رئيس الوزراء: تراجع معدل التضخم للشهر الرابع.. والتوافق على عودة عجلة الإنتاج في الدواء لإنهاء الأزمة
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن معدل التضخم تراجع للشهر الرابع على التوالي، وهو مؤشر مهم للدولة تحرص عليه، لافتاً إلى أن اللجنة الخاصة بضبط الأسواق ومراجعة الأسعار، تجتمع كل أسبوعين برئاسته، بحضور كل الجهات المعنية، وممثلي القطاع الخاص المعنيين بهذه السلع، ويتم الاتفاق على الخطوات التي من شأنها ثبات الأسعار وانخفاضها، وهو أمر يهم الجميع.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مدبولي، عقب انتهاء الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور كل من المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، والذي يأتي في إطار حرص الحكومة على التواصل المستمر مع وسائل الإعلام، لمناقشة ومتابعة مختلف القضايا والملفات والرد على شواغل الرأي العام، واستعراض الجهود المبذولة في هذا الإطار.
وذكر البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء أنه فيما يخص ملف توافر الأدوية، أوضح رئيس الوزراء أنه عقد اجتماعًا مع كل من الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، والدكتور على الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، بهدف الإسراع بحل مشكلة الدواء، مضيفًا أن القطاع الخاص مسؤول عن قطاع الدواء بصورة كبيرة، وفي ذات الوقت لا يمكن أن نسمح بحدوث خسائر للشركات العاملة في هذا القطاع، موضحاً أنه نظرًا للظروف الاقتصادية السابقة حدث تضرر في هذا القطاع، لذلك تم التوافق على عودة عجلة الإنتاج في قطاع الدواء بهدف أن تنتهي الأزمة تدريجيًا وبحد أقصي خلال ثلاثة أشهر، مشيرًا في الوقت نفسه، إلى أن حل الأزمة سيتم بشكل تدريجي حيث يتم البدء بتوفير الأدوية المهمة والمزمنة في الشهر الأول، وتأتي باقي الأدوية تباعًا على مدار الأشهر الثلاثة القادمة.
وقال رئيس الوزراء: هذا الموضوع، جزء من خطوات التعافي من الأزمة الاقتصادية التي مررنا بها وأثرت على مختلف القطاعات، ومن المقرر أن نشهد اكتمال التعافي للدولة المصرية بإذن الله خلال العام المالي الحالي.
وأشار إلى أن المناقشات - التي تمت خلال اجتماع مجلس الوزراء اليوم - دارت حول عدد من القضايا الأساسية المهمة التي تخص المواطن، مؤكداً أنه حرص - خلال هذا المؤتمر الصحفي - على حضور وزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، والبترول والثروة المعدنية وذلك في إطار الوعد الذي قدمته الحكومة في وقت سابق بإيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال وقطع الكهرباء، اعتبارًا من الأسبوع الثالث من يوليو الجاري لفترة الصيف، تحسبًا لدرجات الحرارة العالية غير المسبوقة المتوقع مواجهتها، بالإضافة إلى حرص الحكومة على التدخل للمساهمة في التخفيف من وطأة هذه الأزمة التي يعاني منها المواطن، حيث يجري حاليًا استيراد شحنات كبيرة من الوقود.
وأضاف مدبولي أنه تابع - على مدار الأسبوع الماضي - الموقف يوميًا مع الوزراء على الأرض، مؤكدًا وصول الشحنات بانتظام وفي التوقيتات المحددة لها، وبالتالي فقد تم اتخاذ قرار إيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال على مستوى الجمهورية خلال فترة الصيف اعتبارًا من الأحد القادم (21 يوليو) حتى منتصف سبتمبر القادم.. "وهذا يأتي بالإضافة إلى ما سبق أن وعدنا به بانتهاء الأزمة بالكامل على مستوى الجمهورية بحلول نهاية العام الحالي، مع وعد بالعمل على قدم وساق على مدار فترة ما بعد شهور الصيف للتقليل تمامًا من موضوع تخفيف الأحمال حتى حل الموضوع بشكل كامل نهاية هذا العام".
كما تحدث رئيس الوزراء عن تزايد حجم الاستهلاكات بشكل كبير وغير مسبوق في قطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية، وهو ما يشكل عبئًا على الدولة، حيث تجاوزت الاستهلاكات 37.5 جيجاوات في اليوم الواحد، بزيادة أكثر من 12% عن العام الماضي.
