترشح لفترة جديدة بعد تعثره في المناظرة في 27 يونيو/حزيران مع ترامب (78 عاما).
وتركز اهتمام خطابات المساء في ميلواكي على موضوع القانون والنظام، وتشبعت بخطاب ترامب المناهض للمهاجرين ووجه المتحدثون انتقادات غاضبة لسياسات بايدن في الحدود الجنوبية.
بايدن قد ينسحبمن ناحية ثانية، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في حملة بايدن أن الرئيس ملتزم بالإبقاء على ترشحه بعد دعوة النائب آدم شيف له للانسحاب.
وقالت "سي إن إن" إن ترامب لديه طريق حقيقي للحصول على 330 صوتا انتخابيا، مشيرة إلى أن "الأرقام تزداد سوءا" بالنسبة لبايدن.
وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع لشبكة "إن بي سي نيوز" إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر دفع اللجنة الوطنية الديمقراطية لتأجيل ترشيح بايدن.
وقال بايدن لمحطة "بي إي تي" إنه سيعيد النظر في خوض الانتخابات إذا قال له الأطباء إنه يعاني من مشكلة صحية".
وأضاف بايدن للمحطة الأميركية أنه ارتكب خطأ فادحا خلال المناظرة الرئاسية السابقة.
وأشار إلى أنه قال إنه سيكون مرشحا انتقاليا حينما ترشح المرة السابقة، ولكن لم يتوقع أن يصل الانقسام لهذا الحد.
وقال الرئيس الأميركي إن التقدم في العمر يجلب الحكمة وقد أثبت أنه أنجز الأمور من أجل البلاد، مضيفا أن هناك كثيرا من الأمور التي ينبغي القيام بها وأنه متردد في عدم استكمال ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
انشقاق كبير يهز حزب البشير «المعزول» .. الرئيس المخلوع خاطب اجتماع «الشورى» بحضور قادة «المؤتمر الوطني»
ضرب انشقاق كبير حزب المؤتمر الوطني المعزول، الذي أطيح به من الحكم بثورة شعبية في السودان 2018، إثر انتخاب «مجلس الشورى» المختلف حوله، أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، رئيساً للحزب، على الرغم من اعتراض التيار الذي يقوده رئيس المكتب القيادي، إبراهيم محمود، وتحذيره من خلافات قد تؤدي إلى انقسام الحزب.
وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر مقربة من المجموعتين المختلفتين، فضلت حجب اسمها، أن اجتماع «الشورى» عقد الخميس الماضي بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال البلاد)، حضره من القيادات، أحمد هارون، والأمين العام للحركة الإسلامية علي أحمد كرتي، ونائب الرئيس الأسبق، علي عثمان محمد طه، والقيادي أسامة عبد الله، كما شاركت قيادات بالخارج داعمة للاتجاه نفسه في الاجتماع عبر وسائل الإنترنت.
البشير يخاطب الاجتماع
ووفقاً للمصادر، خاطب الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، اجتماع «الشورى» برسالة صوتية، وبارك انتخاب أحمد هارون، وجرى تأمين الاجتماع بعناصر الحركة الإسلامية.
واستبق المكتب القيادي، بقيادة إبراهيم محمود، انعقاد الاجتماع بإصدار بيان الأربعاء الماضي، أعلن فيه عدم الاعتراف به أو بأي قرارات تصدر عنه، وعَدَّ تلك الخطوة مخالفة للنظام الأساسي، مطالباً الأعضاء الذين وجهت اليهم الدعوات بعدم حضوره.
خلافات حول المطلوبين للجنائية
وبدأ الحراك الانشقاقي داخل الحزب الذي تقوده شخصيات نافذة عقب عودة إبراهيم محمود، آخر رئيس مكلف من قبل «مجلس الشورى»، إلى مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة في البلاد، قادماً من تركيا. وقالت مصادر أخرى إن محمود لن يعترف بقرارات «مجلس الشورى»، وسيمضي وحده في تكوين حزب تحت ذات المسمى.
