إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» منتصف 2024
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
أعلن المهندس سالم حميد المرّي، مدير مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، أن القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، سيتم إطلاقه منتصف العام المقبل، وسيكون أكبر قمر اصطناعي يتم بناؤه في تاريخ المركز، مشيراً إلى أن هذا القمر صناعة إماراتية بنسبة 100%، حيث يعمل عليه مجموعة من شباب الوطن.
وقال: «هذا القمر الاصطناعي متطور جداً، ويبلغ وزنه نحو طن، وصمم أيضاً بأيادٍ إماراتية، بالتعاون والتنسيق مع العديد من الشركات الوطنية العاملة بالقطاع الخاص بمجال الفضاء، حيث سيتولى القطاع الخاص تصنيع الأجزاء الميكانيكية الخاصة بالقمر الاصطناعي».
وأشار المري في تصريحات لعدد محدود من وسائل الإعلام، إلى أن «MBZ-SAT» ستكون مهمته تصوير الأرض، ويتميز بدقته العالية في التصوير والجودة المرتفعة التي تصل إلى ضعف ما حققته الأقمار الاصطناعية السابقة، موضحاً أن القمر الاصطناعي «MBZ-SAT» استغرق بناؤه ما بين 5 و6 سنوات.
وذكر أن رحلة «MBZ-SAT» الذي يعد نقلة نوعية في قطاع الفضاء، ستكون بإدارة من مركز محمد بن راشد للفضاء. أخبار ذات صلة بلدية دبي تُطلق «صيفنا سلامة» «نيابة دبي» تطلق خدمة الدفع الذكي
الرواد الجدد
وأفاد بأن رائدي الفضاء الإماراتيين نورا المطروشي ومحمد الملا، يخضعان في الوقت الحالي إلى مرحلة جديدة من التدريب والتأهيل وسيكون لهما دور خلال الفترة المقبلة، حيث يتم تجهيز كل من نورا ومحمد لخوض رحلات للفضاء، مثل ما حدث مع كل من هزاع المنصوري وسلطان النيادي.
وقال: «عقب عودة سلطان النيادي من الفضاء، سيتم العمل على وضع الخطط الجديدة للمرحلة المقبلة، حيث نستهدف أن يكون لدينا رحلة إلى الفضاء لأحد رواد الفضاء الإماراتيين كل 3 إلى 5 سنوات، فخلال هذه الفترة سيتم تجهيز الفريق العلمي وتوقيع اتفاقيات مع الجامعات ومراكز».
وذكر المري أن برنامج رواد الفضاء هو برنامج مستدام، وقد نجحنا في تكوين فريق إماراتي مجهز لغزو الفضاء، وقد أنجزنا المهمتين الأولى والثانية، ونستعد لمرحلة جديدة.
وأكد أن فريق الفضاء الإماراتي الحالي المكون من 4 رواد ما هو إلا بداية، حيث ترغب الإمارات أن تحقق نجاحاً عربياً منقطع النظير في غزو الفضاء ووضع العالم العربي في مرتبة جديدة في هذا المجال، مشيراً إلى أن فريق رواد الفضاء الإماراتي الحالي يتميز بامتلاك قدرات متميزة للغاية.
الرائد الثالث
وعن رائد الفضاء الثالث بعد هزاع وسلطان، أفاد مدير مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، بأن رائد الفضاء الثالث سيتم اختياره حسب المهمة التي ستحدد، إلا أن الشيء المهم والإيجابي أن فريق رواد الفضاء الإماراتي الحالي يستطيع أن يلبي الطموحات ويمتلك الإمكانات اللازمة للكثير من المهام.
وكشف عن وجود برنامج عملي للرحلات إلى الفضاء وفق خطة مدروسة وجدول زمني، حيث سيكون هناك مهمات جديدة إلى الفضاء في الفترة المقبلة، لافتاً إلى أن المهام الجديدة المزمع القيام بها سيكون لها طابع خاص، وسيتم الإعلان عن مهمة جديدة لاحقاً، وقد تم وضع الأهداف الخاصة بهذه المهمة، وبدأ العمل على جوانبها الإجرائية والتخطيطية.