وأوضح أنه حينما كانت الحكومة تضع تقديراتها لفترة الصيف الحالي لم يكن من المتوقع ارتفاع درجات الحرارة بهذه الحدة والصعوبة، ولذلك تم تكليف الوزراء الجدد بتدبير احتياجاتنا الكاملة خلال الفترة القادمة، تحسبًا لحدوث موجات حارة شديدة في شهر يوليو أو اغسطس أو في النصف الأول من شهر سبتمبر.
وجدد التأكيد على أنه اعتبارًا من يوم الأحد القادم سوف يتم إيقاف العمل بخطة تخفيف الأحمال، وبالتالي توقف العمل بالجداول التي سبق وضعها في هذا الشأن على مستوى محافظات الجمهورية، لافتًا إلى أنه من الوارد جدًا بعيدًا عن خطة تخفيف الأحمال أن تحدث مشكلة في منطقة ما، فقد تؤدي درجات الحرارة العالية إلى خروج محول عن الخدمة في منطقة معينة، وهذا يحدث في أي دولة في العالم، حيث من الوارد حدوث انقطاع للكهرباء بسبب مشكلة فنية في بعض المحولات، مؤكدًا أنه في حالة حدوث أي مشكلة خلال الفترة القادمة سوف يتم التعامل معها وحلها لتعود الخدمة مرة أخرى.
وأضاف أنه تم أيضاً وضع سيناريو لخطة صيف 2025، وتم تكليف الوزراء بتحديد وتقدير الفجوة للصيف القادم، حيث تم حسابها لتكون في حدود 3 إلى 4 جيجا إضافية، لذلك تم وضع خطة واضحة للاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة في هذا الشأن.
وحول تساؤلات المواطنين عن خطة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة وتوقيتات تفعيلها، أكد رئيس الوزراء أن الفجوة من احتياجاتنا من الطاقة والمقدرة بنحو 4 جيجا على أقصى تقدير، سيتم توفيرها من خلال الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة من خلال مشروعات يتم تنفيذها حاليًا مع القطاع الخاص، وسوف نبدأ في تسريع تنفيذ هذه المشروعات ليبدأ تشغيلها قبل فصل الصيف المُقبل، كجزء أصيل من خطة زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة، ولتجنُب أي نوع من مشكلات الكهرباء، والأهم تقليل احتياجنا من استيراد المواد البترولية، كالمازوت والغاز.. "أوضّح ذلك لكي أطمئن المواطنين أننا نعمل من الآن وفق خطة تضع في اعتبارها صيف 2025 ".
وقال مدبولي إن مصر اليوم ترى مستقبلها من خلال الطاقة الجديدة والمتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر، مضيفا: لذلك هناك تكليف للمجموعة الوزارية للتنمية الصناعية، برئاسة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، بأن يتم العمل بسرعة كبيرة بهدف توطين مكونات محطات الطاقة الشمسية والألواح الشمسية ومحطات الرياح، من خلال إنشاء المصانع التي تمكِّن مصر من توطين هذه الصناعات لتصبح محلية، والتوسُع في تنفيذ مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن وزارة الكهرباء تعاقدت - في الفترة السابقة - على عددٍ كبير جدًا من مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، "لكننا لا نرغب في أن يكون اعتمادنا على استيراد المكونات المطلوبة في هذا الشأن، لذا سيكون شغلنا الشاغل في الفترة القادمة هو سرعة توطين هذه الصناعة المهمة جدًا داخل مصر، ليصبح الاعتماد الأساسي على المكون المحلي".
وقال مدبولي: إنه رغم استيرادنا شحنات ضخمة من الوقود لتخطي فترة الصيف الراهنة، فمن المهم جدًا استمرارنا في خطط ترشيد استهلاك الكهرباء، وهذا ما أكدت عليه اليوم في اجتماع مجلس الوزراء، وأن نتابع جميعًا خطة الترشيد.
وفي هذا الصدد، وجَّه رئيس مجلس الوزراء، رسالة للمواطن المصري، حيث قال: تتكبد الحكومة المصرية في الوقت الحالي مبالغ ضخمة لوقف خطة تخفيف الأحمال، وكلما استطاع المواطن مساعدتنا في عملية ترشيد الاستهلاك سنستفيد جميعًا. لذا، أود أولًا أن أوجّه للمواطنين الشكر على تحمل خطة تخفيف الأحمال طوال الفترة الماضية، وأقدم طلبي للمواطن المصري العظيم أن يساعدنا في عملية الترشيد، وأن يكون لدنيا الوعي الجمعي بأنه كلما زاد ترشيدنا، قل العبء المالي على الدولة لاستيراد شحنات الوقود من أجل تجاوُز الازمة.
