الجديد برس:

أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، رفضها ما تضمنه تقرير  منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية من “أكاذيب وانحياز فاضح للاحتلال وافتقاد للمهنية والمصداقية”، مطالبة إياها بسحب التقرير والاعتذار عنه.

وأوضحت الحركة، في بيان أصدرته، أن تقرير المنظمة تبنى الرواية الإسرائيلية، وابتعد عن أسلوب البحث العلمي والموقف القانوني المحايد، فصار أشبه بوثيقة دعائية إسرائيلية، محمّلة المنظمة كامل المسؤولية عن التقرير الذي يبرر جرائم الاحتلال ويسوغ استمرارها.

واستهجنت الحركة إصرار المنظمة على اعتبار يوم الـ7 من أكتوبر بداية القصة، وإهمال ما قبله وكل ما عاناه الشعب الفلسطيني من حروب وقتل وتعذيب وحصار، مؤكدةً استهجانها أن تقع مؤسسة تدافع عن حقوق الإنسان في هذا الخطأ.

وذكر البيان أن تقرير “هيومن رايتس ووتش” بدأ بالحديث بأسلوب درامي عن مستوطن إسرائيلي أُصيب بحروق في أحداث 7 أكتوبر، وختم بالحديث عن امرأة تأثرت نفسياً، ولم يتطرق لما أصاب “شعبنا في غزة من قتل وتدمير وتجويع”، في تكريس لفكرة التمييز العنصري بين البشر.

كذلك، استنكرت الحركة احتواء التقرير على أكبر الأكاذيب المتعلقة بما سماه “الاغتصاب والعنف الجنسي”، دون أن يذكر أي دليل، بل اعترفت المنظمة بأنها لم تتمكن من جمع معلومات يمكن التحقق منها.

وأضافت الحركة أن عدد الشهداء والجرحى فاق 120 ألفاً حتى اليوم، وتم تدمير المستشفيات والجامعات والمدارس والبنية التحتية بشكلٍ كامل، وما زالت آلة البطش الصهيوني تواصل جرائمها بدعم أميركي وغربي كامل، في المقابل لم يجد التقرير أن هذا كله يستحق الذكر.

وقالت الحركة إن التقرير يتحدث عما وصفه (الجرائم) التي ارتكبتها الفصائل الفلسطينية يوم 7 أكتوبر -حسب زعمه- لكنه يتجاهل عن عمد الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال النازي في اليوم نفسه ضد أهالي غزة، بل ضد المستوطنين الإسرائيليين الذين تم قصفهم مع المقاتلين الفلسطينيين بالطائرات وقذائف الدبابات حسب التقارير الإسرائيلية نفسها، وهو ما حدث أيضاً مع الحفل الموسيقي الذي قصفته الطائرات والدبابات الإسرائيلية، وأحرقت آلاف السيارات بوسائل وأسلحة لا تمتلكها المقاومة الفلسطينية.

وأكدت أن “للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الاحتلال الذي هو أصل كل الشرور الحق في المقاومة بكل الوسائل، وليس من حق المعتدي المحتل حق الدفاع عن النفس، فهذا ما تضمنته الشرائع السماوية والاتفاقيات الدولية”.

وفيما يتعلق بالأسرى، لفتت الحركة إلى أن معدي التقرير أظهروا انحيازهم اللاإنساني عند الحديث عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، مبينة أنهم يؤكدون في أكثر من موضع في التقرير على ضرورة الإفراج الفوري عنهم، ويدعون الدول التي لها علاقة بحماس والفصائل الفلسطينية مثل قطر وتركيا وإيران إلى ممارسة الضغوط على المقاومة الفلسطينية للإفراج عنهم.

بينما ذكرت الحركة أن معدي التقرير لا يطلبون الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين من الرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للتعذيب والقتل والتجويع والإذلال في سجون الاحتلال، بل يقدم التقرير تبريراً للاحتلال بتسميتهم (الذين تعتقلهم إسرائيل للاشتباه بعلاقتهم بهجمات 7 أكتوبر).

ولفتت الحركة إلى أن تقرير المنظمة يقول إن المقاتلين الفلسطينيين ارتكبوا أعمال تعذيب وسوء معاملة بحق الأفراد الذين أسروهم، مضيفةً: “أي عاقل رأى الأسرى الإسرائيليين الذين أفرجت عنهم المقاومة الفلسطينية وراقب كيف تعاملت معهم أو سمع حديثهم للإعلام يدرك حجم الكذب الذي احتواه التقرير”.

وفي المقابل، أكدت أن التقرير لم يذكر شيئاً عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين لدى الكيان الفاشي، وكيف يكون وضعهم المأساوي عند الخروج من الأسر”.

وأكدت الحركة التزامها بمنظومة قيم ومبادئ نابعة من الدين الإسلامي، واحترامها القانون الدولي الإنساني، لأن الفلسطيني دفع وما زال يدفع ثمناً باهظاً جراء إهدار القانون الدولي وامتهانه من قبل حكومة الاحتلال وداعميها.

