لجريدة عمان:
2024-11-28@07:20:12 GMT

الصيف والفراغ وأهمية بناء الوعي

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الصيف والفراغ وأهمية بناء الوعي

قالت العرب قديما إن الفراغ من أكثر الآفات فتكا بالمجتمعات، ورغم أن التحولات الكبيرة التي تشهدها المجتمعات الإنسانية بسبب الثورة المعلوماتية إلا أن الفراغ ما زال موجودا، بل أصبح أكثر خطورة.. فلا يعني وجود ملهيات إلكترونية سواء كانت ألعابا أم برامج هدامة زوال الفراغ، بل إن الكثير من هذه الأدوات ترسخ وجود الفراغ وما يرافقه من ضياع اجتماعي.

وتعتبر الإجازة الصيفية للطلاب مساحة زمنية طويلة يجدون أنفسهم خلالها أمام الكثير من أوقات الفراغ؛ ولسوء الحظ، فإن فترة الفراغ هذه غالبا ما تؤدي إلى قضاء ساعات أمام الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. ورغم أن هذه المنصات توفر الترفيه والاتصال، إلا أنه لا يمكن تجاهل جوانبها السلبية. يمكن أن يؤدي قضاء وقت طويل أمام الشاشات إلى نمط حياة خامل، ومشاكل في الصحة العقلية، وانخفاض في الوعي الثقافي والمعرفي، وتبني قيم تغريبية وسلبية في عمومها؛ ولذلك لا بد من الإشارة وبشكل واضح وجلي إلى أهمية البرامج والفعاليات الصيفية التي تنظمها المؤسسات الحكومية والأهلية عبر الأندية الرياضية والثقافية أو عبر الكثير من مؤسسات المجتمع المدني التي تملأ الفراغ بتجارب إيجابية ومثرية.

تؤدي البرامج والفعاليات الصيفية المصممة خصيصًا للطلاب دورا مهما في مكافحة الآثار الضارة لآلة الإلهاء الجديدة للثورة التكنولوجية. وتوفر البرامج المصممة بذكاء وخبرة فرصًا للنمو الشخصي وتنمية المهارات والتفاعل الاجتماعي البناء، ويتيح الدخول في برامج وفعاليات ثقافية وفنية وخدمة المجتمع والمعسكرات التعليمية للطلاب استكشاف اهتماماتهم ما يعزز أسلوب حياة متكاملا وأكثر صحة.. سواء كانت صحة بدنية أم صحة نفسية.

وتسهم الأنشطة الصيفية بشكل كبير في بناء الصحة العقلية، وتوفر الأنشطة الإبداعية مثل الفن والموسيقى والدراما مساحة للتعبير عن الذات وتعلم المعنى الحقيقي للحرية التي تلتزم بالمسؤولية في تعاطيها مع الآخر أو مع الأحداث التي تدور حولنا. وتعمل هذه الأنشطة على تعزيز القدرات المعرفية وتعزيز احترام الذات وتقليل مستويات التوتر. كما تعمل المعسكرات وورش العمل التعليمية على تحفيز الفضول الفكري، ما يساعد الطلاب على الاحتفاظ بمعارفهم وتوسيعها خلال فترة الاستراحة. إن التعرض للأفكار والتجارب الجديدة يعزز التفكير النقدي ومهارات حل المشكلات، والتي تعتبر ضرورية في عالم اليوم سريع التطور.

إن المرحلة التي نعيشها بما فيها من تحديات ومتغيرات تحتاج إلى أن تنتبه جميع مؤسسات المجتمع بما في ذلك المؤسسات الحكومية إلى أهمية البناء المعرفي والقيمي لمختلف الأجيال، وأن أي تراخ في هذا البناء من شأنه أن يترك المجال مفتوحا ليمر عبر آلاف البرامج والتطبيقات التي تستهدف الشباب والنشء ولديها من المغريات والأساليب ما يفوق التوقعات.

ومع استمرار العصر الرقمي في تشكيل حياتنا، فمن الضروري موازنة جوانبه السلبية بتجارب إيجابية وبناءة، لذلك فإن المراكز الصيفية وغيرها من البرامج تعتبر في غاية الأهمية لبناء الوعي وتوجيه الطلاب نحو حياة أكثر صحة ونشاطًا وثراءً ثقافيًا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟

أثارت الأنباء عن احتمال اتخاذ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب قرار سحب قوات بلاده من سوريا، تساؤلات عن الجهة التي ستملأ الفراغ في مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية أداة واشنطن المحلية.

وتسيطر "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري على مساحات واسعة من محافظات الحسكة ودير الزور والرقة، وهي المناطق الغنية بالثروات النفطية والزراعية والحيوانية.

من سيملأ الفراغ؟
الأكاديمي والباحث في مركز "الحوار السوري" أحمد القربي، أشار إلى سيناريوهات عديدة لمستقبل مناطق "قسد".

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى ما جرى في العام 2019، عندما اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته السابقة قرار الانسحاب من سوريا، قبل أن يتراجع عنه، وقال قربي: "حينها استفادت روسيا والنظام السوري من قرار الانسحاب، في حين أن تركيا لم تستطع إلا السيطرة على منطقة صغيرة عند حدودها في ريفي الحسكة والرقة (نبع السلام)".

