لا تعرف أين يمكن أن تضع الاتصال التليفونى الذى جرى بين لويد أوستون، وزير الدفاع الأمريكى، وأندريه بيلوسوف، وزير الدفاع الروسى، من حيث دلالته أو معناه؟ ولا تعرف أيضًا كيف يمكن أن تصنفه؟
فالدنيا كلها تعرف أن الحرب الروسية الأوكرانية، ليست فى الحقيقة بين روسيا وبين أوكرانيا كما تبدو لكثيرين منذ لحظتها الأولى، ولكنها بين روسيا من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وأوربا وحلفائهما على امتداد العالم من الجانب الآخر.
عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية نبأ الاتصال بين الوزيرين، قالت إنهما بحثا الحفاظ على خطوط الاتصال بين البلدين فى ظل الحرب المستمرة من روسيا على أوكرانيا. ولم يكن هذا هو الاتصال الأول بين وزيرى دفاع واشنطن وموسكو، ولن يكون الأخير فى الغالب، ومعناه فى كل مرة أن هذه الحرب التى دخلت عامها الثالث فى الرابع والعشرين من فبراير الماضى هى حرب محسوبة بين طرفيها الأساسيين.
وكيف لا تكون محسوبة بينما السلاح الذى تحصل عليه أوكرانيا من أمريكا وأوربا مشروط بعدم استهداف العمق الروسى؟.. إن الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى طلب أكثر من مرة ولا يزال أن يسمح له الأمريكيون والأوربيون باستهداف الأراضى الروسية فى عمقها، ولكن أحدًا منهم لم يكن يسمح له فى كل المرات ولا كان يستمع إليه.
لك أن تتصور أن الطرفين يتقاتلان فى جبهة القتال، ويسقط جنود روس بسلاح أمريكى وأوروبى، ثم يتواصل الوزيران تليفونيًا ويتفقان على الحفاظ على خطوط الاتصال!
هى حرب محسوبة لأنها دخلت عامها الثالث، ومرشحة لأن تدخل الرابع، دون أن ينتصر أى من طرفيها أو ينهزم، فلا الروس يستطيعون الحديث عن نصر حققوه، ولا الأوكرانيون فى المقابل يستطيعون الحديث عن اختراق أنجزوه، ولكنها حرب أقرب ما تكون إلى نوع من عض الأصابع بين الطرفين، لعل طرفًا منهما يقول «آه» أولًا، فتنتهى وتصبح شيئًا من الماضى!
هذه حرب يتقاتل طرفاها فى الميدان، ثم يتواصلان فى التليفون، وكلما شد أحد الطرفين خيط الحرب أرخاه الآخر جريًا على مبدأ معاوية بن أبى سفيان فى زمانه مع الناس!.. كان معاوية يتحدث عن السياسة طبعًا لا عن الحرب، وكان هو الذى وضع أساس التواصل الذى لا ينقطع بين الحكومة.. أى حكومة.. وبين رعاياها فى كل مكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر وزير الدفاع الأمريكى
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
فى حديثى أمس عن حتمية الإتجاه غربًا !! أى الإتجاه إلى وادينا القديم !! نعم إسمه الحقيقى "الوادى القديم"، حيث كان هو الأهم من حيث البنيه الأساسية مثل طرق التجارة العالمية والمدن المنشأه على طوله من الجنوب وحتى شمال البلاد فى سيوة، حيث كانت البلاد المعروفه بطيبة ( الأقصر ) (ومنف) الجيزة، " وهليوبوليس "، جنوب الدلتا وشمال القاهرة، كل هذه المدن كانت تقع وسط " احراش "من فيضان النيل الذى كان يغطى كامل مسطح وادى النيل شمالًا وجنوبًا، وكانت " ترتع فيه التماسيح "، فكانت الطرق المحميه بالطبيعة هى تلك المارة بواحات مصر الغربية، لذا هو " الوادى القديم " أما " وادينا الجديد " فى الحقيقة هو وادى النيل وما نراه ونعيش فيه وعليه اليوم.
