#سواليف

إطلاق سراحهم يصب في رصيد الدولة

#حسين_الرواشدة

لا يوجد أحد محصن من الخطأ، لكن ثمة فرق كبير بين من يخطئ وقلبه على بلده، وهمه إصلاح الواقع الذي يعيش فيه، وبين من يتعمد إلحاق الأذى بالبلد والناس، وثمة فرق أكبر بين من يزل لسانه بالخطأ وبين من يمد لسانه ويده وينهش بلده، دون أن يرف له جفن، أو ينخزه ضمير، بعض الناشطين الذين يكتبون ويصرخون، قد يدفعهم حماسهم أحيانا للخطأ، أو تأخذهم غيرتهم على البلد لتجاوز المألوفات الوطنية، هؤلاء من السهل أن نكتشف، في أبسط حوار معهم، أنهم أحرص من كثيرين منا على أمن البلد ومصالحه.

مقالات ذات صلة تطورات جديدة في قضية الصفقة بين حماس وإسرائيل 2024/07/17

ميزة الدولة الأردنية،بقيادتها الهاشمية، أنها أدركت منذ تأسيسها قيمة معادلة “الاحتواء” بالمعنى الإيجابي، فلم تمارس العنف مع الأردنيين، وحتى حين تقسو فسرعان ما تتراجع وتذهب لتطييب الخواطر، وفق ذلك نشأت علاقة فريدة من نوعها بين النظام السياسي والشعب، تبادل فيها الطرفان السماحة والثقة والاحترام المتبادل، وأنتجت بلدا آمنا مستقرا، تجاوز أزماته وكل المحن التي واجهته، بفعل قناعات راسخة، وإحساس مشترك، بأن الجميع” أسرة واحدة”، قد تختلف فيما بينها، ، لكنها لا تقطع حبال المحبة والتفاهم بين أفرادها.

الآن، يمر بلدنا بظروف اقتصادية صعبة،ويواجه تحديات خارجية اصعب، ويقف #الأردنيون على بوابة #انتخابات مفصلية ، تدشن أولى مراحل التحديث السياسي، كل هذا وغيره يستدعي التفكير جديا بمسألتين: الأولى ترطيب الأجواء العامة، والدخول في حالة الانفراج، وإراحة المجتمع وجبر خواطر الأردنيين، المسألة الثانية ترميم القيم التي تأسست عليها الدولة في علاقتها مع المجتمع، خاصة بعد بعض الإصابات التي طرأت عليها بفعل ممارسات البعض الذين لم يدركوا طبيعة معادلة الحكم وفلسفته في بلدنا، هذه التي قامت على أساس المحبة والسماحة و الأسرة الواحدة .

في هذا السياق، إطلاق سراح #الموقوفين و #المحكومين بقضايا غير جنائية، ‏وخاصة قضايا #التعبير_عن_الرأي ، أصبح، بتقديري، أمرا مطلوبا وضروريا لأكثر من سبب، أولها إنساني، فلهؤلاء عائلات وأبناء وزوجات ينتظرونهم، وهم بحاجتهم، والثاني سياسي تقتضيه مرحلة الدخول بماراثون الإصلاح، وتهيئة المجتمع للمشاركة فيه والثقة بوعوده، كما تقتضيه اعتبارات اخرى، اهمها ترسيم العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس قيم العدالة والإنصاف، واضافة رصيد جديد لها، سيصب بالتأكيد في مصلحة الجميع.

سأترك الأسباب القانونية لمن يفهم فيها أكثر مني، لكن ما اريد ان اقوله هو أننا على امتداد تاريخنا كنا الأقدر على تجاوز خلافاتنا ومشكلاتنا، ونظامنا السياسي لم يخرج من رحم “العنف” ولم يمارسه، وبالتالي فإن “سرّ” استقرارنا وصمودنا وسط هذا المحيط المضطرب والمزدحم بالكوارث، هو الاستثمار دائما بالحكمة واللقاء على الخير العام، وتجاوز الأخطاء، واستيعاب بعضنا بعضا، صدر الدولة أوسع من صدور أبنائها، والأردنيون يستحقون ذلك وأكثر .

ربما لا يدرك بعض ‏ الذين لا يعرفون سمات الشخصية الأردنية، والعلاقة التي تربطهم، وجدانيا ونفسيا، ببلادهم وقيادتهم الهاشمية، أن هذا الملف يشكل امتحانا للدولة، وأن تجاوزه بقليل من الحكمة، يعني الكثير بالنسبة للأردنيين، سواء أكانوا من أهالي الموقوفين أو بعض المحكومين ، كما أن “التمترس” حوله، والاستهانة به، يولد مزيدا من الغضب والقهر، مع انه بجرة قرار يمكن أن نطويه، وأن نتفرغ للأولويات الأهم، ونلتقي عليها بمنطق “الأسرة الواحدة”، لكن هذا يحتاج، بالطبع، إلى “رجالات” دولة عقلاء، يفهمون قيم الدولة، ويقدرون مصالحها، ويحترمون الأردنيين أيضا.

