سلّطت فقرة "نافذة إنسانية خاصة على غزة" التي بثتها قناة الجزيرة الضوء على إستراتيجية الاحتلال الإسرائيلي لشطب عائلات فلسطينية بأكملها من السجلات المدنية في قطاع غزة.

فقد أبادت إسرائيل في حربها على قطاع غزة آلاف العائلات الفلسطينية، التي لم يبق لها أثر في السجلات المدنية، وهو ما حصل في وقت سابق بمخيم النصيرات وسط القطاع، إذ سويت عمارة المهندسين بالأرض، ودفن سكانها تحت الركام، والنتيجة أن أكثر من 20 عائلة شطبت بأكملها من السجلات المدنية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4بسبب سياسة القتل الممنهج.. آلاف العائلات شطبت من السجلات المدنية في غزةlist 2 of 4استشهاد 41 شخصا من عائلة واحدة في غزةlist 3 of 4الإبادة الجماعية في غزة: اغتيال الحقيقة والتغاضي الدوليlist 4 of 4بفعل آلة الحرب الإسرائيلية.. تحذيرات أممية من انعدام أسباب الحياة في غزةend of list

وتستهدف غارات الاحتلال بشكل ممنهج منازل الفلسطينيين في مختلف مناطق غزة، مما أسفر عن استشهاد عائلات بأكملها، وهو ما تحدث عنه غزيون من مخيم النصيرات لمراسل الجزيرة هشام زقوت، وعدّد أحدهم أسماء عائلات معروفة استشهد جميع أفرادها نتيجة غارات جيش الاحتلال.

ويقول مراسل الجزيرة إن كل المؤشرات والتحقيقات تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس إبادة جماعية بحق سكان غزة، وهو ما سيخلف آثارا اجتماعية وثقافية وقانونية.

وبحسب تقرير زقوت الذي عرضته قناة الجزيرة، فقد ارتكبت قوات الاحتلال أكثر من 3 آلاف مجزرة في غزة، وفي كل مجزرة سقط عشرات من الشهداء، غالبا ما يكونون من العائلة نفسها، منهم مَن انتشل جثمانه، وكثيرون لا يزالون تحت الأنقاض.

وفي تعليقه على سياسة القتل الممنهج التي يمارسها الاحتلال، يؤكد تريستينو مارينيلو، أستاذ القانون الدولي في جامعة ليفربول وعضو الفريق القانوني لضحايا الحرب في غزة أمام المحكمة الجنائية الدولية، أن ما يحدث في غزة لا مثيل له، وقال إن عائلات كاملة تزال من الوجود تقريبا بشكل يومي، ومعظم أفرادها من المدنيين.

وأكد مارينيلو -في اتصال مع قناة الجزيرة- أن قتل المدنيين يدخل ضمن جرائم الحرب وفق القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهو أيضا جزء من سياسة الإبادة التي يتم بحثها كجريمة ضد الإنسانية، مشيرا إلى أن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تحدث عن ذلك، وكذلك محكمة العدل الدولية التي تقول إن ما يجري في غزة يرقى لمستوى حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية.

وأضاف أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تستهدف في حروبها الحالية والسابقة على الفلسطينيين الأهداف العسكرية بل المدارس ومعسكرات اللاجئين والمراكز الدينية، ولا تقدم أي أدلة مقنعة على أن تلك الأهداف عسكرية وليست مدنية.

وبالتالي -كما يقول مارينيلو- فإن "هذه الجرائم تعتبر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ولا مبرر لها على الإطلاق"، مؤكدا أن القانون الدولي يمنع استهداف المدنيين حتى في ظل احتمال وجود هدف عسكري بينهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات السجلات المدنیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حربُ وحائطُ مبكى مدني

