كشفت الدكتورة حنان بلخى المديرة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفى اليوم أن الكوليرا تتفشى في عدد من دول الإقليم في غزة، والسودان والصومال واليمن.

مؤكدة أنه لم يسمح إلا لـ 16 شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بالدخول إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الأربعة الماضية عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تجعل الأعمال العدائية المستمرة والطرق المدمرة والوصول المحدود وانعدام الأمن نقل المساعدات أمراً بالغ الصعوبة.

ولتمكين تدفق المساعدات الهائلة التي تشتد الحاجة إليها، لابد أن تكون الأولوية الفورية إعادة فتح معبر رفح ـ وإبقائه مفتوحاً ـ وضمان دخول المساعدات دون قيود عبر كل الطرق والمعابر الأخرى الممكنة.

وقالت، إنه خلال زيارتي الأخيرة لقطاع غزة، أخبرني العاملون في مجال الصحة والإغاثة عن الصعوبات التي يواجهونها في محاولة علاج المرضى باستخدام موارد قليلة للغاية، وهو الوضع الذي يؤدي إلى وفيات غير ضرورية وجروح ملوثة وبتر غير ضروري بالأمس فقط، تم رفض طلبات منظمة الصحة العالمية لإجراء بعثات لإعادة إمداد مستشفى الأهلي ومستشفى صديق المرضى بالإمدادات الصحية.

منذ تصاعد الأعمال العدائية في 7 أكتوبر 2023، تم الإبلاغ عن 1003 اعتداء على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يعني أكثر من 1000 اعتداء في 277 يومًا.

وأضافت، أنه في السودان، تم الإبلاغ عن حالات الكوليرا والحصبة والسعال الديكي والملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا في العديد من ولايات السودان، حيث يعاني 10.5 مليون نازح داخلياً من محدودية الوصول إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية ومكافحة النواقل وخدمات التحصين والأدوية.

وفي السودان، أصبح سكان ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومين تماماً من المساعدات، والوضع في ولايات دارفور مثير للقلق بشكل خاص، بما في ذلك في أماكن مثل الفاشر، حيث لا يزال أكثر من 800 ألف شخص غير قادرين على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية.

وفي الآونة الأخيرة، هدفت بعثة رفيعة المستوى إلى تشاد ضمت خبراء كبار من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا في منظمة الصحة العالمية إلى تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المضيفة، فضلاً عن تحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود إلى ولايات دارفور المتضررة من الصراع.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي إطار العمليات عبر الحدود، تمكنت منظمة الصحة العالمية بنجاح من توصيل الإمدادات الطبية الكافية إلى شمال دارفور لتلبية الاحتياجات الصحية لنحو 205 آلاف شخص، ويجري حالياً نقل إمدادات إضافية إلى ولايات دارفور من خلال عمليات عبر الحدود.

ونحن نواصل الدعوة إلى فتح معبر أدري بين تشاد وشمال دارفور، وهو ما من شأنه أن ينقذ حياة الناس فمعبر أدري هو المعبر الأكثر موثوقية، وخاصة خلال موسم الأمطار، عندما تصبح الطرق الأخرى غير سالكة، أما التحدي الثاني فهو الهجمات المتكررة على الرعاية الصحية.

وفي السودان، تحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 82 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، وقد وقع 17 من هذه الهجمات في الأسابيع الستة الماضية فقط.

وقالت، أما التحدى الثالث فهي الوقاية من تفشي الأمراض والاستجابة لها، وفي قطاع غزة، حيث تملأ القمامة ومياه الصرف الصحي الشوارع، تتزايد حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة وأمراض الإسهال ومتلازمة اليرقان الحاد والتهابات الجلد، تم الإبلاغ عن حالات الكوليرا والحصبة والسعال الديكي والملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا في العديد من ولايات السودان، حيث يعاني 10.5 مليون نازح داخلياً من محدودية الوصول إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية ومكافحة النواقل وخدمات التحصين والأدوية.

سجلت الصومال عددًا من حالات الكوليرا والإسهال المائي الحاد في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 يفوق متوسط عدد الحالات في نفس الفترة من السنوات الثلاث الماضية، وفي اليمن، زادت حالات الكوليرا بنسبة 23% منذ نفس الفترة من العام الماضي.

