تركزت الأضواء على السيناتور جي دي فانس المرشح لمنصب نائب الرئيس دونالد ترامب، في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري اليوم الأربعاء، والذي أوضح في كلمة له مدى تأثير أفكار ترامب على الحزب لسنوات مقبلة، بينما أبدى الرئيس جو بايدن استعداده لإعادة النظر في خوض السباق الرئاسي.

وقال فانس، في كلمته، إن الإعلام كان غير نزيه بالكامل وأغفلوا ما كان يقوم به الرئيس ترامب من إنجازات، مضيفا أن "الرئيس الحقيقي هو من يدعو إلى الوحدة وقد أطلق عليه النار للتو"، في إشارة إلى محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب قبل أيام.

وفي مسيرته السياسية القصيرة، سعى فانس (39 عاما) إلى صياغة أفكار ترامب في شكل قائمة أولويات سياسية متماسكة قد تجعل الولايات المتحدة تلعب دورا أقل هيمنة على الساحة الدولية.

وأدت المخاوف من احتمال تولي ترامب لفترة ولاية ثانية إلى انخفاض الأسهم اليوم الأربعاء، وتضررت بشدة شركات صناعة الرقائق خاصة بعد أن قال ترامب لمجلة "بلومبيرغ بيزنس ويك" في مقابلة إنه يتعين على تايوان دفع كلفة الدفاع عن نفسها.

وعارض فانس الذي انتخب عضوا في مجلس الشيوخ الأميركي قبل أقل من عامين المساعدات العسكرية لأوكرانيا ودافع عن محاولات ترامب لإلغاء خسارته في الانتخابات عام 2020 أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

وقال إنه يتعين على الحكومة بذل جهد أكبر لمساعدة الطبقة العاملة من خلال تقييد الواردات ورفع الحد الأدنى للأجور واتخاذ إجراءات صارمة ضد سخاء الشركات.

وتتعارض هذه المواقف مع الموقف التقليدي المؤيد للأعمال التجارية الذي يتبناه الحزب الجمهوري، لكنها قريبة الشبه بقائمة أولويات ترامب.

سطوة ترامب

وعلى الرغم من هذه التحولات السياسية، أصبحت سطوة ترامب على الحزب الجمهوري أقوى من أي وقت مضى بعد محاولة اغتياله.

وتستمر أعمال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يومه الثالث وقبل الأخير في مدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن.

ويناقش الحزب الجمهوري في المؤتمر قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية تحت شعار "لنجعل أميركا قوية مجددا".

ويركز الجمهوريون فيه على كيفية مقاربة بايدن وإدارته للتحديات الأمنية في العالم خاصة المحيط الهادي وأوروبا والشرق الأوسط.

كما يقدم المجتمعون في المؤتمر رؤيتهم للملامح العامة للسياسة الخارجية للبيت الأبيض في حال فاز مرشحهم دونالد ترامب.

وكان من أهداف الجمهوريين في مؤتمرهم إشاعة أجواء من الوفاق والوحدة وإظهار التناقض مع الحزب الديمقراطي الذي يسوده خلاف منذ أسابيع عما إذا كان يجب على بايدن (81 عاما) التخلي عن الترشح لفترة جديدة بعد تعثره في المناظرة في 27 يونيو/حزيران مع ترامب (78 عاما).

وتركز اهتمام خطابات المساء في ميلواكي على موضوع القانون والنظام، وتشبعت بخطاب ترامب المناهض للمهاجرين ووجه المتحدثون انتقادات غاضبة لسياسات بايدن في الحدود الجنوبية.

بايدن قد ينسحب

من ناحية ثانية، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في حملة بايدن أن الرئيس ملتزم بالإبقاء على ترشحه بعد دعوة النائب آدم شيف له للانسحاب.

وقالت "سي إن إن" إن ترامب لديه طريق حقيقي للحصول على 330 صوتا انتخابيا، مشيرة إلى أن "الأرقام تزداد سوءا" بالنسبة لبايدن.

وفي السياق ذاته، قال مصدر مطلع لشبكة "إن بي سي نيوز" إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر دفع اللجنة الوطنية الديمقراطية لتأجيل ترشيح بايدن.

وقال بايدن لمحطة "بي إي تي" إنه سيعيد النظر في خوض الانتخابات إذا قال له الأطباء إنه يعاني من مشكلة صحية".

وأضاف بايدن للمحطة الأميركية أنه ارتكب خطأ فادحا خلال المناظرة الرئاسية السابقة.

وأشار إلى أنه قال إنه سيكون مرشحا انتقاليا حينما ترشح المرة السابقة، ولكن لم يتوقع أن يصل الانقسام لهذا الحد.