كذلك، قالت الحركة إنها لا تدعي العصمة لها ولا لكل قوى الشعب، وإنها مستعدة لمراجعة أيّ سلوك خاطئ، إن وُجد، ومحاسبة من يخرج عن القيم عند انتهاء المعركة.

وشددت الحركة على أن الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة يصرون على حقهم في المقاومة لتحرير الأرض الفلسطينية.

وختمت حركة حماس بيانها بتحميل المنظمة الحقوقية كامل المسؤولية عن التقرير الذي يبرر جرائم الاحتلال، ويسوغ استمرارها، ويسيء إلى سمعتها، كما يسيء إلى الشعب الفلسطيني وقواه المقاومة، داعية المنظمة إلى سحب تقريرها والاعتذار عنه.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

الإظهار والإخفاء فيما يتعلق بحركة حماس من أخبار

أسامة الخوَّاض

osamaelkhawadahmed@yahoo.com

١
في صفحة الحزب الشيوعي السوداني في الفيسبوك نشرت لجنته المركزية التصريح الصحفي التالي:
Quote: تصريح صحفي؛
التحية والاحترام للمقاومة الفلسطينية
والنصر للشعب الفلسطيني
تستمر حركة المـ ـقاومـ ـة الفلسطينية الشعبية في تحدي آلة الحرب الفاشية الصـ ـهيونـ ـية بالمزيد من البذل والنضال والتضحية، وتقدم الشهيد تلو الشهيد دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني في البقاء في أرضه ووطنه وتحرير الارض وإقامة دولته المستقلة.
ونحن في خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية نقف اليوم متكاتفين مع رفاقنا الفلسطينيين في مواجهة العدو المشترك في فلسطين المحتلة والسودان.
وشعبنا يقاوم ويصادم مشاريع التسوية من أجل إيقاف الحرب الدموية واسترداد الثورة يمد اياديه لعناق ثوار فلسطين وقوى المقاومة الشعبية، فنصركم هو نصر لنا وهزيمة الحرب ودعاتها وانتزاع حق شعبنا في بناء السلطة المدنية الديمقراطية هو نصر لكم في طريق العودة وتحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
الثورة مستمرة ..
والنصر لشعوبنا العربية.

سكرتارية اللجنة المركزية الحزب الشيوعي السوداني7 اكتوبر 2023م.
بدون قراءة التاريخ أسفل التصريح الصحفي، يبدو الحديث عاما ودون الإشارة الى المناسبة التي أوحت بكتابة التصريح.
من الواضح ان التصريح يتحاشى ذكر اي كلمة تشير الى التنظيمات والحركات الإسلامية الفلسطينية..
ولذلك لم يتم حتى ذكر اسم العملية العسكرية "طوفان الاقصى"...
واكتفى التصريح الصحفي بالإشارة الى المقاومة الفلسطينية "الشعبية"..
هل تندرج المقاومة الإسلامية ضمن المقاومة الشعبية؟

وفي مقابل عدم الاشارة الى العملية العسكرية "طوفان الاقصى"، يسهب موقع الجزيرة في ذكر تفاصيل مناسبة التصريح الصحفي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، وهي لم ترد في التصريح:

Quote: السودان
قال الحزب الشيوعي السوداني، إن الهجوم الذي نفذته كتائب القسام، على عدد من المواقع الإسرائيلية بغلاف غزة، يمثل دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني، في البقاء بأرضه ووطنه وتحرير الأرض، وإقامة دولته المستقلة.

ويبدو الحزب الشيوعي الفلسطيني في خانة نسبة العملية العسكرية "طوفان الاقصى" إلى مجهول:

Quote: الحزب الشيوعي الفلسطيني يعلن انحيازه المطلق لمقاومة شعبنا الفلسطيني والتي توجت صباح اليوم بالهجوم الشامل على مستوطنات غلاف غزة وسميت طوفان الاقصى

وفي مقابل تركيز حماس والجهاد الاسلامي على المسجد الاقصى، وانتهاك المقدسات في الدرجة الأولى، يركّز التصريح الصحفي على تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة،
ويبدو ان الحزب الشيوعي يناصر حل الدولتين (١) .
طبعا حركة حماس تؤمن بالنبوءة الواردة في حديث نبوي في "البخاري" عن طرد اليهود من فلسطين، وتكلم الحجر ليدل المسلم على اليهودي المختبئ خلفه لكي يقتله.
أشار البيان إلى "خندق المقاومة لكل مشاريع الامبريالية الصهيونية والرجعية العربية.
هل ذلك "الخندق" هو ما يجمع الحزب الشيوعي السوداني بالمقاومة الإسلامية المسلحة في فلسطين ؟