وجدي كامل

نحن امام ثلة عسكرية لصوصية حاكمة دون غطاء شرعي، ونحن امام تنظيم مهيمن على مقدرات وثروات عبر، وفيما تبقى من مؤسسات دولة من المتأسلمين الاشرار، والمليشيات المتفلتة في نزوع شرس لحرق الارض ومن فيها من بشر واشياء.
نحن ازاء كارثة انسانية باكثر من وجه وذيل تتطلب عملا ضخما من اعادة التأهيل لفكر حل الازمات ومواجهة الحقائق الطاحنة بما سببته الحرب من معاناة وكدر لغالبية اهل السودان دونما ذنب جنوه سوى انهم ثاروا في وجه الظلم والكيد لهم باسم الدين لقرابة الثلاثين عاما. ولا جديد سيقال اذا ما تم وصف ان التنظيم الاسلاموي واعوانه من العسكريين السماسرة هم من اشعل الحرب خشية لانفسهم من العقوبات والتجريد القانوني من نهب اجروه، وسرقة ارتكبوها وما مارسوه من عناد لتطبيق مخرجات الاتفاقيات من جدة والمنامة الى عدم المشاركة في مباحثات جنيف.
تمضي الى العامين هذه الحرب، واوارها يشتد وخرابها يتراكم بآليات لا ترحم. كل ذلك يحتم عملا نوعيا من القوى المدنية المنظمة وغير المنظمة تتجاوز فيه نفسها ومحاولاتها المحدودة للحيلولة دون استمرار الحرب. فما عادت حلول وافكار المقاومة السياسية التقليدية المبذولة، القائمة بقادرة على احراز اي نتائج فورية فعالة لحل المعادلة اللئيمة، والواقع المائل الماثل على الارض.
السودانيون ذوي التخصص والكفاءة في علم فض النزاعات وحل الازمات كثر، ونشهد لهم في اروقة الهيئات والمنظات الدولية ادوارا لا تخطئها العين ولكنهم وللاسف لا يمثلون في تنظيمات القوى المدنية السياسية النشطة في معارضة الحرب والعمل لاجل ايقافها.
عدم تمثيل هذه الشريحة الهامة المتخصصة في العمل الذهني الدقيق لمثل هذه المشكلات يعكس تراثا من النقائص والعيوب في عمل القوى السياسية المدنية عبر التاريخ لحل معضلات السياسات العامة بالسودان. فهؤلاء هم الاقدر بصفة تتفوق على السياسيين العاديين، المنظمين المنخرطين في المنظمات والاحزاب، وعلى هاتين الاخيرتين وعى الدرس التاريخي والانفتاح على هذه الشريحة التى نطالع مقالاتها واوراقها ونتعرف على مشاركاتها في الفضاءات الاسفيرية بالندوات والسمنارات المقامة اثناء الحرب وعلى هذه الايام.
بدون اشراك هؤلاء لابتكار مقاومة بأفكار جريئة جديدة يشارك في انتاجها كذلك كل الناس المكتويين بنار الفقد والخسارات الفادحة ستبقى الاشياء على تداع مستمر اكثر مما هى عليه الآن، وستتسع دوائر الفاقة، والعوز، والمرض، والجوع، وسيطول النزوح من الديار والبقاء في انتظار مفتوح لقادم لن يأتي ابدا. فالقادم الاقرب هو الشبح المقسم للبلاد والمفتت لوجودها.
تعميق الاحساس بالمسؤولية، واتحادنا وتكافلنا كضحايا لهذه الحرب وتحسين المحتوى الاعلامي، وترقيته اخلاقيا في منصات التواصل ياتي في مقدمة اسباب العثور على الافكار المحررة بعد ان صارت المنصات دار حرب اخرى ومكبا لسائر الافكار المضادة لايقافها.
المجتمع الدولي والاقليمي بدوله،وحكوماته، ومنظماته لن يتمكن من ابتكار طوق او طرق لنجاتنا، وان اتصفت مبادراته بحسن النوايا، هذا ان لم نقل انه لا يخلو من لاعبين مشاركين منه في الحرب الدائرة واصحاب مصلحة في استمرارها بشكل او آخر. نحن من نصنع الحلول, وان صعبت ولكن بوضع التفكير لضخامة الدور الخارجي الدولي والاقليمي.
آفة هذه الفتنة يمكن تلخيصها في ان كل منا، افرادا وجماعات ، وتنظيمات سياسية، ومنظمات، ومهما جمعتها من روابط الا انها تتحدث الى حائط مبكاها الخاص، وتضع القصاصات الورقية لشكاويها بين شقوقه لعناية مجهول.

wagdik@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم قسريا
  • «حماس» تحذر من مخططات الاحتلال في الضفة الغربية ومرافقها المدنية والمستشفيات
  • أستاذ قانون دولي: ملء سد النهضة دون اتفاق يهدد بكارثة إنسانية وبيئية
  • تحذيرات من تفجّر الأوضاع في الضفة الغربية
  • فيضانات السودان تقتل العشرات وتجرف قرى بأكملها
  • “حماس”: ندعو جماهير شعبنا في الضفة لمزيد من الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال
  • سيول عارمة في السودان تودي بحياة 132 شخصا وتغرق قرى بأكملها
  • الاحتلال يستهدف خلية تابعة للقسام في مخيم نور شمس بالضفة الغربية
  • “حماس”: تأكيد المتطرف بن غفير بناء كنيس في الأقصى إعلان خطير
  • حربُ وحائطُ مبكى مدني