وفي سياق آخر، أكد رئيس الوزراء حرصه - هذا الأسبوع - على الاجتماع بالمجموعتين الوزاريتين للتنمية البشرية والتنمية الصناعية، قائلًا: وضعنا مستهدفات واضحة لعمل المجموعات، وسوف تجتمع بصورة أسبوعية، وسوف أجتمع بهم كل أسبوعين أو كل شهر على الأكثر، لمتابعة خطوات التنفيذ على أرض الواقع فيما يخص مستهدفات وخطط تلك المجموعات، منوها إلى أن أساس عمل هذه المجموعات هو التنسيق بين الوزارات بحيث تُتخذ القرارات بصورة فورية لحل أية مشكلات تخص المواطن المصري في خلال هذه الفترة.
كما أكد مدبولي متابعته اليومية للاجتماعات اللجنة التي شكلها البرلمان لمناقشة ومراجعة برنامج الحكومة مع السادة الوزراء، وقال: أود أن أُثني بصورة كبيرة جدًا على حجم النقاش الجاد في مُحتويات برنامج الحكومة، وأتابع محاضر الاجتماعات التي تعكس عملًا شديد الاحترافية في مناقشة مستهدفات برنامج الحكومة، وأود أن أنتهز هذه الفرصة لتوجيه الشكر للمستشار الدكتور حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، على دعمه ورعايته لعمل هذه اللجنة ومتابعته لها بصورة مستمرة حتى تخرج في النهاية بتعليقاتها، وما يهمنا في النهاية سواء الحكومة أو البرلمان هو تحقيق مصلحة المواطن المصري ورفع جودة حياته وخدمته.
وأشار رئيس الوزراء إلى عقد الاجتماع الأول لمجلس المحافظين، مؤكدا على تكليف المحافظين بتوجيهات واضحة بأهمية متابعة كل الملفات التي تخص كل الخدمات اليومية للمواطن المصري، وأن يتواجد المحافظ على مدار اليوم في كل نطاق المحافظة لمتابعة الخدمات اليومية المقدمة ومدى رضاء المواطن عن هذه الخدمات، مشددًا على أهمية المتابعة المستمرة باعتبار أن المحافظين يمثلون واجهة الدولة التنفيذية والمسئول عن متابعة كل العمل الميداني لكل الوزارات والقطاعات، وبالتالي كان التوجيه لمتابعة كل المديريات والمنشآت التي تقدم خدمات للمواطن للتأكد من تقديم الخدمة بصورة جيدة.
وفي هذا الإطار، قال مدبولي: أتابع ما يحدث كل يوم، وخلال اجتماع مجلس الوزراء تناقلت بعض المواقع الإلكترونية حدوث موقف بإحدى المحافظات، وتحديدًا محافظة سوهاج، في أثناء تفقد المحافظ لأحد المستشفيات، وكان نتيجة لوجود شكاوى للمواطنين بأن الخدمة المقدمة ليست بالصورة الجيدة، حيث حدث نوع من المشادة مع إحدى الطبيبات الموجودة بالمستشفى، وهنا أود التأكيد على "أننا كمسئولين تنفيذيين حريصون كل الحرص على تحقيق رضا المواطن، لكن هذا الأمر يجب أن يتم في ضوء القنوات التي يحددها النظام العام للدولة، وبالتالي من حق المحافظ اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تحقيق أفضل خدمة للمواطن، لكن بما لا يمثل تجاوزًا تجاه أي أحد من العاملين بالأجهزة التنفيذية، وهو ما أود التأكيد عليه الآن وما يتم التأكيد عليه في كل الاجتماعات مع المحافظين، وإذا كان قد حدث تجاوز مع السيدة الفاضلة فأنا أوجه لها اعتذاري عن هذا الموضوع".
وأكد مدبولي أنه يجب على المحافظين والعاملين في الأجهزة التنفيذية للدولة، إدراك أن هدفنا هو خدمة المواطن، وبالتالي هناك ثوابت، وأنه على المحافظين التحرك ميدانياً لكل المنشآت، ومتابعة أداء الخدمة ورضا المواطن، وأن يتخذ المحافظ الاجراءات القانونية والادارية إذا وجد تقصيرًا، ولكن بدون أي نوع من التجاوز تجاه العاملين في هذه المنشآت.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه ركز أيضاً خلال اجتماعه بالمحافظين على الإسراع بخطى كبيرة في تنفيذ عمليات التصالح في مخالفات البناء، حيث تم إقرار القانون، وتم إصدار اللائحة التنفيذية المنظمة له، ويحقق ذلك القانون مطلباً شعبياً على مستوى المحافظات كافة.
