رئيس الوزراء: لسنا ضد أي مشروع تنموي لأي دولة بحوض النيل بما لا يضر بحصة مصر من المياه
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، إن "الدولة المصرية لديها خطط واضحة وتنفيذية لمشروعات تعاون مع العديد من دول حوض النيل، وذلك سعياً لتعظيم الاستفادة من الموارد المائية، إلى جانب دعم هذه الدول اقتصاديا بصفة عامة"، مؤكدا أن هذا هو توجه الدولة المصرية، الذي يرتكز على الدخول في مشروعات تنموية مع دول حوض النيل تحقق الفائدة للبلدين، مجدداً أن هذا يُعد جزءا من ثوابت حماية الأمن القومي المصري، والحفاظ على كل قطرة مياه من حق مصر في مياه نهر النيل.
وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء أن ذلك جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور مصطفى مدبولي، عقب الاجتماع الثاني للحكومة بتشكيلها الجديد.
وجدد رئيس مجلس الوزراء، حرص مصر على التعاون مع دول حوض النيل لتنفيذ المزيد من المشروعات التي تحقق الفائدة لمختلف الدول، قائلا: "لسنا ضد أي مشروع تنموي يتم إقامته في أي دولة، وهذه ثوابت الدولة المصرية، ولكن لابد أن يتم ذلك بما لا يؤثر، ولا يضر بحصة مصر التاريخية من مياه نهر النيل، وهذا هو الشيء الأهم".
وأشار رئيس الوزراء إلى أن حصة مصر الثابتة من مياه نهر النيل تقدر بـ 55.5 مليار م3، وأنه يوجد مياه جوفية، إلى جانب عمليات التدوير التي تتم لمياه الصرف الزراعي، لإعادة استغلالها مرة أخرى، فضلا عن مشروعات تحلية مياه البحر، قائلا:" كل ذلك يجعل مواردنا المائية تتجاوز الـ 85 مليار م3"، مضيفا "هناك تحد في توفير احتياجاتنا من المياه، وأن هذه الاحتياجات تزيد بشكل كبير كلما يزيد عدد السكان".
وحول إصدار قانون المحليات، وتوقيت إجراء الانتخابات المحلية، أكد رئيس الوزراء أن الحكومة تعهدت خلال برنامجها بالإسراع في استصدار القانون، وحسم كيفية إجراء انتخابات المجالس المحلية، وهو ما يتم العمل عليه خلال الفترة القادمة بمجرد إقرار برنامج الحكومة من جانب مجلس النواب.
وفيما يتعلق بالاستراتيجية الوطنية للصناعة، وما إذا كان سيتم إجراء تغيير في هذه الاستراتيجية أو تحديثها أو وضع استراتيجية جديدة في ضوء التحديات والمعوقات الحالية، أوضح رئيس الوزراء أنه سيتم العمل بهذه الاستراتيجية حيث أنها وضعت بالتعاون مع خبراء من عدد من المؤسسات الدولية، لافتا إلى أنه تم تكليف الجهات المعنية بالحكومة، وعلى رأسها نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، بالبدء في وضع هذه الاستراتيجية موضع التنفيذ خلال الفترة القادمة.
وحول أزمة نقص الدواء، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن احتياجات وزارة الصحة من الدواء والمستلزمات الطبية، يقدر متوسطه العام بحوالي 250 مليون دولار شهرياً، موضحاً أنه وقت حدوث أزمة العملة الأجنبية والصعوبات التي واجهتها الدولة في هذا الصدد، وضماناً لحدوث استقرار كامل، وتأمين لحجم الإنتاج، كان لابد من وجود احتياطيات من المواد الخام والأدوية في حدود الـ 7 أشهر، ونتيجة لأزمة العملة تراجع حجم الاحتياطي، لافتا إلى أنه سعيا لاستقرار أسعار الدواء كان يتم تدبير العملة الأجنبية من جانب الدولة لمختلف مصانع الدواء بالسعر الرسمي للعملة، على الرغم من وجود سوق موازية بأسعار أكبر من السعر الرسمي، مؤكدا: نفذت الدولة ذلك حفاظا منها على سعر الدواء.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه مع حل أزمة العملة، بدأت عمليات الإنتاج بمصانع الأدوية، ولكن كان يتم ذلك مع وجود مشكلة، وهي مشكلة السعر، لأنه كان يتم تسعير الدواء على أساس سعر العملة الأجنبية بـ30 جنيها أو 31 جنيها للدولار مقابل الجنيه، واليوم سعر الدولار الرسمي في حدود 48 جنيها، وهو ما يحقق خسائر مباشرة لمختلف المصانع والشركات، وعدم قدرتها على الإنتاج بهذه الأسعار، لافتا إلى ما تم من مناقشات ومفاوضات على مدار الفترة الماضية للوصول إلى توافق يضمن عدم زيادة الأسعار بصورة كبيرة على المواطنين، وعدم تكبد الشركات لمزيد من الخسائر.
