«مشاهير الغفلة».. والقاعدة الذهبية
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
هذا الكم الهائل من الغثاء الهلامي الذي يملأ الآذان والعيون في منصات التواصل الاجتماعي.. كيف أصبح «مشهورًا» رغم تفاهته؟.. كيف يتقبله الناس، بل ويتابعونه رغم معرفتهم المسبقة بسفاهته وضحالة محتواه؟..
ففي الوقت الذي ينتقد فيه الكثيرون معظم شخصيات التواصل الاجتماعي، تراهم يتابعونها، ويحرصون على تتبع أخبارها، ويومياتها، بل ويضيعون ساعات متتالية وهم مشدودون إلى شاشات الحاسوب، يعلقون، ويتفاعلون، أو يتابعون بصمت أحيانًا، وفي الجانب الآخر تظهر تلك «الشخصية الكرتونية» وهي تذيع أسرار بيتها، أو تشتم غريمها، أو تأكل، أو تشرب، أو ترد على «السنابات»، ولا شيء غير ذلك.
والحقيقة أن شخصيات التواصل الاجتماعي لا تحتاج إلى الكثير من الحيل، والذكاء لتجذب جمهورها، سواء من المراهقين أو اليافعين، فما على هذه الشخصيات إلا أن تتخلى عن كل أوراق التوت التي تغطيها، سواء الأعراف الاجتماعية، أو المبادئ والقيم الإسلامية، أو حتى الحشمة والوقار والأخلاق، وتتخلى عن خصوصيتها الشخصية، هذا كل شيء، فـ«المال لا يعرف الحياء»، ولا يحتاج إلا لشخصية أنانية، وصولية، تعرف كيف توظف مهاراتها، وبذاءاتها أحيانًا في تشكيل نمط معين، يهرع إليه المتابعون لكي يعرفوا أخباره، ويتابعون صولاته وجولاته التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم إلا ضياع الوقت للضحية «المتابع»، وجلب المال لمنتج المحتوى التافه، وكلما كنت تافهًا أكثر، زاد مالك أكثر.
المشكلة أن هذه الفضاءات لا رادع لها، ولا ضابط لمحتواها، فما دامت لا تمس السياسة، و«الخطوط العريضة» لثوابت المجتمع، فهي في منأى عن المساءلة، ولا تتحرك الجهات الرسمية لوقفها إلا في حال انتهاكها لخصوصية حكوماتها، أو المساس بالسياسة العامة للدولة، أما غير ذلك فيدخل في باب «الحرية الشخصية»، لذلك تجد أن كثيرًا من المنتسبين لوسائل التواصل الاجتماعي يتصرفون وفق هذه الحرية، مهما كان المحتوى مبتذلا، أو يسيء إلى المجتمع المحافظ بشكل غير مباشر.
وفي العالم العربي بشكل عام تتدخل السلطات المختصة لقمع المحتوى الجاد!! فهي تقوم باعتقال نشطاء الرأي، وأولئك الذين ينتقدون سياسات حكومات بلدانهم، أو الذين يطالبون بالإصلاح الاجتماعي في بلدانهم، ولا تسمح إلا بمساحات ضيقة جدًا ومحدودة. للتعبير عن الرأي، بينما تسمح لتلك السرطانات المتوغلة «التافهة» بأخذ كامل حريتها في الابتذال، وتدمير أخلاقيات وسلوكيات الشباب، وتشويه أعراف ومبادئ المجتمع، تحت باب «الحرية الشخصية»، لذلك يجد هؤلاء المتحكمون في المحتوى ضالتهم بعيدًا عن أيدي العدالة، بحجة ممارسة هذه «الحرية»، وهي المفردة التي يُساء استخدامها؛ فالحرية الفردية قد تتحول إلى إخلال عام بقيم المجتمع، وتتحول الممارسات الشخصية إلى ممارسات جماعية عادية، ويتحول الفعل غير المنضبط في المجتمع إلى سلوك اعتيادي ومألوف، لا يأنفه الناس، ولا ينكرونه، وبذلك تختل المنظومة الاجتماعية ككل، وتهتز المعايير الأخلاقية في أعين وعقول الشباب.
