سرايا - في الوقت الذي تتزايد فيه التقديرات بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينوي المبادرة إلى تبكير موعد الانتخابات وإعلان ذلك خلال ثلاثة أشهر، اجتمع رئيس الوزراء الأسبق، نفتالي بنيت، مع رئيس حزب اليهود الروس (يسرائيل بيتنا)، أفيغدور ليبرمان، في إطار الإعداد لتشكيل حزب يميني جديد يقود المعركة لإسقاط حكومة نتنياهو واستبدالها بأخرى.



وجاء اجتماع بنيت وليبرمان بعدما نشرت غالبية وسائل الإعلام العبرية نتائج استطلاعات رأي تفيد بأن حزباً يمينياً جديداً يضم كلاً من بنيت، وزميلته في حزب «يمينا» المنهار، أييلت شاكيد، ورئيس جهاز الموساد الأسبق، يوسي كوهين، وحزب ليبرمان، وحزب «أمل جديد» برئاسة جدعون ساعر، سيحصل على 27 مقعداً (كان 29 مقعداً في استطلاعات الأسبوع الماضي)، ويستقر كالحزب الأكبر، ويُكلف رئيسه تشكيل الحكومة.

وأما حزب نتنياهو (الليكود)، الذي يتمثل اليوم بـ32 مقعداً، فيتوقع أن يخسر نحو نصف قوته ويحصل على 18 مقعداً. بينما حطم الاستطلاع فرص حزب «المعسكر الرسمي» برئاسة بيني غانتس، والذي كان يتوقع حصوله على 40 مقعداً فقط قبل ثلاثة أشهر، بينما تشير الاستطلاعات الأحدث إلى أنه سيحصل فقط على 16 مقعداً.

كما يواصل حزب «يش عتيد» بقيادة رئيس المعارضة، يائير لبيد، فيخسر نصف قوته الحالية ويهبط من 24 إلى 12 مقعداً.

وبناءً على ذلك؛ تحمّس بنيت وليبرمان لتشكيل حزب كهذا، واجتمعا في مقهى في تل أبيب وتداولا فيه. وحرص بنيت على القول إنه اجتمع مسبقاً مع غدعون ساعر أيضاً للتداول في الموضوع نفسه، وسبق الاجتماع تصريح من ليبرمان قال فيه إنه يعتقد بأن نتنياهو، سيبادر إلى حدث سياسي درامي كبير ويعلن عن حل الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، في مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والتوجه إلى انتخابات جديدة.

وعندما سُئل عن سبب هذا التحديد، قال ليبرمان: «في 2 نوفمبر يفترض أن يظهر نتنياهو لأول مرة بصفة شاهد في المحكمة المركزية في القدس، حيث يُحاكم بثلاث تهم فساد خطيرة. فلكي يتهرب من جلسات المحكمة، يبادر إلى حل الكنيست، حتى يجبر القضاة على التأجيل».

وبحسب ليبرمان، فإن نتنياهو يواجه مصاعب جمّة في إدارة شؤون الحكومة، حيث إن حلفاءه يواجهون خلافات بالغة أخذت تزداد حدة. ومع أننا عبرنا نصف السنة، فإن الحكومة والكنيست لم يناقشا الميزانية الجديدة لعام 2025.

ورغم حالة الحرب، فقد خرج الكنيست إلى عطلة ثانية له، وهذه المرة عطلة صيفية طويلة لمدة 3 أشهر، وقال ليبرمان: «إنهم لا يهتمون بالنازحين ولا الجنود ولا بجنود الاحتياط. يذهبون إلى عطلة على الرغم من كل المشاكل الملحة التي لا تزال عالقة. الحكومة لا تستحق ثقة الجمهور والكنيست، وأنا أدعو أعضاء الائتلاف إلى التحلي بالشجاعة والذهاب حتى النهاية».

