لجريدة عمان:
2024-12-26@15:26:04 GMT

لماذا «يجب ألا تنتصر غزة»!؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

عزيزي القارئ الأصيل، قبل أن تتعجل بلومي!! هيا نستقرئ الوقائع والأحداث لنكتشف إجابة هذا السؤال. قد يبدو الأمر مثيرا للسخرية والسخط على السواء، لكنني أتحدث هنا من منظور العدو لا من منظوري الذاتي، فغزة بأهلها قبل مقاوميها تمثل غصّة حقيقية في حلق كل الطغاة على السواء، ولكننا يجب أن نفنّد الأمور واحدا واحدا.

مثّلت غزة على مر السنين والحقب شوكة في حلق المشروع الاستيطاني، فلم يتمكن الصهاينة منذ بداية مشروعهم في «تدجين» غزة كما فعلوا ببقية المناطق التي أمِن فيها أهلها المحتلَّ وعايشوه طوعا أو كرها، ثم غدر بهم.

إن القضية الفلسطينية قضية شعب قبل أن تكون قضية حزب أو حكومة، وقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل تفاوتت فيها بين المرارة والأسى، والعزة والفخر؛ ولكن المنعطف الخطير كان في اتفاقية أوسلو التي مثلت الرّسنَ الذي قبلت به جماعة ياسر عرفات حينها ولفّته حول رقبة الشعب الفلسطيني -والقضية ذاتها بالضرورة- حتى اليوم، فأضحى دور السلطة الفلسطينية الدفاع عن المستوطنين الصهاينة والوقوف في وجه أصحاب الأرض الفعليين! في مشهد يبدو خياليا ولا يمت للواقع بصلة.

«في حالة الصراع العربي الإسرائيلي مثلا، وقفت الولايات المتحدة -وحدها عمليا- ولسنوات طويلة لمنع أي عمليّة سلمية تفي بالحقوق الوطنية الفلسطينية.. يكون الفلسطينيون «نفعيين» إن هم قبلوا بحقيقة أن الولايات المتحدة هي من يضع القواعد؛ ليس لهم حقوق وطنية؛ لأن هذا ما قضت به واشنطن، وعليهم أن يقبلوا «حكما ذاتيا على غرار معسكرات أسرى الحرب» كما وصفه الصحفي الإسرائيلي داني روبنشتاين، حكما ذاتيا يستطيعون في ظله «أن يجمعوا الزبالة» على الأراضي المخصصة لهم، والتي لم تستول عليها إسرائيل، «طالما لا تحوي الزبالة علب صفيح تحمل ألوان العلم الفلسطيني»، كما يضيف أحد أنصار الحريات المدنية البارزين في إسرائيل. أما تعبير «العملية السلمية» فهو واحد آخر من التعابير السياسية التي تشير إلى ما تفعله الولايات المتحدة مهما يكن، بما في ذلك منع السلمية ذاتها، كما في هذه الحالة وحالات كثيرة غيرها. من كتاب «سنة 501 الغزو مستمر»، لنعوم تشومسكي.

أهل غزة بشر كغيرهم، يشعرون بمآسي الاحتلال، وليس من الحق في شيء أن يظن أحد بأنهم سعداء بموتهم تحت ركام منازلهم أو بشظايا الاحتلال وقنابله الحارقة؛ ولكن هذا لا يعني أنهم يقبلون بالاحتلال أيضا ويداهنونه. فهم يتمنون أن تنتهي عملية الإبادة الممنهجة ضدهم، ويتمنون لو يُتاح لهم الهرب من هذا الجحيم؛ لكنهم لا يقبلون أن يكونوا ألعوبة بيد الاحتلال فيسلموه قادتهم أو يكونوا جواسيس عنده، فضلا عن عار الخيانة في الأساس، لا يمكن لأحد قُتِلَ أبواه أو إخوته أمام عينيه أن يمد يده لقاتلهم!. لماذا أتحدث عن هذه البديهيات؟ لأن هنالك أصواتا تطلب من أهل غزة أن لا يستسلموا وأن يصمدوا ويصبروا في وجه الإبادة، وهو طلب نبيل نعم؛ لكن معناه الضمني أنهم يجب أن ينتظروا الشهادة ولا يتمنوا انتهاء الحرب!. وهي حماقة حقيقية، فأهل غزة بشر عاديون طبيعيون يحبون الحياة ويقاتلون للبقاء على قيدها، ومن السهل بمكان أن يطلب إنسان متكئ على أريكته الوثيرة أو وهو يحتسي قهوته الفاخرة من الجائع الذي يتمنى أن يجد ورق الشجر ليأكله! من السهل أن يطلب منه الصبر، لكن لا يمكن لهذا السائل أن يتخيل نفسه في مكان الجائع الهارب من الموت والحر والجوع والعطش والكلاب الضالة؛ فما أسهل أن يخبرك أحدهم بما يجب أن تفعله وهو لا يستطيع مجرد تخيّل ما يحصل على أرض الواقع.