التعاون العربي
ورداً على التعاون الإماراتي مع الدول العربية الأخرى للاستفادة مما حققته دولة الإمارات في مجال غزو الفضاء، أجاب المري: «نمد يداً لكل العرب وما نمتلكه من إمكانات وقدرات وخبرات، فنحن على أتم الاستعداد لتقديمها».
وأضاف: «حالياً عندنا تعاون كثيف مع عدد من الدول العربية، مثل التعاون القائم مع الكويت والبحرين، بالإضافة إلى نقاشات متقدمة مع كل من السعودية ومصر، وهو تعاون متقدم ويعود بالنفع على الجميع، وخاصة في مجال التدريب على بناء الأقمار الاصطناعية».
وأوضح أن هناك تعاوناً مع مملكة البحرين الشقيقة، حيث يتم التعاون والشراكة حالياً في مجال بناء قمر اصطناعي، (فاي – 1)، وأيضاً الدخول مستقبلاً بالتعاون في مهمات إلى القمر، من خلال المستكشف راشد رقم 3 أو 4، ويجري العمل مع دولة الكويت الشقيقة للعمل على برامج تدريبية مختلفة.
وشدد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، على أن الاستثمار في الفضاء مسألة ضرورية وأصبح مجالاً مهماً وحيوياً يجب اقتحامه والدخول إليه بقوة لما له من آثار عملية وفوائد كثيرة تعود بالنفع على الأوطان.
برنامج العودة
أكد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء أن رائد الفضائي الإماراتي سلطان النيادي، أسهم بشكل كبير في وضع دولة الإمارات بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة في مكان رفيع ومرتبة متقدمة عالمياً في مجال غزو الفضاء، مشيراً إلى أن النتائج التي حققتها حتى الآن رحلة سلطان النيادي إلى محطة الفضاء الدولية، فاقت كل التوقعات، وسيكون لهذه الرحلة في الفضاء ما بعدها من نتائج علمية مثمرة وكبيرة.
وأضاف: «عقب عودة سلطان النيادي، سيخضع أيضاً للتدريب، ونركز حتى الآن على هذه الرحلة باعتبارها الشغل الشاغل لمركز محمد بن راشد للفضاء في الوقت الحالي».
الإنجاز الأكبر
وحول أهم ما قام به حتى الآن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أكد المري أن هناك الكثير من الإنجازات التي حققتها الرحلة حتى الآن، إلا أن أهم ما يمكن الإشارة إليه هو المشي على الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، حيث أصبحت الإمارات عاشر دولة بالعالم تمشي في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية، وهذا إنجاز مهمة، بعد أن مشى سلطان النيادي نحو 7 ساعات خارج المحطة الدولية.
وقال: «هذا الإنجاز لا يمكن شراؤه بالمال، لأنه مبني على علاقات الدولة بالدول الأخرى، وبإمكانات رائد الفضاء والقدرات التي يمتلكها، ففي السابق الدولة التي تبني المحطة هي التي يمشي روادها خارج الفضاء، لم يحدث هذا الأمر قبل رحلة سلطان النيادي، الذي أظهر القدرات والإمكانات والعلاقات المتميزة التي تمتلكها الإمارات في مجال الفضاء، وأيضاً قدرات سلطان النيادي».
وبالنسبة للإجراءات التي سيتم القيام بها بعد عودة سلطان النيادي من الفضاء بعد أقل من شهر من الآن، قال المري: «نحن وضعنا الخطة اللازمة لمرحلة عودة سلطان، وتضم الكثير من التفاصيل، من أبرزها خضوع سلطان إلى برنامج علاجي وتعليمي والقيام بجولة في الجامعات والمدارس ومشاركة المجتمع تجربته في الدولة والعالم العربي».
