توصيات «الاقتصاد والاستقرار السياسي» من لجنة مناقشة برنامج الحكومة: سد فجوة النقد الأجنبي أولوية
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
قدّمت اللجنة الخاصة المشكلة من مجلس النواب لمناقشة برنامج الحكومة الجديدة، 21 توصية فى محورى «بناء اقتصاد تنافسى وجذب الاستثمارات»، و«تحقيق الاستقرار السياسى والتماسك الوطنى».
وجاء أبرز التوصيات فى محور «بناء اقتصاد تنافسى» هو سعى الحكومة لخفض نسبة العجز الكلى فى الموازنة ليصل إلى (٦٦%) بحلول عام (2026/2027)، ولما كانت نسبة العجز الكلى فى الموازنة -المتعارف عليها عالمياً- يتراوح عادة من ٣٪ إلى ٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى، وتُعتبر هذه النسبة معياراً عاماً يهدف إلى تحقيق توازن مالى واستدامة اقتصادية، كما أوصت بأهمية انتهاج سياسات مالية أكثر صرامة للوصول بنسبة العجز الكلى فى الموازنة إلى النّسب الآمنة المتعارَف عليها عالمياً بحلول عام (2026/ 2027)، لضمان وضع الدين العام -المحلى والأجنبى- على مسار نزولى مستدام.
وثمّنت اللجنة الجهود الرامية، إلى إعداد وثيقة السياسة الضريبية (٢٠٢٤ - ٢٠٣٠) وطرحها للحوار المجتمعى، لتُعبّر عن استراتيجية السياسة الضريبية خلال الست سنوات المقبلة، على أن يكون من بين مرتكزات الوثيقة إعادة النظر فى هيكل المنظومة الضريبية وخفض أعبائها على المواطنين ومؤسسات الأعمال، والثبات التشريعى الضريبى، بحسبانه أساساً حيوياً لجذب الاستثمارات وتحقيق الاستقرار الاقتصادى، مع أهمية تعظيم الإيرادات الأخرى غير الضريبية من فوائض الهيئات والمؤسسات الاقتصادية المملوكة للدولة من خلال إجراء إصلاحات هيكلية عميقة وشاملة، وإيجاد حلول مستدامة لسد الفجوة فى النقد الأجنبى، موضحة أن المستهدف من دمج وزارتى التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى هو تحقيق فلسفة مختلفة من العمل تهدف إلى تحسين فاعلية خطط التنمية، وتعزيز جهود الدولة بشأن توفير التمويلات الميسّرة للقطاع الخاص، بما يحفّز الاستثمارات الأجنبية.
وأشارت اللجنة إلى ضرورة وجود قاعدة بيانات متكاملة عن كل الأصول التى تمتلكها شركات قطاع الأعمال العام، وتأكيد أن الصناعة تمثل الأمل لمصر نحو الانطلاق، وتمثل الفترة الحالية الفرصة الذهبية لتحقيق طفرة صناعية وتصديرية للمنتجات؛ موصية بالتزام هيئة التنمية الصناعية بتوفير الأراضى الصناعية وتخصيصها للمستثمرين دون فرض رسوم أو أعباء مالية تعوق الاستثمار الصناعى، مع تسليمها مرفقة بالكامل، مع ضرورة تغطية هيئة التنمية الصناعية بفروعها جميع المحافظات، مع دراسة السُّبل القانونية والإدارية لإعطاء موظفى الفروع السلطة لإنهاء الإجراءات دون الرجوع إلى الإدارة المركزية، مع دراسة إلغاء الرسوم المقرّرة كتكاليف معيارية من جانب هيئة التنمية الصناعية، نظراً لعبئها الكبير على الصناعة المحلية، واتباع سياسات تهدف إلى تفعيل منظومة الشباك الواحد فى ما يخص إنهاء كل إجراءات التراخيص والتشغيل وما يتطلبه عمل المنشآت الصناعية من إجراءات أخرى متعلقة بتمام تنفيذ أعمالها.
كما أكدت اللجنة ضرورة الحد من استيراد السلع الأجنبية غير الاستراتيجية والترفيهية، التى تنتج محلياً، بما يضمن إقرار حماية الصناعة الوطنية، ووضع السياسات الكفيلة بضمان التفعيل الكامل لقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر الصادر بالقانون رقم (١٥٢) لسنة ٢٠٢٠، والعمل على إقامة الكثير من المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر.
