في 28 حزيران/ يونيو الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية في حي الشجاعية استمرت نحو أسبوعين، وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين وتسببت في دمار هائل في المنطقة.

نبيلة بهار (70 عاما)، والدة محمد، قالت للأناضول إنه "عندما توغل الجيش في حي الشجاعية، بقينا 7 أيام محاصرين في المنزل ولم نخرج منه، وكان معنا ابني محمد المصاب بمتلازمة داون".



وأضافت "في اليوم السابع، حاصر الجيش الإسرائيلي المنزل وأدخل طائراته الكواد كابتر لتصوير ما بداخل المنزل، حينها كنا ننادي بأننا مدنيون، لكنهم أطلقوا القذائف والرصاص حول المنزل، واقتحمته قوة تصطحب معها كلاب بوليسية".

وتابعت: "دخول القوة الإسرائيلية علينا أصابنا بحالة من الخوف والرعب".


وقالت الأم: "هاجمتنا الكلاب، وهجم أحدها على ابني محمد الذي كان يجلس على الأريكة، ونهشه الكلب في صدره ثم في يده. كان محمد خائفا، وكنت أنادي على الجيش ليبعد الكلب عنه وأقول لهم إنه مريض".

وأوضحت: "محمد مصاب بمتلازمة داون، ويظهر على شكله أنه مصاب وبريء، وغير قادر على الحركة والكلام، ولا ينطق سوى بكلمات بسيطة".

وذكرت نبيلة أن نهش الكلب لجسد ابنها أدى إلى "نزيف دم كبير لم يتوقف"، ولم يكن بيدها هي وبقية أفراد العائلة سوى النظر إلى محمد من نافذة الغرفة التي أخرجهم منها الجيش وظل محمد بداخلها دون حراك، والفزع على محياه بسبب الهجوم العنيف للكلب وتمزيق جسده الهزيل البريء.

ومتلازمة داون هي طفرة جينية نتيجة كروموسوم زائد في خلايا الجسم، وتعتبر من الظواهر الناتجة عن خلل في الصبغيات أو المورثات، وتسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية والاختلالات الجسدية.

جرح لا يندمل
تشعر الأم بحزن شديد يعصر قلبها لفقدان ابنها أمام أعينها، وتمزيق الكلب البوليسي جسده بلا رحمة، الأمر الذي ترك جرحا عميقا في قلبها "لا يمكن أن يندمل"، بحسب وصفها.

وأوضحت الأم أن ابنها محمد "كان بحاجة إلى إسعاف عقب هجوم الكلب عليه، وطلبنا من الجيش إسعافه، لكنهم قالوا لنا أن ننتظر الطبيب العسكري".

وأضافت: "أنزلنا الجيش إلى الأسفل (المنزل) وسلط علينا أسلحته، وكان معنا أطفال، بينما بقي محمد ملطخا بالدماء في الغرفة".

وتابعت: "أثناء وجودنا في أسفل المنزل، كنا نسمع صوت محمد وهو ينادي أنه يريد ماء. لكن بعد وقت قصير، فقدنا الصوت، وخرج أحد الجنود وأشار إلى جندي آخر بإشارة لم نفهمها، لكنني تيقنت أن محمد قد استشهد".

وأوضحت: "عقب ذلك، أمرنا الجيش بالخروج من حي الشجاعية ونحن نرفع الراية البيضاء".

وذكرت الأم أنه بعد انتهاء العملية العسكرية في حي الشجاعية، عادت العائلة إلى المنزل ووجدوا محمد داخل الغرفة "شهيدا ملطخا بالدماء".

وقالت: "يبدو أن الجيش الإسرائيلي ضمد جراحه بشاش أبيض ليصوره ويلفت انتباه العالم أنه يعالجه".


"اتركني يا حبيبي"
أخت محمد، سارة بهار، قالت للأناضول: "حاصرنا الجيش في 27 من الشهر الماضي، وكان معسكِرا أمام منزلنا، وفي 3 من الشهر الجاري دخل الجيش إلى المنزل بكلابه وطائراته".

وأوضحت: "هاجم الكلب محمد أخي في صدره ثم في يديه، ومن شدة براءة محمد (المصاب بمتلازمة دارون) كان يربت على رأس الكلب ويقول له: اتركني يا حبيبي".

وتابعت: "خلال اقتحام البيت اعتقل الجيش اثنين من إخوتي، وحاصروا محمد في غرفة وتركوه ينزف حتى استشهد عطشانا".

وقالت: عقب عودتنا للمنزل وجدنا محمد ملطخا بالدماء وقد فارق الحياة".

ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي أجبرهم على الخروج من الشجاعية تحت إطلاق النار والقذائف، حيث وجدوا جثثا قتلها الجيش الإسرائيلي.