وفي ذات السياق، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى ما يحدث من توازن في هذا الصدد، من خلال قيام الشركات بإنتاج مجموعة من الأدوية الرئيسية التي تخص صحة المواطنين، مثل الأدوية الخاصة بمرضى السكر والضغط، وبعض الأدوية الخاصة بالأورام، مضيفاً: في نفس الوقت تقوم الشركات بإنتاج بعض المنتجات الأخرى كالمكملات الغذائية وما يخص أدوات التجميل، منوها إلى أنه تم الاتفاق على أن تكون الزيادة في أسعار الأدوية الرئيسية زيادة معقولة، على أن يتم تعويض جزء من الخسارة من خلال بيع المنتجات الأخرى، التي من الممكن أن تكون غير ضرورية بشكل كبير للمواطنين.
ونوه رئيس الوزراء إلى ما تم عقده من اجتماعات ولقاءات في هذا الصدد مع مسئولي غرف صناعة الأدوية، ومجالس التصدير، للوصول إلى نقطة توازن فيما يتعلق بملف الدواء، لافتا إلى أنه تم إقرار خطة بالتعاون والتنسيق مع الغرفة والمجالس تتعلق بمجموعة من الأدوية يصل عددها إلى نحو 3000 صنف من الدواء تمثل 90% من حجم التداول بالسوق المصرية.
وأشار إلى ما يتم العمل عليه بالتعاون مع نائب رئيس الوزراء ورئيس هيئة الدواء، للانتهاء من هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن، خلال الأشهر الثلاثة القادمة، وبدء عودة الأدوية الرئيسية لنفس معدلات إنتاجها بالكامل خلال هذه المدة، قائلا:" نسعى للتغلب على مشكلة الدواء خلال الثلاثة شهور القادمة".
وحول مصطلح "استغلال أصول الدولة غير المستغلة" وانتشار بعض الشائعات بشأن بيع أصول هامة وما هي خطة الدولة لاستغلال الأصول غير المستغلة، أشار رئيس الوزراء إلى أنه سبق أن تم الإعلان عن وثيقة سياسة ملكية الدولة، كما تم الإعلان عن برنامج الطروحات، مؤكدا أن الحكومة ملتزمة بتنفيذ ما تم الإعلان عنه.
ولفت إلى أن مصطلح استغلال أصول الدولة غير المستغلة لا يعني بيعها، فالدولة تقوم بعمل اتفاقيات شراكة مع القطاع الخاص لإعادة تشغيل المصانع أو الهناجر المتوقفة عن العمل دون بيعها، لأن القطاع الخاص يمتلك إمكانات أفضل، بما يسهم في تعظيم استفادة الدولة من هذه الأصول المعطلة وغير المستغلة، وخلق مزيد من فرص العمل للمواطنين وتحقيق عائد للدولة من تلك الأصول، مكررا التأكيد على ان استغلال أصول الدولة لا يعني بيعها ولكن يعني الاستفادة من تلك الأصول المهدرة التي لا تدر أي عائد للدولة بل أحيانا تحمل الدولة تكلفة نتيجة لعدم تشغيلها.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن ذلك يمكن أن يتم من خلال عدة آليات مثل عقود الإيجار لفترة زمنية معينة، أو الدخول في شراكة مع القطاع الخاص بنسبة طبقا لقيمة هذه الأصول، مشددا على أنه من غير المقبول أن يكون لدينا أصول بمئات المليارات ولا تدر عائدا للدولة، كما أكد أن مسئولية الحكومة الجديدة هي العمل على الاستفادة من تلك الأصول بما يحقق مصلحة الدولة ومصلحة المواطن المصري، قائلا: "كلما تمكنت الحكومة من توفير موارد إضافية سيتم ضخ هذه الموارد في المشروعات الخدمية التي يحتاجها المواطن".
