بوابة الوفد:
2025-04-25@00:38:09 GMT

ثورة يوليو

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

الثورات فى تاريخ الشعوب مفاصل تغيير لا تموت بسهولة، بغض النظر عما إذا قادت الثورات الشعوب للنعيم أو الجحيم.. قد تكون ثورة يوليو 1952 آخر الأحداث الثورات الكبرى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.. الثورة الفرنسية 1989 غيرت أوروبا وامتد نورها للعالم، والثورة البلشفية روسيا 1917 وضعت أساس جغرافيا سياسية وثقافية جديدة للعالم فى القرن العشرين وما بعده.

فى مصر يمكن اعتبار ثورة 1952 الفصل الثالث والكبير فى قصة الحركة الوطنية المصرية التى أبصرت النور مع الثورة العرابية سبتمبر 1881، ثم اندفعت بكامل قوتها فى مارس 1919 بقيادة الزعيم التاريخى سعد زغلول، ثم كانت ثورة يوليو 1952 التى استثمر شبابها المد التاريخى للنضال الوطنى المصرى ضد الاحتلال الأجنبى. القيمة التاريخية لثورة يوليو ولجمال عبدالناصر ورفاقه، أم المعادل الطبيعى للثورة كان كتابة نهاية بريطانيا العظمى آنذاك، خاصة على أثر معركة السويس التى كان النصر السياسى معها هو أساس هذا المعادل التاريخى. البعد التاريخى الثانى الذى يدخل ثورة يوليو فى عداد الثورات التاريخية الكبرى، أن هذا الحدث العظيم أنهى قرونا طويلة من الاستعمار الأجنبى، وسجل لأول مرة تاريخا جديدا لمصر التى يحكمها أبناؤها، لا الأجنبى الغاصب.
ارتباط ثورة يوليو بالجيش أو المؤسسة العسكرية، حقيقة مشرفة للحركة الوطنية المصرية، خاصة اذا وعينا لحقيقة أن المصرى لم يتم تجنيده للدفاع عن بلده إلا فى عشرينيات القرن الماضى، وتردد محمد على باشا كثيرا أمام رغبة ابنه إبراهيم فى أن يتم تجنيد المصريين ليكونوا نواة لجيش وطنى.
جبهة الوطنية المصرية بدأت فى التشكل داخل الجيش مع الثورة العرابية، واتسعت الجبهة وبدأت تتشكل ملامحها الشعبية مع ثورة 1919 وقيادة سعد زغلول للوفد، الذى لم يكن حزبا بقدر ما كان تيار شعبيا جارفا يثق بأن مصر تستحق أن تكون بلدا حرا يحكمه أبناؤه.
الاستفادة من تاريخ الثورات داخل وخارج مصر وما أحدثته من تغيير، ليس باستدعاء هذه الثورات واستنساخها، ولكن هناك طريقين للتغيير باستمرار، الأول يتعلق بقدرة الثورات على التطور، والانتقال من حالة الانشطار إلى حالة الاندماج. والطريق الثانى يتعلق بالتحول من حقبة الأيديولوجيات إلى عصر العلم والأفكار الجديدة واعتبار فكر التغيير الخلاق المنطلق من حقائق العلم الجديدة بمثابة أيديولوجية أى ثورة كبيرة اليوم.. الصين العظيمة اليوم ليست صين ماوتسى تونج ولكنها امتداد لصين وروح ماو.. بلد مثل رواندا التى ذبحتها حرب أهلية مطلع تسعينيات القرن الماضى، لم تغيرها ثورة بالمفهوم التاريخى للثورة، ولكنها تغيرت بثورة أكبر عندما قادها شاب اختاره الروانديون للمرة الرابعة امس رئيسا لهم، لأنه ببساطة نجح فى بعث روح العصر فى جسد رواندا الذبيح.. الثورات الكبرى تقاس بقدر بما أضافته لشعوبها من قيمة تاريخية مضافة، وليس بتلال من الشعارات.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح ثورة يوليو تاريخ الشعوب الثورات الشعوب أوروبا القرن العشرين ثورة یولیو

إقرأ أيضاً:

زي 3 يوليو عندنا.. تعليق ناري من أحمد موسى على حظر الإخوان في الأردن

علق الإعلامي أحمد موسى، على قرار الأردن حل وحظر جماعة الإخوان، قائلا: "كل التحية للأردن قيادة وشعبا على هذا القرار المهم".

القضاء الإداري ينظر دعوى بطلان اعتبار الأهلي منسحبًا أمام الزمالك في هذا الموعدتمويل الجهود المبذولة في مجال المناخ


وأضاف أحمد موسى، مقدم برنامج على مسئوليتي، المذاع عبر قناة صدى البلد، مساء اليوم الأربعاء، أن جماعة الاخوان جماعة خائنة للأوطان، وأهنئ الشعب الأردني وأحيي ملك الأردن على هذا القرار.

واشار الإعلامي أحمد موسى، إلى أن كل ما يخص التنظيم في الأردن تمت مصادرته بشكل كامل، لافتا إلى أن هذا الامر يذكرني بما قامت به مصر يوم 3 يوليو ضد الإخوان.

https://youtu.be/ZRrzFPDaVkM?si=ONJszuS7FSzm2tLp

مقالات مشابهة

  • في ذكراه الـ 155 كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • قيادي بالجبهة الوطنية: ذكرى تحرير سيناء تمثل رمزا للإرادة المصرية
  • أردوغان يتحدث عن ثورة رياضية في تركيا
  • في ذكراه ال ١٥٥ كيف كان دور لينين في الثورة الروسية؟
  • زي 3 يوليو عندنا.. تعليق ناري من أحمد موسى على حظر الإخوان في الأردن
  • العلاقات المصرية – الجيبوتية… شراكة راسخة ومحورية في القرن الأفريقي
  • أعجوبة القرن الحديث
  • ثورة نسائية صامتة.. احتجاجات في قلب إسرائيل لأجل أطفال غزة (شاهد)
  • بدء مؤتمر مستقبل الدراما المصرية بمقر الهيئة الوطنية للإعلام
  • ثورة فى التخسيس.. أدوية جديدة تنقص الوزن بلا ألم