لجريدة عمان:
2024-08-28@19:31:53 GMT

«مشاهير الغفلة».. والقاعدة الذهبية

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

هذا الكم الهائل من الغثاء الهلامي الذي يملأ الآذان والعيون في منصات التواصل الاجتماعي.. كيف أصبح «مشهورًا» رغم تفاهته؟.. كيف يتقبله الناس، بل ويتابعونه رغم معرفتهم المسبقة بسفاهته وضحالة محتواه؟..

ففي الوقت الذي ينتقد فيه الكثيرون معظم شخصيات التواصل الاجتماعي، تراهم يتابعونها، ويحرصون على تتبع أخبارها، ويومياتها، بل ويضيعون ساعات متتالية وهم مشدودون إلى شاشات الحاسوب، يعلقون، ويتفاعلون، أو يتابعون بصمت أحيانًا، وفي الجانب الآخر تظهر تلك «الشخصية الكرتونية» وهي تذيع أسرار بيتها، أو تشتم غريمها، أو تأكل، أو تشرب، أو ترد على «السنابات»، ولا شيء غير ذلك.

والحقيقة أن شخصيات التواصل الاجتماعي لا تحتاج إلى الكثير من الحيل، والذكاء لتجذب جمهورها، سواء من المراهقين أو اليافعين، فما على هذه الشخصيات إلا أن تتخلى عن كل أوراق التوت التي تغطيها، سواء الأعراف الاجتماعية، أو المبادئ والقيم الإسلامية، أو حتى الحشمة والوقار والأخلاق، وتتخلى عن خصوصيتها الشخصية، هذا كل شيء، فـ«المال لا يعرف الحياء»، ولا يحتاج إلا لشخصية أنانية، وصولية، تعرف كيف توظف مهاراتها، وبذاءاتها أحيانًا في تشكيل نمط معين، يهرع إليه المتابعون لكي يعرفوا أخباره، ويتابعون صولاته وجولاته التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم إلا ضياع الوقت للضحية «المتابع»، وجلب المال لمنتج المحتوى التافه، وكلما كنت تافهًا أكثر، زاد مالك أكثر.

المشكلة أن هذه الفضاءات لا رادع لها، ولا ضابط لمحتواها، فما دامت لا تمس السياسة، و«الخطوط العريضة» لثوابت المجتمع، فهي في منأى عن المساءلة، ولا تتحرك الجهات الرسمية لوقفها إلا في حال انتهاكها لخصوصية حكوماتها، أو المساس بالسياسة العامة للدولة، أما غير ذلك فيدخل في باب «الحرية الشخصية»، لذلك تجد أن كثيرًا من المنتسبين لوسائل التواصل الاجتماعي يتصرفون وفق هذه الحرية، مهما كان المحتوى مبتذلا، أو يسيء إلى المجتمع المحافظ بشكل غير مباشر.

وفي العالم العربي بشكل عام تتدخل السلطات المختصة لقمع المحتوى الجاد!! فهي تقوم باعتقال نشطاء الرأي، وأولئك الذين ينتقدون سياسات حكومات بلدانهم، أو الذين يطالبون بالإصلاح الاجتماعي في بلدانهم، ولا تسمح إلا بمساحات ضيقة جدًا ومحدودة. للتعبير عن الرأي، بينما تسمح لتلك السرطانات المتوغلة «التافهة» بأخذ كامل حريتها في الابتذال، وتدمير أخلاقيات وسلوكيات الشباب، وتشويه أعراف ومبادئ المجتمع، تحت باب «الحرية الشخصية»، لذلك يجد هؤلاء المتحكمون في المحتوى ضالتهم بعيدًا عن أيدي العدالة، بحجة ممارسة هذه «الحرية»، وهي المفردة التي يُساء استخدامها؛ فالحرية الفردية قد تتحول إلى إخلال عام بقيم المجتمع، وتتحول الممارسات الشخصية إلى ممارسات جماعية عادية، ويتحول الفعل غير المنضبط في المجتمع إلى سلوك اعتيادي ومألوف، لا يأنفه الناس، ولا ينكرونه، وبذلك تختل المنظومة الاجتماعية ككل، وتهتز المعايير الأخلاقية في أعين وعقول الشباب.

يقول أحد المختصين في مجال وسائل التواصل الاجتماعي: «هذا الزمن، هو أنسب وقت لجمع المال، فبمجرد الجلوس أمام الحاسوب، وبث خصوصياتك «لايف» على الهواء، يدخل المال عليك من كل جانب، فقط تخلى عن سلوكك المحافظ».. هذه النصيحة أو الرؤية التي يراها هذا المختص تعكس بشكل كامل ما يحدث في عالم «الميديا» حيث يتحول الخاص إلى عام، وتتداخل حياتك مع حياة الآخرين، وتصبح مكشوفًا أمام الجميع، يقول أحدهم: «إذا أردت أن تصبح مشهورًا، فقف عاريًا في مجتمع محافظ»، وهذه هي القاعدة الذهبية لـ«مشاهير الغفلة» الذين يجذبون خلفهم آلاف المراهقين الباحثين عن المال والشهرة، حتى ولو دفعوا في سبيل ذلك كرامتهم وأراقوا ماء وجوههم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التواصل الاجتماعی

