نشر موقع "نيوز ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن تهديد دبلوماسيين سعوديين ببيع جزء من التزامات الديون الأوروبية في حال مصادرة الأصول الروسية المجمدة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المراقبين يرون أن هذه التهديدات أدت إلى توقف مفاوضات مجموعة السبع بشأن سحب ما يقارب 300 مليار دولار تابعة لروسيا.


وتدعي وكالة "بلومبرغ" أن الأصول السعودية ليست كبيرة إلى الحد الذي يسمح بتقويض اقتصاد الاتحاد الأوروبي، بينما يرى بعض الخبراء أن دول الشرق الأوسط تتمتع بنفوذ يتعدى الحدود التي يبدو عليها.

ماذا قالت السعودية عن سندات الاتحاد الأوروبي؟
أعربت الرياض في بداية السنة معارضتها فكرة قيام دول مجموعة السبع باستخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا. وحسب الأنباء الواردة "ألمح" مسؤولون من وزارة المالية في المملكة إلى بيع ديون الاتحاد الأوروبي بشكل خاص. ومع ذلك، قالت وزارة الخارجية السعودية في تعليق إعلامي إنه لا توجد تهديدات ضد الأوروبيين، مشيرة إلى أن علاقات المملكة مع الشركاء الأجانب تقوم على الاحترام المتبادل.

في هذا الصدد، يرى المطلعون على بواطن الأمور أن تلميحات السلطات السعودية هي التي أبطلت مصادرة دول مجموعة السبع الأصول الروسية. ووفقًا لإحدى الروايات، لم يرغب السعوديون في السماح بسابقة المصادرة، خوفاً على سلامة أموالهم الخاصة في أوروبا والولايات المتحدة.

ونقل الموقع عن رئيس مركز الاتصالات الاستراتيجية دميتري أبزالوف قوله، أن " الجميع يدركون أن دونالد ترامب قد يصل إلى السلطة في الولايات المتحدة، وهو قادر تمامًا على فرض قيود على أصول المملكة العربية السعودية أو إيران. وهكذا قد ينفذ اليساريون الذين وصلوا إلى السلطة في بريطانيا، السيناريو الذي وقع في عدد من البلدان، وخاصة في فنزويلا. لذلك، فإن العنصر السياسي في هذه القضية يشكل مخاطر على المملكة العربية السعودية وعلى الصين وعلى كبار المستثمرين الآخرين".


ما هي الأصول التي تمتلكها السعودية؟
لم تكشف السعودية عن عدد السندات المشتراة من الدول الغربية. ووفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن واشنطن، بلغت استثمارات المملكة في سندات الخزانة الأمريكية حتى آذار/ مارس 135.9 مليار دولار، بالإضافة إلى ذلك، تعد الرياض أحد الدائنين الرئيسيين لفرنسا. وتدعي منصة رؤية أعمال الخليج العربي "إيه جي بي آي" أن المستثمرين الخليجيين يمتلكون أصولًا في فرنسا بقيمة 15.1 مليار دولار. وفي حزيران/ يونيو الماضي، في منتدى باريس، وقّعت فرنسا والمملكة العربية السعودية اتفاقيات استثمار بقيمة 2.9 مليار دولار.

علاوة على ذلك، يرى أبزالوف أن استثمارات المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط بأكمله في اقتصاديات الدول الغربية لا تتعلق بالأوراق المالية فقط. وأضاف أبزالوف "يتم استثمار جزء كبير من أندية كرة القدم ومن شركات الطاقة وعدد من المجالات الأخرى بنشاط أيضًا. من جانب المملكة العربية السعودية وحدها ناهزت قيمة الاستثمارات المفتوحة التريليون دولار. وإذا أخذنا الاستثمارات الخفية بعين الاعتبار يتعدى هذا الرقم حدود المعلن عنه بأشواط كثيرة…".

ونقل الموقع عن مكسيم تشيركوف، الأستاذ المشارك في قسم السياسة الاقتصادية والسياسات الاقتصادية في جامعة الإدارة الحكومية، أن العديد من البنوك المركزية في العالم ومستثمري الشركات وأصحاب الأوراق المالية الخاصة يمكنهم معارضة "حرب العقوبات"، باعتبار أنها قد تؤدي إلى انهيار اقتصاد الاتحاد الأوروبي.