وعن وجود بعض التحفظات من قبل البعض بمجلس النواب حول برنامج الحكومة بشأن عدم وجود جدول زمني محدد لبعض الإجراءات الخاصة بالبرنامج، قال رئيس الوزراء: من حق أعضاء مجلس النواب القبول أو الرفض لبرنامج الحكومة، وذلك أمر معتاد وصحي في أي دولة.
وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه واجه تساؤلًا مفاده "لماذا تم وضع البرنامج لمدة 3 سنوات فقط"، وفي إجابته عن هذا التساؤل، أشار إلى أنه في ضوء حالة عدم اليقين والمستجدات العالمية اليومية التي تؤثر على الدولة، فكان من المنطقي أن يتم وضع برنامج يكفل للحكومة القدرة على تنفيذه، موضحًا أن فترة الـ 3 سنوات تمثل نصف الفترة الرئاسية، وبالتالي فما تم وضعه داخل البرنامج سوف تلتزم الحكومة بتنفيذه على مدار 3 سنوات.
واستطرد: السنة الأولى موجودة في خطة الموازنة 2024/2025، وباقي البرنامج كله سيتم تنفيذه على مدار العامين التاليين، وبالتالي أؤكد لحضراتكم أن ما جرى وضعه في البرنامج، ستكون الحكومة ملتزمة بتنفيذه على مدار الثلاث سنوات بصورة مبدئية.
وبالنسبة للتساؤل عن شكل العلاقة الحالي والتطورات مع صندوق النقد الدولي وتأجيل اجتماع مجلس الإدارة، أفاد رئيس مجلس الوزراء بأن العلاقة بين مصر وصندوق النقد الدولي جيدة جدًا، موضحًا أن المراجعة من قبل الصندوق قد تمت، وتم تحديد اجتماع مجلس الإدارة يوم 29 يوليو -لعرض الموضوع الخاص بمصر- بعد تأجيله من يوم 10 يوليو الجاري، مؤكدًا أنها إجراءات داخل الصندوق.
وأضاف رئيس الوزراء أن هناك تواصلا كاملا مع قيادة صندوق النقد الدولي، وقد تمت مكالمة هاتفية بيني وبين مديرة الصندوق عقب تشكيل الحكومة الجديدة، حيث هنأتني بتشكيل الحكومة، كما أكدت استمرار دعم الصندوق لمصر في الفترة القادمة بصورة كبيرة، وبالتالي فالأمور مستقرة.
وحول نصيب المحافظات من جهود دعم ملف الصناعة، وجذب المزيد من الاستثمارات في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية الصناعية، أكد رئيس الوزراء أنه تم وضع خطة لكل محافظة، تستهدف تعظيم الاستفادة من المقومات والمزايا النسبية الموجودة بتلك المحافظات، قائلا:" هناك محافظات لديها خصوصية في بعض الأنشطة والصناعات، حيث سيتم العمل على تعظيم الاستفادة من هذه الصناعات، وزيادة حجم الإنتاجية منها"، ضارباً المثال بمحافظة دمياط، وأنها تتميز بصناعة الأثاث، هذا إلى جانب تميز محافظات الدلتا بالصناعات الغذائية، ومحافظات الصعيد التي تتميز بالعديد من الأنشطة الأخرى، موضحا أنه سيتم ترجمة ذلك إلى خطط تنفيذية تتضمن مشروعات متكاملة، يتم إقامتها بالمشاركة مع القطاع الخاص.
ونوه رئيس الوزراء إلى أنه على مدار فترات طويلة كان يصل حجم الاستثمار المباشر لمصر إلى نحو 12 مليار دولار سنويا، قائلا: "بخلاف السنة الحالية، التي تُعد سنة استثنائية بوجود صفقة رأس الحكمة، وجعلت الأرقام غير مسبوقة"، مضيفاً: للوصول لتحقيق حجم نمو بمقدار 6% أو 7% سنويا بصورة متواصلة، فإنه لابد من وجود استثمارات أجنبية مباشرة تتضاعف لتتجاوز الـ 22 مليار دولار سنويا، مؤكداً في هذا الصدد على أهمية ملف الصناعة ودعمه وتطويره.