وقال الرئيس الأميركي إن التقدم في العمر يجلب الحكمة وقد أثبت أنه أنجز الأمور من أجل البلاد، مضيفا أن هناك كثيرا من الأمور التي ينبغي القيام بها وأنه متردد في عدم استكمال ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

تحذيرات فانس في ميونيخ.. هل أصبحت أمريكا تهديداً للديمقراطية الأوروبية؟

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، مقالا، للصحفي جدعون رتاتشمان، قال فيه إنه: "عندما صعد جيه دي فانس على المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن، الأسبوع الماضي، أصدر تحذيرا صارما. إذ قال نائب الرئيس الأمريكي، للسياسيين والدبلوماسيين المجتمعين إنّ: حرية التعبير والديمقراطية تتعرضان للهجوم من قِبَل النخب الأوروبية".

وأبرز المقال الذي ترجمته "عربي21"، قول دي فانس: "إن التهديد الذي يقلقني أكثر من أي شيء آخر في مواجهة أوروبا ليس روسيا، وليس الصين، بل التهديد من الداخل".

وتابع المقال: "إذا كان فانس يأمل في إقناع جمهوره، بدلا من إهانته ببساطة، فقد فشل. والواقع أن خطابه أتى بنتائج عكسية بشكل مذهل، حيث أقنع العديد من المستمعين بأن أميركا نفسها تشكل الآن تهديدا لأوروبا". وفي الحشد خارج قاعة المؤتمر، قال سياسي ألماني بارز لكاتب المقال: "كان ذلك هجوما مباشرا على الديمقراطية الأوروبية". 

وقال دبلوماسي كبير: "من الواضح جدا الآن أن أوروبا وحدها". وعندما سأله الكاتب عما إذا كان ينظر الآن إلى الولايات المتحدة باعتبارها خصما، أجاب: "نعم".

وقال: "إن الحكم الأكثر إيجابية الذي سمعه بشأن الخطاب هو أنه "هراء صبياني"، لكنه يستهدف جمهورا أمريكيا وبالتالي يمكن تجاهله بأمان. ولكن إذا ما فكّكنا خطاب فانس، ووضعناه في سياق قرار دونالد ترامب بالتعامل مع فلاديمير بوتين، مع تهميش أوكرانيا وأوروبا، فسوف يتضح لنا أن الحروب الثقافية الأمريكية والأمن الدولي والسياسة الأوروبية لم يعد من الممكن فصلها".

وأشار إلى أنّ: "ما فعله فانس كان تقويض أفكار الحرية والديمقراطية والقيم المشتركة التي دعمت التحالف الغربي لمدة 80 عاما. وفي عالمه لم تعد معركة الحرية في أوروبا تدور حول ردع روسيا الاستبدادية والعدوانية، كما كانت الحال مع هاري ترومان أو رونالد ريغان. إن معركة فانس من أجل الحرية هي معركة لإنقاذ "الحضارة الغربية"، كما حددها إيلون ماسك وآخرون، من التهديدات المزدوجة المتمثلة في الهجرة الجماعية و"فيروس العقل المستيقظ".

وشدد على أنّ: "الواقع هو أن أيديولوجية إدارة ترامب تعني أنها تشعر الآن، في جوانب مهمة، بقدر أعظم من التقارب مع بوتين مقارنة بفولوديمير زيلينسكي. ويُنظَر إلى بوتين باعتباره محاربا يقاتل من أجل بلاده ومن أجل القيم المحافظة؛ في حين يُنظَر إلى الأوكراني باعتباره متطفلا لديه كل الأصدقاء الخطأ في أوروبا".


كذلك، استنتج كاتب المقال أنّ: "إدارة ترامب تنظر إلى أقصى اليمين الأوروبي باعتباره حليفها الحقيقي. وفي مناشدته أمثال حزب البديل من أجل ألمانيا بالترحيب به في الحكومة، يدعو فانس أوروبا إلى التحول إلى نسخة أكبر من المجر تحت حكم فيكتور أوربان -دولة استبدادية ناعمة مع نقطة تقارب مع روسيا بوتين-. وكان من الواضح أن فانس وجد الوقت في ميونيخ للقاء أليس فايدل، الزعيمة المشاركة لحزب البديل من أجل ألمانيا، ولكن ليس مع المستشار أولاف شولتز".

وقال إنه: "قبل أن نفكر في العواقب المترتبة على ما قاله فانس على أوروبا، ينبغي لنا أن نتوقف لنلاحظ نفاقه العميق. فقد حاول ترامب الإطاحة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020. ويفترض نائبه أن يلقي محاضرة على الأوروبيين حول احترام الديمقراطية؟".

وأشار إلى أنّ: "حجج فانس كانت عبارة عن "ماذا عن" كلاسيكية على الطريقة الروسية، حيث إنّه صرف الانتباه عن هجوم إدارة ترامب على المؤسسات الديمقراطية الأمريكية والخيانة الوشيكة لأوكرانيا -مع حكايات عن الاضطهاد المزعوم للناشطين المناهضين للإجهاض في بريطانيا-. سواء كان يعتقد أن أيّ من هذا له أهمية نفسية بحتة. إن العواقب الاستراتيجية لأوروبا هي المهمة".