وقال تشيركوف: "يهدد هذا بانخفاض حاد في قيمة اليورو، لأن الطلب عليه سوف ينخفض بشكل كبير بسبب مثل هذه الإجراءات. وفي حال بدأت الصناديق الحكومية والتجارية والمواطنون في "التخلص" من الأوراق المالية المقومة باليورو، فسيؤدي ذلك إلى انخفاض حاد في قيمة العملة الأوروبية".


لماذا تضغط السعودية على الغرب؟
كتبت صحيفة "إل إيكونوميستا" الإسبانية أن خطط السعودية لبيع الأصول في الاتحاد الأوروبي تشير إلى "تحولها" نحو روسيا. وحسب الصحفيين، فإن وجهات نظر السعوديين بشأن ما يحدث في العالم أصبحت أقرب إلى موسكو منها إلى الولايات المتحدة أو أوروبا في الوقت الراهن. بدوره يشير المحلل  فولفيو سكالوني إلى كيفية رفض السلطات السعودية في كانون الثاني/ يناير 2023 بيع نفطها بالدولار وإبداء استعدادها للتحول إلى المدفوعات بعملة أخرى مثل اليوان الصيني.

من جانبه، وصف  السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف على قناته على تليغرام التصريحات المزعومة للمسؤولين السعوديين بشأن بيع سندات اليورو بأنها "تهديد خطير"، حيث يمكن أن يكون لخطوة السعوديين تأثير الدومينو من جانب الدول الأخرى في العالم غير الغربي مع العلم أن الدولة الرائدة في الجنوب العالمي تقف ضد الاستبداد العالمي.

وحسب نائب رئيس لجنة مجلس الدوما للسياسة الاقتصادية ميخائيل ديلاجين فإن خطوة السعوديين أصبحت دليلاً على استقلال المملكة العربية السعودية عن الغرب. ووفقا له، فإن الرياض تظهر التزامها بـما تبقى من القانون الدولي. ويقول ديلاجين: "هم قلقون على أصولهم لأنهم يدركون أنهم سرقوا منا اليوم، وغداً سيسرقون منهم".


ماذا عن الأصول الروسية؟
منذ بداية الصراع في أوكرانيا، لم تتمكن دول مجموعة السبع من الاتفاق على مصادرة أصول البنك المركزي الروسي. وفي الوقت الحالي، وافقوا فقط على استخدام العائدات من إيداعهم لمساعدة كييف. وفي حزيران/يونيو، أعلن البيت الأبيض أن مجموعة السبع لم تتوصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن ما ينبغي فعله بالمبلغ الرئيسي.

ويرى أبزالوف أن تلميح السعودية بشأن بيع السندات الغربية يمكن أن يلعب دورًا في هذه القضية، مؤكدا في ذات الوقت أن عدم قدرة مجموعة السبع على الاتفاق على سحب جميع الـ 300 مليار دولار تأثر بعدد من العوامل.

وتابع أبزالوف "يدرك الجميع أن الصراع سينتهي من خلال عملية التفاوض ونسبة حدوث ذلك تتراوح بين  50 و70 بالمئة. لذلك، لا أحد يريد المخاطرة باقتصاده. بالإضافة إلى ذلك، ترأست بلجيكا الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعتبر عاملا مريحا. توجد بعض الأصول في شركة يوروكلير، العامل الذي لعب دورًا مهمًا من حيث الوصول إلى الأصول. وعليه، من المستبعد استخدامها في الأشهر الستة المقبلة، حيث انتقلت الرئاسة إلى المجر".

وأضاف أبزالوف أنه في حالة الاستيلاء الكامل على الأصول الروسية، ستتحمل دول مجموعة السبع جميع المخاطر. ويقول: "هذا تحدي كبير جدًا بالنسبة لهم. إذا تم إلغاء تجميد الأصول أو إعادتها جزئيًا أو تبادلها، فسيتعين عليهم تعويض هذا المبلغ بطريقة أو بأخرى من ميزانياتهم الخاصة".

