الإيموجي.. وجوه صفراء صغيرة أعادت تشكيل لغة التواصل في حياتنا
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
يصعب اليوم تخيل استخدامنا لوسائل التواصل الاجتماعي دون الرموز التعبيرية أو "الإيموجي"، التي تعبر عن مشاعرنا ومقاصدنا. رغم أنها ظهرت فقط في نهاية التسعينيات، أحدثت تلك الوجوه الصفراء الصغيرة ثورة في عالم الاتصالات، وأعادت تشكيل طرق التعبير عن الذات، وتركت بصمة عميقة على لغتنا.
ظهرت الرموز التعبيرية لأول مرة في أواخر التسعينيات على يد الياباني شيجيتاكا كوريتا، الذي عمل على تطوير منصة إنترنت محمولة مبكرة في اليابان.
أراد كوريتا تصميم واجهة جذابة تنقل المعلومات للمستخدمين بطريقة مختصرة من خلال مجموعة من الصور التعبيرية. وهكذا ابتكر مجموعة من حوالي 176 رمزا تعبيريا "إيموجيا"، التي لا تزال تعرض حتى اليوم في متحف نيويورك للفن الحديث.
اليوم، وبعد نحو ربع قرن أصبحت الرموز التعبيرية جزءًا أساسيًّا من تعبير البشر عن أنفسهم عبر تطبيقات المراسلة ووسائل التواصل الاجتماعي. وقد زاد استخدامها بشكل ملحوظ مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترة جائحة "كوفيد-19".
وفقًا لتايلور شنوبلين، أستاذ لغويات الحوسبة، فإن واحدا من أكبر التحديات في التواصل النصي هو اختلافه عن التواصل وجهًا لوجه. فعندما نتحدث مباشرة، نعتمد على أدوات تعبير إضافية مثل لغة الجسد ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه، المعروفة بالقنوات شبه اللغوية. لكن في الكتابة، نعتمد فقط على الكلمات. وهنا تأتي أهمية الرموز التعبيرية، التي تسد الفجوة بين التعبير الكتابي والتعبير المباشر.
وأظهرت دراسة صادرة عن كلية علم النفس في جامعة "فلندرز" أن الدماغ البشري يتفاعل مع الوجه المبتسم في الرموز التعبيرية بنفس الطريقة التي يتفاعل بها مع الابتسامة الحقيقية، ما يعني أن الدماغ يعامل الرموز التعبيرية كنوع من التواصل غير اللفظي.
لذا، لم تعد الرموز التعبيرية مجرد عنصر إضافي في المحادثة، بل أصبحت جزءًا أساسيًّا من التواصل وعنصرًا مهمًّا من عناصر تعبير المرء عن ذاته. وبفضل قدرتها الفعالة على نقل المشاعر التي قد لا تستطيع الكلمات نقلها، تلعب الرموز التعبيرية دورًا أساسيًّا في تعزيز التفاعل في العلاقات الاجتماعية الرقمية، من خلال إثارة الاستجابات العاطفية التي تساعد في فهم مشاعر الآخرين.
بالرغم من أن الرموز التعبيرية تُستخدم أساسًا لنقل المشاعر بصريًّا وتجنب سوء الفهم، فإنها في بعض الأحيان تكون السبب الرئيسي في حدوثه. يعود ذلك إلى أن تفاعل البشر واستخدامهم للغة يتشكل عبر تجاربهم السابقة، وهذا ينطبق أيضًا على الرموز التعبيرية.
فمع أنها تُعتبر لغة عالمية تتجاوز الحدود اللغوية، فإن بعض الرموز تحمل معاني متناقضة في سياقات ثقافية مختلفة. على سبيل المثال، رمز اليد حيث يلتقي الإصبعان السبابة والإبهام مع فرد بقية الأصابع، يحمل دلالات إيجابية في أغلب الثقافات، بينما يعني إساءة في بعض الدول.
وليس هذا فقط، بل يمتد سوء الفهم إلى التفضيلات الشخصية للأفراد. ففي العام الماضي، غُرِّم مزارع كندي نحو 85 ألف دولار بعد أن أرسل رمز إعجاب "لايك" ???? ردًّا على عقد، مما اعتبره الطرف الآخر موافقةً على العقد، بينما دافع المزارع عن نفسه بأنه قصد استلام العقد فقط.