وفي هذا السياق، أشار رئيس الوزراء إلى أن المستثمر الخارجي يشيد بالقوانين المصرية والحوافز الجيدة التي لا توجد في دول أخري، ولكن يطلب الوضوح فيما يتعلق بالسياسات المالية والضريبية، وملف الرسوم، مؤكداً في هذا الصدد أن ذلك هو شغل الحكومة الشاغل خلال الفترة القليلة المقبلة، وصولا للإعلان عن هذه السياسات، تشجيعاً للاستثمار الأجنبي المباشر، قائلا:" مصر سوق كبيرة، ولديها فرص كثيرة للنجاح، وكل ما يهم المستثمر استقرار الأوضاع وتحقيق الأرباح التي تم بناء الدراسات عليها، هذا إلى جانب الاطمئنان على سياسات الدولة لمدي بعيد".
وعن إجراءات الدولة لتوفير مناخ جاذب للاستثمارات الداخلية والخارجية، قال رئيس الوزراء: بالفعل قمنا خلال الفترة الماضية بعمل عدد من القوانين الخاصة بتشجيع الصناعات مثل الهيدروجين الأخضر وصناعات السيارات، كما تم إنشاء مجالس متخصصة لها لتكون معنية بهذا الموضوع.
وتابع: سبق أن تحدثنا في المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، وتحدثنا اليوم أيضًا عما يلزم لتسهيل وتيسير الإجراءات على أرض الواقع بما يجعل مصر بالفعل جاذبة للاستثمار، ففيما يخص موضوع الأراضي فهي مهمة كونها جزءا من الأصول ودورنا هو تعظيم الاستفادة الاقتصادية منها من خلال عقد الشراكات، وتحقيق أعلي عائد مستدام للدولة المصرية.
وقال الدكتور مصطفى مدبولي: على سبيل المثال في صفقة رأس الحكمة لم نتوقف عند مجرد استلام مبلغ الصفقة، ولكن لنا نسبة محددة من أرباح المشروع تستمر على مدي طويل، وهو ما يعظم الاستفادة من الأصول، ويبقي الأهم، وهو الوضوح الشديد مع المستثمرين فيما يخص كافة إجراءات الدولة، ولا يفاجأ المستثمر بوجود جهة جديدة تفرض رسوما جديدة، أو تأخر الموافقات المطلوبة للمشروعات الاستثمارية.
وأضاف رئيس الوزراء: ولهذا كنا نهتم بألا يتم طرح أراض إلا وهي مرفقة ولها سعر واضح، ولذلك أصدرنا قرارات تضم تسعيرا واضحا لكل الأراضي الصناعية بالدولة.
وأوضح أنه تم العمل على هذا الملف بهدف أن تكون الأمور واضحة لصالح المستثمر المحلي والأجنبي، ويهمنا رفع مستوى رضا المستثمر المحلي وزيادة ثقته في الحكومة، وسيكون داعما ومشجعا لكل الاستثمارات الخارجية والمستثمرين الأجانب.
وفيما يخص تساؤلا عن مدى إمكانية تحقيق الحكومة الرضاء الشعبي في مسألة ضبط الأسعار من خلال تعديل القوانين أو تغييرها، خاصةً بعد الحصول على ثقة البرلمان التي تضع مسؤوليات كبيرة أمام الحكومة، أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن ضبط الأسعار لا يمكن تحقيقه من خلال القوانين فحسب، حيث يُعزى الأمر إلى توازن السوق بين العرض والطلب، فإذا كان الطلب أكثر من العرض ستزيد الأسعار مهما كانت من قوانين، فتلك هي آليات السوق التي يعمل وفقا لها العالم كله.
وأضاف الدكتور مصطفي مدبولي أن الدولة تتدخل وتشتري أحيانًا بعض السلع لضخها في السوق، مؤكدًا أنه طالما لم يوجد توازن بين العرض والطلب سنكون معرضين لأزمة زيادة الأسعار، قائلا:" يرجع تجاوز الأزمة منذ شهر مارس الماضي إلى حدوث توازن كامل في هذا الشأن".