وأضاف قربي: "بالتالي أي انسحاب الولايات المتحدة اليوم يعزز السيناريو السابق ذاته، لأن روسيا تتمتع بعلاقة جيدة مع ترامب، ولأنها تمتلك أوراق قوة أكثر من تركيا، التي لا تمانع عودة النظام إلى حدودها".

وبحسب الباحث، ثمة سيناريو آخر، يتحكم فيه القرار الأمريكي، بمعنى طريقة انسحاب واشنطن، وهل سيتم بالتنسيق مع تركيا التي أعلنت عن استعدادها تولي مهمة القضاء على بقايا تنظيم الدولة (داعش).

بذلك، يؤكد القربي، أن القرار الأمريكي هو المتحكم الأول بالطرف الذي سيملأ الفراغ، روسيا والنظام، أم تركيا.

وكانت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، قد كشفت الأسبوع الماضي، عن اقتراح تركيا على واشنطن أن يتولى الجيش التركي مسؤولية قتال تنظيم "داعش" في سوريا، في حال سحب الولايات المتحدة لقواتها وقطعها لدعمها العسكري عن "قسد".


قسد وتحالف عشائري
الكاتب والسياسي والكردي، علي تمي، يرى أن تركيا هي الجهة الأقدر على ملء الفراغ الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي، نظراً لانشغال روسيا بما يجري في أوكرانيا، وعدم قدرة النظام السوري على سد الفراغ، غير أنه استبعد أن تُعهد المهمة لتركيا.

وأشار لـ"عربي21" لفشل تجربة تركيا مع فصائل "الجيش الوطني" في مناطق الشمال السوري، وقال: "باعتقادي ستعتمد الولايات المتحدة على فصائل التنف والعشائر السورية والذين هم من أبناء المنطقة".

وبحسب تمي، فإن الولايات المتحدة لن تنسحب من كامل سوريا، بل من الشريط الحدودي مع تركيا، والأخيرة ستتولى حماية حدودها.

النظام السوري
أما رديف مصطفى نائب رئيس رابطة المستقلين الكرد السوريين، شكك باحتمال انسحاب واشنطن من سوريا، واستدرك في حديثه لـ"عربي21" بقوله: " لكن في حال حدوث هذا الانسحاب فإن نظام الأسد هو الذي سيملأ هذا الفراغ".

وأرجع ذلك إلى "العلاقة التي تربط حزب "العمال" الكردستاني الذي يهيمن على قرار "قسد"، بالنظام السوري"، وقال إن "قسد مستعدة للاتفاق مع النظام في حال جرى الانسحاب، وربما تركيا تسد الفراغات في بعض المناطق الحدودية".

تركيا
من جهته، استبعد الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي أن تسحب الولايات المتحدة قريباً قواتها من سوريا، وقال لـ"عربي21": "واشنطن اليوم بحاجة في معركتها مع المحور الإيراني- الروسي في المنطقة لتركيا الحليف القديم في حلف "ناتو".

وأضاف أن "واشنطن سمحت لتركيا بضرب قوات قسد، وعلاقة أنقرة بواشنطن قد تتحسن أكثر في عهد ترامب، ولم يخف ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عندما قال إنه سيبحث مع ترامب إكمال الحلقات المفقودة من الحزام الأمني على طول الحدود التركية السورية".


فوضى وسباق
أما محمد صالح الباحث في "معهد أبحاث السياسة الخارجية" فتحدث لموقع "بيزنس إنسايدر" عن عواقب انسحاب أمريكي غير مدروس على غرار ما جرى في أفغانستان.

وقال إن "أي انسحاب أمريكي يتم على عجل سيقلب توازن القوى المتقلقل في المنطقة، وقد يفضي ذلك إلى ظهور "سباق محموم" بين إيران وروسيا والنظام السوري وتركيا على مناطق سيطرة "قسد" الغنية بالموارد".

وتحتفظ أمريكا بنحو 900 جندي في سوريا، يتوزعون على المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" في شمال شرق سوريا، وقاعدة "التنف" عند المثلث الحدودي العراقي الأردني.

مقالات مشابهة

  • اليونيسف عن وقف النار: خطوة أولى أساسية نحو تمكين المجتمعات من التعافي وإعادة البناء
  • من سيملأ الفراغ شمال شرق سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
  • من سيملأ الفراغ شمال شرقي سوريا في حال انسحبت القوات الأمريكية؟
  •  بيراميدز يضع عمرو السولية على رأس أولوياته في صفقات الصيف
  • عاجل.. بيراميدز يخطط لخطف نجم الأهلي في الصيف
  • مهاجم ليفركوزن مرشح للانتقال لمانشستر يونايتد الصيف المقبل
  • رئيس جامعة دمياط يفتتح ندوة حول "بناء الوعي الوطني ومواجهة الشائعات"
  • «فلاي دبي» تضيف العلمين المصرية إلى وجهاتها الصيفية
  • فلاي دبي تضيف العلمين في مصر إلى وجهاتها الصيفية
  • أليك تطلق “استراتيجية الروبوتات” التي تهدف إلى أتمتة 5٪ من أعمال البناء بحلول عام 2030