بوابة الوفد:
2025-02-23@23:06:48 GMT

ثورة يوليو

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الثورات فى تاريخ الشعوب مفاصل تغيير لا تموت بسهولة، بغض النظر عما إذا قادت الثورات الشعوب للنعيم أو الجحيم.. قد تكون ثورة يوليو 1952 آخر الأحداث الثورات الكبرى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.. الثورة الفرنسية 1989 غيرت أوروبا وامتد نورها للعالم، والثورة البلشفية روسيا 1917 وضعت أساس جغرافيا سياسية وثقافية جديدة للعالم فى القرن العشرين وما بعده.

فى مصر يمكن اعتبار ثورة 1952 الفصل الثالث والكبير فى قصة الحركة الوطنية المصرية التى أبصرت النور مع الثورة العرابية سبتمبر 1881، ثم اندفعت بكامل قوتها فى مارس 1919 بقيادة الزعيم التاريخى سعد زغلول، ثم كانت ثورة يوليو 1952 التى استثمر شبابها المد التاريخى للنضال الوطنى المصرى ضد الاحتلال الأجنبى. القيمة التاريخية لثورة يوليو ولجمال عبدالناصر ورفاقه، أم المعادل الطبيعى للثورة كان كتابة نهاية بريطانيا العظمى آنذاك، خاصة على أثر معركة السويس التى كان النصر السياسى معها هو أساس هذا المعادل التاريخى. البعد التاريخى الثانى الذى يدخل ثورة يوليو فى عداد الثورات التاريخية الكبرى، أن هذا الحدث العظيم أنهى قرونا طويلة من الاستعمار الأجنبى، وسجل لأول مرة تاريخا جديدا لمصر التى يحكمها أبناؤها، لا الأجنبى الغاصب.
ارتباط ثورة يوليو بالجيش أو المؤسسة العسكرية، حقيقة مشرفة للحركة الوطنية المصرية، خاصة اذا وعينا لحقيقة أن المصرى لم يتم تجنيده للدفاع عن بلده إلا فى عشرينيات القرن الماضى، وتردد محمد على باشا كثيرا أمام رغبة ابنه إبراهيم فى أن يتم تجنيد المصريين ليكونوا نواة لجيش وطنى.
جبهة الوطنية المصرية بدأت فى التشكل داخل الجيش مع الثورة العرابية، واتسعت الجبهة وبدأت تتشكل ملامحها الشعبية مع ثورة 1919 وقيادة سعد زغلول للوفد، الذى لم يكن حزبا بقدر ما كان تيار شعبيا جارفا يثق بأن مصر تستحق أن تكون بلدا حرا يحكمه أبناؤه.
الاستفادة من تاريخ الثورات داخل وخارج مصر وما أحدثته من تغيير، ليس باستدعاء هذه الثورات واستنساخها، ولكن هناك طريقين للتغيير باستمرار، الأول يتعلق بقدرة الثورات على التطور، والانتقال من حالة الانشطار إلى حالة الاندماج. والطريق الثانى يتعلق بالتحول من حقبة الأيديولوجيات إلى عصر العلم والأفكار الجديدة واعتبار فكر التغيير الخلاق المنطلق من حقائق العلم الجديدة بمثابة أيديولوجية أى ثورة كبيرة اليوم.. الصين العظيمة اليوم ليست صين ماوتسى تونج ولكنها امتداد لصين وروح ماو.. بلد مثل رواندا التى ذبحتها حرب أهلية مطلع تسعينيات القرن الماضى، لم تغيرها ثورة بالمفهوم التاريخى للثورة، ولكنها تغيرت بثورة أكبر عندما قادها شاب اختاره الروانديون للمرة الرابعة امس رئيسا لهم، لأنه ببساطة نجح فى بعث روح العصر فى جسد رواندا الذبيح.. الثورات الكبرى تقاس بقدر بما أضافته لشعوبها من قيمة تاريخية مضافة، وليس بتلال من الشعارات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح ثورة يوليو تاريخ الشعوب الثورات الشعوب أوروبا القرن العشرين ثورة یولیو

إقرأ أيضاً:

رجل يهاجم "ذكر وحيد القرن" بحديقة حيوان.. والسبب "نفسي"

أعلنت متحدثة باسم حديقة حيوان بازل اليوم الجمعة أن رجلاً دخل حظيرة الحيوانات يوم الاثنين الماضي وحاول مهاجمة ذكر وحيد القرن.

وأضافت المتحدثة "رغم أنه كان هناك اتصال بين الرجل وذكر الخرتيت المسمى بوري، لم يصب أي منهما "..

وأكدت الشرطة وقوع الحادث داخل الحديقة، ولكن عندما وصلت، كان الرجل قد غادر الموقع.

ولم تكشف الشرطة أو المتحدثة عن الدوافع وراء تصرف الرجل، إلا أن هناك مؤشرات على أنه كان يعاني من ضائقة نفسية.

 

مقالات مشابهة

  • ثورة 21 سبتمبر في رسالة علمية
  • إصابة شخصين في حادث مروري أعلى محور 26 يوليو
  • سعد مكاوي رائدًا للقصة القصيرة
  • زيادة معاش تكافل وكرامة يوليو المقبل .. والقانون يكفل صرفه بشكل دائم
  • ثورة بركان كيلاويا في هاواي ونافورة حمم تصل إلى 125 مترًا
  • مايكروسوفت تكشف عن مادة غامضة قد تُحدث ثورة في عالم الحواسيب!
  • المصرية للخدمات الزراعية: الدلتا الجديدة جزء أصيل في نمو صادراتنا الوطنية
  • رجل يهاجم "ذكر وحيد القرن" بحديقة حيوان.. والسبب "نفسي"
  • كلمة د. جبريل في إجتماعات وزراء مالية دول القرن الأفريقي
  • ثورة الجياع .. الدعوة لمليونية وتصعيد غير مسبوق في عدن