يقول أحد المختصين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي: «هذا الزمن، هو أنسب وقت لجمع المال، فبمجرد الجلوس أمام الحاسوب، وبث خصوصياتك «لايف» على الهواء، يدخل المال عليك من كل جانب، فقط تخلى عن سلوكك المحافظ».. هذه النصيحة أو الرؤية التي يراها هذا المختص تعكس بشكل كامل ما يحدث في عالم «الميديا» حيث يتحول الخاص إلى عام، وتتداخل حياتك مع حياة الآخرين، وتصبح مكشوفًا أمام الجميع، يقول أحدهم: «إذا أردت أن تصبح مشهورًا، فقف عاريًا في مجتمع محافظ»، وهذه هي القاعدة الذهبية لـ«مشاهير الغفلة» الذين يجذبون خلفهم آلاف المراهقين الباحثين عن المال والشهرة، حتى ولو دفعوا في سبيل ذلك كرامتهم وأراقوا ماء وجوههم.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی
إقرأ أيضاً:
قمة المليار متابع تجمع كافة منصات التواصل الاجتماعي في مكان واحد
تجمع النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أول قمة متخصصة بتشكيل اقتصاد صناعة المحتوى، والأكبر من نوعها عالمياً، ولأول مرة عالمياً، كبرى منصات التواصل الاجتماعي تحت سقف واحد، حيث تلتقي سناب شات، وإكس، ويوتيوب، وتيك توك، ولينكد إن، وشركة ميتا (فيسبوك، وإنستغرام، واتساب)، مع جمهور القمة لمناقشة مستقبل القطاع ودعم صناع المحتوى والمؤثرين للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور وتحقيق التأثير الإيجابي.
وخلال القمة، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير المقبل، في “أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل” بدبي، تحت شعار “المحتوى الهادف”، تعرض المنصات العالمية الكبرى رؤيتها لتطوير صناعة المحتوى الهادف، كما تسلط الضوء على مسيرتها في الارتقاء بالإعلام الجديد.
ويتبادل مسؤولو المنصات الاجتماعية والمؤثرون وصناع المحتوى، عبر جلسات حوارية وورش عمل تفاعلية، الأفكار حول مستقبل صناعة المحتوى وكيفية بناء محتوى مؤثر وحماية الملكية الفكرية ومكافحة المعلومات المضللة، إضافة إلى كيفية استخدام أدوات التحليل، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، واستراتيجيات بناء المجتمعات الرقمية لدعم المحتوى وتقديم كل ما هو مفيد للبشرية.
وتقدم شركة ميتا عبر “إنستغرام، واتساب، فيسبوك” أدوات متقدمة لنقل المعرفة، تساعد صناع المحتوى والمؤثرين على تقديم قصص ملهمة تسهم في بناء المجتمعات، وتعمل من خلال منصاتها على التقريب بين الشعوب وتبادل الآراء والمعارف، وتستقطب أصحاب الأفكار الإبداعية والمبتكرة ورواد الأعمال ومؤسسي المشروعات الناشئة.
وتشارك “ميتا”، خلال النسخة الثالثة، في ورشة تدريبية بعنوان “ميتا.. الانطباعات الأولى: تعرفوا على آخر التحديثات التي أطلقتها ميتا لتتميزوا خلال عام 2025” حيث تستهدف صانعي المحتوى المتميزين، الذين سيستفيدون من تجارب خبراء “ميتا”، ويكتشفون أحدث الأدوات والاستراتيجيات، إضافة إلى خلق المزيد من فرص التواصل بين صناع المحتوى المبدعين.
ويتحدث فارس عقاد خلال جلسة بعنوان “أطلق العنان لمستقبل الذكاء الاصطناعي باستخدام ميتا”، يتناول خلالها كيف يمكن لـ”ميتا” الكشف عن مستقبل الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن للمبدعين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين محتواهم وتبسيط خطوات العمل للبقاء في الطليعة.
وإضافة إلى ذلك، تشارك “ميتا” في العديد من الورش التفاعلية والجلسات النقاشية، ومنها جلسة بعنوان “المبدعون من أجل الخير” يقدمها كريس بوير، وجلسة “كشف أسرار تحقيق الدخل من فيسبوك لصناع المحتوى” لعبد الرحمن السبكي، وورشة عمل بعنوان “تمكين العطاء: العمل الخيري وتأثيره على المجتمعات” لفرح مطالقة، وجلسة بعنوان “أهمية استراتيجية المحتوى” لدينا الشريف، و”صناعة المحتوى: كيف تبني هويتك الرقمية الفريدة” ويقدمها علي الحناوي.
وتوفر تيك توك خطاباً بصرياً يدعم صناعة المحتوى ويعزز التواصل بين المستخدمين، ويمنح رواد المنصة فرصة متابعة ملايين الفيديوهات القصيرة التي يقدمها صناع محتوى من مختلف الثقافات.
وتشارك تيك توك خلال فعاليات النسخة الثالثة من القمة في العديد من الجلسات الحوارية وورش العمل التفاعلية، ومنها ورشة بعنوان “تيك توك.. الدليل المثالي للمبتدئين” تشرح خلالها سارة المعز، خطوة بخطوة، كيفية إنشاء حساب على المنصة، ابتداءً من إعداد الملف التعريفي الخاص وحتى إنشاء أول فيديو سريع الانتشار.