واوضحت، إن زيادة الاستثمارات للسيطرة على تفشي الأوبئة ومنع انتشارها ــ سواء داخل البلدان أو عبر الحدود ــ أمر بالغ الأهمية، فإلى جانب الحاجة إلى أنظمة صحية ومراقبة تظل محمية ومجهزة بالموارد الكافية حتى في ظل حالات الطوارئ، لابد أن تتمتع المجتمعات المحلية بالقدرة على الوصول إلى إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي الآمنة والمتواصلة.

ويتمثل التحدي الرابع في تقليص التمويل من الجهات المانحة، وهو أمر له تكلفة إنسانية حقيقية ومأساوية للغاية.

إن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تشهد العديد من حالات الطوارئ ــ بعضها يفشل العالم في الاعتراف به، حيث لا يزال ملايين البشر في المنطقة يواجهون صراعاً يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة.

في أفغانستان، أدت التخفيضات في تمويل الجهات المانحة لمنظمة الصحة العالمية إلى إغلاق 3 مستشفيات للولادة منذ بداية عام 2024، وكان أحد المرافق، وهو مستشفى رئيسي للولادة في مقاطعة بدخشان، يقدم خدمات صحية نسائية وتوليدية حيوية لنحو 50 إمرأة كل يوم.

تمكنت منظمة الصحة العالمية من دعم 24 مستشفى في مختلف أنحاء أفغانستان في عام 2023، ولكن بسبب نقص التمويل، اضطررنا إلى الحد من دعمنا في عام 2024 إلى 6 مستشفيات فقط، كما اضطررنا إلى خفض دعمنا للرعاية الصحية الأولية بشكل كبير، فبعد دعم 317 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في عام 2023، لا يمكننا سوى دعم 44 مركزًا من هذا القبيل في عام 2024.

وعلى الرغم من جهودنا الحثيثة في الدعوة إلى ذلك، لم تتلق منظمة الصحة العالمية أي تمويل إضافي لدعم المستشفيات والرعاية الأولية في أفغانستان، وهذا الوضع يفرض علينا اتخاذ خيارات بالغة الصعوبة بشأن الخدمات التي يمكننا الاستمرار في دعمها والخدمات التي يتعين علينا وقف دعمها، ولمعالجة هذه التحديات بفعالية، يتعين على الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إعطاء الأولوية لالتزاماتها الإنسانية قبل كل شيء، ويشمل ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية العاملين في مجال الصحة، وصيانة البنية الأساسية الصحية الأساسية.

اقرأ أيضاًالصحة العالمية تسلط الضوء على المخاطر الصحية لأوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة

الصحة العالمية تحذر: الكسل من أسباب انتشار السرطان

الصحة العالمية: 10 آلاف مريض يحتاجون إلى عمليات إجلاء طبي خارج غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اليمن منظمة الصحة العالمية الكوليرا منظمة الصحة العالمیة حالات الکولیرا ولایات دارفور عبر الحدود عام 2024 فی عام

إقرأ أيضاً:

منظمة الصحة العالمية توضح طرق العدوى بجدري القردة

أكدت ناطقة باسم منظمة الصحة العالمية الثلاثاء أن قطرات الرذاذ هي طريقة "ثانوية" لانتقال مرض جدري القردة، مشددة على ضرورة إجراء أبحاث إضافية لفهم كيفيو حدوث عدوى هذا الفيروس بشكل أفضل.

ينتشر جدري القردة من شخص إلى آخر عبر "اتصال جسدي وثيق" بحسب منظمة الصحة العالمية.

وتوضح المنظمة على موقعها أن الاتصال الجسدي الوثيق يعني "تلامس جسدين (اللمس أو العلاقات الجنسية على سبيل المثال) والتلامس عبر الفم أو من الفم إلى الجلد (التقبيل)، وكذلك من خلال "الوجود قبالة شخص مصاب (التحدث أو التنفس من مسافة قريبة وبالتالي القرب من جزيئات تنفسية معدية)".

وأعلنت الناطقة باسم منظمة الصحة مارغريت هاريس خلال مؤتمر صحفي دوري في جنيف "إذا كنت تتحدث إلى شخص ما من قرب وإذا كنت تتنفس باتجاهه وإذا كنت قريبا منه جسديا، هناك احتمال أن تنتقل قطرات الرذاذ إلى الشخص الآخر، إذا كانت لديك تقرحات".

