محللان: نتنياهو يمارس كذبا منظما وحماس لا تتنازل بالضغط العسكري
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
قال محللان سياسيان إن حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن نجاعة الضغط العسكري في دفع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتقديم مزيد من التنازلات في مفاوضات تبادل الأسرى يناقض الواقع، لكنه يلامس قلوب الأغلبية الإسرائيلية التي تبحث عن النصر المطلق، كلٌّ على طريقته.
وأكد نتنياهو اليوم الأربعاء أمام أعضاء الكنيست أن زيادة الضغط العسكري هي التي ستقود حماس للتنازل أكثر فأكثر في المفاوضات، مشددا على مواصلة العمل لتدميرها.
كما أشار إلى أن "حكومته تواصل من خلال الدمج بين الضغط السياسي والعسكري، التقدم بشكل ممنهج لتحقيق أهداف الحرب ومن بينها إعادة المختطفين (الأسرى)". واتهم المعارضة الإسرائيلية بشحن عائلات الأسرى التي قال إنها "تذهب إليه وهي معبأة بالإهانات".
وتعليقا على حديث نتنياهو، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين إن نتنياهو "قادر على توزيع المسؤوليات على الآخرين وتبرئة نفسه من كل شيء"، مشيرا إلى أنه "يحاول مخاطبة قاعدته الانتخابية من خلال هذه الكلمة التي لم تكن سوى توزيع للاتهامات على المعارضة".
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال جبارين إن نتنياهو لم يحاول إقناع المعارضة بفكرته أو بأسلوبه خلال الحرب وإنما حاول فقط تحميلهم مسؤولية كل ما يحدث من فشل، لافتا إلى أنه "يتهم كل معارض له بأنه معارض لليمين حتى لو كان يمينيا، بما في ذلك وسائل الإعلام وذوو الأسرى أنفسهم".
ويرى جبارين أن نتنياهو "يجيد اختيار العصي التي يضعها في دواليب المفاوضات، لأنه يتخير تلك التي تمثل إجماعا لدى اليمين المتطرف وتجد قبولا عند بعض المعارضين"، مشيرا إلى أنه عندما يتحدث عن "النصر المطلق" فإنه يستخدم مصطلحا خاويا لكنه يجد صدى في قلوب كثيرين، كلٌّ حسب تفسيره لهذا النصر.
وقال جبارين إن نتنياهو "يجيد الكذب المنظم، ويقود حربا أخرى ضد الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية التي يحاول منذ سنوات إخضاعها له بدلا من وقوفها معه على أرض واحدة في بعض الأمور الإستراتيجية".
حديث غير واقعيوفيما يتعلق بحديث نتنياهو عن نجاعة الضغط العسكري في المفاوضات، قال المحلل السياسي ساري عرابي إن نتنياهو ركز على قصف المدنيين والمدارس والمستشفيات بشكل واضح وممنهج خلال الأسابيع القليلة الماضية، التي بدأ بعض العرب والفلسطينيين يحملون حماس مسؤولية ما يجري ويطالبونها بالاستسلام من أجل وقف الحرب.
لذلك، فإن نتنياهو يتخذ من هذا الحديث مظلة لمواصلة تدمير المدنيين في قطاع غزة "وكأنه يقول لهؤلاء: كلما وفرتم لنا مبررا سنواصل قتل الفلسطينيين"، كما يقول عرابي.
مقابل ذلك، فإن حديث نتنياهو عن إجبار حماس على تقديم تنازلات عبر الضغط العسكري غير صحيح -برأي عرابي- لأن الحركة لم تقدم أي تنازل عندما كانت الحرب في أوج قوتها.
وأشار عرابي إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين يؤكدون أن حماس لن تقبل بما يحاول نتنياهو فرضه عليها، ويقولون إن هذا الأمر يعني فقدان حياة الأسرى الإسرائيليين.
وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأربعاء عن خلاف بين نتنياهو وفريقه التفاوضي بشأن بقاء قوات الاحتلال في محور نتساريم.
وقالت الهيئة إن المفاوضين الإسرائيليين أبلغوا رئيس الوزراء أن حماس لن تقبل بأي اتفاق لا يتضمن الانسحاب من المحور وعودة النازحين للشمال.
في الوقت نفسه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الظروف مواتية لعقد صفقة خلال أسبوعين وإلا فإن مصير الأسرى يكون قد حسم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضغط العسکری إن نتنیاهو إلى أن
إقرأ أيضاً:
عائلات المحتجزين الإسرائيليين تهدد نتنياهو باللجوء للمحكمة العليا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هددت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة باللجوء إلى المحكمة العليا احتجاجًا على مماطلة الحكومة الإسرائيلية في التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وذلك في رسالة وجهوها إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، وفقا لما أفادت به قناة "القاهرة الإخبارية".
وقالت العائلات في رسالتها: "سنلجأ إلى المحكمة العليا إذا استمررتم في التخلي عن أحبائنا في أسر حماس في غزة"، مؤكدين أن الحكومة تنتهك القوانين الأساسية من خلال عدم التوصل إلى صفقة تبادل، وفشلها في العمل على تحرير الأسرى.
ووقعت الرسالة من قبل عشرات من عائلات الأسرى، وأُرسلت أيضًا إلى المستشارة القضائية للحكومة والمدعي العام، حيث اتهمت الحكومة بانتهاك واجبها القانوني في إنقاذ الأسرى، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة ووزرائه يقفون عائقًا أمام إتمام صفقة إعادتهم.
وأوضحت الرسالة، أن هناك مؤشرات على أن رئيس الحكومة يعطل المفاوضات، مشيرة إلى تصريحاته الأخيرة لصحيفة "وول ستريت جورنال" التي قال فيها: "لن أوافق على إنهاء الحرب قبل التخلص من حماس".
وأضاف العائلات في رسالتهم، أن هذا الموقف يعرض حياة الأسرى للخطر ويؤدي إلى تأخير المفاوضات بشكل أكبر، مما يقلص فرص إعادة الأسرى أحياء.
وأكدت العائلات أن الأسرى لهم الحق في الحياة والكرامة الإنسانية، بما في ذلك الحق في دفنهم بكرامة، ودعت الحكومة، وليس رئيسها، إلى اتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة لوقف الحرب، محذرة من اللجوء إلى المحكمة العليا في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
في السياق ذاته، أعرب مسؤولو فريق المفاوضات الإسرائيلي حول صفقة التبادل عن استيائهم من التصريحات الصادرة عن مسؤولين في الحكومة، بما في ذلك نتنياهو ووزير الجيش، يسرائيل كاتس.
واعتبر المفاوضون أن هذه التصريحات تقلل من فرص التوصل إلى اتفاق، مشيرين إلى أن تصريحات نتنياهو التي قال فيها إن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس تهدد بتقليص فرص التوصل إلى صفقة.
كما انتقدوا تصريحات كاتس التي هدد فيها بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، مؤكدين أن هذه المواقف تؤثر سلبًا على المفاوضات.