وذكر أن هناك اتفاقية مع جهات الفضاء المختصة في أميركا، أن نعطيهم وقتاً من رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، بعد العودة من رحلته في محطة الفضاء الدولية، وهم أيضاً قدموا لنا العديد من الخدمات خلال تواجد سلطان النيادي في الفضاء، وذلك وفق بروتوكول تعاون والاتفاقية الموقعة بين الجانبين.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دبي محطة الفضاء الدولیة القمر الاصطناعی سلطان النیادی رواد الفضاء رائد الفضاء فی الفضاء حتى الآن فی مجال إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكلثرات المادة العجيبة التي تحفظ الدفء لقمر زحل الغامض
يعتبر قمر زحل المسمى "تيتان" من بين أكثر الأجرام السماوية غموضا وجاذبية في نظامنا الشمسي، إذ يعد القمر الوحيد بخلاف الأرض الذي يمتلك غلافا جويا سميكا وسطحا يحتوي على بحيرات وأنهار مكونة من مواد هيدروكربونية مثل الميثان والإيثان.
وفي دراسة جديدة بواسطة علماء الكواكب بجامعة هاواي في مانوا بالولايات المتحدة الأميركية كشف الباحثون عن طبقة جليدية سميكة من مادة "كلثرات الميثان" بعمق يصل إلى 10 كيلومترات تغطي قشرة القمر تيتان، هذه القشرة بمثابة عازل حراري يحافظ على دفء القمر ويساهم في تفسير وجود الغلاف الجوي الغني بالميثان.
أسرار القشرة الغنية بالميثانوحسب الدراسة، فإن هذه القشرة العجيبة الغنية بالميثان تحتوي على بلورات جليدية تحتجز الغاز داخل بنيتها، وتساهم في عزل الحرارة الموجودة في باطن القمر، مما يؤدي إلى تليين وتدفئة القشرة الجليدية.
قمر تيتان (ناسا)وتقول لورين شورماير الباحثة المشاركة في الدراسة والأستاذة بمعهد هاواي للجيوفيزياء وعلم الكواكب في تصريحات خاصة للجزيرة نت "الميثان كغاز دفيء يسهم في تسخين سطح تيتان بطريقة مشابهة للأرض، إذ يحبس الحرارة في الغلاف الجوي"، وهو ما يعزز عملية الحمل الحراري في القشرة.
والحمل الحراري في القشرة هو عملية تشبه ما يحدث عند تسخين وعاء من الماء، فعندما يسخن الماء من الأسفل ترتفع كتل الماء الأكثر دفئا والأخف وزنا إلى الأعلى، في حين تنزل الجزيئات الباردة والأثقل إلى الأسفل، مما يخلق تيارات دائرية مستمرة تتمظهر في تقلب سطح الماء الذي نراه أثناء الغليان.
وقد أظهرت النماذج الحاسوبية التي اعتمد عليها الباحثون أن سمك قشرة تيتان كبير ويتراوح بين 5 و10 كيلومترات، وأن هذه القشرة الدافئة تسمح للجبال والفوهات على سطح تيتان بالتهالك بمرور الزمن.
ويبدو أن تأثير الحرارة الناتج عن هذه القشرة يؤدي إلى ضحالة الفوهات السطحية بشكل مشابه لذوبان الأنهار الجليدية السريع على الأرض.
كيف تشكلت طبقة الكلثرات؟أشارت جويندولين بروير المرشحة للدكتوراه في معهد هاواي للجيوفيزياء وعلم الكواكب والمشاركة في الدراسة إلى أن قشرة تيتان قد تكون ناتجة عن عوامل عدة، وتقول "قد يكون المطر الميثاني الذي يتساقط على سطح تيتان مسؤولا عن طبقة الكلثرات، وبدلا من أو ربما بالإضافة إلى المطر الميثاني قد تكون الكلثرات قد تشكلت في وقت مبكر من تاريخ تيتان في أعماقه وطفت عبر المحيط إلى قاعدة القشرة الجليدية حيث يمكن للعمليات الجيولوجية واسعة النطاق مثل الحمل الحراري أن تحركها إلى الأعلى".
هذا التفسير يفتح الباب أمام احتمال مساهمة هذه العمليات في كتابة تاريخ تيتان، مما يسهم في تطوير فهم جديد لتطور هذا القمر.
إن تغير المناخ على تيتان بمرور الزمن قد يكون مشابها للأرض، إذ يمكن أن يساهم الغلاف الجوي الغني بالميثان في رفع درجة الحرارة على سطح القمر.
ومع تزايد التركيز على تيتان كمختبر طبيعي لفهم آليات الاحتباس الحراري تشير بروير إلى أن الدروس المستفادة يمكن أن تقدم رؤى مهمة عن العمليات الجيولوجية والمناخية التي تحدث على الأرض.
