الأزمة التى تعيشها أمريكا اليوم لا تتوقف عند محاولة اغتيال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب.. فالحادث -رغم خطورته- لا يعدو كونه جزءا من صورة كبيرة أصابتها الشروخ.
الأزمة فى الولايات المتحدة أعمق بكثير من حادث محاولة الاغتيال أو غيره من الأحداث سواء التى وقعت بالفعل أو المتوقع حدوثها خلال الفترة القادمة.
الأزمة لخصها الكاتب الأمريكى الشهير توماس فريدمان فى عدة جمل قصيرة لكنها معبرة بدقة عن الحالة التى تعيشها أمريكا حاليا.
اقترب فريدمان من المشهد الانتخابى الذى سيحدد مستقبل أمريكا خلال السنوات القادمة وكتب كلمات عبقرية تلخص الحالة التى سيكون عليها الأمريكان فى حالة فوز أي من المرشحين بايدن وترامب.
قال فريدمان إنه فى حالة فوز بايدن فإننا سنحتاج جميعًا إلى الصلاة من أجل أن يتمكّن من النهوض من السرير كلّ يوم لتنفيذ أجندته كما فعل فى الماضى».
أما فى حالة فوز ترامب سيتعيّن علينا جميعًا أن نصلّى من أجل أن يظلّ فى السرير طوال اليوم حتى لا يتمكّن من تنفيذ أجندته المتهوّرة المدفوعة فى المقام الأوّل بالجانب الذى سيخرج منه من السرير».
إنها كلمات قصيرة لكنها فاصلة وكاشفة ومعبرة.. ففى رأى الكاتب والمحلّل السياسى الكبير أن كليهما لا يصلح لأن يكون رئيسا لأمريكا فى الدورة القادمة.. فالأوّل- أى بايدن- رجل طيّب يعانى من تدهور إدراكيّ وجسدى واضح، والآخر رجل سيّئ يكذب بينما يتنفّس.. وبرنامجه الانتقام، وهو فى حالته الخاصّة غارق فى الانهيار المعرفى».. والعديد من الذين عملوا معه عن كثب خلال ولايته الأولى حذّروا البلاد فى خطاباتهم ومقابلاتهم ومذكّراتهم من أنّه شخص غريب الأطوار وغير أخلاقى ويجب عدم السماح له أبدًا بالاقتراب من البيت الأبيض مرّة أخرى».
هذا ما كتبه فريدمان فى مقاله الأسبوعى فى صحيفة «نيويورك تايمز» وهذا ما أبدع فيه.. خاصه عندما قال إن الأمريكان أمام مفصل تاريخى عميق سيأخذهم فى رحلة أفعوانية من تقلّبات سوق العمل، والتقلّبات الجيوسياسية والمناخية.
لا بايدن ولا ترامب.. ويبدو أن الولايات المتحدة ستكون على موعد مع سنوات صعبة لن يتوقف أثرها على الداخل الأمريكى.. فالأحداث تسير إلى الحالة التى أبدع فريدمان فى وصفها خاصة بعد تسمية ترامب مرشحا للحزب الجمهورى رسميا وبعد صعود شعبيته فى أعقاب محاولة الانقلاب.. ويبدو أن الأمريكان سيكونون على موعد مع الصلاة من أجل أن يظل ترامب فى السرير طوال اليوم حتى لا يتمكن من تنفيذ أجندته المتهورة التى ستقود أمريكا والعالم إلى مصير مجهول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أزمة أمريكا رسالة حب الأزمة أمريكا الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
رداً على رسالة ترامب..بزشكيان: لا مفاوضات مباشرة مع أمريكا
أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم الأحد، رفض طهران عقد مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة رداً على رسالة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، حول برنامجها النووي الذي يشهد تقدماً سريعاً.
وتعد تصريحات بزشكيان أول اعتراف رسمي برد إيران على رسالة ترامب، كما تشير إلى احتمال تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن.
وقال بزشكيان: "رغم رفض إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة بين الجانبين في هذا الرد، فقد كان هناك تشديد على أن طريق المفاوضات غير المباشرة لا يزال مفتوحاً".
ومع ذلك، لم يتضح إذا كان ترامب سيقبل مفاوضات غير مباشرة، بعد أن فشلت هذه المفاوضات طيلة سنوات منذ أن سحب ترامب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين طهران والقوى في 2018.