الفنان نوح الحسني، الشاب العُماني الذي ألهم الجمهور بأدائه الرائع على خشبة المسرح، يُعد واحدًا من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي والفني في سلطنة عُمان. بدأت رحلته الفنية مع تجسيد دور "هلمر" في مسرحية "بيت الدمية" للكاتب النرويجي الشهير "هنريك إبسن"، وذلك في عام 2007، والتي شكلت بداية مشرقة لمسيرته المسرحية.

ووقف حينًا إلى جانب نجوم المسرح أمثال الفنان الراحل سالم بهوان والفنانة ميمونة البلوشية ونخبة من فناني المسرح، وكان العمل من إخراج الدكتور عبدالكريم جواد.

يصف الفنان نوح الحسني انطلاقته وشعوره في أول وقوف له على المسرح في أول مسرحية متكاملة له "بيت الدمية" بقوله: "شعور مميز خالطه الحماس والتوتر، مما قادني لتقديم عرضين في نفس الأسبوع". فما إن قدم عرضه الأول حتى جاءته الفرصة الثانية مباشرة لتقديم عرض مسرحي مدرسي على نفس خشبة المسرح "مسرح جامعة التقنية والعلوم التطبيقية في مسقط".

وُلد نوح في عائلة تحتضن الفنون وترعاها وتتبناها، ما يفسر نمو شغفه بالمسرح والتمثيل منذ صغره. بعد أن تلقى تعليمه الأساسي في العاصمة مسقط، وبعد تأكيد شغفه وموهبته في المجال المسرحي، اختار أن يتخصص في مجال التمثيل والإخراج ليلتحق للدراسة في المعهد العالي للفنون المسرحية بدولة الكويت الشقيقة، حيث نما تحت إشراف أساتذة متمرسين وشارك في عدد من العروض الطلابية التي أسهمت في تنمية موهبته وتطوير مهاراته الفنية، لينال المركز الثاني على دفعته الدراسية في حفل التخرج الذي تم في يونيو الماضي.

عمل نوح بجد ليثبت ذاته في الساحة المسرحية العمانية والكويتية، فقد شارك في عدد من الإنتاجات المسرحية المهمة، مثل مسرحية "الورع" من تأليف وإخراج طاهر الحراصي، وهي من آخر التجارب المفيدة والثرية له كما وصفها الحسني، قائلاً: "الروع من المسرحيات المفيدة جدًا بالنسبة لي كمشتغل في المسرح، من خلال هذا العمل اكتسبت الكثير من المهارات والمعارف والخبرات التي ستساعدني لا شك في تطوير مستواي الفني كممثل ومخرج مسرحي".

ومن أعماله الأخيرة كذلك "ذاكرة صفراء" التي شارك فيها في مهرجان الكويت للمسرح الشبابي، وترشح آنذاك لجائزة أفضل ممثل دور أول وقد قدم العمل باسم "المعهد العالي للفنون المسرحية"، كما شارك في مسرحية "الصعاليك" التي عُرضت في نفس المهرجان بنسخته التالية، كما شارك في تقديم مسرحية "قهوجيات" في اليوم العالمي للمسرح بدولة الكويت، وأما مشروع التخرج فكان عرضًا مسرحيًا من المعيار الثقيل، وهو مسرحية "لا تقصص رؤياك" للكاتب إسماعيل عبدالله.

نوح الحسني ليس فنانًا موهوبًا فحسب، بل هو أيضًا ناشط مجتمعي يؤمن بقوة الفن في تحفيز التغيير الاجتماعي والثقافي. يسعى دائمًا إلى تعزيز دور الفن في إثراء الحياة الثقافية في عُمان، ويشجع الشباب على اتخاذ خطواتهم نحو تحقيق أحلامهم الفنية، يقول الحسني: "الصعوبات لا تقتصر على مجال معين، في كل مجال ومع كل حلم هناك صعوبات لا بد من تجاوزها للوصول إلى نتيجة مرضية".

ينتسب الفنان نوح إلى الجمعية العمانية للمسرح بالإضافة إلى فرقة تواصل المسرحي منذ تأسيسها في عام 2013، وبصفته واحدًا من المشتغلين في المجال المسرحي في سلطنة عمان، يشير الحسني: "المسرح العماني بشكلٍ عام أصبح في تطور ملحوظ داخليًا وخارجيًا، وهذا ناتج من الحراك المسرحي الداخلي، فالمسرح العماني يحتاج إلى الشغف والعمل الجاد وتتحمل صعوبات وتكاليف لإنتاج مادة مثيرة للوصول إلى المستوى المطلوب".