محمد، ليس الوحيد الذي تعرض لهجوم الكلاب البوليسية الإسرائيلية، لكن تعرض الكثير من المدنيين الفلسطينيين لهجمات من تلك الكلاب، ما أدى إلى تمزيق أجسادهم بلا رحمة.

وخلال عملية الجيش العسكرية بمخيم جباليا في أيار/ مايو الماضي، هاجم أحد الكلاب البوليسية المسنّة الفلسطينية، دولت الطناني (70 عاما)، ونهش ذراعها، في مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

اعتداءات ممنهجة
وفي 27 حزيران/ يونيو الماضي، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في بيان، إن "استخدام الجيش الإسرائيلي الكلاب البوليسية لمهاجمة المدنيين الفلسطينيين في غزة، إلى جانب استخدامها في ترويع ونهش واغتصاب الأسرى والمعتقلين في مراكز الاحتجاز الإسرائيلية، يعد سلوكا ممنهجا ومتبعا بشكل واسع النطاق".

وأضاف المرصد (مقره جنيف): "وثقنا عشرات الحالات التي استخدمت فيها القوات الإسرائيلية الكلاب البوليسية الضخمة خلال عملياتها الحربية في غزة، لا سيما خلال مداهمة المنازل والمستشفيات ومراكز الإيواء".

وأوضح أن "الكلاب تهاجم بشكل متكرر مدنيين وتنهشهم عند عمليات الاقتحام، دون أي تدخل من أفراد الجيش الإسرائيلي، الذين غالبا ما يأمرون الكلاب بمهاجمة المدنيين، ومن ثم يستهزئون بهم، بحسب إفادات".


وقال المرصد إن "استخدام الكلاب خلال مداهمة المنازل، بات أمرا منهجيًا من الجيش الإسرائيلي".

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 128 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب غزة، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة غزة الاحتلال جرائم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکلاب البولیسیة الجیش الإسرائیلی حی الشجاعیة

إقرأ أيضاً:

كيف أصبح معبر نتساريم فخا لجنود الاحتلال الإسرائيلي؟

نجحت الفصائل الفلسطينية على مدار أشهر الحرب، في جعل معبر نتساريم فخا لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل حرب تدخل شهرها العاشر.

ففي 25 ديسمبر 2023 قُتل اثنان من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم في 24 فبراير 2024  قتلت الفصائل الفلسطينية ضابطا إسرائيليا، وبعدها بثلاثة أيام في 27 فبراير، قتلت ضابطا آخر، وفي 28 فبراير تم مقتل ضابط وجندي وإصابة 7 آخرين بجروح خطيرة، وفقا لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

قتل وأفخاخ

وفي 28 أبريل 2024 قُتل جنديان وأصيب 8 آخرون، وفي 29 أبريل قتل جنديان بعد إصابة بقذائف الهاون، وفي 10 مايو قُتل 4 جنود، وقُتل في 15 يونيو جنديان في تفجير عبوة ناسفة في دبابة، وفي 21 يونيو قُتل جنديان وأصيب 8 آخرون بقذائف هاون، وفي 2 يوليو 2024 قُتل ضابط وجندي، وفي 10 يوليو قُتل جندي، وفي 12 أغسطس قُتل جندي برصاص قناص، وفي 17 أغسطس قُتل ضابطان، ثم في 23 أغسطس قُتل جندي، وأخيرا في 24 أغسطس قُتل 3 جنود إسرائيليين.

حرب مستمرة

وبدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023 بعد تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية طوفان الأقصى ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، فيما تسعى الوساطة الأمريكية القطرية المصرية لوقف الحرب عبر مفاوضات غير مباشرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي ينهي خدمة ضابطة وصفت جنود الاحتلال بالمتعطشين للدماء
  • استشهاد الصحفي محمد عبد ربه في قصف صهيوني على النّصيرات
  • لواء إسرائيلي: جيشنا أشلاء بغزة وانهيار التفاوض يقودنا للهاوية
  • الاحتلال يهدم منزلا في حي الثوري بسلوان
  • أسلحة تنفجر وصواريخ تطلق بشكل معكوس: حوادث غريبة لجيش الاحتلال بغزة
  • كيف أصبح معبر نتساريم فخا لجنود الاحتلال الإسرائيلي؟
  • شاهد..القسام تعلن إيقاع قوة صهيونية في كمين محكم بخانيونس.. وتفجير عين نفق
  • جريمة بشعة تهز الكويت
  • اليوم العالمي للكلاب.. رولا خرسا: "بعتبرهم أولادي"|هل تربيتهم بالمنزل مباحة شرعا؟
  • الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لـ40435 شهيدا