إقرأ أيضاً:

اعتقال مؤسس تلغرام في فرنسا يُشعل التواصل الاجتماعي.. ما القصة؟

لا يزال اعتقال بافيل دوروف، وهو مؤسس تطبيق "تلغرام"، في فرنسا، الاثنين، كجزء ممّا وُصف بكونه "تحقيق في جرائم تتعلّق باستغلال الأطفال في مواد إباحية والاتجار بالمخدرات ومعاملات احتيالية على المنصة"؛ يثير عدّة ردود فعل ويُشعل النقاش بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة فيما يرتبط بالخصوصية على التطبيق.

وفيما قال عدد من المُتابعين، إن اعتقال دوروف، في فرنسا، أتى جراء "متابعة سياسية"، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنّ "الخطوة اتّخذت في إطار تحقيق قضائي جار، وليست قرارًا سياسيًا. الأمر متروك للقضاة".
???????? وجهت #فرنسا 12 تهمة جنائية إلى مؤسس تطبيق #تلغرام بافيل دوروف، منها استغلال الأطفال جنسيا وبيع المخدرات والاحتيال وأنشطة إجرامية أخرى. pic.twitter.com/rLqUNAgBYI — صــــــــلاح (@mafihachk) August 26, 2024
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الفرنسية، الأربعاء، عن تمديد توقيف دوروف الذي اعتُقل في مطار لو بورجيه الفرنسي، السبت الماضي؛ فيما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، أنّها تتابع من كثب قضية مواطنها دوروف، مشيرة إلى أنّها تقدّمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل.

ما القصّة؟ 
"تلغرام يجب أن يظل منصّة محايدة وليس لاعبًا في الجغرافيا السياسية" هكذا قال الملياردير الروسي دوروف، ذو 39 عاما، والحامل الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، في نيسان/ أبريل الماضي، مبرزا أنّ بعض الحكومات سعت إلى الضغط عليه. 

كلمات دوروف، الذي يقيم حاليًا في دبي، حيث يتواجد المقرّ الرئيسي لمنصة "تلغرام"، أتت عقب ما يوصف بـ"تاريخ طويل في مواجهته السلطات الحكومية"، حيث إنّه غادر روسيا عام 2014، جرّاء رفضه الامتثال لمطالب الحكومة الروسية بخصوص منصّته السابقة "في كيه".

بخصوص الاعتقال الجاري الآن، لم يكشف تطبيق "تلغرام" أي تفاصيل، غير أنّه قال إنّ "الشركة تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي"، وإنّ إدارتها "ضمن معايير الصناعة وتتحسن باستمرار".

وأوضح التطبيق، عبر بيان: "ليس لدى الرئيس التنفيذي لشركة تلغرام بافيل دوروف ما يخفيه وهو يسافر كثيرا في أوروبا؛ ومن غير المنطقي الادعاء أنّ منصة أو مالكها مسؤولان عن إساءة استخدام هذه المنصة".


وبحسب المدعية العامة في باريس، لوري بيكو، فإن دوروف اعتُقل كجزء من تحقيق مع شخص لم يتم الكشف عن اسمه، بدأته وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمكتب المدعي العام في الثامن من يوليو/ تموز الماضي.

وأضافت المدعية العامة، في بيان، إنّ "التحقيق يتعلّق بالاشتباه في الضلوع في جرائم مختلفة تتضمّن إدارة منصّة على الإنترنت تسمح بمعاملات غير مشروعة، والتواطؤ في جرائم والجريمة المنظّمة على المنصّة (الاتجار بالمخدرات، والمواد الإباحية المتّصلة بالأطفال، والاحتيال وغسل الأموال في إطار مجموعة منظمة)".

كذلك، "توفير خدمات التشفير التي تهدف إلى ضمان السرية من دون إعلان يضمن توافق الخدمات مع التشريعات، فضلًا عن رفض تقديم معلومات إلى السلطات" وفقا لبيان لمدعية العامة في باريس.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، الاثنين: "لا نعرف حتى الآن ما هو الاتهام الذي يُواجهه دوروف تحديدًا؟ وما الاتهامات التي يحاولون إدانة دوروف بها تحديدًا؟ ومن دون معرفة الاتهام، ربما يكون من الخطأ الإدلاء بأي تصريحات".

تفاعل مُتسارع
منذ اللحظات الأولى من اعتقال دوروف في مطار لو بورجيه، السبت الماضي، بعد وصوله من أذربيجان. كثُر النقاش وتسارع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص التطبيق، الذي بات يعتبره الكثيرون "المنصة الأكثر أمانا في التواصل، لحدود اللحظة"، فيما سلّط الإعلام العالمي الضوء على كافة زوايا هذا الاعتقال.

