بوابة الوفد:
2025-10-30@07:12:20 GMT

أزمة الطاقة ١_٢

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

أزمة الطاقة المستمرة فى مصر أصبحت قضية مُحرجة وغدت تطرح تحديات اقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة. وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها الحكومة لمعالجة الأزمة، إلا أن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائى وتوزيع الطاقة لا يزالان يؤثران على الداخل المصرى، ويعرضان اقتصادها لخسائر كبيرة ويقوضان من ثقة المجتمع.
ويظهر التأثير الاقتصادى المباشر لانقطاع التيار الكهربائى فى تعطيل الأنشطة الصناعية، فى ظل ما تواجهه المصانع من خطوط الإنتاج المتوقفة، وخاصة تلك الموجودة فى قطاعات مثل الأغذية والأدوية التى تعتمد بشكل كبير على التبريد.

هذا التوقف أصبح يعرض المصانع إلى خسائر كبيرة فى الإيرادات وتلف السلع وتدهور جودة المنتجات. ويتفاقم هذا الوضع بسبب حاجة القطاعات التجارية إلى استخدام مولدات الديزل المُكلفة، والتى لا تقتصر آثارها على زيادة التكاليف التشغيلية فقط، بل تساهم أيضًا فى التلوث البيئى. بالإضافة إلى كل ذلك، يعانى قطاع النقل أيضًا من تعطل إمدادات الوقود بسبب تأثره بانقطاعات الكهرباء، والذى ينعكس بدوره سلبًا على قطاعى التجارة والسياحة، ويُكلف الاقتصاد الكلى مليارات الدولارات سنويًا.
أما فى شكله غير المباشر، فإن أزمة الطاقة باتت تساهم فى تآكل ثقة المستثمرين، وإعاقة الاستثمار الأجنبى، وهما عنصران مغذيان للنمو الاقتصادى. وتشمل الآثار المتتالية لهذه الأزمة ارتفاع معدلات البطالة، وتراجع مستوى الخدمات العامة، وانخفاض النمو الاقتصادى. فعلى سبيل المثال، كان لانقطاع التيار الكهربائى لفترات طويلة تأثيرات شديدة على قطاع الرعاية الصحية، حيث تشير التقارير إلى أن المستشفيات أصبحت تُكافح من أجل تشغيل المعدات الأساسية أثناء انقطاع التيار الكهربائى، وأضحت أكثر عرضة لاضطرابات حرجة ومقلقة فى رعاية المرضى.
وقد نفذت الحكومة المصرية استراتيجيات قصيرة وطويلة المدى للتخفيف من حدة الأزمة. شملت هذه الاستراتيجيات فى مداها القصير زيادة واردات الوقود وتعزيز كفاءة شبكات توزيع الطاقة، بتخصيص 1.18 مليار دولار لاستيراد الغاز الطبيعى والديزل لمحطات الطاقة خلال صيف 2024، إلى جانب إطلاقها للحملات التوعوية للمحافظة على الطاقة خلال فترات الذروة. وشمل ذلك أيضًا فرض تعريفات أعلى على الاستهلاك المُفرط للطاقة لتشجيع الترشيد فى استخدام الطاقة.
أما استراتيجيات المدى الطويل، فتستهدف تأمين استدامة الطاقة من خلال تنويع مصادر الطاقة، والذى يتبين من التزام الحكومة بزيادة حصة الطاقة المتجددة فى مزيج الطاقة لديها. ويظهر ذلك فى الاستثمارات الموجهة فى مشاريع الطاقة النظيفة مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية، والذى يعد أحد أكبر المشاريع فى العالم. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير مزارع الرياح والاستثمارات فى تكنولوجيا الهيدروجين الأخضر يؤكد الالتزام الممنهج للدولة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى والاستفادة من الموارد الطبيعية. وبحسب الخطط الوطنية، فإن مصر تهدف لتوليد 42% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2035.
وعلى الرغم من كل الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات يجب معالجتها. فقد تبين أن الاعتماد على واردات الغاز يشكل تحديًا كبيرًا، كما يظهر من انخفاض الإمدادات بسبب التوترات الإقليمية وزيادة الطلب. هذا الانخفاض فى الإمدادات ساهم فى انقطاع التيار الكهربائى المتكرر فى عامى 2023 و2024، حيث واجهت محطات توليد الكهرباء نقصًا فى الوقود اللازم لتشغيل التوربينات، والذى أدى إلى تقليل إنتاج الكهرباء وزيادة الضغط على الشبكة.
بالإضافة إلى ذلك، أدى قرار الحكومة بتصدير الغاز الطبيعى لتوليد العملة الأجنبية، فى ظل النقص المحلى، إلى خلق توازن غير مستقر بين احتياجات الاستهلاك المحلى والتزامات التصدير. وازداد هذا الوضع تعقيدًا مع تنامى التوترات الجيوسياسية وتأثير تغير المناخ مما تسبب فى موجات الحر الشديدة، وزيادة الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد.
وللحديث بقية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أزمة الطاقة ١ ٢ الطاقة المستمرة مصر تحديات اقتصادية واجتماعية الانقطاعات المتكررة التیار الکهربائى