أجزم، دائما، أن بلدنا بخير، ‏وأن مساحات الخير العام لدينا أوسع من مساحات اليأس والمناكفة، يمكن للسياسة أن تفرقنا، لكن لا يجوز أن تجردنا من إنسانيتنا، أو أن تجرح وئامنا الاجتماعي، أو ان تحولنا إلى وحوش، لأننا حين نفعل ذلك- يا خسارة – نفتقد أعز القيم التي بنى عليها أجدادنا وآباؤنا هذه الدولة، وأراهن على أننا لن نفتقدها، ولذا أنتظر ممن يهمه الأمر، أن يطمئن الأسر التي غاب عنها آباء أو أبناء عزيزون عليهم، بإصدار قرار إطلاق سراحهم، وهو قرار يسعدهم ويسعدنا أيضا.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف الأردنيون انتخابات الموقوفين المحكومين التعبير عن الرأي بین من

إقرأ أيضاً:

«هيئات شئون الأسرى».. تعلن عن قائمة معدلة للفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم غدا

أعلنت ثلاث هيئات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى(هيئة شؤون الأسرى والمحررين، نادي الأسير، مكتب إعلام الأسرى) مساء اليوم، الجمعة، أنه تم تعديل أرقام الأسرى المفرج عنهم في الدفعة الرابعة ضمن عمليات التبادل لتكون 183 أسيرا بدلا من 90 أسيرا مقابل 3 إسرائيليين.

وقالت الهيئات الثلاث - في بيان اليوم الجمعة، إنه سيتم الإفراج غدا عن 183 أسيرا من بينهم 111 أسيرا من أبناء قطاع غزة (تم اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر 2023).

وأرجعت مصادر في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سبب زيادة الأرقام، إلى نوعية المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم.. مرجحة أن يكونوا جنودا إسرائيليين.

يذكر أن الدفعة الثالثة من المرحلة الأولى لعملية التبادل قد جرت أمس، حيث تم إطلاق سراح 110 فلسطينيين (من بينهم 32 أسيرا محكوما بالسجن المؤبد و48 أسيرا بأحكام مختلفة و30 طفلا) مقابل 3 إسرائيليين و5 تايلانديين.

أما الدفعة الثانية فتمت يوم السبت الموافق 25 يناير حيث تم إطلاق 200 أسير فلسطيني مقابل 4 مجندات إسرائيليات فيما تمت الدفعة الأولى فجر يوم /الأحد/ الموافق 19 يناير وشملت 90 أسيرة وطفلا مقابل 3 أسيرات إسرائيليات.

ويبلغ إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال حاليا أكثر من 10 آلاف أسير وأسيرة وأكثر من 3400 معتقل إداري.

وقد تم الإعلان يوم /الأربعاء/ الموافق 15 يناير 2025 عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين بين إسرائيل وحركة "حماس" والعودة إلى الهدوء المستدام، ينفذ على ثلاث مراحل بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية، ليبدأ سريان الاتفاق اعتبارًا من يوم /الأحد/ الموافق 19 يناير.

ويتم خلال المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يومًا، منذ بدء سريان الاتفاق، انسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.

وتتضمن المرحلة الأولى أيضا تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء غزة وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود وادخال مستلزمات إيواء النازحين الذي فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.

مقالات مشابهة

  • نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
  • «هيئات شئون الأسرى».. تعلن عن قائمة معدلة للفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم غدا
  • برلماني: مصر الصخرة التي تتحطم عليها أطماع الطغاة
  • عاجل.. إسرائيل تسلمت قائمة المحتجزين المتوقع إطلاق سراحهم غدا السبت
  • حماس تعلن أسماء 3 رهائن سيُطلق سراحهم غدا
  • أسباب خصم رصيد من عداد الكهرباء الكارت بشكل مفاجئ.. والإجراءات التي يجب اتباعها
  • «الإدارية العليا» تمنح قاضية مقابلا ماديا عن رصيد 448 يوما إجازة اعتيادية
  • «الإدارية العليا» تمنح قاضية المقابل المادي عن رصيد إجازتها 448 يوما
  • المقاومة الفلسطينية تسلم مجندة إسرائيلية من وسط الركام في مخيم جباليا
  • من أمام منزل السنوار… حماس تطلق سراح 3 أسرى