وفي ورشة عمل أخرى تحمل عنوان “الإمكانيات اللامتناهية للبث المباشر عبر تيك توك”، يقدم محب مالك لصناع المحتوى دليلاً كاملاً للبث المباشر عبر المنصة، كما تشرح ياسمين سويلم في ورشة بعنوان “إتقان استخدام تيك توك للعلامات التجارية.. كشف أسرار الإبداع والتفاعل والنمو”، كيفية الاستفادة من الأدوات والاتجاهات الديناميكية لتيك توك من أجل تعزيز حضور العلامة التجارية على المنصة وبناء قنوات تواصل حقيقية بين العلامة التجارية والمتابعين وزيادة أعدادهم وتفاعلهم.
وفي ورشة بعنوان “تحقيق الدخل على تيك توك.. تحويل المشاهدات إلى إيرادات” يكشف يان كنعان الإستراتيجيات والأدوات اللازمة لتحقيق الربح على تيك توك.
وتعمل يوتيوب على تحسين تجربة المستخدم، من خلال دعمها الدائم للفيديوهات الإبداعية، وتشارك المنصة بالعديد من الجلسات وورش العمل التفاعلية خلال فعاليات القمة، ومنها جلسة بعنوان “أساسيات يوتيوب: كشف إمكانيات المنصة” لياسمينا زعلوك، وجلسة “الجمهور والنمو – فهم خوارزميات يوتيوب” لكريم زوين، وورشة “تقديم البودكاست عبر منصة يوتيوب” لفيكتوريا بلينوفا، وورشة عمل “إتقان إعداد فيديوهات يوتيوب” تقدمها خلوق الياسين، وجلسة “تحقيق الدخل من يوتيوب والمبادئ التوجيهية لمجتمع المنصة” لرندة مرزقاوي، وجلسة “صانعو المحتوى: يوتيوب كمنصة متعددة الصيغ” ويشارك بها خلوق الياسين وعمر أبو الرب، وشريف نبيل، وجلسة “تفعيل القناة الخاصة بكم: كشف أهمية تمويل المتابعين” وتقدمها ياسمينا زعلوك.
وتسعى منصة إكس، إلى دعم صناع المحتوى والمؤثرين والكتاب والمفكرين وغيرهم، ومنحهم فرصة للحوار والتواصل مع جمهور كبير بطرق مبتكرة، وتعمل إكس على حث مستخدميها لتقديم أفضل ما لديهم، وتشجيعهم على طرح خطاب ملهم يساعد على التقريب بين الشعوب، وتتبنى المنصة طرح خطاب مشوق وممتع بعيداً عن المعلومات الكاذبة والمضللة.
وتشارك جويل يزبك من منصة إكس في النسخة الثالثة من قمة المليار متابع بجلسة تحمل عنوان “منصة إكس لصناع المحتوى”، حيث يتعلم المشاركون خلالها كيفية استخدام المنصة بشكل فعال بما يتيح لهم توسيع قاعدة جمهورهم ويعزز التفاعل مع محتواهم ويساهم في تحقيق الإيرادات من خلاله.
وتشكل منصة لينكدإن مجتمعاً معرفياً يجمع ملايين المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، ويدعم صناع المحتوى الذين يقدمون محتوى متخصصاً وذا قيمة مهنية، وتوفر المنصة فضاء مفتوحاً للنقاش وتبادل المعرفة بما يعزز التفاعل بين المحترفين، ويثري مواضيع العمل والتطوير المهني.
وتشارك المنصة في ورش عمل تفاعلية وجلسات نقاشية، ففي ورشة تدريبية بعنوان “توظيف منصة لينكدإن لعرض الأعمال الإبداعية” وتقدمها سلمى الطنطاوي، يتعلم المؤثرون المشاركون في الجلسة أبرز الوسائل للاستفادة من هذه المنصة في توسيع قاعدة جمهورهم وتطوير علامتهم التجارية، كما يتعرف المشاركون على أهم توجهات المحتوى المرئي ويستكشفون فرص التعاون مع “لينكدإن” للظهور على المنصة.
وتستعرض “سناب شات” قصص النجاح الملهمة للمؤثرين ورحلتهم التي حققوا خلالها النجاح، وتبرز أهم الإنجازات التي قادتهم إلى نجاح وازدهار أعمالهم، وتكشف المنصة خلال مشاركتها في نقاشات قمة المليار متابع أسرار نجاح صناع المحتوى والمؤثرين وتشارك قصصهم مع جمهور كبير من المهتمين والحضور.وام