وشددت على أن "ذلك مصدر ثانوي" لانتقال العدوى. وأضافت أنه على أي حال "هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم طريقة انتقال" الفيروس بشكل أفضل.

وبحسب منظمة الصحة يمكن أيضا أن يبقى الفيروس لفترة معينة على الملابس والبياضات... والأسطح التي لمسها شخص مصاب.

ويمكن للشخص الذي يلمسها أن يكون بدوره معرضا لخطر الإصابة بالعدوى إذا كانت لديه جروح أو ندوب أو إذا لمس عينيه أو أنفه أو فمه أو الأغشية المخاطية الأخرى قبل غسل يديه.

وتوصي منظمة الصحة بتنظيف وتطهير الأسطح والأشياء وكذلك غسل اليدين بعد لمس الأسطح أو الأشياء التي قد تكون ملوثة.

نقص البيانات حول خطورة الفيروس

ومع ذلك، لا توصي المنظمة بوضع الكمامات.

قالت هاريس إنه يوصى للأشخاص المصابين بجدري القردة ومخالطيهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية، بوضع كمامة.

ووفق منظمة الصحة، يكون المصابون بمرض جدري القردة قادرين على نقل العدوى حتى تشَكُّل قشرة على الطفح الجلدي ثم تساقطها وتكوُّن طبقة جديدة من الجلد والتئام كل التقرحات الموجودة على العينين والجسم، الأمر الذي يستغرق "أسبوعين إلى أربعة أسابيع".

دفع ظهور جدري القردة في إفريقيا مجددا منظمة الصحة إلى إطلاق أعلى مستوى إنذار عالمي في 14 أغسطس بعد انتشاره في جمهورية الكونغو الديموقراطية وبوروندي وكينيا ورواندا وأوغندا، وظهور المتحورة الجديدة (1b)، .

وأضافت هاريس "تنتشر في جمهورية الكونغو الديموقراطية المتحورتان 1a و1b" لكن "ليس لدينا بيانات" لنؤكد أن إحداهما أكثر خطورة من الأخرى.

جدري القردة مرض معد ناجم عن فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات المصابة لكن يمكن أيضا أن ينتقل بين البشر عبر الاتصال الجسدي الوثيق. ويتسبب بارتفاع الحرارة وبآلام في العضلات وبطفح جلدي.

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أنه ستكون هناك حاجة إلى 135 مليون دولار لتمويل الاستجابة الدولية لمرض جدري القردة خلال الأشهر الستة المقبلة. وأطلقت نداء لجمع 87,4 مليون دولار الثلاثاء لدعم نشاطاتها الخاصة بمكافحة الفيروسات.

من جهتها، حذّرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أن مخيمات النازحين في جمهورية الكونغو الديموقراطية وغيرها من البلدان المتضررة في إفريقيا قد تتأثر بشدة بانتشار المرض.

وقال ألِن ماينا، رئيس قسم الصحة العامة في المفوضية "من دون دعم إضافي عاجل، قد يصبح تفشي جدري القردة الأخير مدمرا بالنسبة إلى اللاجئين ومجتمعات النازحين".

وأضاف أن تنفيذ تدابير وقائية من جدري القردة بين الهاربين من العنف يمثل "تحديا هائلا" مع دفع الناس إلى ملاجئ مكتظة تفتقر إلى المرافق الصحية في حين يواجه آخرون انقطاع المساعدات الإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الصحة توضح حقيقة ظهور حالات إصابات الكوليرا
  • بعد رفع حالة الطوارئ لمنع دخولها مصر.. ماذا تعرف عن الكوليرا؟
  • الصحة توضح حقيقة ظهور حالات إصابة بـ «الكوليرا» في مصر
  • لرصد أي حالات إصابة بالكوليرا.. الصحة المصرية ترفع درجة الاستعداد القصوى بالمنافذ
  • الصحة العالمية: يجب توفير 87.4 مليون دولار لمواجهة تفشى جدرى القرود
  • ارتفاع حالات الكوليرا في السودان إلى «1223» بينها «102» حالة جديدة و«48» حالة وفاة
  • تصريح من «الصحة العالمية» يتعلق بـ «جدري القردة»
  • منظمة الصحة العالمية توضح طرق العدوى بجدري القردة
  • الصحة تحسم الجدل بشأن اكتشاف حالات إصابة بجدري القردة
  • "الصحة" تكشف حقيقة وجود حالات مصابة بمرض الكوليرا فى مصر