وقرر بنيت وليبرمان العمل على حل الكنيست قبل الموعد الذي يريده نتنياهو. وقال ليبرمان: «نريد تحالفاً صهيونياً واسعاً (يقصد بلا أحزاب عربية)، ومن دون ذلك من المستحيل إصلاح أي شيء».

لكن الحزب الذي يسعى بنيت وليبرمان لتأسيسه، يواجه مصاعب جدية قد تودي لموته وهو جنين. فقد أعلن يوسي كوهن عدم نيته الدخول إلى الحلبة السياسية في الوقت الحاضر، وليس صدفة. فبعدما تحول اسماً لامعاً في الحلبة السياسية وصار يعدّ من أهم الشخصيات في اليمين المرشحة لقيادة الليكود بعد عهد نتنياهو، نشرت تقارير تفيد بأنه مشتبه بملفات فساد.

كما أن هناك خلافاً في صفوف مؤسسي الحزب حول هوية الشخص الذي سيترأس هذا الحزب. فاستطلاعات الرأي تشير إلى أن نفتالي بنيت هو الشخصية الأكبر شعبية وتأييداً؛ ولذلك فإنه يطالب بترأس هذا الحزب، لكن ليبرمان يرد قائلاً: «أنت من دون حزب أصلاً. فكيف نجلبكم رئيساً لأحزاب عدة؟». ولذلك؛ يطالب بأن يكون هو المرشح لرئاسة الحزب.

وتسبب الخلاف على رئاسة الحزب المحتمل في انفضاض بعض الناخبين عنهم؛ إذ هبطت الاستطلاعات به من 29 إلى 27 مقعداً خلال الأسبوع الأخير.

لكن وفي المقابل، نقلت وسائل الإعلام اليمينية عن نتنياهو قوله، أمام مجموعة من مؤيديه: «لا تخافوا. مع منافسين كهؤلاء سأظل رئيساً للحكومة لسنين طويلة».

وكان نتنياهو قد قال في الأسبوع الماضي إن «نفتالي بنيت صاحب حظ وفير في الاستطلاعات، لكنه ينهار بسهولة في الانتخابات الفعلية». وذكّرهم بأن بنيت في إحدى المعارك الانتخابية فشل في تجاوز نسبة الحسم، مع أن الاستطلاعات في بداية المعركة منحته 30 مقعداً.

الشرق الأوسط


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

جنبلاط يكمل المسار الجديد.. الخلافات مع المعارضة بدأت

يستمر النائب السابق وليد جنبلاط بالمسار السياسي الجديد الذي ظهّره للعلن بعد بدء معركة "طوفان الاقصى"، اذ ان الرجل لا يطلق مواقف قريبة ومتناغمة مع سياسات واستراتيجيات "حزب الله" فقط، بل يمارس العمل السياسي بالكامل متحالفاً مع الحزب، ولعل الجهد الذي قام به جنبلاط في الايام الماضية في ظل اجواء الحرب الشاملة لإستقبال النازحين المفترضين من الجنوب وتهيئة البيئة الدرزية لاحتضانهم ومعالجة الازمات والاشكالات التي حصلت في بعض القرى، كبير جداً، حتى ان الحزب بات يتحدث بإيجابية مبالغ بها عن جنبلاط بعد كل الخلافات السياسية التي حكمت العلاقة بين الطرفين في المرحلة الماضية، لا في السنوات العشرين الاخيرة.


حتى ان جنبلاط دخل في خلافات حزبية مع بعض القيادات البارزة في حزبه والذين كانت لديهم آراء مختلفة مرتبطة بالموقف من "حزب الله" أولاً وبإستقبال النازحين ثانياً، لكن جنبلاط حسم هذا الخلاف بعدما تصدى بشكل شبه كامل للشأن الحزبي الداخلي والسياسي ايضاً في ظل موقف متحفظ لدى النائب تيمور جنبلاط استراتيجيا وداخليا. لذا فإن مواقف جنبلاط لا يمكن اعتبارها خطوات اعلامية أو آنية بل ان الرجل يقوم بإعادة تموضع سياسية واستراتيجية طويلة الأمد، وسيكون لها آثر حقيقي في المرحلة المقبلة على التوازنات الداخلية والاستحقاقات الدستورية، وعلى التحالفات وعلاقة القوى والاحزاب ببعضها البعض.