هذه الحادثة تبرز سوء الفهم الذي قد يحدث نتيجة استخدام الرموز التعبيرية، لكنها أيضًا تؤكد مدى تغلغلها في حياتنا حتى أصبحت أحكام القضاء تُبنى على أساسها، في سابقة قضائية هي الأولى من نوعها.
سوء الفهم يمكن أن يشكل حاجزًا بين الأجيال المختلفة. فبينما يرى البعض أن استخدام الرموز التعبيرية في البيئة المهنية أو رسائل البريد الإلكتروني الرسمية يُعبِّر عن نقص في المهنية، يجد العاملون من جيل "زد" صعوبة في التخلي عنها لاعتيادهم على الإفراط في استخدامها في تواصلهم اليومي.
مع ذلك، تتسلل الرموز التعبيرية ببطء إلى العديد من العلامات التجارية والكيانات السياسية، فقد استُخدمت للتعبير عن مرشحي الرئاسة في الانتخابات الأميركية عام 2016.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات التواصل الاجتماعی الرموز التعبیریة سوء الفهم ا أساسی
إقرأ أيضاً:
المكتب الوطني للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية
أكد المكتب الوطني للإعلام على أهمية التزام جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة بالقيم والمبادئ التي تعكس سياسات الدولة ونهجها القائم على الاحترام والتسامح والتعايش. جاء ذلك في بيان رسمي شدد فيه المكتب على ضرورة مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، وضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصاً من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها. وشدد البيان على أن المكتب وبالتعاون مع الجهات المعنية سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق كل من يخالف هذه التوجيهات، وفقاً للقوانين المعمول بها في الدولة، والتي تهدف إلى الحفاظ على بيئة رقمية آمنة ومتوازنة تعزز مناخ الاحترام المتبادل. كما أشار البيان إلى أن نشر معلومات مضللة، أو خطاب يحض على الكراهية، أو التشهير بالآخرين، سواء بصريح العبارة أو بالتلميح أو بالإشارة أو ضمنياً، يعتبر من المخالفات التي ستواجه بعقوبات قانونية صارمة. وشدد البيان على أن الجميع مسؤولون عن الحفاظ على السمعة الطيبة لدولة الإمارات، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأبناء الوطن، عندما أشار سموه إلى أنهم سفراء لدولة الإمارات وأن عليهم ترسيخ سمعتها الطيبة وإعطاء صورة إيجابية عن الدولة بعلمهم وتربيتهم الحسنة وحسهم وانتمائهم الوطني، قائلاً سموه: «كل أمر تفعله إيجاباً أو سلباً، يعكس هويّتك الإماراتية، لذا كلنا مسؤولون لخلق سمعة طيبة لهذا البلد، لأنّكم كلكم راع، وكلكم راع للحفاظ على تلك السمعة». ودعا المكتب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمسؤولية في المحتوى الذي يتم نشره أو تداوله عبر مختلف المنصات. وأشار المكتب إلى استمرار التنسيق مع الجهات المختصة لرصد أي مخالفات عبر منصات التواصل الاجتماعي، واتخاذ الإجراءات المناسبة حيالها. كما دعا الأفراد إلى الإبلاغ عن أي محتوى مخالف أو مسيء عبر القنوات الرسمية المعتمدة، وذلك في إطار الجهود المبذولة للحفاظ على بيئة إعلامية رقمية تتسم بالمسؤولية والمصداقية. وحث المكتب الوطني للإعلام، رواد مواقع التواصل الاجتماعي على التخلق بأخلاق قيادتنا الرشيدة التي تضرب المثل في التواضع والأخلاق العالية، منوهاً بأن سلوك أبناء الوطن الفردي يجب أن يتسق مع رؤية القيادة الهادفة للتمسك بعاداتنا وقيمنا الأصيلة. كما دعا المكتب إلى التمسك بالأطر العامة المميزة للشخصية الإماراتية على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، والمتمثلة في شخصية تمثل صورة الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وأخلاق زايد في تفاعلها مع الناس، شخصية تعكس الاطلاع والثقافة والمستوى المتحضر الذي وصلته الإمارات، شخصية تبتعد عن السباب والشتائم وكل ما يخدش الحياء في الحديث، شخصية تقدر الكلمة الطيبة.. والصورة الجميلة.. والتفاعل الإيجابي مع الأفكار والثقافات والمجتمعات، شخصية نافعة للآخرين بالمعلومة وناشرة للأفكار والمبادرات المجتمعية والإنسانية التي يزخر بها الوطن.