وقال رئيس الوزراء "إنه أثناء اجتماعي مع لجنة ضبط الأسعار أمس بحضور رئيس اتحاد الغرف التجارية ورئيس غرفة الصناعات الغذائية، تم التأكيد على عدم وجود أي مشكلة في المواد الخام أو مستلزمات الإنتاج، بل على العكس أصبح هناك وفرة، تجعل بدورها الشركات تتنافس فيما بينها للتسويق لمنتجاتها، ومن ثم إطلاق عروض وخفض الأسعار. وهذا ما أكدنا عليه، بأن تستمر هذه النوعية من المبادرات خلال الفترة القادمة".
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الحكومة تضع مستهدفا بأن تضمن ثبات الأسعار خلال الفترة القادمة لأن ذلك هو أكثر ما يهم المواطن، منوهًا إلى أن بعض الأسعار بالفعل أخذت اتجاها هبوطيا، ولكن تظل بعض المشكلات الموسمية - التي لا تتعلق بالأزمة وتستمر لبضعة أيام قبل تجاوزها، مثل تلك التي تتعلق بموجات الحرارة.
واختتم في هذا الصدد: أهم شيء هو "وفرة الإنتاج"، وهذا ما نعمل على تحقيقه بالفعل.
وفيما يتعلق بملف الدين، أكد الدكتور مصطفى مدبولي، أنه لا توجد دولة بلا ديون، حيث أن أعتى الاقتصادات وأغناها لديها ديون، فالولايات المتحدة الأمريكية على سيبل المثال، وهي أكبر اقتصاد بالعالم، يُقدر الدين الخارجي لها بتريليونات، معتبراً أن الأهم أن يكون للدولة رؤية دائمة للسيطرة على الدين ليظل في المعدلات الطبيعية له.
وأضاف رئيس الوزراء: أن الدولة المصرية كانت في منطقة آمنة فيما يتعلق بالدين، وذلك قبل الأزمات التي حدثت، نتيجة صدمات خارجية، بداية من أزمة فيروس كورونا، مؤكداً أنه لولا هذه الأزمات لكان الاقتصاد المصري ـ فيما يخص الدين تحديداً ـ في معدلات لم تشهدها الدولة المصرية، حيث أن خطواتنا كانت ثابتة وواضحة، إلا أن ما حدث كان حجما متعاقبا من الصدمات لم يشهد العالم مثيلاً له، ومازالت تداعياته مستمرة.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن أحد السيناريوهات التي تدرسها الحكومة لهذا العام، هو افتراض استمرار الأزمة الراهنة في المنطقة وتداعياتها على قناة السويس، فكيف حينها سيمكننا استيعاب ذلك حتى لا يزيد من عجز الموازنة بتأثر إيرادات القناة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي أن الظروف الداخلية يمكن التعامل معها، ولكن تظل المشكلة في الصدمات الخارجية التي تتعاقب علينا كل يوم، وتمثلُ تحديا للدولة المصرية كما تمثل تحديا للدول الأخرى، ولكن موضوع الدين هو همنا الوحيد، والسعي لأن ينخفض الدين الإجمالي للدولة والعودة للمعدلات الآمنة.
وخلال حديثه عما يتم تنفيذه من مشروعات كباري على وجه الخصوص، أشار الدكتور مصطفى مدبولي، إلى أن جانباً كبيراً من الطلبات المقدمة من أعضاء مجلس النواب، يتمثل في حل مشكلات الخدمات، مثل الصرف الصحي والمياه، وخاصة في القرى، وكذلك إنشاء كباري لحل مشكلة التكدس في المدن والقرى.
ودعا رئيس الوزراء الحضور إلى تخيل شكل القاهرة إذا لم يكن حجم المحاور والطرق الذي تم تنفيذه قد تحقق، وتتيح الحركة بسهولة ويسر، وكذا حجم الكباري المُنفذ، مذكراً بما حدث وهو رئيس لهيئة التخطيط العمراني حيث قال البنك الدولي والجايكا في دراسة لهما أنه بحلول عام 2022 ستتحول القاهرة الى "جراج كبير" ولن تتجاوز سرعة السيارات 7 الى 8 كيلومترات /ساعة، ونتيجة لذلك ستصل خسائر مصر من حرق الوقود واستهلاك السيارات إلى ما يتجاوز 15 مليار دولار سنوياً، ونحن كدولة كان من الصعب تحمل ذلك.
