بوابة الوفد:
2025-03-26@14:10:52 GMT

ثورة يوليو

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الثورات فى تاريخ الشعوب مفاصل تغيير لا تموت بسهولة، بغض النظر عما إذا قادت الثورات الشعوب للنعيم أو الجحيم.. قد تكون ثورة يوليو 1952 آخر الأحداث الثورات الكبرى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.. الثورة الفرنسية 1989 غيرت أوروبا وامتد نورها للعالم، والثورة البلشفية روسيا 1917 وضعت أساس جغرافيا سياسية وثقافية جديدة للعالم فى القرن العشرين وما بعده.

فى مصر يمكن اعتبار ثورة 1952 الفصل الثالث والكبير فى قصة الحركة الوطنية المصرية التى أبصرت النور مع الثورة العرابية سبتمبر 1881، ثم اندفعت بكامل قوتها فى مارس 1919 بقيادة الزعيم التاريخى سعد زغلول، ثم كانت ثورة يوليو 1952 التى استثمر شبابها المد التاريخى للنضال الوطنى المصرى ضد الاحتلال الأجنبى. القيمة التاريخية لثورة يوليو ولجمال عبدالناصر ورفاقه، أم المعادل الطبيعى للثورة كان كتابة نهاية بريطانيا العظمى آنذاك، خاصة على أثر معركة السويس التى كان النصر السياسى معها هو أساس هذا المعادل التاريخى. البعد التاريخى الثانى الذى يدخل ثورة يوليو فى عداد الثورات التاريخية الكبرى، أن هذا الحدث العظيم أنهى قرونا طويلة من الاستعمار الأجنبى، وسجل لأول مرة تاريخا جديدا لمصر التى يحكمها أبناؤها، لا الأجنبى الغاصب.
ارتباط ثورة يوليو بالجيش أو المؤسسة العسكرية، حقيقة مشرفة للحركة الوطنية المصرية، خاصة اذا وعينا لحقيقة أن المصرى لم يتم تجنيده للدفاع عن بلده إلا فى عشرينيات القرن الماضى، وتردد محمد على باشا كثيرا أمام رغبة ابنه إبراهيم فى أن يتم تجنيد المصريين ليكونوا نواة لجيش وطنى.
جبهة الوطنية المصرية بدأت فى التشكل داخل الجيش مع الثورة العرابية، واتسعت الجبهة وبدأت تتشكل ملامحها الشعبية مع ثورة 1919 وقيادة سعد زغلول للوفد، الذى لم يكن حزبا بقدر ما كان تيار شعبيا جارفا يثق بأن مصر تستحق أن تكون بلدا حرا يحكمه أبناؤه.
الاستفادة من تاريخ الثورات داخل وخارج مصر وما أحدثته من تغيير، ليس باستدعاء هذه الثورات واستنساخها، ولكن هناك طريقين للتغيير باستمرار، الأول يتعلق بقدرة الثورات على التطور، والانتقال من حالة الانشطار إلى حالة الاندماج. والطريق الثانى يتعلق بالتحول من حقبة الأيديولوجيات إلى عصر العلم والأفكار الجديدة واعتبار فكر التغيير الخلاق المنطلق من حقائق العلم الجديدة بمثابة أيديولوجية أى ثورة كبيرة اليوم.. الصين العظيمة اليوم ليست صين ماوتسى تونج ولكنها امتداد لصين وروح ماو.. بلد مثل رواندا التى ذبحتها حرب أهلية مطلع تسعينيات القرن الماضى، لم تغيرها ثورة بالمفهوم التاريخى للثورة، ولكنها تغيرت بثورة أكبر عندما قادها شاب اختاره الروانديون للمرة الرابعة امس رئيسا لهم، لأنه ببساطة نجح فى بعث روح العصر فى جسد رواندا الذبيح.. الثورات الكبرى تقاس بقدر بما أضافته لشعوبها من قيمة تاريخية مضافة، وليس بتلال من الشعارات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح ثورة يوليو تاريخ الشعوب الثورات الشعوب أوروبا القرن العشرين ثورة یولیو

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة التقاعد ينفي إشرافه على ملف صفقة القرن

بغداد اليوم -  


مقالات مشابهة

  • تجسيدًا للوحدة الوطنية.. «مطبخ المصرية» يُفطر صائمي بورسعيد من الكنيسة الإنجيلية
  • ثورة غضب وشعور بالخيانة.. جماهير ليفربول تحرق قميص نجم الفريق
  • "المركزي": تطبيق "الآيبان" على المعاملات المالية المحلية من أول يوليو
  • قمصان وسمير وحتاتة.. نوابا لرئيس الأمانة الفنية بحزب الجبهة الوطنية
  • من يوليو 2023 إلى مارس 2025.. انتهت الرحلة يا بينتو
  • رئيس هيئة التقاعد ينفي إشرافه على ملف صفقة القرن
  • ثورة في الذكاء الاصطناعي.. روبوت بجهاز عصبي رقمي يتعلم ذاتيا
  • مصر تستضيف كأس العرب للأندية الأبطال 2025 في يوليو المقبل
  • لماذا تتحول الثورات إلى مآس دموية؟ قراءة في كتاب
  • تاجر عمله يغسل 75 مليون جنيه.. تفاصيل