أعلنت الأمم المتحدة استمرار المحادثات غير المباشرة بجنيف السويسرية بين وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بينما أدانت منظمة الصحة العالمية تزايد الهجمات على المرافق الطبية في السودان خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت المتحدثة الأممية أليساندرا فيلوتشي، إن "وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منخرطان في محادثات جنيف تحت قيادة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة ".

وأوضحت أن "لعمامرة وفريقه أجروا عدة اتصالات مع كل منهما مطلع هذا الأسبوع" دون مزيد من التفاصيل.

والجمعة، قال متحدث الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن "المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان لعمامرة يواصل المناقشات التي يعقدها على حدة مع وفدي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جنيف".

وأضاف دوجاريك حينها أن "المناقشات ستستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع بصيغ مختلفة وفي أماكن مختلفة".

وفي أول تعليق على المباحثات، قالت الحكومة السودانية، إنها وافقت على دعوة لعمامرة، للمشاركة في مداولات غير مباشرة بمدينة جنيف "بشأن الأوضاع الإنسانية".

من جانبها، أعلنت قوات الدعم السريع الجمعة، ترحيبها بدعوة الأمم المتحدة لبدء محادثات مع الجيش السوداني بشأن تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

استهداف المستشفيات

بدورها، أدانت منظمة الصحة العالمية الأربعاء تزايد الهجمات على المرافق الطبية في السودان خلال الأسابيع الأخيرة.

وقالت المديرة الإقليمية للمنظمة لبلدان شرق المتوسط حنان بلخي في مؤتمر صحفي عبر الفيديو من القاهرة إنه منذ بدء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل/نيسان 2023، "تحققت المنظمة من وقوع 82 هجوما على مرافق الرعاية الصحية" في السودان.

وتابعت "الأسابيع الستة الأخيرة وحدها شهدت 17 هجوما على هذه المرافق".

بدوره، دعا ممثل المنظمة بالسودان شبل صهباني إلى السماح فورا بوصول مواد الإغاثة إلى مدينة الفاشر غربي السودان، لتجنب وضع صحي كارثي.

وحذّر صهباني من أن "الجوع والخوف من المجاعة يلاحقان السودان، حيث لا يزال 800 ألف شخص عالقين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور دون ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدعم الطبي"، حسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.

وقال صهباني إن "القتال العنيف بين الأطراف المتحاربة جعل الوصول إلى الفاشر مستحيلا تماما".

وأضاف صهباني أن "ولايات دارفور (غرب) وكردفان (جنوب) والخرطوم والجزيرة (وسط) أصبحت كلها معزولة عن المساعدات الإنسانية والصحية بسبب القتال المستمر".

ومنذ 10 مايو/أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.

وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقوات الدعم السریع الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

مغن أمريكي يلغي عرضه في دبي رفضا لـتمويل الإمارات للدعم السريع بالسودان

أعلن مغني الراب الأمريكي ماكليمور إلغاء حفل له مقرر في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة خلال شهر تشرين الأول /أكتوبر القادم احتجاجا على "تمويل" الدولة الخليجية لـ"مليشيات الدعم السريع" في السودان.

وقال ماكليمور في بيان مطول عبر حسابه في منصة "إنستغرام"، إنه "بعد تفكير متأن، ومحادثات عديدة مع منظمين وأصدقاء موثوق بهم،  قررت إلغاء عرضي القادم في دبي في أكتوبر/تشرين الأول".

Bu gönderiyi Instagram'da gör BEN (@macklemore)'in paylaştığı bir gönderi

وأضاف "تواصل معي على مدار الأشهر الماضية عدد من الأشخاص، وشاركوا معي الموارد وطلبوا مني إلغاء العرض تضامنا مع شعب السودان ومقاطعة التعامل التجاري مع الإمارات العربية المتحدة بسبب الدور الذي تلعبه في الإبادة الجماعية المستمرة والأزمة الإنسانية في المنطقة".