ويعقب الفنان أنه لم يلحظ أي تقصير من الجهات المعنية بالمسرح العُماني.

وبجانب أعماله المسرحية، يعمل نوح على تعزيز التعاون الثقافي بين عُمان والدول العربية الأخرى، من خلال مشاركته في العديد من المهرجانات الثقافية وورش العمل الفنية عبر الإقليم. يعكف حاليًا على مشاريع جديدة في مجالات الإخراج والتأليف، بهدف إثراء المشهد الفني والمسرحي بما يعكس التجربة والهوية العُمانية.

في الختام، يتطلع نوح الحسني إلى مستقبل مشرق مليء بالإبداع والإنجازات الفنية، وإلى المزيد من الفرص لاستكشاف قدراته الفنية وتحقيق طموحاته في ساحة المسرح العالمي، يقول نوح الحسني: "المسرح كان ولا يزال من الواقع الاجتماعي وهو الأول بدوره في مساعدة المجتمع على النهوض والرقي والثقافة".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: شارک فی

إقرأ أيضاً:

مخرج مسرحية عريس البحر: «المتحدة» وضعت اسم مصر في المكانة المستحقة

عرض برنامج «اليوم»، المذاع على قناة «DMC»، تقريرا رصد من خلاله آراء بعض الزوار حول فعاليات وأنشطة مهرجان العلمين الجديدة في نسخته الثانية، والخدمات المقدمة، بالإضافة إلى تفاصيل عرض مسرحية «عريس البحر».

مسرحية «عريس البحر».. اسمها نابع من أحداثها

قال وليد طلعت مخرج مسرحية عريس البحر، إن اختيار الاسم نابع من أحداثها، التي تدور حول طفل يتعرض لرحلة صعبة جدا، إذ يكون موجودا في نهر النيل، وأسباب وجوده فيه، وإلى أين يصل، وصولا إلى نجاته من النهر، طبقا لما قاله الفنان محمد طه في مواله الشعبي «مسعود ووجيده».

العلمين الجديدة مدينة يستحقها المصريون

واصل مخرج المسرحية، إن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، وضعت اسم مصر في المكانة التي تستحقها، لافتًا إلى أن مصر دولة كبيرة وعظيمة وكل الإمكانات موجودة، ويحق لنا كمصريين أن يكون لدينا مكان رائع مثل مدينة العلمين الجديدة.

وقال عبدالحميد سمير، أحد ممثلي مسرحية «عريس البحر»: «موجودين اليوم لعرض المسرحية في المهرجان والناس يستمتعو ويكونو مبسوطين بالمسرحية، متحمسين وقلقانين في نفس الوقت، لأن المسرح كبير جدًا وهيحضر عدد كبير من الجماهير.

وأضاف محمد عبدالمجيد، ممثل بالمسرحية، أن فكرة المسرحية تدور حول مشاجرة عائلية بين أخوين بسبب الميراث الذي تركه أبوهما قبل وفاته، بينما أوضحت سارة أحمد، إحدى ممثلات المسرحية، أنها ستؤدي مشاهد صعبة جدًا في المسرحية، نفسيًا وجسديًا، لكن في متعة رهيبة في مشاهد المسرحية بشكل عام.

مقالات مشابهة

  • مخرج مسرحية عريس البحر: «المتحدة» وضعت اسم مصر في المكانة المستحقة
  • عزت زين: المسرح يحتاج الدعايا وهذا ما أطلبه من وزير الثفاقة (خاص)
  • ما حد كماهم مسرحية كوميدية بصلالة
  • عرض مسرحية روبيك الفائزة بجائزة ابداع للتمثيل علي مسرح جامعة بني سويف
  • فريق «شارموفرز» يتألق على خشبة المسرح المكشوف بمكتبة الإسكندرية (صور)
  • إصدار جديد يسلط الضوء على سمات المسرح الشعري العماني المعاصر
  • الوهيبي يعاين سمات المسرح الشعري العُماني المعاصر
  • بعد سنوات غياب.. أسامة عباس يتصدر التريند
  • موعد استئناف العرض المسرحي "مش روميو وجوليت"
  • برتوكول تعاون بين مسرح الجنوب ودار الوفاء للنشر