وسعى دوروف، منذ إطلاق تطبيق "تلغرام" خلال عام 2013، وجعله رمزا للخصوصية والحرية، متميزا عن منافسيه مثل "فيسبوك" و"غوغل" عبر رفضه تسليم بيانات المستخدمين أو بيعها. حيث أدّت هذه الاستراتيجية إلى جذب مئات الملايين المستخدمين حول العالم، ليصل عدد المستخدمين إلى 950 مليون مستخدم، خلال عام 2024. ومع اعتقال مؤسس التطبيق تسلّل الخوف تعالت الاستفسارات بخصوص مصيره. 
بعد اعتـ ـقال دوروف.. ارتفاع شعبية "تلغرام" في فرنسا والولايات المتحدة.

After Durov's arrest, the popularity of "Telegram" rises in France and the United States.

Après l'arrestation de Durov, la popularité de "Telegram" augmente en France et aux États-Unis. pic.twitter.com/y74EAvFY1v — الندى نيوز (@alnadanews) August 27, 2024
وفي السياق نفسه، قال فلاديمير زيكوف، وهو مدير رابطة المستخدمين المحترفين للشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، "لن يغلق تطبيق تلغرام". فيما قالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، عبر تقرير لها، إن "الاعتقال يتعلق بإسكات المعارضة والتحكّم في المعلومات. إنهم يريدون تحويل الإنترنت إلى مجسات أخرى لآلة الدعاية الخاصة بهم. نرى كيف يتم الاعتداء على حرية التعبير أمام أعيننا".

بدورها، أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن "اعتقال دوروف يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي أن يكون رؤساء التكنولوجيا مسؤولين عن المحتوى الموجود على منصاتهم"، مبرزة أن "المنظمين في الاتحاد الأوروبي كثّفوا التدقيق على عمالقة التكنولوجيا، فيما استندوا إلى سلسلة من القوانين الجديدة المصممة لكبح جماحهم".

وأشار موقع "أكسيوس" الأمريكي، إلى أن الاعتقال "مرتبط بسياسات "تلغرام" الأكثر مرونة للإشراف على المحتوى، وعدم رغبة الشركة في التعاون مع سلطات إنفاذ القانون، وأن الاعتقال أثار تساؤلات حول مخاطر المسؤولية التي يواجهها المسؤولون التنفيذيون في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المحتوى الذي يشاركه المستخدمون على منصاتهم".

ووصفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اعتقال دوروف بـ"الخطوة المفاجئة"، موضّحة أنها "أدت إلى تصعيد الجدل العالمي حول حرية التعبير وإثارة التوترات مع موسكو"، مردفة أن "السلطات الفرنسية تحقق فيما إذا كانت إخفاقات "تلغرام" قد ساعدت في تسهيل الأنشطة غير القانونية بما في ذلك الإرهاب وتجارة المخدرات وغسل الأموال والاحتيال واستغلال الأطفال".

أما الصحيفة الفرنسية "تي في 1" فقد قالت إن "مذكرة الاعتقال صدرت بحق دوروف، 39 عاما، بناء على مزاعم تشير إلى أن منصته استخدمت لغسيل أموال واتجار بالمخدرات والسماح بمشاركة محتوى مرتبط بالاستغلال الجنسي للقصر".


إلى ذلك، فرنسا، ليست الدولة الوحيدة التي انتقدت تطبيق "تلغرام"، فقد سبق وأن قامت دول مثل إيران، روسيا، إسبانيا، والبرازيل، بعدّة محاولات رامية لحظر التطبيق أو تقييد نشاطه، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي أو حقوق الملكية الفكرية. 

وعلى مستوى الدول العربية، كانت الحكومة العراقية، قد قرّرت فرض حظر شامل على استخدام التطبيق في البلاد، بمبرّر حماية الأمن القومي وسلامة المواطنين. فيما أوضحت وزارة الاتصالات العراقية أن "الحظر جاء نتيجة لعدم استجابة تلغرام لطلبات حكومية بحظر قنوات تنشر بيانات شخصية ورسمية لمواطنين عراقيين".

مقالات مشابهة

  • إلهام شاهين تكشف لـ «الأسبوع» تفاصيل فيديو الصلاة أثناء التصوير
  • جريمة قتل طفل يعاني من التوحد تثير غضبا واسعا بالعراق
  • قرار جديد في محاكمة البلوجر هدير عاطف وطليقها
  • اعتقال مؤسس تليغرام في فرنسا يُشعل التواصل الاجتماعي.. ما القصة؟
  • فيلم OZI: VOICE OF THE FOREST في دور العرض المصرية
  • اعتقال مؤسس تلغرام في فرنسا يُشعل التواصل الاجتماعي.. ما القصة؟
  • بعد قليل.. محاكمة البلوجر هدير عاطف وطليقها
  • هل زيادة متابعين تيك توك وإنستقرام تعزز نجاحك على منصات التواصل الاجتماعي؟
  • في 2024.. جيل Z يولد من الاحتجاجات
  • حرب الشائعات.. والوعي المطلوب