وكان السودان قدم من خلال بعثته الدائمة لدى الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات "بسبب دعمها لقوات الدعم السريع".


وشدد السودان في شكواه قبل أشهر، على أن "الإمارات ما زالت تواصل تقدم الدعم لقوات الدعم السريع، وأن ذلك يشمل عدوانا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، وتهديدا جديا للأمن والسلم الإقليمي والدولي".

والأحد، أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، بشكل صريح للمرة الأولى، أي دور للإمارات بمفاوضات الحل في السودان.

وقال البرهان خلال مؤتمر صحفي في بورتسودان، بشأن شروطه للجلوس إلى طاولة الحل للوضع في السودان: "أولا، لن نقبل بدولة الإمارات، كشاهد أو مشارك أو مراقب، ولن نقبل بتوسعة منبر جدة، ولن نقبل بفتح موضوعات جديدة للحوار، وهناك اتفاق إعلان مبادئ ونريد تطبيقه، وسلمنا للمبعوث نسخا من تصور التطبيق".

ومنذ نيسان/ أبريل 2023، تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ما تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص، وفقا للأمم المتحدة.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء هذه الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18، وفقا للأناضول.

وشدد المغني الأمريكي، في بيانه، على "الأزمة في السودان كارثية. لقد نزح أكثر من عشرة ملايين شخص، ويواجه الملايين المجاعة الوشيكة، والعنف الجنسي منتشر على نطاق واسع، وفقد ما لا يقل عن 150 ألف حياة، بما في ذلك آلاف الأطفال. وفي حين تساهم العديد من القوى الخارجية في هذه الأزمة، يسلط المدافعون والمنظمون والصحفيون والمسؤولون الضوء مرارا وتكرارا على دور الإمارات في تمويل مليشيا قوات الدعم السريع كعامل رئيسي".


وأشار إلى أنه يعلم أن قراره هذا "من شأنه أن يعرض عروضه المستقبلية في المنطقة للخطر"، إلا أنه على الرغم من ذلك أوضح أنه لن يؤدي عرضه في الإمارات "إلى أن تتوقف عن تسليح قوات الدعم السريع".

وشدد  ماكليمور، على أن "الوضع الحالي في السودان عاجل ومروع ويمر دون أن يلاحظه أحد على مستوى العالم".

تجدر الإشارة إلى أن المغني الأمريكي عُرف مؤخرا بتضامنه الواسع مع الشعب الفلسطيني خلال عروضه الموسيقية، ورفضه للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وكان ماكليمور أصدر في وقت سابق أغنية حملت اسم "قاعة هند" في خطوة لتلسيط الضوء على جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق الطفلة هند رجب التي استشهدت في غزة عقب استهداف مركبة عائلاتها وبقائها عالقة داخل السيارة لأيام.

مقالات مشابهة

  • بعد تعثر جنيف.. هل تتوسع حرب السودان؟
  • 20 قتيلا في الفاشر بقصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع  
  • لجنة بمجلس الأمن تدرس فرض عقوبات على اثنين من قادة الدعم السريع
  • مصادر عسكرية: الجيش السوداني يستعيد جلقني بولاية سنار
  • أميركا تدعو الطرفين المتحاربين في السودان لكبح جماح الانتهاكات
  • واشنطن تدعو طرفي النزاع في السودان للالتزام بـ"مدونة سلوك"
  • السودان.. كيف يحصل طرفا النزاع على السلاح؟
  • ‏"أسوشييتد برس": انهيار سد شرقي السودان وأنباء عن فقدان عشرات الأشخاص
  • سعي الجيش وقوات الدعم السريع للواجهات المدنية في السودان منذ حكم المجلس العسكري الانتقالي إلى الحرب الأهلية
  • مغن أمريكي يلغي عرضه في دبي رفضا لـتمويل الإمارات للدعم السريع بالسودان