عائلات مفجوعة تشيِّع 3 أطفال سوريين قضوا بغارة إسرائيلية على لبنان
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
حين لجأ شاهين جركس قبل سنوات إلى جنوب لبنان هربا من الحرب في سوريا، ظن أن عائلته ستكون بأمان، ولم يتوقع أن يهرب إلى حرب أخرى تودي بحياة طفليه معا.
يقول جركس البالغ من العمر 55 عاما والنازح من منطقة عفرين التي كانت تقطنها غالبية كردية في شمال سوريا لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الأربعاء، "مثل كل يوم، كانا يمضيان يومهما باللهو في ملعب… كنت أعمل في حقل زراعي عندما سمعتُ دوي الغارة".
ويُضيف "عندما تأكدت أن النقطة المستهدفة قريبة من الملعب ركضنا نحو المكان وما إن وصلنا حتى رأيت طفلَيَّ جان ومحمّد وطفلا آخر، كلا منهم في ناحية، غارقين في دمائهم".
قتل جان (10 سنوات) ومحمّد (7 سنوات) مع طفل سوري آخر يدعى خليل محمد خليل (12 عاما) في ضربة إسرائيلية أمس الثلاثاء على قرية أم التوت.
وكتب فرع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بلبنان في منشور على منصة إكس، إن مقتل 3 أطفال "بضربة بينما كانوا يلعبون، كما ورد، أمام منزلهم في جنوب لبنان، هو أمر مروع".
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه "قصف منصة إطلاق في منطقة بلاط رُصدت وهي تطلق قذائف باتجاه منطقة كريات شمونة"، وإنه استهدف "خلية لحزب الله في يارين القريبة من أم التوت".
"وجدناهم موتى"تجمهر الأقارب والجيران حول الجثث الصغيرة الممددة على أسرّة حديدية، في حين قبض بعض النسوة بأيديهن على قماش غطّى وجوه الأطفال، وضربت إحداهن بيديها على رأسها وهي تنوح.
ثم ارتفعت في المكان أصوات الصراخ والبكاء عندما حمل رجال الدفاع المدني الجثث إلى سيارات الإسعاف لنقلها إلى مثواها الأخير، ودفنها في قرية القاسمية.
يروي محمد خليل والد الطفل خليل الذي يعمل بالحقول في بلدة أم التوت "بعدما سمعنا دويا… سألت: أين الغارة؟ ثم ركضنا لنتفقد الأطفال… وجدناهم موتى".
ورغم التصعيد المستمر بين حزب الله وإسرائيل في جنوب لبنان، فضل محمد خليل البقاء في القرية لتأمين قوت عائلته.
وبتأثّر شديد وقد احمرّت عيناه من البكاء يقول "نزحت من سوريا إلى هنا لكي أحمي أولادي من الحرب… وهذا ما حصل".
منذ اليوم التالي لاندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف.
ويستهدف حزب الله من جنوب لبنان مواقع وتحركات جنود إسرائيليين، بينما ترد إسرائيل بقصف ما تصفه بأنه "بنى تحتية عسكرية" تابعة للحزب، إلا أن ضرباتها أحدثت دمارا واسعا وأوقعت عددا كبيرا من الضحايا المدنيين خلال 9 أشهر.
وردّ حزب الله أمس الثلاثاء بإطلاق عشرات صواريخ الكاتيوشا باتجاه شمال إسرائيل.
وقُتلت مدنيتان الاثنين مع شقيقهما الذي نعاه حزب الله في ضربة إسرائيلية على مدينة بنت جبيل.
وحذر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، اليوم الأربعاء، في كلمة ألقاها خلال إحياء ذكرى عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، إسرائيل من "التمادي" في استهداف المدنيين.
وقال نصر الله إن "تمادي العدو في استهداف المدنيين في الأيام القليلة الماضية… سيدفع المقاومة إلى إطلاق الصواريخ واستهداف مستعمرات جديدة لم يتم استهدافها في السابق".
وأسفر القصف الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب عن مقتل 511 شخصا في لبنان، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسمية لبنانية، بينما أعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 17 عسكريا و13 مدنيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
مصادر طبية في غزة: مقتل 58 فلسطينيا وإصابة 86 آخرين في غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية
أعلنت مصادر طبية في غزة، مقتل 58 فلسطينيا وإصابة 86 آخرين في غارات إسرائيلية خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأعلنت إسرائيل، موافقتها رسميًا على الخطة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية، لوقف إطلاق النار بين حزب الله وتل أبيب والذي دخل حيز التنفيذ في الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء بتوقيت العاصمة اللبنانية بيروت.
وفي وقت سابق، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية برية محدودة في جنوب لبنان تستهدف البني التحتية لحزب الله، وسط تحليق مكثف للطيران وقصف مكثف بالمدرعات والدبابات على مناطق الجنوب.
وقد شهدت لبنان حادثة مؤلمة بعد انفجار المئات من أجهزة الاتصال "البيجر" المستخدمة من قبل عناصر حزب الله، ما أسفر عن مقتل 11 أشخاص وإصابة نحو 3000 آخرين.
هذه الحادثة أثارت اهتمامًا دوليًا واسعًا، حيث كانت الأجهزة المنفجرة تُستخدم للتواصل بين عناصر الحزب.