ولفت رئيس الوزراء إلى أنه قبل تنفيذ شبكة الطرق الحالية كان الزمن المستغرق للتحرك من مدينة إلى أخرى في شرق وغرب القاهرة قد يصل إلى 3 ساعات، واليوم لا يستغرق سوى ساعة واحدة، وكان الوضع بدون شبكة الطرق سيفرض تحمل تكلفة كبيرة، بخلاف ضياع وقت المصريين ومصالحهم، وبخلاف التلوث.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الدولة في احتياج شديد لبناء بنية أساسية لها، وهذا مطلب المواطنين، وأعضاء مجلس النواب يعبرون عن الشعب، لافتا إلى أنه عند غرق معدية في النيل، ويموت بها أبناء مصر، أو سقوط سيارة من معدية، تكون النتيجة مطالبة بإقامة كوبري لتجنب هذه الحوادث، ومصر دولة كبيرة، وتحتاج الكثير لكي نكون مطمئنين أنه أصبح لدينا شبكة آمنة من الطرق تقل عليها الحوادث، ولا نشعر بالتقصير للتأخر في تنفيذ هذه المشروعات.
كما أشار رئيس الوزراء إلى أن اجتماع المجلس القومي للسكان أمس شهد استعراض مؤشرات للزيادة السكانية في مصر على مدار السنوات الماضية، لافتاً إلى أن المعدلات انخفضت بشكل جيد، ولكن مازال لدينا طريق طويل في هذا الشأن، موضحاً أننا كنا نزيد بمقدار 2.5 مليون نسمة كل سنة، حيث زادت مصر خلال 10 سنوات بمقدار 25 مليون مواطن، وهم يحتاجون إلى كل أنواع الخدمات، بما فيها شبكات الطرق.
واستطرد: أعرض، من خلال ذلك، على حضراتكم حجم التحدي الذي يواجه هذه الدولة، وأي حكومة أيا كانت يتمحور همها حول تحقيق رضا المواطن، وبالتالي تحسين الخدمات التي يحتاجها المواطنون، مثل شبكة الطرق والمياه والصرف الصحي والاتصالات. وهذا هو دور الحكومة.
وتابع رئيس الوزراء: فإذا كانت الدولة قد اتُهمت في وقت ما بالتقاعس عن تنفيذ البنية التحتية التي يحلم بها المواطنون، فاليوم نحن نلبي هذه الاحتياجات الأساسية.
وساق الدكتور مصطفى مدبولي مثالا بمشروع الإسكان، وقال: بالعودة إلى أفلام السبعينيات والثمانينيات، نجد أنه لم يكن أحد يحلم بإيجاد غرفة ولم يتمكن الشباب بشكل كبير من الزواج. وعلى العكس من ذلك اليوم، نشهد توافر الوحدات السكنية. وبذلك فالدولة المصرية في احتياج للاستمرار في تنفيذ مشروعات تخص حياة المواطن، وبالتالي فكل هذه النوعية من المشروعات تحتاجها الدولة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رئيس الوزراء مصطفى مدبولي مشروع الإسكان مشروع تنموي تنفيذ البنية التحتية الدکتور مصطفى مدبولی إلى الدکتور مصطفى مدبولی أن رئیس الوزراء إلى أنه خلال الفترة القادمة رئیس مجلس الوزراء تعظیم الاستفادة رئیس الوزراء أن الدولة المصریة لافتا إلى أنه القطاع الخاص الاستفادة من غیر المستغلة فی هذا الصدد لافتا إلى أن مجلس النواب فیما یتعلق یتم العمل على مدار تم العمل فیما یخص قال رئیس إلى جانب ا إلى أن من خلال تم وضع إلى ما أن ذلک أن یتم أنه تم
إقرأ أيضاً:
الحكومة توافق على 15 قرارًا مهمًا في اجتماع اليوم
وافق مجلس الوزراء في اجتماعه اليوم برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي على نحو ١٥ قرارا تضمنت الموافقة على خمسة مشروعات اتفاقيات التزام بترولية بين كُلٍ من الهيئة المصرية العامة للبترول، والشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية، وشركة جنوب الوادي المصرية القابضة للبترول، وعددٍ من الشركات العالمية، وذلك في إطار حرص تلك الشركات العالمية على ضخ استثمارات جديدة، وزيادة معدلات الإنتاج سعيًا لتحقيق الاستفادة القصوى من مناطق عملها الاستكشافية والانتاجية، وإحراز اكتشافات جديدة.
