«نزار وكاظم».. علاقة كتبت الخلود لـ«شاعر النساء»
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
مساحة صوتية متفرّدة ما بين صوت قوى ممزوج بطاقة تعبيرية واسعة وإحساس عالٍ، صنعت منه نجماً من طراز خاص، وزادت حالة نشاطه الفنى مع اختياره كلمات شاعرية وراقية تحمل توقيع المبدع نزار قبانى، مع ألحان مميزة، ليتربّع «القيصر» على عرش الغناء الرومانسى فى العالم العربى.
شهد عام 1994 التعاون الأول بين كاظم الساهر والشاعر نزار قبانى من خلال أغنية «اختارى» المقتبسة من قصيدة بالعنوان نفسه صدرت فى ديوان «قصائد متوحشة»، وطرحها «الساهر» فى ألبومه «سلامتك من الآه»، ولكن البداية الحقيقية كانت قبل ذلك بسنوات طويلة حين كان الشاب العراقى النحيل كاظم جبار، لم يتجاوز الـ14 عاماً، مفتوناً بقصائد وأشعار الكاتب الكبير التى حفرت بداخله فنون الحب وعنفوانه وصقلت موهبته الخام، على مدار سنوات طويلة كانت أشعار «قبانى» مصدر إلهام للشاب صاحب الموهبة الفذّة والإحساس المتوهّج، فأخذ يلحن قصائده على أمل أن يغنيها فى أحد الأيام.
لم يخرج كاظم الساهر من عباءة نزار قبانى حتى بعد رحيله، فظلت ألبومات «الساهر» تحمل بصمة «نزار»، حيث تضمّن ألبوم «حبيبتى والمطر»، الذى صدر عام 1999 عدد 5 أغنيات مقتبسة من أشعار «قبانى»، الأولى هى الأغنية الرئيسية التى حملت اسم الألبوم بالإضافة إلى «التحديات»، و«أكرهها»، «قولى أحبك»، و«ممنوعة أنت»، وفى عام 2000 قدّم أغنية «الحب المستحيل»، التى كانت الأغنية الرئيسية فى الألبوم الغنائى، مقتبسة من قصيدة «أُحبّكِ جداً»، المنشورة فى ديوان قصائد متوحّشة.
وتضمّن ألبوم «حافية القدمين» عدداً من الأغانى الناجحة من أشعار «قبانى»، وهى «صباحك سكر»، «هل عندك شك» و«تقولين الهوى» فى عام 2003، بالإضافة إلى 3 أغنيات فى ألبوم «إلى تلميذة» الذى صدر العام التالى، منها الأغنية الرئيسية التى تحمل اسم الألبوم «أحبّينى بلا عقد» و«كبرى عقلك»، وتضمّن ألبوم «انتهى المشوار» أغنيتى «وإنى أحبك» و«تحركى» فى عام 2005، وكانت من الأعمال المميزة دويتو أغنية «فى المقهى» مع الشاب مامى، مقتبسة من قصيدة «بانتظار سيدتى»، المنشورة فى ديوان «قصائد متوحشة»، ضمن ألبوم ليالى عام 2006، وتضمن ألبوم «يوميات رجل مهزوم» عام 2007 عدد 3 أغنيات، وهى: «أتحبنى؟»، «بريد بيروت» والأغنية الرئيسية للألبوم، حتى عام 2016 الذى شهد طرح ألبوم «كتاب الحب»، الذى تتضمّن 11 أغنية، جميعها من أشعار نزار قبانى منها «عيد العشاق»، «كونى امرأة»، «فاكهة الحب»، و«رسالة حب صغيرة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان العلمين العالم عالمين مدينة العلمين الجديدة ضمن ألبوم ن ألبوم
إقرأ أيضاً:
شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
أبدأ مقالى بجملة اعتراضية «اللهم ما لا شماتة فيما حدث فى أمريكا من عدل إلهى» وأكمل معكم ما بدأته حول حديث الطغاة، يعتقد الطغاة أنهم امتلكوا الحياة وما عليها، يعتقدون أنه لا نهاية لهم وأنهم مخلدون ولن يقدر عليهم أحد، يتجاهلون قراءة التاريخ الذى سجل نهايات مهولة لأمثالهم الظالمين، نهايات إلهية بها موعظة لا يغفلها أولو الألباب، لذا يعمهون فى طغيانهم خاصة حين لا يجدون من يتصدى لهم، من لا يحاول تصويب مساراتهم بالموعظة الحسنة أو بالقوة المتحدة، فيمتد بأس الطاغية ليتمدد ويتنطع، ولا يقتصر على المجتمع الواقع تحت سلطته، ولا الشعب الذى ابتلى بحكمه بل يطول الشعوب الأخرى، وإذا كان أغلبنا يعتنق ناموس الغابة بأن البقاء للأقوى لا الأصلح، الأقوى بالمعنى الوحشى من طغى وجبروت وظلم، ونستدل على ذلك بكل ما يدور حولنا فى العالم والمحيط القريب بنا، فعلينا ألا ننسى أبداً قدرة الله، القدرة الدائمة الوجود والتى تتجلى فى أوضح صورها عندما تأتى حلول السماء لقمع الطغاة وإبادتهم بعد أن فشلت حلول الأرض لإزاحته ومعاقبته.
يستمد الطغاة قوتهم من خنوع البشر حولهم، فهم يرون الشعوب التى يحكمونها أو التى يمكنهم التحكم بها حتى عن بعد بأنهم عصافيرهم الملونة، التى عليهم سجنها داخل أقفاص من حديد ليصادروا حرياتها وإرادتها وفكرها، تحت زعم أنه حامى حماهم، وأنه يكفيهم شكراً له أنه يوفر لهم الطعام لو فتاتاً، والشراب ولو قطرات مسمومة، وأقفاص يتناسلون بداخلها، فماذا يريدون أكثر من ذلك، فلا عليهم إلا الرضوخ والتسبيح بحمده وشكره، يتفنن الطاغية فى تجنيد أبواق المسئولين الخاضعين وفى مقدمتها أبواق الإعلام فى الترويج لمضمون فكرة شعوب العصافير الملونة، وهى أن الشعب لو خرج من أقفاصه للطيران بإرادة كاملة وفى حرية لماتت من الجوع والعطش ولالتهمتها الطيور الجارحة أو الوحوش الضارية التى تترقب خروجها من الأقفاص، يروج الطاغية وبطانته أنه الحامى لعصافيره ولمقدراتهم، وان الشعب بدون حكمه الحديدى سيضيع ويصبح مطمعاً ونهباً للأعداء، ينشر الطاغية فزاعات لشعبه، ويوجه أغلب أموال الدولة للتسليح وتشغيل مصانع السلاح، لأن أصحاب صناعة القتل والإبادة هم سنده ومصلحتهم معه، واستمرار وجودهم وتوحش ثرواتهم من اشتداد طغيانه.
هكذا يصنع الطاغية لشعبه أقفاصهم فلا يفرون منها، بل تتكدس أحلامهم السجينة داخل أقفاصهم أو زنازينهم حتى تموت، وتموت معها قلوبهم وأرواحهم، فيتحولون إلى أجساد بلا حياة وبلا قلوب، فلا يجدون أمامهم متنفساً سوى الاقتتال، فيتفنن بعضهم فى القضاء على الآخرين بقتلهم، بمحاربتهم فى رزقهم وطعامهم واستباحة محرماتهم، ليس أملا فى الخروج من الأقفاص، بل لتتوسع لهم مساحة فى الأقفاص، إنه الانتقام العاجز من العاجز، وهو أبشع أنواع الانتقام والتى نراها داخل الشعوب السجينة المكبوتة، حيث نرصد تزايد معدلات الجرائم البشعة بها، وتزايد جشع التجار لنهب أقوات الشعب واستلاب أموالهم.
إنها نتائج طبيعية لشعوب مغلوبة على أمرها لا تتمكن من إزاحة الحاكم وبطانته، ولا تجد العدالة أتية من قمة الهرم، فتمارس مع بعضها البعض أيضا إهدار الحقوق والعدالة فى القاع، وتوجه غضبها لإزاحة بعضها البعض عن الحياة، عسى أن يجدوا بعض المتنفس داخل زنازينهم التى باتت تطبق على أنفاسهم، وتكون النهاية دائماً مأساوية لمصائر تلك الشعوب، وهى تدمير مجتمعاتهم، ومن ثم تدمير ذاتهم، وهو ما يحدث بالإقبال على المخدرات بكل أنواعها القاتلة، الإقبال على ارتكاب الفواحش والجرائم البشعة، وعدم المبالاة بالنهايات لهم، لأنهم يرون أنفسهم أصلا فى عداد الموتى، فلا ضير أن يموت الجسد وقد ماتت القلوب والروح ومعها الضمائر كبتا وقهرا وفقدانا لكل الأمل وضياعا لكل الأحلام.
يأتى الطغاة ويرحلون ويسجلهم التاريخ بحروف سوداء ويبقى من بعدهم كهنتهم من عبدة معبدهم المنتفعين منه، الحاصدين للمصالح والأموال والمراكز، يبقى هؤلاء كالسوس الذى ينخر فى مفاصل الدولة الجديدة على أمل عودة الطاغية أو ظهور طاغية جديد، يرحل الطاغية وتبقى أثارة فى الشعب بكل فئاته من خوف من الحرية الحقيقية، ومن الديمقراطية، ومن إطلاق العقول للتفكير والإبداع، وتبقى الأخلاق والمبادئ مجرفة، وهى أثار لا تمتد لجيل واحد، بل تتوارثها أجيال، نعم واهم هو من يعتقد أن الشعب يتحرر بسرعة ويسترد عافيته برحيل الطاغية، لا، فأثار ما صنعه ورسخه من خوف وارتباك واقتتال من أجل فقط البقاء والطعام والحصول على أبسط متطلبات الحياة يبقى ويمتد من جيل لآخر بجانب وجود المنتفعين الكبار من تجار الموت والسلاح والمخدرات وغيرها، قد تتعافى الشعوب بعد سنوات طويلة إذا ما أهداها الله الحاكم العادل الذى يطبق الديمقراطية بمفهومها السليم ويبذل جهده للقضاء على موروث الفساد، أو قد لا تتعافى الشعوب مطلقاً، وتكون الطامة بظهور طاغية جديد يتولى السلطة، لتتكاثر سلالات المنتفعين والمجرمين ولصوص أقوات الشعب بجانب زبانية مصادرة وتعذيب الحريات.
الطاغية أخطبوط تمتد أذرعه المتوحشة فى الداخل والخارج لينتج وسائل عصرية تبيد الإنسان وتتحكم فى مصيره وتقوده إلى الهلاك، انظروا حولنا وسترون هؤلاء الطغاة ما أكثرهم فى تلك الدول التى تتاجر فى أرواح الشعوب، تصادر حرياتهم وتبيد الملايين منهم، هؤلاء يتوشحون زوراً بالديمقراطية أمام العالم رافعين رايات حماية الشعوب المستضعفة، ليخفوا وحشية استراتيجيتهم التى تعمد إلى الإبادة والقتل ومصادرة الحريات والأحلام، لأن العالم كله بالنسبة لهم فى بساطة مجرد عصافيرهم الملونة.
[email protected]