حاولت القوى المسيحية المعارضة، وتحديداً حزبا "القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" عدم خوض أي نقاش او كباش اعلامي وسياسي علني مع جنبلاط، وبقيت التصريحات ايجابية وديبلوماسية من النقلة النوعية التي قام بها الرجل بالرغم من "تلطيشاته" بين الحين والآخر التي اصابت حلفاءه السابقين، لكن المصلحة الإنتخابية للقوات مثلاً تفرض عليها عدم الذهاب بعيداً في الخلاف مع جنبلاط والمصلحة الإستراتيجية للمعارضة تجعل من جنبلاط الحليف الذي لا غنى عنه في المرحلة المقبلة، لان التوازنات داخل المجلس النيابي ستجعل من المعارضة أقلية حقيقية من دون اي قدرة لا على التعطيل ولا على ايصال مرشح منها او إقرار قانون .


في الايام الاخيرة بدأ بعض قيادات"القوات اللبنانية" تحديداً مهاجمة الحزب الإشتراكي وانتقاد جنبلاط وان كان ذلك ضمن حدود دنيا من الاشتباك الكلامي والخطابي، لكن التحول الكبير الذي قام به جنبلاط افقد قوى المعارضة القدرة على الضغط على "حزب الله" وتحول موقفها المعارض للحزب وخطوته العسكرية الى موقف مسيحي بحت من دون ان يأخذ طابعاً وطنياً كما كان ايام ثورة 17 تشرين او ايام الخلاف التقليدي بين 14 و8 اذار، لذلك فإن الاحتضان الدرزي للحزب، شعبياً وسياسياً، اضافة الى وجهة النظر السنيّة العامة مما يحصل في المنطقة أعطى الحزب غطاء وطنياً وجعله قادراً على تخطي الضغوط الداخلية وتجاوزها بسهولة.


لا مفر من الذهاب الى خلاف واضح بين قوى المعارضة، المسيحية تحديدا، وبين الحزب التقدمي الاشتراكي، اذ ان الاختلاف في وجهات النظر اليوم يؤثر بشكل جذري على كامل المشروع السياسي للمعارضة ويصيبها عمليا في مقتل، لذلك فإن تدحرج العلاقة بين الطرفين نحو السلبية لن يطول وقد يشكل الامر خدمة سياسية لجنبلاط تخرجه من الاحراج السياسي وتجعله اقدر على تطويع قيادة الحزب اولا والذهاب نحو خيارات داخلية جذرية في الانتخابات الرئاسية على سبيل المثال، كل ذلك لن يكون من السهل احتواء نتائجه في المدى المتوسط.. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • جنبلاط يكمل المسار الجديد.. الخلافات مع المعارضة بدأت
  • ليبرمان: الحكومة الحالية الأسوأ في تاريخ إسرائيل.. ويجب تغييرها بسرعة
  • أمران لم يعلنهما نصرالله في خطابه
  • ماكرون يرفض مرشحة اليسار.. فرنسا تغرق في فوضى سياسية
  • نصر الله يعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء
  • ماكرون يلتقي زعيمة اليمين المتطرف وسط ضغوط لتسمية رئيس جديد للحكومة
  • ليبرمان: الرد على حزب الله يجب أن يكون مختلفا .. ما الذي يقصده ؟
  • عملية يوم الأربعين.. رد حزب الله يبدّد تكهّنات الحرب؟!
  • عن ظاهرة الانتقال بين الأحزاب السياسية التركية
  • هل وقعت غزة في فخ الضباع؟