أيًا ما كان حجم ما نمر به اليوم من مشكلات، فإن أحدًا لم يقل –ولن يقول– مثلا: «ولا يوم من أيام الإخوان». قد يقولها البعض عندما يتذكرون أيام الرئيس السابق مبارك فى لحظة من لحظات الضيق، وعدم القدرة على مواجهة المتغيرات الحياتية العاصفة. فعل الخروج الجماعى المدهش ضد هذه الجماعة فكرة لم يهتز يقينها عند الناس حتى اليوم.
-حلف الثلاثين من يونيو قام بالأساس لإنقاذ مصر من حكم الإخوان. الشعب لم يتحمل وجودهم فى الحكم أكثر من عام. الخروج الجماعى عليهم أمس واليوم وغدًا لا نقاش فيه، لأن وجودهم يشرخ جوهر الشخصية المصرية. هذا ما يملكه المصريون فى وعيهم عن أيام الكارثة.. لكن السؤال الذى لا أمّلُ من طرحه: ما الذى تملكه الدولة من وسائل لمنع الإخوان من الوثوب إلى السلطة مرة اخرى؟ ما الذى تمتلكه الدولة السلطة من أدوات تقاوم هذه الفكرة التى يروج أنصارها لها بأنها فكرة لا تموت! هل هى كذلك فعلا؟ ولماذا لم تؤد مثل الحشاشين وسائر الحركات التى باتت تراثا مجرد تراث!
ظني -وبعضه ليس إثما- أننا لدينا أسباب لذلك.. من هى الشخصية أو الشخصيات التى أوكلنا اليها ملف الإخوان؟ الملف فى جهاز الأمن والمخابرات وهذا فيه اعتقال وملاحقة ومواجهة النار والرصاص بمثله إن حدث، لكن ماذا عن الدسائس والمؤمرات والفتن؟ ماذا فعلت الدولة لتفنيد الفكر الإخوانى وفساده.. ماذا فعلت لمنع وصوله إلى عناصر جديدة فى الزوايا والنجوع والعزب والكفور، اذا افترضنا جدلًا أن القاهرة باتت عصية! هل هى كذلك؟ لقد اكتشفنا يومًا أن هناك ساسة واقتصاديين وبرلمانيين وأدباء ومبدعين مثقفين كانوا مناصرين للإخوان، ولا يزالون يرونهم فصيلا وطنيًا! هناك من كتب ووصف مُنَظِّر الاخوان فى العصر الحديث سيد قطب بـ«الشهيد المناضل» !هل نستعيد وحيد حامد من قبره ليرد على هذا الوصف الكاذب؟هذا ادعاء فاجر ورد فى كتاب أصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب فى ٢٠١٢.. رواية بعنوان «أشواك» صدرت مجاملة للإخوان ليقدم بها بعضهم وجها جميلًا للرجل القبيح، الموصوم بالعنف والتطرف، وهو مُنَظِر الجماعة المعتمد، ولعل المستشار ثروت الخرباوى يستطيع أن يلقى الضوء عليه وعلى أدواره البغيضة أكثر منى؟ السؤال هو: أين ثروت الخرباوى من الإعلام؟ القادر على فضح الاخوان وتاريخهم منع من الظهور فى التليفزيون، وتم «دشت» كتبه التى فضحت فكر وأسلوب الجماعة، فقد كان يتعاقد عليها مع الهيئة، ثم يفاجأ بأن منافذ البيع فى الهيئة لا تعرضها بمنافذها!!