ويُقدر الحد الأدنى للاستثمارات بمشروعات الاتفاقيات بحوالي 225.3 مليون دولار، وحفر 40 بئراً بحد أدنى، في مجال البحث عن الغاز والزيت الخام واستغلالهما في منطقة ميرنيث البحرية بالبحر المتوسط، ومجال البحث عن البترول واستغلاله في كُلٍ من: المناطق المُندمجة للبحث والتنمية جنوب شرق مليحة وشركة كنايس وتنمية غرب الرزاق بالصحراء الغربية، ومنطقة تنمية وادي السهل بالصحراء الشرقية، ومنطقة جنوب وادي السهل بالصحراء الشرقية، ومنطقة شمال سيناء البحرية بالبحر المتوسط.
ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن الخطابات المُتبادلة لتنفيذ مشروع "تعزيز القُدرات التعليمية وربط الجامعة بالصناعة" بجامعة بني سويف التكنولوجية، بين حكومتي جمهورية مصر العربية، وجمهورية كوريا الجنوبية، لصالح وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بمنحة مقدمة من الوكالة الكورية للتعاون الدولي.
ويستهدف المشروع تلبية المعايير العالمية لجودة التعليم بجامعة بني سويف التكنولوجية المنشاة حديثاً، عبر منهج مُبتكر للصناعة لبرنامج البكالوريوس لمدة أربع سنوات بمجالات: الميكاترونكس، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الأوتوترونيكس، وتكنولوجيا السكك الحديدية، إلى جانب تنشيط منظومة التعاون بين الجامعة التكنولوجية ومجالات الصناعة؛ لتعزيز فرص التوظيف للخريجات سعياً للتمكين الاقتصادي لهن.
ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بنقل الإشراف الإداري على قطعتي أرض من المساحات المملوكة للدولة؛ ناحية بحيرة مريوط بمحافظة الإسكندرية، لصالح وزارة البترول والثروة المعدنية، لاستخدامهما في عدة أوجه؛ حيث تُخصص الأولى لتنفيذ التوسعات الجديدة لشركة الإسكندرية للبترول، في حين تُستخدم الثانية كحرمٍ آمن طبقاً لاشتراطات الأمان الخاصة بالخطوط والمُنشآت البترولية.
كما وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص مساحات مملوكة للدولة ملكية خاصة، لصالح وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، لاستخدامها في إقامة عدة مدارس، وذلك ضمن إطار خطة الدولة لإقامة المدارس اللازمة لمواجهة ظاهرة الكثافات الطلابية، سعياً للنهوض بالناحية التعليمية بمختلف مراحلها، تنفيذاً لتكليفات القيادة السياسية.
وشمل مشروع القرار مساحتي أرض بمحافظة أسيوط لإقامة مدرستين للتعليم الأساسي، بكُلٍ من مركزي ساحل سليم، وأبو تيج، وكذلك مساحتي أرض بمحافظة قنا، الأولى بمركز قوص لإقامة مدرسة إعدادي، والثانية بمركز قنا لإقامة مدرسة ثانوي عام.
ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص ثلاث قطع أراضٍ من مساحات مملوكة للدولة ملكية خاصة، بكُلٍ من محافظة قنا، ومحافظة مطروح، وناحية توشكى بمحافظة أسوان، لصالح الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة، لاستخدامها في إقامة مناطق لوجيستية، في إطار خطة الدولة مُمثلةً في وزارة النقل لجعل مصر مركزاً للتجارة العالمية واللوجستيات تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية.
كما وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتعديل حُدود المجتمع العمراني الجديد "مدينة القاهرة الجديدة"، التابع لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، ناحية محافظة القاهرة، لتكون بمساحة حوالي 123418.28 فدان، وكذا ما يتعلق بإضافة التجمع السابع بالمدينة، مع تدقيق الإحداثيات.
ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص قطعة أرض بمساحة حوالي 17.3 ألف م2، ناحية سموحة بمحافظة الإسكندرية، لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها في إقامة مشروعات تنموية مختلفة.
وتمت الموافقة على مشروع قرار رئيس مجلس الوزراء، بشأن تطبيق المسئولية المُمتدة للمُنتج على أكياس التسوق البلاستيكية.