أما الإطلاق لإسم " الوادى الجديد " على " واحات مصر الغربية " فكان ( مجازًا ) للمستقبل كما ( أطلق عليه ) زعيمنا العظيم الراحل "جمال عبد الناصر" !!
ظهرت كل عناصر النجاح بعد الإهتمام بالتنمية فى الوادى، وصدَّر الوادى الجديد لمصر، وللعالم (البطيخ النمسى) والأزر المصرى الممتاز والمعروف فى العالم كله، والفول والعدس، والذرة والقمح وكما قلت أمس كانت باكورة إنشاء المصانع التى تقوم على الزراعة وتوقفت برامج التنمية والإهتمام بالوادى نظرًا لظروفنا مع الإحتلال الإسرائيلى لشبه جزيرة سيناء، " ولخدش " الكرامة الوطنيه، والإصرار المصرى على رد تلك الكرامة مهما كان الثمن، فتوقفت برامج التنمية، وبعد إنتصار أكتوبر كان الإهتمام بالوادى إهتمام يكاد يكون شبه منعدم !!حيث إتجه الإقتصاد إلى الغرب، إلى ما سمى بالإنفتاح والإستيراد فكانت عوامل الإقتصاد هو الحصول على توكيلات أجنبيه لكل المنتجات الإستهلاكية، من طعام ومواد إستفزازيه فى الغذاء، مع الإهتمام بأن يعيش المصريون حياة البذخ، الغير مسنود على موارد حقيقية حيث لا إنتاج، ولا زراعة، ولا صناعة، وأصبح القطاع العام الذى بناه "جمال عبد الناصر" طيلة سبعة عشر عامًا، مجالًا " للنهب والتربح " من ذوى السلطة والمحسوبية، وظهر إقتصاد يقوم على العمولات، وإنتهى إقتصاد القيمة المضافة، فأصبحنا نُصَدِرْ الخامات، ونستوردها مصنعه، ففقدنا أهم شيىء فى حياتنا وهى الرغبة فى العمل، وإهتم الإقتصاد بالسمسرة والعمولات، وجلب البضائع المستفزة لعامة شعب مصر، ولكن كان النصر الذى أحرزته القوات المسلحة المصرية فى أكتوبر 1973، وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة، والإحساس بعودة الكرامة المصرية، بل الكرامة العربية هى التى تتوج الموقف المصرى فى جميع مجالات الحياة السياسية، ورغم الخطأ العظيم الذى وقع فيه الرئيس "السادات"، وهى حربة المعلنة على حقبة زعامة "جمال عبد الناصر" ( سرًا ) وفى العلانية فهو سيمشى على ( خطى جمال عبد الناصر ) هكذا قال أمام مجلس الشعب، وخرجت النكتة المصرية لكى تستكمل الجملة (بالاستيكة !! ) وكان تشجيعه للجماعات الإسلامية للوقوف ضد ماكان يطلق عليهم أصحاب "قميص عبد الناصر"، وإستفحل الأمر، فأخرج الإخوان للحياة السياسية ودعمهم بكل الوسائط فى مؤسسات الدولة وخاصة الأجهزة الأمنية إلى أن أغتالوه فى يوم عمره كله، يوم نصره، يوم عزته وعزة "مصر" كلها، يوم 6 أكتوبر 1973، أغتيل وهو يستعرض قواته المسلحة، شامخًا وسط جنوده، وإذ بأحدهم أو ببعضهم يقتلوه لكى ندخل فى نفق أخر من نظام حكم بدء مساء 23 يوليو 1952وتوالى على قيادته زعامات إعتنقت سياسات للأسف مختلفة عن بعضها البعض فكان ما وصلنا إليه !! وللحديث بقيه.........
[email protected]