وذكر أنه: "من الواضح أن ترامب ينوي عقد صفقة بشأن أوكرانيا مع بوتين على رؤوس زيلينسكي والأوروبيين. وقد يؤدي ذلك إلى عواقب مأساوية على أوكرانيا، التي قد يُطلب منها قريبا قبول خسارة الأراضي دون ضمانات أمنية للمستقبل. والبديل هو محاولة الاستمرار في القتال دون مساعدة أميركية".

وأكد المقال على أنّ: "العواقب على بقية أوروبا مثيرة للقلق أيضا. ولكن ماذا عن أوروبا؟ إن بوتين يريد سحب قوات حلف الناتو من كامل الإمبراطورية السوفييتية السابقة. ويعتقد المسؤولون الأوروبيون أن ترامب من المرجح أن يوافق على سحب القوات الأمريكية من دول البلطيق وربما أبعد إلى الغرب، مما يترك الاتحاد الأوروبي عُرضة لجيش روسي تحذر حكومات حلف الناتو من أنه يستعد لصراع أكبر خارج أوكرانيا".

ورأى الكاتب أنه: "من الواضح أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر حليفا موثوقا به للأوروبيين. ولكن طموحات إدارة ترامب السياسية لأوروبا تعني أن أميركا أصبحت الآن أيضا عدوا، تهدّد الديمقراطية في أوروبا وحتى الأراضي الأوروبية، في حالة غرينلاند".

إلى ذلك، تساءل: "فماذا علينا أن نفعل إذن؟" وردّ بالقول: يتعين على الأوروبيين أن يبدأوا في الاستعداد بسرعة لليوم الذي يتم فيه إزالة الضمان الأمني الأمريكي لأوروبا بشكل نهائي. ويجب أن يتضمن ذلك بناء صناعات دفاعية مستقلة. وينبغي أن يعني هذا أيضا إبرام ميثاق دفاعي أوروبي متبادل، خارج حلف الناتو، يمتد إلى ما هو أبعد من الاتحاد الأوروبي ــ ليشمل بريطانيا والنرويج وغيرهما.


وفي السياق نفسه، لم يستبعد الكاتب أن ترامب سوف يستخدم أي نفوذ لديه لإجبار حلفاء أميركا الأوروبيين على الامتثال في قضايا تتراوح من التجارة والأمن إلى سياساتهم الداخلية. وهذا يعني أن أوروبا لابد أن تبدأ الآن العملية المؤلمة المتمثلة في "إزالة المخاطر" من علاقتها بالولايات المتحدة، والبحث عن مجالات الاعتماد الخطير على أميركا وإخراجها من النظام.

وقال إنّ: "إسناد البنية الأساسية الحيوية إلى ماسك من شأنه أن يخلق ثغرة جديدة ضخمة. كما أن إدارة ترامب ستضع ضغوطا هائلة على الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية. وفي ظل الظروف الحالية سيكون هذا حماقة".

وخلص المقال الذي ترجمته "عربي21" إلى أنّ: "العديد من الأوروبيين سوف يرفضون هذه الأفكار، ويرفضونها باعتبارها مستحيلة. لكنهم بحاجة إلى أن يفهموا أن حريتهم أصبحت الآن على المحك. وكان فانس محقا في ذلك. ولكن ليس بالطريقة التي كان يعتقدها".

مقالات مشابهة

  • ترامب: كل شيء وقع عليه بايدن لم يكن جيدا وقد قمت بإنهائه
  • حزب الشعب الجمهوري ينظم قافلة طبية وشادر لبيع السلع بأسعار مخفضة لدعم الأهالي
  • «الشعب الجمهوري» يقيم شادر لبيع السلع بأسعار مخفضة في مركز البدرشين
  • نائب الرئيس الأمريكي يكشف أكبر خطر يواجه أوروبا
  • نائب الرئيس الأمريكي: الهجرة غير النظامية أكبر تهديد إلى أوروبا
  • الشعب الجمهوري ينظم قافلة طبية مجانية لدعم الرعاية الصحية وخدمة المواطنين
  • «الشعب الجمهوري» بالجيزة يوزع 23 ألف كرتونة مواد غذائية ويكرم حفظة القرآن
  • تحذيرات فانس في ميونيخ.. هل أصبحت أمريكا تهديداً للديمقراطية الأوروبية؟
  • بعد المفاوضات مع روسيا..مسؤول أوكراني: ترامب يكرر أخطاء أوباما وبايدن
  • سيطال 80 مليون أمريكي..الحزب الجمهوري يدرس خفض التأمين الصحي