بفضل التكنولوجيا الحديثة والإعلام الحر، لم تعد الرواية الصحيحة هي ما تتناقله وسائل الإعلام، والتي لا تنطق إلا بما يفيد ممولها الرئيس؛ بل أضحت الحقيقة متاحة للجمهور من خلال الدفق المعلوماتي الحر؛ لأجل هذا كله، كانت الخسارة مضاعفة على الاحتلال وأبيه الروحي؛ فأن يندثر عمل عقود طويلة من الشر المطلق في استباحة الدماء والأراضي وترويج هذه الاستباحة برواية صهيونية تدّعي مظلومية الظالم في مواجهة وحشية «مغتصبي الأراضي، كارهي اليهود، الإرهابيين» -كما تروّج البروباغاندا الاستعمارية- لهي خسارة كبيرة. فكل المشروعات الاستيطانية تمتد قوتها واستمراريتها من شريان وسيط، لا من ذاتها؛ فكيف يستمر المشروع الاستيطاني بعدما تحولت غزة إلى فكرة تلهم شعوب العالم الراسنة تحت نير العبودية للقوى المتعطشة للدماء والثروات؟ فلم تعد لعبارات «نشر الديمقراطية» و«المُثُل العُليا» و«التقدم والحريات» معنى حين تتفوه بها دولة عظمى تصوّب سلاحها في وجه أمة من العالم الثالث أقصى ما يحلم به أهلها هو متنفس من الحياة الكريمة.

ومع الطفرة الهائلة في الإعلام الرقمي، أضحت شعوب العالم تدرك أن هنالك دولا متنمرة تستقوي على الضعيف لتبتز الجبناء، تماما كما يفعل المتنمرون في المدرسة؛ وأن دوام استنزاف الثروات لأجل هذا المتنمر الفاسد يكون بضعف المُتَنَمَّرِ عليه وجُبنه، رغم أن انفتاح العالم وتعدد الأقطاب فيه صار واقعا حقيقيا -وإن كان ربابنة السلاح- لا يروق لهم هذا الواقع الجديد، وفق المقاسات الإمبريالية لحرية التعبير والإرهاب الذي صار مرتبطا بكل ما هو عربي أولا، وإسلامي ثانيا؛ في تدليس واضح ومستمر لقافلة الأدلجة الواهية.

وإجابة عن سؤال لماذا لا يجب أن تنتصر غزة؟ كي لا تكون مثالا يُحتذى لشعوب العالم المظلومة والمنهوبة على السواء. وأينما أراد شعب أن يؤمِّمَ ثرواته؛ جاءت طائرات الـ F-16 وألقت عليه قنابلها الديمقراطية مبدئيا، قبل أن تطلق عليه غيرها من الأسلحة الأكثر فاعلية وأثرا لنشر الديمقراطية والحرية. و«القول بوجود ما هو أكثر من الصدفة في التلازم بين الاستقلال والتطور يأتي من النظر إلى أوروبا الغربية، حيث سلكت الأجزاء التي استُعمرت فيها دروبا أشبه ما تكون بدروب العالم الثالث. تقدّم إيرلندا مثالا بارزا على ذلك، فقد غُزيت أولا ثم مُنعت من التطور باستخدام مبادئ «التجارة الحرة» التي تطبق انتقائيا لتضمن تبعية الجنوب. يسمّونها اليوم «الإصلاحات الهيكلية»، و«الليبرالية الجديدة»، أو «مُثُلُنا النبيلة» التي -بكل تأكيد- نحن منها مُستَثنَون». ويُضيف تشومسكي في عالم ينادي بالمساواة، وحق الإنسان في الحياة الكريمة ؛ تتبّدى يوما بعد يوم بصورة أوضح أن هذه المُثُل حكرٌ على الدول الأوروبية وأمريكا، وأن بقية العالم ليست سوى مادة تنتفع بها هذه الدول -العظمى- وهو ما يذهب إليه تشومسكي -اليهودي الأمريكي - الذي نشر كتابه للمرة الأولى عام 1996م بقوله: «إن الدعم المقدم لمصر وإسرائيل وتركيا، وهي الدول الأكثر تلقيا للمعونة الأمريكية في السنوات الأخيرة، يجد دوافعه في الدور الذي تلعبه هذه الدول في المحافظة على الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط بما يملكه من احتياطات الطاقة الهائلة». وتدعو روسيا اليوم -بعد أن اكتوت بنيران الغرب- إلى عالم متعدد الأقطاب، وتحذّر من أن القطب الأوحد الذي يدين له الجميع بالانحناء وبكل شيء تقريبا، هو الدمار المحدق بالعالم؛ وهو أمر صحيح فعلا، لكن هل سيكون تعدد الأقطاب خيرا على العالم؟ أم سيستمر انتهاك القوي للضعيف رغم هذا التعدد؟.. لا أحد يعلم يقينا، لكنّ ما يتفق عليه الناس الطبيعيون -عدا السياسيين والمنتفعين اقتصاديا- أن ما يحدث من قتل وتجويع وتشريد في شتى أنحاء العالم، هو ظُلم لا يُطاق ولا ينبغي أن يكون بغضّ النظر عن دين وعِرق وجنس المقهورين في هذا العالم.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى

داخل قرية لا يتأتى اسمها على مسمع الكثير من أبناء الوطن ، كان يسكن كاتبنا رحمه الله ، منزلا صغيرا تخيره بعيدا عن العمار متوسطا جسرا يمر على شريط القطار وارضا زراعية على يساره ،مع اختين لم يتزوجا وكأنهما صاحبوا جميعا الوحدة والعزلة ،وكنت أنا الشاهد على هذا اللقاء الذي مر عليه عقدان ونصف من الزمن ، إذ ذهبت قاصدا تلك القرية "شبشير الحصة " محاولا البحث عنه بسبب تغيبه عن حضور جلسات نادي الأدب بقصر ثقافة طنطا .وقد سولت لي نفسي أني بمجرد السؤال عن اسم كاتبنا سيدلني أول شخص ألتقيه،لكن الواقع كان مناقضا لما ظننت وتوهمت ،فلم يكن أحدا من أهل القرية يعرفه أو يسمع عنه ،دلني بعض الأهالي على شخص يعمل في صحيفة ورقية تهتم بحوادث المحافظة ،قالوا أن هذا هو الكاتب الأشهر في بلدتنا ...ولم نسمع عن كاتب اسمه سعد الدين حسن .

كانت نهاية التسعينيات ومطلع الألفية هي الرواج الفعلي للثقافة داخل الأقاليم التي تبعد عن العاصمة ،فكانت نوادي الأدب هي المقصد الأهم لكل من يبحث عن ري لموهبة الكتابة الإبداعية بمختلف مجالاتها ،شعرية أو نثرية ،حيث كانت هذه الفترة هي الأكثر خصوبة للقصة القصيرة وكتابات أجيال جديدة تعبر عن هموم قضايا لم يكن يحملها كتاب الستينيات أو السبعينيات أو الثمانيينيات ،لم تكن أجهزة الجوال قد ظهرت بعد ولم يكن هناك ثمة عوالم افتراضية لنشر الإبداع الشبابي ،فكانت نوافذ الإبداع التي تفتح لمن هم في مثل حالتي هي نوادي الأدب بقصور الثقافة داخل المحافظات في ربوع الوطن .وحيث كان مقعده مبتعدا أيضا عن الجموع التي تستقبل المنصة والصدارة وجالسا في ركن يجاوره شاب قد أتى لأول مرة ،كان يجلس كاتبنا راهب القصة المصرية القصيرة سعد الدين حسن ،متواضع في جلسته ،مقل في حديثه ،يتدافع الجميع للإدلاء بأرائهم بينما هو يظل صامتا لأن تنتهي الندوة ثم يرحل منصرفا في صمت ،وعقب الندوة تجد الجالسين على المنصة يتدافعون لمصافحته فكانت هذه هي النبضة الأولى بداخلي للتساؤل عن هذا الرجل ،من هذا الرجل .....؟ فكان الجواب من الشاعر طارق بركة :"ده الأستاذ الكبير سعد الدين حسن ،وكان صديق نجيب محفوظ ،وتربطه صلة كبيرة بالوزير فاروق حسني " ..وربما لأمر بساطة مظهر الكاتب ظننت أن الشاعر طارق بركة بالغ في الأمر ونسيت أن بعض الظن إثم .

ودفعني تواضع الرجل للتقرب منه لمحاولة فهمه وايجاد اسباب ترفعه وابتعاده عن الوسط ،مقلا لا زال في حديثه يأتي اسبوع ثم يتغيب عدة أشهر ،لأواصل البحث عنه لعلي أرضى شغف فضولي واكتشافه ،ثم كان اللقاء فطلب مني ان نلتقي صبيحة اليوم الثاني بمقهى بسيط في شارع البورصة بمدينة طنطا ..