من جهتها، تقول شورماير "إذا كانت لتيتان قشرة عازلة من الكلثرات فإن القشرة الجليدية المائية الأساسية سوف تتحرك بالحمل الحراري رغم من تدفق الحرارة المنخفض نسبيا من اللب".
وتشير إلى أن "الداخل الذي يتحرك بالحمل الحراري قد يؤدي إلى تكوين تضاريس متنوعة، وقد يسمح للبراكين الجليدية بالنشاط في ظل ظروف معينة"، وهو ما يمكن أن يفسر وجود هضاب وسلاسل جبلية كإحدى الظواهر الجيولوجية المحيرة وغير المفسرة على سطح القمر.
عيون على "دراغون فلاي"من المقرر أن تطلق وكالة ناسا مهمة "دراغون فلاي" إلى تيتان في يوليو/تموز 2028، ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى القمر في عام 2034.
وتتضمن المهمة مجموعة من الأدوات المتقدمة، منها أجهزة لقياس الزلازل، والتي ستستخدم لقياس النشاط الزلزالي بحسب شورماير التي تقول "مع وجود بيانات زلزالية عالية الجودة يمكن لمهمة دراغون فلاي أن تساعد في تأكيد سمك ووجود قشرة الكلثرات".
وتتوقع شورماير أن توفر "دراغون فلاي" صورا عالية الدقة لفوهة سيلك التي تمت دراستها في الدراسة الحالية.
وأضافت أن هذه الصور ستساعد في تقييم مدى تآكل الفوهة وضحالتها، واختبار ما إذا كانت تحتوي على مواد مثل الرمال، مما يدعم النماذج التي توضح العمليات التي تؤدي إلى ضحالة الفوهات بمرور الزمن.
وتشير الاكتشافات الحالية إلى أن الكلثرات قد تلعب دورا مهما في حماية المحيطات الجوفية من التجمد التام، حيث توفر عزلا حراريا يسمح بوجود سوائل تنساب تحت القشرة، وهذا يفتح آفاقا جديدة لإمكانية وجود حياة في تلك المحيطات.
وأوضحت بروير أن "الكلثرات لا تسهم فقط في توفير بيئة قد تكون صالحة للحياة، بل إن تأثيرها على الحمل الحراري في القشرة الجليدية يمكن أن ينقل المواد العضوية من المحيط إلى السطح، إذ يمكن للبعثات المستقبلية اكتشافها".
مركبة دراغون فلاي (ناسا)ورغم أن تيتان يختلف عن الأقمار الجليدية الأخرى مثل أوروبا وإنسيلادوس في تركيبه الداخلي فإن الاكتشافات الجديدة قد تسهم في فهم أعمق بشأن كيفية تشكل القشور الجليدية وتطورها.
ومن خلال دراسة التشابهات والاختلافات بين هذه الأقمار يمكن للعلماء تقديم فرضيات جديدة بشأن إمكانية وجود حياة في الأنظمة الكوكبية الأخرى، مما يفتح آفاقا جديدة للاستكشاف العلمي في المستقبل.
ويواصل الفريق البحثي من جامعة هاواي العمل على تطوير نماذج تحاكي تكون الفوهات على سطح تيتان بالتعاون مع باحثين من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة بيرديو ومعهد علوم الكواكب.
وتختتم شورماير حديثها قائلة "تلقينا تمويلا إضافيا من وكالة ناسا لمواصلة هذا العمل، نعمل مع فريق من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا وجامعة بيرديو ومعهد علوم الكواكب، يقومون بنمذجة عملية تأثير تشكيل الفوهات في قشور الكلثرات على تيتان بقيادة الدكتور شيجيرو واكيتا، ثم أقوم أنا وجويندولين بنمذجة التطور الطبوغرافي لتلك الفوهات على مدى فترات زمنية جيولوجية، ونأمل أن نفهم كيف تتغير الحفر من جميع الأحجام في قشور الكلثرات بمرور الوقت، إذ سيساعدنا هذا على تحديد سمك الكلثرات وعمر سطح تيتان بشكل أفضل".