وأوضحت أن دوافع مجموعة محمود هو التخلُّص من التركة الثقيلة من قيادات الحزب المطلوبة لدى المحكمة الجنائية -من بينهم البشير وهارون وعبد الرحيم محمد حسين- والتي تسببت -حسب تعبيرها- في خسائر سياسية كبيرة للحزب، واستمرار وجودها سيكون خصماً في المستقبل على الحزب.
وأشارت إلى أن الصراع بين المجموعتين بدأ في أعقاب عودة إبراهيم محمود مباشرة من تركيا، والذي يحظى بدعم كبير من القياديين نافع علي نافع، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الأسبق، محمد عطا المولى.
وحسب المصادر، سارعت مجموعة أحمد هارون إلى عقد اجتماع «مجلس الشورى»، بدعم من علي كرتي، المسؤول الأول عن إشعال حرب 15 من أبريل (نيسان) 2023، (حسب تقارير ومصادر متنوعة) لإزاحة أي مجموعة أخرى تسعى للسيطرة على الحزب.
كرتي... كرَس الانقسام
ووفقاً للمصادر، فإن كرتي وراء قيام اجتماع «مجلس الشورى» لحسم المجموعة الأخرى، والتمهيد لاستلام أحمد هارون قيادة الحزب، وأن دافعه في ذلك استمرار الحرب تحت مسمى «معركة الكرامة» للعودة إلى الحكم مرة أخرى.
وقالت المصادر إن تحركات إبراهيم محمود أزعجت مجموعة علي كرتي، المعروف بعلاقته الواسعة مع الجيش عبر أذرعه في الاستخبارات العسكرية.
واعتذرت قيادات في المؤتمر الوطني عن الحديث لـ«الشرق الأوسط» للتعليق على هذه المعلومات، دون ذكر الأسباب، من بينهم قيادي تسلم موقعاً بارزاً في الحزب.
واستبعد مفكر إسلامي شهير قدرة حزب المؤتمر الوطني ومرجعيته الفكرية، الحركة الإسلامية، على الإصلاح، بسبب ما سمّاه «الإفلاس الفكري الذي تواجهه الحركة، لأنهم مهما اتفقوا أو اختلفوا فهم بحاجة إلى مشروع جديد ولتجديد جذري».
نصيحة مني أركو مناوي
وأشار إلى تصريحات حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، الذي طالبهم فيها بإجراء مراجعات فكرية وتقديم رؤية جديدة، والاعتذار للشعب السوداني عن أخطاء الماضي، بقوله: «هناك واجبات تقع عليهم... عليهم عمل مراجعة وتقديم رؤية للمستقبل، لأن معادلة وجودهم في المستقبل تقتضي القبول بالسودان الواحد الديمقراطي». وتابع: «هذا حديث ظللت أردده لهم عدة سنوات، فالقضايا الأساسية التي يجدون لها حلّاً أدت لفصل الجنوب، وهي قضية المواطنة وإشكالية الشريعة والدولة الحديثة، هم كانوا أكثر حركة مؤهلة لحل هذه القضايا، لكنهم لم يفعلوا، والحل يبدأ بفتح الباب لجيل جديد مؤهل لصياغة مصالحة بين الإسلام والعصر».
وشدّد المفكر -الذي طلب عدم ذكر اسمه- على أهمية تأدية واجبات المراجعة والمستقبل، والرجوع لأصل الحركة التي تدعي أنها حركة توحيدية، وتابع: «هي تدعي أنها حركة توحيدية، لكنها دائماً ظلّت تحافظ على ظاهر وباطن، وحزب وحركة وحكومة».
دعوة لتأسيس حزب عصري
ودعا المفكر الإسلامي البارز الإسلاميين إلى تأسيس حزب حديث، ووضع برنامج يجيب أسئلة الواقع، والتحول لحركة سياسية، وأن يوجهوا طاقتهم الفكرية والاجتماعية أو الدعوية إلى منظمات المجتمع المدني، مثلما فعلت تونس، وقال: «الشيخ حسن الترابي كان يطمح في إذابة الحركة في المجتمع، وليس لقولبة المجتمع في الحركة الإسلامية، وهذا ما دفعه لإلغاء اسمها، وأطلق عليها حركة الإسلام في المجتمع».
الشرق الأوسط: