بوابة الوفد:
2025-05-01@09:55:40 GMT

أمريكا والمنحدر الاستخباراتى

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

على ذكر حادث محاولة اغتيال الرئيس السابق، المرشح المحتمل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة دونالد ترامب أثناء عقد المجمع الانتخابى له تأكد لى «وهو آكد أصلاً» أن أمريكا قوية أسلحة، ضعيفة عقليا واستخباراتيا بما تشملها من الاستخبارات الوطنية، والاستخبارات المركزية «سي آي أيه»، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووكالة الأمن القومي، ووكالة الاستخبارات الدفاعية.

. أى كما فى المثل «كدابة زفة».... ورغم ما تثيره من الإمكانات العديدة الاستخبارية وغيرها، وتتحاكى وتتغنى به، فإن القرن العشرين كان له رأى آخر لما تثيره، فكان الكاشف لزيف هذه الادعاءات الواهية.
فبدأ القرن العشرون قاسيًا عليها بأول ضربة له فى إمكاناتها الاستخبارية، فكان حادث ضرب البرجين «البنتاجون، ومركز التجارة العالمي» الذى هز امريكا واشتهر بأحداث ١١ سبتمبر، وفيها ظلت الأجهزة الاستخبارية تبحث عن المحرض الأول لضرب البرجين، ألا وهو -بن لادن- الذى ظل لسنوات يعبث بقوة هذه الاستخبارات وزيفها، ونجح فى التهرب من محاولات الأمريكيين للقبض عليه لما يقرب من عشرة أعوام، لكن فريقًا من نخبة القوات الخاصة التابعة للبحرية الأمريكية تمكن من اغتياله فى باكستان فى مايو الماضى.
ثم توالى القرن العشرون في كشف حقيقتها بغزوها الغاشم على العراق، حين فشلت هذه الاستخبارات فى التأكد من تطوير برنامج أسلحة الدمار الشامل من عدمه بالرغم من تأكيد هذا على لسان وزير خارجيتها حينها كولين باول أن قرارها بغزو العراق جاء بناء على معلومات استخبارية «قوية»، إلا أنها ظلت بعد السنوات التى أعقبت غزوها عديمة الأدلة على هذه البرامج النووية، وهو فشل استخباراتى آخر وصفه الرئيس جورج بوش أيضًا حينها بأنه «أكبر شيء ندم عليه».
ثم يأتى الفشل الذريع عقب حرب دامت لسنوات وتعتبر الأطول عمرًا للولايات المتحدة الأمريكية فى العصر الحديث وهى حرب أفغانستان.
لم يهدأ لهذا القرن بالٌ حتى يفضح أمرهم بأنهم يحملون سلاح الإمكانات لا العقليات، وهو ما رأيناه في فشلهم العسكرى والاستخباراتي اللذين طالما سخرتهما أمريكا لإسرائيل فى القضاء علي حركة حماس، إلا أنه وبعد تسعة أشهر من الحرب علي غزة تفشل إسرائيل ربيبة أمريكا.. ثم تأتي ضربة القرن الكبري في محاولة اغتيال رئيسهم المرشح والأقرب لكرسي الرئاسة الأمريكى.. ليكون القرن العشرون شاهدًا علي فشل دولة طالما تغنت بأنها القوة العظمي للعالم وحامي حقوق المستضعفين.  

أخيرًا.. هؤلاء لا عهد ولا وعد لهم و«كدابو زفة».. ألم يقلها بومبيو وزير الخارجية الأمريكية في تصريحه منذ فترة ليست بالطويلة: "نحن نكذب ونسرق ونخدع."
اللهم احفظ مصر وارفع قدرها.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محاولة اغتيال الرئيس السابق المرشح المحتمل الانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب الاستخبارات الوطنية

إقرأ أيضاً:

هوس ماجا المشؤوم بمعدل الذكاء يقودنا إلى مستقبل غير إنساني

ثمة شيء يشترك فيه دونالد ترامب وشركاؤه من وادي السليكون وهو الهوس بمعدل الذكاء IQ. فكون «الفرد ذا معدل ذكاء منخفض» يعد سبابا معياريا في قاموس الرئيس وكونه «ذا معدل ذكاء مرتفع» يعد ثناء معياريا بالقدر نفسه لدى المنتمين إلى اليمين التكنولوجي. غير أنه ثمة مفارقة خفية في ظل الاندفاع إلى تفوق الولايات المتحدة في الذكاء الاصطناعي ـ ودليله إعلان مشروع ستارجيت بقيمة خمسمائة مليار دولار في البيت الأبيض وصدور الأمر التنفيذي بدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم العام ابتداء من الحضانة. وتتمثل هذه المفارقة في أنه إذا تحققت رؤيتهم لمستقبلنا الاقتصادي، فإن معدل الذكاء بالمعنى الذي يقدّرونه سوف يفقد معناه.

لقد ظهر اختبار معدل الذكاء في وقت كانت فيه الولايات المتحدة وغيرها من الدول الصناعية قلقة على صحة شعوبها. إذ أظهرت حملات التجنيد لحرب البوير في المملكة المتحدة ثم الحرب العالمية الأولى في دول أخرى أن الذكور في هذه البلاد أضعف صحة من جيل آبائهم. وبدا أن العمل الصناعي يطلق ما بدا أشبه بعملية تدهور تنذر بمصير سلالة المورلوكس دون الأرضية الوارد ذكرها في رواية «آلة الزمن» الكلاسيكية لهربرت جورج ويلز. كانت اختبارات الذكاء وسيلة لاستخلاص الماس من الخام والعثور على طبقة ضباط جديدة ثم نخبة جديد في ما بعد لقيادة المجتمع الكبير خروجا من مستنقع اليأس إلى مستقبل أكثر جسارة.

حينما كان التصنيع لا يزال حاكما في الولايات المتحدة، كان معدل الذكاء يقيَّم بوصفه وسيلة قياس للنتاجات التعليمية، لكن يقال إن عمال المعرفة لم يصبحوا طليعة الرخاء المستقبلية إلا مع انطلاق اقتصاد المعلومات في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. وليس من قبيل المصادفة أن حديث معدل الذكاء قد ازدهر في تسعينيات القرن الماضي، وكان ذلك في البداية من خلال كتاب «منحنى الجرس» سيئ السمعة لتشارلز موراي وريتشارد هرنشتين الذي أشار إلى وجود فجوات مستعصية وبعيدة المدى في معدلات الذكاء بين الجماعات العرقية المختلفة، ثم راج الحديث ثانيا من خلال برامج البحث عن الموهوبين والمتفوقين في الولايات المتحدة التي مضت تبحث عن الأولاد وتنتقيهم من المدارس العامة لتضعهم في برامج صيفية مشحونة للمتفوقين.

كان من أولئك الأشخاص كيرتس يارفين، وهو مهندس برمجيات في منتصف العمر ومنظِّر سياسي هاوٍ لفت الأنظار بفلسفته التكنوملكية وكثيرا ما يشار إلى أعماله إشارات إيجابية في أحاديث نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس. في شبابه، كان يارفين منتميا إلى مركز جوليان ستانلي للشباب الموهوبين. ومنذ مطلع القرن الحالي حتى الآن وهو مناصر ثابت لأهمية معدل الذكاء بوصفه قياسا للقيمة الإنسانية. وفي أواخر العقد الأول من القرن الحالي، ومن خلال وصفه لما بات يعرف بالتنوير المعتم أو «الرجعية الجديدة»، ذهب إلى أن اختبارات معدل الذكاء يمكن أن تستعمل لسحب السلطة التصويتية من الناخبين في جنوب أفريقيا ما بعد نظام الفصل العنصري.

وليس ولع يارفين بمعدل الذكاء إلا نتاج عضوي لثقافية فرعية في وادي السليكون. ولا عجب في أن الذين كانوا يتلاعبون بالرموز ويكتبون الشيفرات ليل نهار كانوا يثقون كثيرا في «الذكاء العام» الذي يقيسه اختبار معدل الذكاء، فهذا الاختبار يقيس قرب العقول البشرية من أجهزة الكمبيوتر في المنطق والذاكرة وسرعة المعالجة.

وللولع بمعدل الذكاء تاريخ في الوادي، فكان من رواد القول بضرورة اتخاذ إجراءات تحسين النسل لزيادة معدل الذكاء وليم شوكلي مخترع الترانزيستور (وهو وحدة بناء رقائق الكمبيوتر) فذهب إلى من يقل معدل الذكاء لديهم عن 100 يجب إعطاؤهم دولارا عن كل درجة من معدل الذكاء تحفيزا لهم على تعقيم [أي إخصاء] أنفسهم. وفي عام 2014، قال الملياردير الأمريكي بيتر ثيل إن مشكلة الحزب الجمهوري هي أن الكثير للغاية من زعاماته «ذات معدل ذكاء منخفض» قياسا بأقرانهم في الحزب الديمقراطي. كما كان معدل الذكاء موضع نقاش في مدونة Slate Star Codex الشهيرة وغيرها مما يعرف بالمجتمع «العقلاني».

كان يمكن أن يبقى ذلك كله محض عرَض من أعراض منتديات الدردشة في منطقة خليج سان فرانسيسكو لولا التحالف الذي انعقد أخيرا بين عالم اليمين التكنولوجي والحزب الحاكم في العاصمة واشنطن. فالفكرة القائلة بأن الذكاء فطري وأنه يقاوم التدخل المبكر للتحسين من خلال برامج الدولة، وأن معدل الذكاء حقيقي ومنطقي، تقرّبنا مما كان موراي وهرنشتين يدعوان إليه في «منحنى الجرس» في تسعينيات القرن الماضي، وهو ما أطلقا عليه «التعايش مع عدم المساواة».

لقد تأسست إدارة التعليم الأمريكية في عام 1980 بناء على فرض مناقض لمنحنى الجرس. وعملت بناء على إيمان بأن التدخلات المبكرة ضرورية لتحسين الدماغ وأن قياس النتاجات ضروري لصقل التدخلات لكي يثمر الاختبار التعليمي نتائج أكثر تساويا في عموم الولايات المتحدة. وهذه الإدارة تتعرض الآن لعملية تفكيك على يد إيلون ماسك من خلال «إدارة كفاءة الحكم»، مع تعهد بإكمال المهمة من ليندا مكماهون الرئيسة التنفيذية السابقة لاتحاد المصارعة العالمي. وكثيرا ما يشير ماسك ـ شأن ترامب ـ إلى معدل الذكاء وكأنه رقم مهم ودال. ولو أنكم تؤمنون أن الذكاء فطري، فسترغبون أيضا في تدمير وزارة التعليم وإيقاف محاولات الوصول إلى نتائج معيارية.

لقد بحث البعض عن طرق لتحديد سمات الأيديولوجية التي تربط الساحل الغربي برواد أعمال التكنولوجيا ومؤسسيها مع الشمال الشرقي والغرب الأوسط بأساطين رجال الأعمال والمحافظين المنتمين إلى تحالف «ماجا» [أي حركة «استعادة عظمة أمريكا» وهو شعار حملة ترامب الانتخابية الرئاسية]. ومن هذه الطرق النظر إليها باعتبارها عودة إلى الطبيعة، وانصرافا عن الإيمان بالحقائق الراسخة المتعلقة بالذكاء والجندر والعرق في مواجهة عالم متغير.

وهنا مكمن المشكلة، فقد راهن ذلك التحالف على مستقبل الاقتصاد الأمريكي، معلقا الرهان بحدوث فتح في تطورات الذكاء الاصطناعي، وحتى تاريخه، يمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي وسيلة لأتمتة كثير من وظائف ذوي الياقات البيض التي كانت من قبل هي صلب اقتصاد المعرفة، فتشات جي بي تي، حسبما يزعم دراويشه، أقدر على التشفير من خريج علوم الكمبيوتر في ستانفورد. وبوسعه أن يعد شرائح عرض، ويعد نقاطا للحديث في دقائق، بما يتجاوز أي خريج لكلية آداب ليبرالية من كليات الصفوة. وبوسعه أن يكتشف تركيب البروتين أسرع من أي خريج من معهد مساتشوستس للتكنولوجيا.

ولقد كانت حجة إيثار الاهتمام بمعدل الذكاء أنه ـ سواء أكاد عادلا أم غير عادل ـ يمثل تذكرة صعود للسلم الوظيفي والجدارة المرتبطة بوظائف التمويل والتكنولوجيا والإعلان وحتى الخدمة العامة والتعليم العالي. فإذا ما تقلصت هذه الوظائف، فجدوى الاهتمام بمعدل الذكاء تنخفض أيضا، وفقا لاعتباراته.

ومثلما قال ماسك نفسه «نحن جميعا في غاية الغباء» قياسا إلى «الذكاء الرقمي الفائق» الذي يساعد ماسك نفسه على إقامته من خلال مبادرات من قبيل نموذجه في (xAI) الذي اشترى أخيرا منصة إكس للتواصل الاجتماعي. ولقد كتب يوما رأسمالي وادي السليكون المغامر مارك أندرسن إن البرمجيات تأكل العالم، ولو صحت نبوءاتهما فإنه سوف يأكل معدل الذكاء العزيز عليهم أيضا.

مقالات مشابهة

  • فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ 2015
  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • عميل للموساد.. إيران تنفذ حكم الإعدام بحق محسن لنجرنشين
  • الحكم على مستوطن 10 سنوات للتجسس لصالح الاستخبارات الإيرانية
  • رامي مالك في الهاوي.. لوحة المفاتيح تواجه أجهزة الاستخبارات
  • هوس ماجا المشؤوم بمعدل الذكاء يقودنا إلى مستقبل غير إنساني
  • الأولمبياد الخاص المصري يشارك في ملتقى الرياضيين العالمي "من باريس إلى أمريكا" بالجامعة الأمريكية بالقاهرة
  • السودان… مشاهد من يوميات حرب عبثية
  • إقبال زوار معرض«أبوظبي للكتاب» على اقتناء الإصدارات القديمة والنادرة
  • تحطيم 42 رقمًا قياسيًا في ماراثون لندن