٢
تتبع كلمة جريدة "الميدان" الناطقة باسم الحزب الشيوعي السوداني ، والصادرة في العدد رقم "٤١٠٩" ، بتاريخ العاشر من أكتوبر ٢٠٢٣ ، تتبع نفس نهج سكرتارية اللجنة المركزية للحزب في إخفائها اسم "عملية طوفان الأقصى" ومن قام بها. وتكتفي بالتحدث عن "انفجار المقاومة الشعبية" كما في المقطع التالي من الكلمة:
"ان انفجار المقاومة الشعبية الآن نتيجة العدوان المتواصل والاحتلال المستمر علي الأراضي الفلسـ ـطينية والذي انعكس في الهجمات العسكرية المتوحشة علي المدن والقرى والمخيمات الفلسـ ـطينية في الضفة والقطاع وعلي مدينة القدس التي تشهد إجراءات متواصلة من قبل السلطة الفاشية بقصد تهوديها". "تهويدها"- كاتب المداخلة.
نلاحظ انه في مقابل "إخفاء" شكل وطبيعة وتاريخ ما سمّته الكلمة "انفجار المقاومة الشعبية"، فإن الكلمة تتحدث عن سبب "انفجار المقاومة الشعبية" حين ترجع ذلك "الانفجار" الغامض المبهم إلى "العدوان المتواصل والاحتلال المستمر ......إلخ.
إن ظاهرة "الإخفاء " في خطاب الحزب الشيوعي السوداني مرتبطة بالأحداث التي تكون طرفا فاعلًا فيها "حركة حماس".
وفي المقابل يتم "إظهار" الأحداث الفلسطينية التي لا تكون "حركة حماس" طرفا فاعلا أو رئيساً فيها. وسنضرب مثالاً بتصريح صحفي لسكرتارية اللجنة المركزية للحزب، والصادر في ٢٠ سبتمبر ٢٠٢٣ الذي تتحدث فيه عن مناسبة إصدار التصريح الصحفي حين تكتب:
"إن العدوان الأخير على جنين وقطاع غزة جريمة جديدة تضاف في سجل الاحتلال الصهيوني المخزي للأراضي الفلسطينية".
إن "المراوغة اللغوية"(٢) هي الاستراتيجية التي يتبعها الحزب الشيوعي السوداني فيما يتعلق بالحديث عن التطورات المتعلقة بحركة حماس.
إن تلك الاستراتيجية تجعل خطاب الحزب غامضًا ومبهماً، ولا يخدم غرضه في حشد الدعم لفعل معين يتعلق بحركة حماس. وتلك الاستراتيجية لا تشبه أدبيات الحزب التي تتسم بالوضوح والدقة والاقتصاد اللغوي المكثف.
ويبدو أن تلك "المراوغة اللغوية" ترجع إلى الطبيعة المزدوجة التي ينظر بها الحزب إلى حركة حماس (٣). فهي حركة مقاومة، ولكنها تنتمي في نفس الوقت إلى الإسلام السياسي الإخواني.ه

هوامش:

١- في البيان السياسي الختامي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوداني لا يتم الحديث عن "حل الدولتين" وانما كما ورد في البيان الختامي:
4- ويجدد المؤتمر دعمه الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل نيل حقوقه وانشاء دولته الوطنية الديمقراطية.

٢-رغم أن "المراوغة اللغوية" تجعل الرسالة غامضة على القارئ العادي، لكنها تفشل فيما أرادته من "إخفاء" حين يتلقّاها محرّرو الصحف.
فجريدة القدس العربي في عددها الصادر يوم الثامن من أكتوبر ٢٠٢٣، كتبت التالي فيما يتعلق بالتصريح الصحفي "الغامض" لسكرتارية اللجنة المركزية :
تقرير ـ «القدس العربي»: وجدت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، صدى واسعاً في السودان. ففضلا عن تأكيد وزارة الخارجية على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، باركت أحزاب سياسية إسلامية ويسارية العملية".
وفي الحقيقة، فالأحزاب اليسارية المشار إليها في الاقتباس السابق هي حزب واحد:
الحزب الشيوعي السوداني.
٣-حاولنا أن نبحث في الإنترنت عن "تقييم" الحزب لحركة حماس، فلم نوفّق في ذلك .  

مقالات مشابهة

  • 12 شهيدا بأوسع عملية للاحتلال بالضفة منذ عقدين
  • رايتس ووتش: قيود تمييزية لبنانية تحرم أطفال لاجئي سوريا من التعليم
  • الفصائل الفلسطينية تدعو لتصعيد المواجهة مع العدو في الضفة الغربية
  • “هيومن رايتس ووتش” تطالب بفتح تحقيق بالاعتداءات الإسرائيلية على الكوادر الصحية بغزة
  • “حماس”: عزم بن غفير بناء كنيس يهودي في الأقصى إعلان خطير عكس نِيّات حكومة العدو تجاه المقدسات
  • منظمة حقوقية تطالب بفتح تحقيق بالاعتداءات الصهيونية على الكوادر الصحية بغزة
  • هيومن رايتس ووتش تدعو للتحقيق في تعذيب الاحتلال للكوادر الطبية الفلسطينية
  • الإظهار والإخفاء فيما يتعلق بحركة حماس من أخبار
  • "هيومن رايتس": الاحتلال عذب الكوادر الطبية في غزة وأساء معاملتهم
  • "هيومن رايتس ووتش" تصدر تقريرا عن تعذيب إسرائيل للكوادر الطبية في غزة