إقرأ أيضاً:

بعد ظلام لأيام.. محافظ الإسكندرية يوجه بحل أزمة الكهرباء بعزبة البحر

وجه الفريق أحمد خالد الأجهزة التنفيذية المعنية، لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي بعزبة البحر بريف المنتزه، والتي استمرت على مدار أربعة أيام متواصلة وتسببت في معاناة شديدة للأهالي، وذلك في استجابة فورية من الفريق أحمد خالد حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، للطلب الذي تقدم به الدكتور محمد حسين الحمامي، عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه.

ووجّه المحافظ بسرعة توفير مولد كهربائي لإضاءة العزبة بشكل مؤقت، على أن تبدأ الأعمال الميدانية صباح غدٍ الثلاثاء للانتهاء من معالجة المشكلة بشكل جذري وضمان استقرار واستدامة التيار الكهربائي في المنطقة.

وأعرب النائب محمد حسين الحمامي عن شكره وتقديره للفريق أحمد خالد محافظ الاسكندرية وشركة كهرباء الإسكندرية برئاسة المهندس إيهاب الفقي للاستجابة الفورية لمطالب المواطنين بعزبة البحر، مؤكدًا أن التنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يمثل الركيزة الأساسية لحل المشكلات وتحسين مستوى الخدمات العامة لأبناء الإسكندرية بوجه عام، والمنتزه بوجه خاص.

وقد التقى الدكتور محمد حسين الحمامي بعدد من أهالي عزبة البحر الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لجهود النائب في متابعة الأزمة وتدخله السريع لحلها، مؤكدين أن تحركاته المتواصلة مع الجهات التنفيذية كان لها دور كبير في إنهاء معاناتهم.

طباعة شارك الاسكندرية أحمد خالد عزبة البحر ريف المنتزه الكهرباء

مقالات مشابهة

  • وزير الكهرباء: إضافة 2500 ميجاوات سنويا من الطاقة الشمسية والرياح
  • وزير الكهرباء والطاقة المتجددة يبحث سبل تعزيز التعاون مع شركة هواوي
  • وزير الكهرباء يبحث مع هواوي التعاون في مشروعات تخزين الطاقة والتحول الرقمي
  • الكهرباء: التعاون مع هواوي في تخزين الطاقة والحلول الذكية للشبكات
  • الداخلية تحرر 111 مخالفة لمحال خالفت قرار الغلق ضمن خطة ترشيد الكهرباء
  • بعد ظلام لأيام.. محافظ الإسكندرية يوجه بحل أزمة الكهرباء بعزبة البحر
  • شركة الكهرباء الأردنية: قطع التيار ليس عقابًا
  • وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التعاون في مجالات كفاءة الطاقة
  • وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال العام يبحثان التوسع في استخدامات الطاقات المتجددة
  • وزيرا الكهرباء وقطاع الأعمال يبحثان التوسع فى استخدامات الطاقات المتجددة فى الصناعات كثيفة الاستهلاك