مع اقتراب دخول العدوان على غزة شهره العاشر، فإن القناعات الإسرائيلية آخذة في التزايد بشأن أن هذه الحرب اليوم 2024 أكثر صعوبة من حروبه السابقة.

الجنرال غيورا آيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي للاحتلال، ذكر أنه "قبل عشر سنوات بالضبط، جرت عملية "الجرف الصامد"، التي استمرت قرابة شهرين، وقُتل خلالها 74 جندياً ومستوطناً، في مفاهيم ذلك الوقت، كانت طويلة بشكل خاص، والثمن الذي دفعناه باهظًا بشكل خاص، أما الحرب في غزة اليوم فهي أصعب بكثير".



وأضاف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "نقطة الانطلاق للتغيير الاستراتيجي نحو الأسوأ هي الخطة التي وضعها المحور المعادي للاحتلال التي تقوده إيران قبل نحو عقد من الزمن، بوصفها "حلقة النار" حول إسرائيل، ولها خمسة أبعاد: خلق تهديد من الميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن؛ وتوفير الأسلحة الإيرانية الأكثر تطوراً لها، بما في ذلك الصواريخ بعيدة المدى والطائرات بدون طيار والصواريخ المتطورة المضادة للدبابات والطائرات، وإنشاء قوة كوماندوز تضم آلاف المقاتلين المدربين المنتشرين بالقرب من الحدود مع لبنان وغزة، ومستقبلا في الجولان".


وأشار إلى أنه "من المحبط أن نعرف أن المخابرات الإسرائيلية حددت بشكل صحيح عناصر الرؤية الإيرانية، وقد تلقت تحذيراً عاماً في آذار/ مارس 2023، لكنها لم تهتم بذلك، حتى أن عددا من كبار ضباط الاستخبارات الإسرائيلية حددوا جوانب إضافية مثيرة للقلق في وقت مبكر من بداية 2023، ونشروها في مجلة عسكرية، ومفادها بأن "العصر الذهبي" الذي تمتعت فيه إسرائيل بالقدرة على إدارة صراعات محدودة، والهيمنة الأمريكية والروح المشتركة، قد انتهى، وهو ما لم نفهمه عشية هجوم السابع من أكتوبر".

وأكد أن "ما يجب أن نفهمه ونتناوله الآن، هو أن موقع إسرائيل الاستراتيجي قد تدهور، وموقف إيران أصبح أقوى، ومن بين أمور أخرى بسبب المحور مع روسيا والصين، نجحت إيران في سد جزء كبير من الفجوة التكنولوجية التي كانت لدينا أمامها، وهي مستعدة لجرّنا إلى حرب استنزاف متواصلة في عدة ساحات".

وأشار إلى أن "الدليل على ذلك أنه حتى اليوم، بعد تسعة أشهر من بدء الحرب، لا يبدو أن القيادة الإسرائيلية تفهم الجمع الخطير بين استمرار الحرب في غزة وتحقيق ما تسميه "النصر الكامل"، وحرب الاستنزاف المستمرة في الشمال، التي لن تتوقف طالما استمر القتال في غزة، وهي السياسة المتبعة في الضفة الغربية، وتدفع إلى نشوب انتفاضة جديدة من خلال حجب الأموال عن السلطة الفلسطينية، وتشويش حياة الفلسطينيين، وتدهور مكانة إسرائيل الدولية، وظهور مستقبل اقتصادي خطير، وأزمة في العلاقات بين الجيش والمجتمع تتعلق بشكل رئيسي بقانون التجنيد".


وختم بالقول إنه "في ظل هذا الوضع، من الصحيح أن نسعى جاهدين من أجل إنهاء الحرب في غزة، وهذا شرط ضروري لتحسين جميع الأبعاد الأخرى، وهذا صحيح أولاً وقبل كل شيء بسبب الحاجة الملحة لصفقة التبادل، ولكن ليس فقط، ويجب أن نفهم أنه على عكس "الجرف الصامد"، فإننا لسنا في جولة أخرى ضد منظمة مقاومة، بل في معركة صعبة إلى حد كبير على الوجود لمواجهة "حلقة النار" المحيطة بنا".

تكشف هذه القناعة الإسرائيلية "المحبطة" أن الاحتلال لن يكون قادرا على مواجهة التهديدات المحيطة به في العقد المقبل، إذا واصل حرب الاستنزاف في الجبهتين الجنوبية مع غزة، والشمالية مع لبنان، واستنفذ موارده الاقتصادية، ولم يعرف كيفية استعادة جيشه لمكانته المتدهورة داخلياً، ووضع الدولة برمته على صعيد العالم، فضلا عن تفشي معالم الأزمة الداخلية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الحرب الاحتلال غزة الاحتلال حرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستقبل طائرة الإمداد العسكري الأمريكية رقم 500 منذ أكتوبر

تسلمت إسرائيل طائرة الإمدادات العسكرية الأمريكية رقم 500 منذ بداية الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان وصل الأناضول نسخة منه الاثنين: "وصلت إلى إسرائيل الطائرة رقم 500 في عملية النقل الجوي المشتركة".

 

وأضافت أن هذه العملية "نفذتها مديرية الإنتاج والمشتريات في وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي كجزء من جهد لوجستي واسع النطاق بدأ مع اندلاع الحرب الأخيرة".

 

وهذه العملية "عبارة عن تعاون بين وحدة الشحن الدولي، التابعة لمديرية الإنتاج والمشتريات، وبعثة وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى الولايات المتحدة، ومديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي، والقوات الجوية الإسرائيلية"، وفق البيان.

 

وأفادت الوزارة بأنه منذ اندلاع الحرب "تم تسليم أكثر من 50 ألف طن من المعدات العسكرية إلى إسرائيل عبر 500 رحلة جوية و107 شحنات بحرية".

 

وأوضحت أن المعدات تشمل "المركبات المدرعة والذخائر ومعدات الحماية الشخصية والمعدات الطبية، والتي تعد حاسمة لدعم القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي خلال الحرب الجارية".

 

ومنذ اندلاع الحرب المستمرة للشهر الحادي عشر، تقدم الولايات المتحدة لحليفتها إسرائيل دعما قويا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية.

 

وخلفت الحرب على غزة أكثر من 133 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

 

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.

 

كما تتحدى إسرائيل طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

 

وحولت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حربها نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد ومتعمد في الغذاء والماء والدواء.


مقالات مشابهة

  • لهذا السبب.. تأجيل طرح فيلم "الهوى سلطان" لـ منة شلبي
  • العاهل الأردني يحذر من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية
  • منظمة العفو الدولية تدعو الاتحاد الأوروبي لوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة وإيقاف التعامل مع المستوطنات
  • خطابات البرهان: جنرال في متاهة..!
  • حوار| رحاب الجمل: لا أشارك في الأعمال الضعيفة لأني تعاونت مع نجوم الصف الأول.. وكنت هوافق على "الملحد" لو اتعرض عليا لهذا السبب
  • لهذا السبب.. الفنانة شمس تتصدر التريند
  • الحرب الإسرائيلية على غزة تتسبب في دمار قطاع الصيد
  • جنرال أميركي كبير يعلق على احتمالية اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط
  • «الجيل»: مصر بذلت جهودا كبيرة لوقف الحرب في غزة
  • إسرائيل تستقبل طائرة الإمداد العسكري الأمريكية رقم 500 منذ أكتوبر