مقهى بسيط ، يتعاملون مع الكاتب كونه شخصا وافدا من عالم آخر ، اقتربت من منضدته وكانت الساعة لم تقر بالعاشرة بعد من صباح هذا اليوم ،كان بيده كتاب الفتوحات المكية وقد تلصصت على الكتاب من عنوانه الذي كان باديا جليا . سحبت مقعدا وفي يدي عملي الأدبي الذي سيعرض على الكاتب ، وإذ بصاحب المقهي يأتي مسرعا لكاتبنا ويتحدث بلهجة متعثرة :"يا أستاذ تلفون لسعادتك بيوقولوا مكتب وزير الثقافة ..." قام كاتبنا في فتور ، متوجها لموضع الهاتف ليرد ، وإذ بصاحب المقهي يسألني هو مين الأستاذ :"فأجابته انه كاتب كبير زي يوسف ادريس ونجيب محفوظ لكنه متواضع بزيادة "..عاد كاتبنا ،فسألته ،هل الأمور خير :فأجاب مافيش كان فيه ميعاد بس اعتذرت عنه ..فسألته ميعاد مهم ؟...قالي وزير الثقافة فاروق حسني ..فكانت اجابته كفيلة بصمتي .

بضعة أشهر مرت على رحيل الكاتب سعد الدين حسن رحمه الله ،الكاتب الذي دون الوزير فاروق حسني في خانة المهنة لديه "كاتب قصة قصيرة " وكان يعتز ويخلص لهذا الفن الأدبي لم يحد عنه ولم يتخطاه أو يتعداه لكتابة الرواية إلا محاولة واحدة من اصدارات اتحاد الكتاب بل كانت كتابته أشبه بقصاصات متوسطة الحجم تحمل لغة شاعرية ،الامر الذي دفع الأستاذ الدكتور أسامة البحيري رئيس قسم اللغة العربية بآداب طنطا لأن يبادر ويشجع باحثا لعمل أطروحة للماجستير تتولى وتكشف عن ابداع سعد الدين حسن .

الندوة التي أقامها فرع اتحاد الكتاب بالغربية لتأبين سعد الدين حسن ،جمعت رفاقه الذين كانوا بصحبته ،الكاتب محمد حمزة العزوني ،الذي تحدث عن كاتبنا الراحل موضحا أنه كان مكتفيا بوظيفة كاتب القصة القصيرة ، ورغم محاولات الوزير فاروق حسني في توظيفه بأكثر من إصدار ينتمي لوزارة الثقافة ليكفل قوت يومه ، كان سعد رحمه الله يتحجج ولا يستمر إلا شهرين ثم يعتذر ، عائدا إلى بيته غير مخالط لأحد ولا يتحدث مع أحد .

بينما أوضح الشاعر طارق بركة أن سعدا كان مقربا له متداخلا معه في مشكلاته الروحية والحياتية ،فهو الدرويش سعد الدين حسن وهو الزاهد سعد الدين حسن الذي كانت كرامته وكبريائه فوق رأسه ، لدرجة أنه طلب من الشاعر أن يشيع إشاعة أن سعد الدين حسن قد ورث إرثا ماليا كبيرا حتى لا يعرض أحد مساعدة مادية عليه تخدش من كرامته أو تنال من اعتزازه بنفسه ، فلم يكن سعد يتاجر بصدافته لوزير الثقافة السابق بل كان يتأخر عن المنصة ويقدم غيره ، كان متيما بكتابات كبار المتصوفة وربما كان واحدا منهم دون أن نعلم .

وهو بتعبير الناقد صبري قنديل حالة الكاتب الذي يمسك بعين القاريء لا يتركها حتى ينتهي مما يكتب سعد الدين حسن ، فعلي الرغم من صداقته وعلاقته الطيبة بالكاتب الراحل يحيي الطاهر عبد الله إلا أن سعد الدين حسن كان ينتمي لمدرسة القصة التلغرافية وموسيقى الفظ التي تظن لوهلة أنك امام قصيدة نثر لا قصة قصيرة من عذوبة ما يكتب سعد الدين حسن .

مقالات مشابهة

  • سعد الدين حسن .. الكاتب الذي حادثه الوزير على تليفون المقهى
  • أبرز أحداث عام 2024 التي شغلت العالم
  • أردوغان يستقبل جنبلاط في أنقرة.. ما الحديث الذي دار بينهما؟
  • ما الذي يكشفه طعن نجيب محفوظ عن السلطة في مصر ؟
  • صخر الشارخ.. قصة العربي الذي جعل الحواسيب تتحدث بالعربية
  • الكويت تنتصر على الامارات بفوز تاريخي في خليجي 26
  • حلم بوتين الذي تحول إلى كابوس
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • من هو كمال عدوان الذي سُمي مستشفى غزة باسمه؟
  • سلة الزمالك تنتصر على سبورتنج بنتيجة 71-63 لتحديد المركز الثالث لدوري المرتبط