ولفت رئيس الوزراء إلى قيامه هذا الأسبوع بعقد اجتماعين مُنفصلين مع رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية، ورئيس اتحاد الصناعات، ثم اجتماع لجنة ضبط الاسواق والاسعار، مؤكداً أن شغل الحكومة الشاغل هو تنفيذ توجيهات السيد الرئيس بالحفاظ على ثبات الأسعار وأن تتخذ مسارًا نزوليًا خلال الفترة القادمة، لافتاً إلى أنه بقدر السيطرة على التضخم سيمكننا تحقيق أهداف الإصلاح الاقتصادي المنشود، مجدداً التأكيد على أن عام ٢٠٢٤/٢٠٢٥ سيمثل عام اكتمال التعافي من الأزمة الاقتصادية التي مرت بها الدولة المصرية.
واعتبر رئيس الوزراء أن من النقاط المضيئة أيضاً، والتي يسعد بها على المستوى الشخصي، هو تسليم عقود مشروعات مُبادرة الرئيس "سكن لكل المصريين"، مشيرا إلى قيامه مؤخراً بتسليم عقود وحدات بمدينة حدائق العاصمة، لافتاً إلى أنها تضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، بينها 93 ألف وحدة لإسكان منخفضى الدخل، و7 آلاف وحدة للأسر المتوسطة.
وأوضح أنه وجه وزير الإسكان بالاستمرار في هذا البرنامج المهم جدا ومضاعفته خلال الفترة المقبلة، مشيراً إلى أنه إلى جانب إنشاء الوحدات وحل مشكلة الإسكان للشباب المقبل على الزواج وتكوين الأسر، فإن الدولة وبعد الانتهاء من تطوير المناطق غير الآمنة فإنها تركز على تطوير المناطق غير المخططة، ومن ضمن مستهدفات الدولة، أن يتم خلال الفترة القادمة إنشاء نصف مليون وحدة سكنية جديدة، بديلة للمناطق العشوائية غير المخططة.
ولفت مدبولي، إلى أنه سيعقد عقب هذا المؤتمر الصحفي، أول اجتماع للمجموعة الوزارية الاقتصادية، بتشكيلها الجديد، بحضور محافظ البنك المركزي، وتشهد مناقشات للاطمئنان على استقرار الأوضاع، وسير السياسة النقدية بخطى جيدة متزنة، لافتاً إلى أنه كان هناك دوماً قلق من جانب المصريين على موضوع الدين الخارجي تحديداً، مشيراً إلى أن الارقام التي أعلنها البنك المركزي تشير إلى ان الدين الخارجي بلغ بنهاية ديسمبر الماضي 168 مليار دولار وانخفض في 30 مارس إلى 160 مليار دولار، ومن المتوقع انخفاضه أكثر.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن هذا المسار النزولي للدين الخارجي مهم، ويطمئن المواطن المصري على استقرار الأوضاع وسيطرة الدولة على ملف الدين، سواء الدين الخارجي أو المحلي، حيث تنفذ الدولة خطة واضحة بكامل مستهدفاتها، وتقوم المجموعة الاقتصادية بالمتابعة، لضمان تحقيق ذلك.
وأكد حاجة الدولة المصرية إلى أن تنمو بمعدلات كبيرة، خلال الفترة القادمة، حيث تستهدف الحكومة أن يكون المتوسط خلال السنوات الثلاث الأولى من البرنامج، يتجاوز رقم 5 أو 5ر5%، وننشد الوصول إلى معدل 6%، مؤكدًا أن ذلك لن يتأتى إلا بمشاركة أكبر من القطاع الخاص.