لم يفتح أحد تحقيقًا فى واقعة صدور «رواية أشواك» عن الهيئة العامة للكتاب.. ومن الذى قدم لها وكتب لها المقدمة، ومن الذى وافق على طبعها ونشرها بأموالنا نحن المصريين دافعى الضرائب؟ ابسط الأمور أن نحقق فى الأمر، وأن يعرف شعبنا الحقيقة، وأن يقدم الذين ارتكبوا هذه الجريمة –وغيرهم– اعتذارًا للشعب المصرى، لأنهم بدلًا من أن يقدموا له خدمة ثقافية مستنيرة، إذا بهم يقدمون له مجرمًا ارهابيًا فى ثياب أديب أو مثقف!! لا نقول إنهم مثله، وإن كان من كتب المقدمة خلع عليه وصفًا لا يغتفر: «الشهيد المناضل سيد قطب».. ربما الأمر بالنسبة له لم يكن أكثر فرصة لقبض المال! يتبع
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكم الإخوان
إقرأ أيضاً:
إصلاحات خط همايوني.. محاولة إنقاذ الدولة العثمانية من الانهيار.. ماذا حدث؟
في مثل ذلك اليوم عام 1856، أصدرت الدولة العثمانية ما عرف بـ “فرمان الإصلاحات” أو “خط همايوني”، وهو مرسوم مهم يحمل تأثيرًا بالغًا على تاريخ الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر. تم إصدار هذا الفرمان تحت حكم السلطان عبد المجيد الأول، وكان بمثابة استجابة للتحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها الإمبراطورية العثمانية في تلك الفترة.
أسباب الإصلاحاتفي ظل تهديدات القوى الأوروبية، كانت الدولة العثمانية بحاجة ملحة إلى إعادة هيكلة النظام الإداري والقانوني لتحسين قدرتها على المنافسة. كما كان هناك رغبة في التخفيف من مشاعر التمرد داخل بعض الأقاليم، خاصة بعد سلسلة من الثورات التي قامت بها الأقليات المسيحية في الدولة. كما كانت القوى الغربية، وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا، تضغط على الدولة العثمانية من أجل إجراء إصلاحات تعزز من حقوق الأقليات وتحد من نفوذ النظام السلطاني التقليدي.
محتوى الإصلاحاتتضمنت إصلاحات خط همايوني العديد من البنود التي تهدف إلى تحديث نظام الدولة العثمانية وضمان حقوق مواطنيها. من أهم النقاط التي تضمنها:
1. المساواة أمام القانون: تم تأكيد حق جميع المواطنين العثمانيين في التمتع بالمساواة أمام القانون بغض النظر عن الدين أو الطائفة، مما كان خطوة هامة نحو تقليل التفرقة بين المسلمين والمسيحيين.
2. حرية الدين والمعتقد: كان الخطاب يشمل ضمان حرية الدين والمعتقد لجميع الأفراد داخل الدولة العثمانية، وهي خطوة كان لها تأثير كبير على الأقليات المسيحية في الإمبراطورية.
3. إصلاح النظام العسكري: شملت الإصلاحات تحسين وتحديث الجيش العثماني على النمط الغربي لضمان قدرته على مواجهة التهديدات الخارجية.
4. الإصلاحات الإدارية والقضائية: تم إنشاء محاكم مدنية جديدة، وكان الهدف هو تطوير النظام القضائي بحيث يكون أكثر عدلاً وأقل تأثراً بالتحيزات الطائفية.
ردود الفعل والتحدياتفي حين رحب البعض بالإصلاحات باعتبارها خطوة ضرورية نحو الحداثة، فإن هناك من اعتبرها تهديدًا للنفوذ التقليدي للنظام العثماني. واجهت السلطات مقاومة شديدة من بعض القوى التقليدية، مثل رجال الدين وأمراء الأقاليم الذين شعروا أن هذه الإصلاحات ستؤثر على سلطاتهم.
كما أن القوى الأوروبية التي كانت تدفع نحو الإصلاحات لم تكن دائمًا متعاطفة مع تطبيقها، حيث كان لديهم أجنداتهم الخاصة في الشرق الأوسط.
التأثيرات طويلة المدىعلى الرغم من أن العديد من هذه الإصلاحات لم تُنفَّذ بالكامل أو تعثرت في تطبيقها، إلا أن “خط همايوني” كان بداية لسلسلة من الإصلاحات التي تواصلت طوال القرن التاسع عشر، وكان له تأثير في تحديث العديد من جوانب الدولة العثمانية، بما في ذلك الإدارة والتعليم. كما أنه ساهم في تحفيز حركات الإصلاح داخل الإمبراطورية العثمانية التي استمرت حتى نهاية القرن.