وفي الختام، نوه الموقع بأن تهديد المملكة سوف يبطئ الغرب إلى حد ما ويدعم الممولين الذين لا يوافقون على فكرة مصادرة الأصول الروسية المجمدة، ذلك أن هذه الخطوة لن تغير سياسات الغرب ولن تمنع وول ستريت من تدمير البنية المالية العالمية المتداعية من أجل مصالحهم الخاصة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية مصادرة السعودية السندات السعودية مصادرة السندات الاصول الروسية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المملکة العربیة السعودیة الاتحاد الأوروبی دول مجموعة السبع الأصول الروسیة ملیار دولار أصول ا

إقرأ أيضاً:

2.4 مليار درهم إيرادات «تيكوم» في 2024

دبي (الاتحاد)
سجلت مجموعة تيكوم، إيرادات قياسية بلغت 2.4 مليار درهم إماراتي بزيادة بنسبة 11% على أساس سنوي. وحقق صافي الأرباح نمواً بنسبة 14% على أساس سنوي ليصل إلى 1.2 مليار درهم إماراتي عن السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024.
ووفق تيكوم، تعكس هذه النتائج نجاح استراتيجية مجموعة تيكوم في مواصلة مسيرة النمو المستدام، عبر توسيع محفظتها بشكل منهجي وتحسين كفاءة عملياتها التشغيلية، بموازاة تعزيز المعدلات المرتفعة للإشغال والاحتفاظ بالعملاء خلال عام 2024.
وأوصى مجلس إدارة المجموعة توزيع أرباح نقدية بقيمة 400 مليون درهم إماراتي «8 فلس للسهم» عن النصف الثاني من العام 2024، وذلك بعد الحصول على موافقة المساهمين خلال اجتماع الجمعية العمومية السنوي المرتقب في 10 مارس 2025، وذلك عملاً بسياسة توزيع الأرباح المعتمدة حتى النصف الأول لعام 2025. كما تم النظر من قبل مجلس الإدارة في زيادة توزيعات الأرباح النقدية المتوقعة عن النصف الثاني لعام 2025 بنسبة 10%.
وقال مالك آل مالك، رئيس مجلس إدارة مجموعة تيكوم: تعكس النتائج القوية التي حققتها مجموعة تيكوم في عام 2024 قوة ومرونة اقتصاد دولة الإمارات وإمارة دبي، والتزامنا الراسخ بمواصلة دور المجموعة البارز في تعزيز اقتصاد المعرفة من خلال استقطاب أبرز الشركات العالمية وأفضل المواهب المتميزة في ستة قطاعات رئيسية واستراتيجية.
وأضاف: تأتي الاستثمارات الاستراتيجية التي أعلنت عنها المجموعة بقيمة إجمالية تتجاوز 2.7 مليار درهم إماراتي خلال عام 2024، لتعزيز مسيرة نموها المستدام، بما يرسّخ دور المجموعة البارز كمحرك استراتيجي لقطاع الأعمال، ونحرص دوماً على الاستثمار في رسم مستقبل واعد لمجموعة تيكوم، مع تحقيق النتائج المالية الاستثنائية وإدارة التكاليف بكفاءة إلى جانب الحفاظ على أعلى مستويات رضا العملاء.
من جانبه قال عبدالله بالهول، الرئيس التنفيذي لمجموعة تيكوم: تواصل دبي ودولة الإمارات تحقيق النمو القوي والمستدام ضمن قطاعي العقارات التجارية والصناعة، مدعوماً بالنمو الملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. وفي حديثه خلال لقاء إعلامي عن بُعد بعد إعلان النتائج، أكد بالهول أن قاعدة العملاء تتوسع بشكل مطرد، لافتاً إلى أنها نمت خلال العام 2024 بنحو 8% لتصل إلى 11900، لافتاً إلى أن التحديات العالمية تدفع بالمستثمرين للبحث عن مناطق تحقق أو تواصل النمو، والخليج والإمارات بصورة عامة من أبرز الوجهات.

مقالات مشابهة

  • 2 مليار سنتيم لإعادة تأهيل حديقة الحيوانات بعين السبع
  • «بلاك روك» تستعد لإطلاق منتج تداول بيتكوين في أوروبا
  • «مانيج إنجن» تُكلل نجاح أول نسخة من “مؤتمر المستخدمين 2025” في المملكة العربية السعودية
  • 2.4 مليار درهم إيرادات «تيكوم» في 2024
  • «السعودية للاستثمار الجريء» تستثمر مليار دولار في 54 صندوقًا
  • 13 مليار دولار أصول دبي لصناعات الطيران
  • «المركزي المصري»: فائض صافي الأصول الأجنبية للبنوك في مصر ينخفض لـ 5.2 مليار دولار بنهاية 2024
  • 2.2 مليار دولار أرباح "كريدي أجريكول" في الربع الأخير
  • ما جدوى إنشاء ترامب صندوقا سياديا؟ وما هي أكبر الصناديق عالميا؟
  • ليلى البحيري تنضم إلى نورشيلاند الدنماركي كأول مصرية تحترف في أوروبا