وأشار رئيس الوزراء إلى ان الدولة والحكومة كان قرارهما هو تمكين أكبر للقطاع الخاص، والإسراع في تنفيذ وثيقة سياسة ملكية الدولة، لزيادة مساهمة القطاع الخاص في حجم الاستثمارات العامة وتوليد فرص العمل خلال الفترة القادمة، لافتا إلى أنه من هنا كانت فلسفة عودة وزارة الاستثمار، حيث تركز الحكومة على تذليل أي شكاوى للمستثمرين، مؤكدًا أن الأسابيع المقبلة ستشهد عقد اجتماعات مهمة سيصدر عنها قرارات شديدة الأهمية ليكون هناك استيعاب كامل لاحتياجات المستثمرين، وسيتولى الوزير مسئولية هذا الملف، حيث نستهدف أن نعلن كدولة سياسة واضحة فيما يخص ملف الاستثمار، لتحفيز أي مستثمر يريد تأمين استثماراته على الأقل لعشرين سنة قادمة، وليعرف بوضوح شديد السياسة المالية والضريبية والرسوم، وتحقيق الاستقرار في هذا الشأن.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مجلس الوزراء القطاع الخاص الدين الخارجي وزارة الاستثمار أزمة الدواء إنتاج الدواء على الطاقة الجدیدة والمتجددة وأشار رئیس الوزراء إلى خلال الفترة القادمة خطة تخفیف الأحمال رئیس مجلس الوزراء القطاع الخاص فی هذا الشأن الوزراء أن على مستوى على مدار إلى أنه من خلال مؤکد ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه .. الخلاف حول «الحكومة الموازية» فجّر الأزمة وأخرجها إلى السطح
كمبالا: أحمد يونس/الشرق الأوسط: فجر توقيع «إعلان السودان التأسيسي» الذي يهدف إلى إنشاء «حكومة موازية» في مناطق سيطرة «قوات الدعم السريع»، صراعات داخل حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب السودان، وأدى إلى تبادل بيانات متضاربة من قيادات الحزب، تراوحت بين الفصل والتعيين والحل لقيادات ومؤسسات الحزب.
وأصدرت «مؤسسة الرئاسة» التي تتكون من نواب رئيس الحزب ومستشاريه، قراراً بعزل الرئيس، اللواء المتقاعد فضل الله برمة ناصر، وتسمية محمد عبد الله الدومة رئيساً مكلفاً جديداً. وأبرز أعضاء هذه المجموعة هم صديق إسماعيل، وإسماعيل كتر، ومريم الصادق المهدي.
من جانبه، فاجأ الرئيس المكلف، برمة ناصر، الجميع بإصدار قرار موازٍ حل بموجبه مؤسسة الرئاسة، وأعلن عزمه على تعيين هيئات ونواب ومساعدين جدد. وسانده في ذلك رئيس المكتب السياسي محمد الحسن المهدي، الذي عدّ قرار مؤسسة الرئاسة غير دستوري، وأن النواب والمستشارين يعينهم الرئيس ولا يملكون حق عزله.
وكانت قد بدأت بوادر هذا الخلاف حول زعامة الحزب مباشرة بعد رحيل الزعيم التاريخي الصادق المهدي، الذي كان آخر رئيس وزراء منتخب في العهد الديمقراطي. وبعد وفاته في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، تم اختيار برمة ناصر رئيساً مكلفاً، مما أبقى الصراع على زعامة الحزب خفياً في ظل الصراعات الأخرى الأكبر حجماً والتي كانت تهدد مستقبل البلاد.
لكن عندما اندلعت الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في 15 أبريل (نيسان) 2023، تفاقم الخلاف داخل الحزب حول المواقف المختلفة، إلى أن وصل إلى الخلاف العلني الحالي، فيما يشبه الانشقاق.
تاريخياً ظل حزب الأمة يخضع لقيادة آل المهدي، ومع اندلاع الحرب اختار الجنرال المتقاعد برمة ناصر - مدعوماً بجناح من أسرة المهدي يقوده صديق ابن الصادق، الانحياز للقوى المدنية المناهضة للحرب والمنضوية تحت مظلة «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» المعروفة اختصاراً بـ«تقدم». وفي المقابل انحاز التيار الآخر من أسرة المهدي بقيادة الابن الأكبر عبد الرحمن، للجيش بتأييد بعض أفراد الأسرة الآخرين.
وللصراعات في حزب الأمة أبعاد سياسية ودينية وأسرية، برزت أول مرة في ستينات القرن الماضي، بين الصادق المهدي الطامح آنذاك في رئاسة الحزب، وعمه راعي الحزب الهادي المهدي. وأدى ذلك الصراع لانقسام إلى جناحين، أحدهما بقيادة الصادق، والآخر بقيادة الإمام الهادي.
