الجزيرة:
2024-12-31@15:11:59 GMT

هل يتجه ميناء إيلات الإسرائيلي نحو الإفلاس؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

هل يتجه ميناء إيلات الإسرائيلي نحو الإفلاس؟

القدس المحتلة- بات ميناء "إيلات" على شفا الانهيار، وذلك بسبب الهجمات التي تشنها جماعة أنصار الله الحوثيين التي تواصل حصار البحر الأحمر، وتهاجم السفن المارة فيه والمتجهة إلى الميناء أو قناة السويس ردا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ما تسبب بخفض حركة الشحن بنسبة 85% في الميناء.

وفي ظل شلل حركة الشحن والنشاط التجاري في الميناء الإسرائيلي منذ أكثر من 8 أشهر والمخاوف من إفلاسه، هددت إدارته بفصل ما بين 50 إلى 60 موظفا من أصل 120، إذا لم ترصد الحكومة الإسرائيلية ميزانيات عاجلة وخاصة للميناء، حيث ينذر استمرار الحرب على غزة بإغلاقه.

أهمية الميناء

في العقد الماضي، زاد حجم السفن بشكل ملحوظ في ميناء إيلات المصمم أصلا للسفن الصغيرة نسبيا، إذ كان يستوعب سفنا بها 3500 إلى 2000 حاوية، بينما بات يستقبل اليوم سفنا تحتوي على 14  إلى 20 ألف حاوية.

إثر ذلك أعدت الحكومة الإسرائيلية خطة لتوسيع ميناء "إيلات" برصيف بطول 400 متر، وغاطس للحاويات بطول 16 مترا، مع ربطه بسكة الحديد نحو المناطق الوسطى والشمالية، بيد أنه تم تعليق الخطة بسبب الحرب على غزة، بحسب ما أفادت صحيفة "دي ماركر" الاقتصادية.

ويعتبر "إيلات" الميناء الإسرائيلي الوحيد الذي لا يقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ولا تحتاج السفن القادمة إليه من الجنوب والشرق للمرور عبر قناة السويس، وبالتالي فهو -وفقا للصحيفة- رصيد إستراتيجي فريد بالنسبة لإسرائيل، ورغم ذلك فإن كمية البضائع التي تمر عبره أقل بكثير من الموانئ الأخرى.

ويخدم الميناء بالدرجة الأولى مستوردي السيارات، حيث تمر عبره المركبات القادمة من شرق آسيا، كما أنه يعتبر نقطة انطلاق لصادرات البوتاس إلى الشرق الأقصى وتحديدا إلى الهند والصين، وكذلك استقبال السفن والحاويات التي تشحن معها احتياجات الاقتصاد والسوق الإسرائيلي، من معدات وماكينات ومواد خام، ومواد غذائية وتموينية، ومختلف السلع المستوردة.

وتمت خصخصة ميناء إيلات عام 2013، إذ قام رجال أعمال يهود بشرائه من الحكومة الإسرائيلية بأموالهم الخاصة، عبر شركة "بابو" للشحن البحري، مقابل 122 مليار شيكل (33 مليار دولار)، كجزء من اتفاقية حتى عام 2028، مع خيار تمديدها لمدة 10 سنوات، حيث توظف الشركة حاليا حوالي 120 عاملا باتفاقيات جماعية، وحوالي 70 عامل أمن بنظام العمل المباشر.

ومثل العامين السابقين لاندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة فترة ازدهار الميناء الجنوبي، حيث شهد "إيلات" زيادة كبيرة في كمية البضائع التي تمر عبره، وشكّل نقطة الدخول الرئيسية للمركبات إلى إسرائيل.

ففي عام 2022 تم تفريغ 166 ألف مركبة في الميناء، وفي عام 2023 تم تفريغ 150 ألف مركبة، بينما في عام 2024 لم يتم تفريغ أي مركبة، بحسب بيانات رسمية صادرة عن إدارة الميناء.