ويأتي مشروع القرار بالنظر إلى أن أكياس التسوق البلاستيكية المُنتجة والمستوردة تعدُ طبقاً للمواصفة القياسية المصرية رقم (3040)، من المنتجات ذات الأولوية التي تخضع للمسئولية المُمتدة للمنتج طبقاً لحكم المادة 17 من قانون تنظيم إدارة المُخلفات الصادر بالقانون رقم 202 لسنة 2020.
ونص مشروع القرار على عددٍ من الإجراءات التي يلتزم بها مُنتجو ومُستوردو أكياس التسوق البلاستيكية، بما يتضمن رصد الكميات التي تم بيعها من تلك الأكياس عبر منظومة النظام الوطني لإدارة المعلومات والبيانات الخاصة بالمُخلفات، وتعزيز خُطوات التخلص الآمن من المُخلفات الناتجة عن أكياس التسوق البلاستيكية، بالإضافة إلى تفعيل عددٍ من الحوافز المُتنوعة لتشجيع استيراد وإنتاج البدائل الآمنة صديقة البيئة.
وتمت الموافقة على أن يبدأ تفعيل هذا القرار بعد 3 أشهر، ويتم تنظيم حملة توعوية للمواطنين بهذا الشأن.
واعتمد مجلس الوزراء بعض قرارات اجتماع اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار بجلستها رقم ١٠٦ بتاريخ 30/9/2024 بإجمالي ٥ موضوعات.
واعتمد مجلس الوزراء محضر اجتماع اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار، في جلستها رقم 108 بتاريخ 25/11/2024 لموضوعات الأراضي، بعدد 3 موضوعات.
واعتمد مجلس الوزراء محضر اجتماع اللجنة الوزارية لفض منازعات الاستثمار، في جلستها رقم 110 بتاريخ 25/1/2025 وذلك بعدد (27) موضوعاً.
وأحيط مجلس الوزراء بموافقة مجلس إدارة هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، بجلستيه رقمي (196) و (199) بتاريخي 28/10/2024 و12/12/2024، لعدد 214 طلباً لتخصيص قطع أراضٍ لبعض الشركات بنظام البيع بالدولار الأمريكي من خارج البلاد.
وشملت الطلبات تنفيذ أنشطة: عُمرانية مُتكاملة، تجارية، وصناعية، وسكنية، وطبية، ودوائية، وإدارية، وخدمية، وترفيهية، وفندقية، وغذائية، ومختلطة، وإقامة ورش، ومخازن، ومخابز، وحضانات، ومحطات تموين سيارات بالغاز الطبيعي، ونوادٍ اجتماعية رياضية، وذلك في مدن: الشيخ زايد، ودمياط الجديدة، والعاشر من رمضان، والشروق، وبرج العرب الجديدة، وبدر، والقاهرة الجديدة، والسادس من أكتوبر، والسادات، والعبور الجديدة، وبني سويف الجديدة، وأسيوط الجديدة، وسوهاج الجديدة، وحدائق أكتوبر، وقنا الجديدة، والمنيا الجديدة.
و وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص قطعتي أرض بإجمالي مساحة ١٨.٩٣ فدان تقريبا، من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة، ناحية محافظة الإسكندرية، لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاستخدامها فى إقامة مشروعات تنموية.
ووافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص مساحة ٩٧.٤ ألف فدان، من الأراضي المملوكة للدولة ملكية خاصة، ناحية محافظة البحر الأحمر، لصالح هيئة تنمية واستخدام الطاقة الجديدة والمتجددة، لاستخدامها في إنشاء محطات طاقة متجددة، وذلك في إطار خطط الدولة ممثلة في وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، للتوسع في استخدام مصادر لتوليد الطاقة النظيفة، وتوفير الأراضي اللازمة لذلك.
كما وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتخصيص قطع أراضٍ من المساحات المملوكة للدولة ملكية خاصة، ناحية محافظة البحر الأحمر، لصالح الهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر، لاستخدامها في تنفيذ توسعات ميناء سفاجا الكبير، وتنفيذ محطة حاويات متعددة الأغراض، وإقامة منطقة لوجيستية جديدة، وذلك في إطار خطة الدولة ممثلة في وزارة النقل لتطوير الموانئ المصرية وتعزيز قدراتها في مجال جذب التجارة وتقديم الخدمات اللوجيستية.