لكن الحزب توحد لاحقاً تحت قيادة الصادق، بعد مقتل الإمام الهادي على أيدي السلطة العسكرية التي استولت على الحكم في انقلاب عسكري عام 1969. فجمع الصادق بين رئاسة الحزب وإمامة طائفة «الأنصار» التي تشكل الغالبية العظمى لأتباع الحزب، بعد أن كان المنصبان منفصلين، وهو ما عُرف بالجمع بين «القداسة والسياسة».
ويقول مقربون من الحزب إنه عندما تولى الجنرال المتقاعد فضل الله برمة ناصر رئاسة الحزب بعد رحيل زعيمه التاريخي الصادق المهدي، أصبح ناصر أول رئيس للحزب من خارج بيت المهدي، لذلك واجهت رئاسته تحديات عدة، على رأسها طموحات بعض أبناء المهدوي في المنصب.
وتأثر الحزب بتفاقم خلافات الأسرة المهدوية، خصوصاً بعد اندلاع الحرب وبروز تيارين داخل الأسرة، ثم تفجر الوضع مؤخراً بعد توقيع رئيس الحزب برمة ناصر على «إعلان السودان التأسيسي» الذي يطالب بدولة علمانية فيدرالية. وتاريخياً يستند حزب الأمة إلى إرث الثورة المهدية في منتصف القرن التاسع التي كانت دينية الطابع، لكن الحزب ساند الأنظمة الديمقراطية في معظم الأوقات الحديثة بعد الاستقلال.
تيارات ثلاثة
وقال القيادي في الحزب صلاح جلال، لـ«الشرق الأوسط»، إن «القداسة انتهت بموت الصادق المهدي، ولا يوجد الآن شخص يحمل رمزية دينية لتقدسه جماهير طائفة الأنصار». وحسب جلال، تصطرع 3 تيارات داخل الحزب الآن: تيار مؤيد لحكومة بورتسودان التي يقودها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وتسانده الحركة الإسلامية، ويتكون هذا التيار من محمد عبد الله الدومة والفريق صديق إسماعيل وآخرين، ويقوده من خلف ستار عبد الرحمن الصادق المهدي. والتيار الثاني ينتمي إلى تحالف «تقدم»، ويقوده الأمين العام للحزب الواثق البرير وصديق الصادق المهدي. وتيار ثالث بقيادة رئيس الحزب برمة ناصر، وهو التيار الذي وقع على «الميثاق التأسيسي».
وتعليقاً على قرارات العزل والتجميد الصادرة من التيارات الحزبية، قال جلال: «رئيس الحزب هو المسؤول السياسي الأول، ويحاسبه المؤتمر العام، ويملك شرعية دستورية ومؤسسية في اتخاذ القرارات». وتابع: «المجموعة التي فصلته نواب ومستشارون يعينهم ويعزلهم الرئيس ولا يمكنهم فصله، ولا تؤيدهم تقاليد دستورية أو تنظيمية، ومن حق الرئيس إيقافهم بنص دستور الحزب، ولائحة الطوارئ الحزبية التي تكفل للرئيس تجميد كل الأجهزة وتشكيل أجهزة طوارئ».
وأضاف جلال أن أنصار الحزب في إقليمي كردفان ودافور في غرب السودان يمثلون 60 في المائة تقريباً من جماهير الحزب، وهم يؤيدون «ميثاق التأسيس»، وينظرون إلى اللواء برمة ناصر بوصفه بطلاً.
خلافات مكبوتة
وبحسب الصحافي محمد لطيف، تكمن مشكلة حزب الأمة في الإدارة المركزية التي كانت متبعة في عهد الزعيم الراحل الصادق المهدي، قائلاً: «ظلت الكلمة الأولى والأخيرة للإمام الصادق بغض النظر عن الخلافات والاختلافات... وبغيابه برزت الخلافات المكبوتة إلى السطح».
وأضاف: «في حياة الإمام الصادق كان هناك رأي سلبي من انخراط نجله عبد الرحمن في حكومة (الرئيس السابق) البشير، لكن بغياب الصادق انقسم الأشقاء إلى مجموعتين، لكل مجموعة موقفها من عبد الرحمن، وانعكس ذلك على الحزب فتعقدت أموره، لتصل إلى ما وصلت إليه اليوم».
ولخص لطيف الخلافات بقوله إن «حزب الأمة في مفترق طرق، ويصعب الحديث عن تجاوز الأزمة أو رتق هذا الخلاف لأنه أصبح خلافاً مؤسسياً واستراتيجياً، ونتوقع حدوث الأسوأ».