"إيلات" اعتبر نقطة الدخول الرئيسية للمركبات إلى إسرائيل خلال العامين السابقين للحرب على غزة (غيتي) على حافة الانهيار

وحيال تفاقم أزمة "إيلات"، بعث رئيس مجلس الإدارة ومالك الميناء آفي حورميرو برسالة عاجلة إلى وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف، طالب من خلالها بعقد جلسة طارئة بشأن مسألة ميناء "إيلات" ومناقشة السبل لمنع انهياره، بحسب ما أفادت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية، اليوم الأربعاء.

وخاطب حورميرو في رسالته ريغيف، قائلا إن "ميناء إيلات في وضع حرج، فهو مغلق بسبب الحرب وفي ظل إغلاق خط الملاحة في باب المندب من قبل الحوثيين"، وأضاف أنه رغم ذلك يتحمل هو وشركاؤه من أصحاب الشركة عبء النفقات الباهظة لمواصلة أعمال الصيانة المستمرة للميناء، ودفع أجور الموظفين خلال الأشهر الثمانية الماضية.

وأضاف حورميرو في رسالته أنه يعتقد أنه لم تكن هناك أي شركة تجارية ستواجه هذا النوع من التحديات، كما تواجهه الشركة التي تشرف على إدارة ميناء إيلات، "الذي يشكل البنية التحتية الوطنية للشحن، وهو رصيد وذخر إستراتيجي لتجارة إسرائيل، إلا أنه لم يحصل على أي ميزانيات أو أي دعم مالي حكومي"، حسب قوله.

وبحسب رئيس مجلس الإدارة، فإنه ليس أمامه خيار سوى البدء بفصل العمال، وذلك عبر تفعيل المادة 9.2 من الاتفاقية الجماعية مع الحكومة من عام 2002 والبدء بتسريح حوالي 50 إلى 60 عاملا.

وطالب حورميرو من وزيرة المواصلات التدخل وإيجاد حل قبل البدء بعمليات التسريح.

وسبق أن أعلنت إدارة الميناء في مارس/آذار الماضي عن فصل جميع العمال، ولكن تم التوصل لاحقا إلى تسوية مع نقابة العمال "الهستدروت" منعت بموجبها تسريحهم، حيث هددت اللجنة الاقتصادية في الكنيست برئاسة العضو دافيد بيتان، أصحاب الميناء بتأميمه في حال طرد العمال.

خسارات بالملايين

ومع تصاعد هجمات جماعة الحوثيين واستمرار الحرب، أصبح المرفأ خاليا وعماله مهددون بالطرد، بينما تهدد الحكومة الإسرائيلية بتأميمه مرة أخرى، في الوقت الذي يتعامل فيه الرئيس التنفيذي للميناء جدعون غولبر مع كل هذه المشاكل والتحديات.

ونقلت الصحيفة الاقتصادية عن غولبر قوله إنه لا يوجد أي نشاط تجاري أو شحن في الميناء، وإنه من المهم التأكيد -بحسب قوله- على أن هذا ليس بسبب سوء الإدارة، وليس لأن الموظفين غير محترفين، بل "إن السبب الرئيسي هو الحرب على غزة وهجمات جماعة الحوثي، حيث نخسر شهريا ما بين 6 إلى 10 ملايين شيكل (2.5 مليون دولار)".

واعتبر أن إيلات يعد بمثابة "البنية التحتية الوطنية لإسرائيل"، حيث تنقل البضائع من خلاله عبر التبادل التجاري مع أوروبا وشرق آسيا، ووصفه بأنه "أهم معبر حدودي بحري".

وأوضح أنه في حال اندلعت حرب شاملة على الجبهة الشمالية ووصلت الصواريخ إلى ميناء حيفا وأسدود، "فإن إسرائيل ستكون تحت الحصار، ولهذا السبب يجب فتح الممر إلى إيلات فورا".

لكن غولبر شكك في نجاعة وجدوى عمل قوات التحالف الدولي الذي تقوده أميركا في البحر الأحمر، مؤكدا أن شركات الشحن ليست مستعدة للثقة في دول التحالف.