وشدّدت فى توصياتها على أهمية تطوير وإعادة هيكلة الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية، بما يسمح لها بالانطلاق فى مجال التعدين، ليكون عملها وفقاً لنموذج اقتصادى، مع سرعة الانتهاء من حوكمة البطاقات التموينية، وإتاحة استخراجها بصورة إلكترونية للمواطنين، واستكمال منظومة استخراج البطاقات التموينية وإضافة المواليد الجُدد بالنسبة للفئات الأكثر احتياجاً، مع إجراء دراسة وافية تتضمّن استعراضاً لمزايا وعيوب كل من الدعم العينى والدعم النقدى «المشروط»، وسُبل التحول إذ ما ثبتت كفاءة نظام الدعم النقدى المشروط، وتعزيز الاستفادة من مقومات مصر السياحية وبنيتها التحتية الرياضية فى استضافة الفعاليات والأحداث الرياضية الكبرى، بما يُحقّق استفادة اقتصادية واستثمارية وترويجية قصوى تعظم حجم العوائد الاستثمارية المباشرة وغير المباشرة، مما يعمل على زيادة كبيرة فى التدفّقات النقدية بالعملة الأجنبية للدولة، والاهتمام بالسياحة الدينية فى مصر، من خلال إحياء مسار آل البيت فى مصر، ومسار العائلة المقدّسة، واستغلالهما سياحياً، وكذلك تطوير المساجد الأثرية لتكون معالم سياحية دينية.
كما أوصت فى إطار محور تحقيق الاستقرار السياسى والتماسك الوطنى، بأهمية تطبيق برامج لقياس الأثر الخاص بالمبادرات والمشروعات المنفّذة من خلال وزارة الشباب والرياضة لمعرفة أثر هذه المبادرات والمشروعات على الشباب المصرى، ووضع البرامج اللازمة لتطوير البنية التحتية لدور المحاكم والنيابات وسرعة توفير القاعات المناسبة داخلها، بما يضمن قدرتها على تلبية ما يحمله مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد من أحكام مستحدثة، فضلاً عن تلبيتها مستهدفات التحول الرقمى والتكنولوجى.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة الحكومة البرلمان مجلس النواب
إقرأ أيضاً:
تقصي الحقائق السورية: حصلنا على 95 إفادة بشأن أحداث الساحل.. وقد نمدد مهلة عملنا
كشفت لجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن أحداث الساحل السوري، الثلاثاء، عن تدوينها 95 إفادة بشأن الانتهاكات التي شهدتها المنطقة بحق مدنيين عقب هجمات شنها فلول النظام المخلوع، موضحة أنها قامت بمعاينة مواقع ميدانية في محافظة اللاذقية.
وقال المتحدث باسم اللجنة، ياسر الفرحان، "دونا 95 إفادة وفق المعايير القانونية فيما يتعلق بالأحداث وتلقينا أكثر من 30 بلاغا بشأن الأحداث ونخطط للانتقال إلى طرطوس وبانياس وحماة وإدلب لتقصي الحقائق".
وأضاف خلال مؤتمر صحفي في مبنى وزارة الإعلام بالعاصمة السورية دمشق، أن اللجنة "عاينت 9 مواقع واستمعت لشهادات الجهات الأمنية والعسكرية والمدنية في اللاذقية".
وأشار الفرحان إلى أن اللجنة "التقت بممثلين عن المجتمع المدني والأهلي وتعرفت على رؤاهم"، مردفا "نقدر دور الشهود وعائلات الضحايا في التعاون معنا ونحترم خصوصياتهم".
وشدد المتحدث على أن "الظروف ليست مثالية" وأن اللجنة "تحتاج لتعاون من الجميع للكشف عن الحقائق"، موضحا أنهم دخلوا إلى كل المناطق التي شهدت أحداثا خلال الفترة الممتدة ما بين 6 و8 آذار مارس الجاري، وما بعد ذلك.
وبحسب الفرحان، فإن "الوقت لا يزال مبكرا للإفصاح عن نتائج التحقيقات"، موضحا أنهم "يريدون المضي في العمل على الاستماع للشهود ومعاينة أرض الواقع".
وأشار إلى أن هناك مسلحين من فلول النظام المخلوع كانوا يتواجدون في المناطق المحيطة بعملهم الميداني، لافتا إلى أن "التحرك في المناطق التي شهدت الأحداث ما زال خطرا وبعض الشهود وأهالي الضحايا يتخوفون من التواصل مع اللجنة".
وحول المدة الممنوحة إلى اللجنة لتقديم تقريرها بشأن الانتهاكات، فقد قال فرحان إن "هناك صعوبة في إنجاز مهمتنا خلال 30 يوماً ومن الممكن أن نطلب تمديد المهلة".
وكانت محافظتا اللاذقية وطرطوس الساحليتان شهدتا توترات أمنية غير مسبوقة على وقع هجمات منسقة شنتها قوات موالية للنظام المخلوع، ما أسفر عن مئات القتلى والمصابين في صفوف قوات الأمن العام والمدنيين.
ووثقت تقارير حقوقية وقوع انتهاكات وإعدامات ميدانية طالت مدنيين في مناطق الاشتباك، ما دفع الرئيس السوري أحمد الشرع إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة للنظر في ملف الانتهاكات بالإضافة إلى لجنة عليا للحفاظ على السلم الأهلي في البلاد.