وقال "لا أحد مستعدا للمخاطرة، وأسعار التأمين مرتفعة"، ويضيف "لذلك، لا أفهم لماذا لا تجد إسرائيل حلا؟ لا يعقل أن تقوم المنظمات المسلحة بالحد من الاقتصاد العالمي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحکومة الإسرائیلیة میناء إیلات فی المیناء على غزة

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية: عام 2024 غير مأسوف عليه بسبب الجرائم الإسرائيلية (فيديو)

قال عبدالحكيم القرالة، أستاذ العلوم السياسية، إن عام 2024 غير مأسوف عليه بسبب ما جرى خلاله من تمدد للصراع وعنف وإجرام من قبل آلة الحرب الإسرائيلية بداية من قطاع غزة والضفة الغربية، مرورا بلبنان وصولا إلى استهداف سوريا، مشيرا إلى أن عدم إيجاد حلا دائما وشاملا يعيد الحقوق للأشقاء الفلسطينيين وإقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني ذات السيادة الواحدة  تعد أحد أسباب عدم استقرار وسلام المنطقة.

سار وحيدا كـ غزة بين الحطام والدبابات.. حسام أبو صفية بطل "البلطو الأبيض" خبير سياسات دولية: أمريكا تستطيع إيقاف الجنون الإسرائيلي في غزة العالم شهد تطورات دراماتيكية

وأضاف «القرالة»، خلال حواره عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أن العالم شهد تطورات دراماتيكية لم تشهدها المنطقة منذ فترة طويلة، خاصة فيما يتعلق بالقضية المركزية عربيا وإسلاميا وهي القضية الفلسطينية.

 القضية الفلسطينية

ونوه إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأخطر وأصعب المراحل والمنعطفات في الفترة الحالية، إذ تواجه يمين متطرف يقوم على البطش والإجرام وقائم على تنفيذ بعض الأجندات الخبيثة والمتطرفة والمتعلقة بإنهاء وتصفية القضية الفلسطينية وحلها على حساب الغير.

موجة الصقيع تقتل 7 فلسطينيين والأعداد مرشحة للزيادة

جدير بالذكر أن حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، قال إن موجة البرد القارس والصقيع التي تضرب قطاع غزة منذ عدة أيام أسفرت عن وفاة سبعة أشخاص حتى الآن، مشيرًا إلى أن هذا العدد مرشح للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها السكان.

وأضاف، في مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الوضع في قطاع غزة مأساوي للغاية، خاصة في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر الخامس عشر، حيث أدى المنخفض الجوي الشديد إلى تدمير واقتلاع العديد من الخيام المهترئة التي لا توفر الحماية الكافية للنازحين.

وأشار إلى أن مدينة غزة وعموم القطاع تعاني من بنية تحتية مدمرة جراء الحرب، حيث تضرر أكثر من 175 ألف متر طولي من شبكات الصرف الصحي، كما تعرضت شبكات تصريف مياه الأمطار لأضرار جسيمة بلغت أكثر من 15 ألف متر طولي.

وأكد مهنا أن ثمانية محطات للصرف الصحي قد دُمّرت بالكامل خلال الحرب، مما يزيد من تفاقم الوضع البيئي والصحي في القطاع، لافتًا، إلى أن الخيام تعاني من تدهور كبير بسبب طول أمد الحرب، حيث لم تعد توفر الحماية للنازحين من برد الشتاء القارس أو حرارة الصيف الشديدة، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة.
 

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: عام 2024 غير مأسوف عليه بسبب الجرائم الإسرائيلية (فيديو)
  • دائرة الإحصاء الإسرائيلية: أكثر من 82 ألف مواطن هاجروا خلال عام 2024 بسبب الحرب
  • الدفاع الإسرائيلية تقر بـ 1000 مصاب شهريا جراء الحرب
  • الغارات الإسرائيلية تخفض واردات الوقود في ميناء الحديدة بنسبة 73%
  • رعب في إسرائيل من وصول سمكة القرش المصرية إلى إيلات
  • ما أبرز الجهات التي واجهت التحريض الإسرائيلي بسبب دعمها لفلسطين في 2024؟
  • جرائم الحرب الإسرائيلية.. بين تبرير قتل الفلسطينيين والإفلات من العقاب
  • معطيات الحرب الإسرائيلية على غزة حتى الآن
  • الخارجية المصرية: نحذر من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف إلى إخلاء شمال قطاع غزة
  • رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق: يجب وقف الحرب بغزة مقابل صفقة