الصحة العالمية: تفشى الكوليرا في غزة والسودان والصومال واليمن
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
كشفت الدكتورة حنان بلخى المديرة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفى اليوم أن الكوليرا تتفشى في عدد من دول الإقليم في غزة، والسودان والصومال واليمن.
مؤكدة أنه لم يسمح إلا لـ 16 شاحنة تابعة لمنظمة الصحة العالمية بالدخول إلى قطاع غزة خلال الأسابيع الأربعة الماضية عبر معبر كرم أبو سالم، حيث تجعل الأعمال العدائية المستمرة والطرق المدمرة والوصول المحدود وانعدام الأمن نقل المساعدات أمراً بالغ الصعوبة.
ولتمكين تدفق المساعدات الهائلة التي تشتد الحاجة إليها، لابد أن تكون الأولوية الفورية إعادة فتح معبر رفح ـ وإبقائه مفتوحاً ـ وضمان دخول المساعدات دون قيود عبر كل الطرق والمعابر الأخرى الممكنة.
وقالت، إنه خلال زيارتي الأخيرة لقطاع غزة، أخبرني العاملون في مجال الصحة والإغاثة عن الصعوبات التي يواجهونها في محاولة علاج المرضى باستخدام موارد قليلة للغاية، وهو الوضع الذي يؤدي إلى وفيات غير ضرورية وجروح ملوثة وبتر غير ضروري بالأمس فقط، تم رفض طلبات منظمة الصحة العالمية لإجراء بعثات لإعادة إمداد مستشفى الأهلي ومستشفى صديق المرضى بالإمدادات الصحية.
منذ تصاعد الأعمال العدائية في 7 أكتوبر 2023، تم الإبلاغ عن 1003 اعتداء على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يعني أكثر من 1000 اعتداء في 277 يومًا.
وأضافت، أنه في السودان، تم الإبلاغ عن حالات الكوليرا والحصبة والسعال الديكي والملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا في العديد من ولايات السودان، حيث يعاني 10.5 مليون نازح داخلياً من محدودية الوصول إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية ومكافحة النواقل وخدمات التحصين والأدوية.
وفي السودان، أصبح سكان ولايات دارفور وكردفان والخرطوم والجزيرة محرومين تماماً من المساعدات، والوضع في ولايات دارفور مثير للقلق بشكل خاص، بما في ذلك في أماكن مثل الفاشر، حيث لا يزال أكثر من 800 ألف شخص غير قادرين على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية.
وفي الآونة الأخيرة، هدفت بعثة رفيعة المستوى إلى تشاد ضمت خبراء كبار من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا في منظمة الصحة العالمية إلى تقييم الاحتياجات الصحية للاجئين والمجتمعات المضيفة، فضلاً عن تحسين وتوسيع نطاق العمليات عبر الحدود إلى ولايات دارفور المتضررة من الصراع.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، وفي إطار العمليات عبر الحدود، تمكنت منظمة الصحة العالمية بنجاح من توصيل الإمدادات الطبية الكافية إلى شمال دارفور لتلبية الاحتياجات الصحية لنحو 205 آلاف شخص، ويجري حالياً نقل إمدادات إضافية إلى ولايات دارفور من خلال عمليات عبر الحدود.
ونحن نواصل الدعوة إلى فتح معبر أدري بين تشاد وشمال دارفور، وهو ما من شأنه أن ينقذ حياة الناس فمعبر أدري هو المعبر الأكثر موثوقية، وخاصة خلال موسم الأمطار، عندما تصبح الطرق الأخرى غير سالكة، أما التحدي الثاني فهو الهجمات المتكررة على الرعاية الصحية.
وفي السودان، تحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 82 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الحرب في 15 أبريل 2023، وقد وقع 17 من هذه الهجمات في الأسابيع الستة الماضية فقط.
وقالت، أما التحدى الثالث فهي الوقاية من تفشي الأمراض والاستجابة لها، وفي قطاع غزة، حيث تملأ القمامة ومياه الصرف الصحي الشوارع، تتزايد حالات الإصابة بالالتهابات التنفسية الحادة وأمراض الإسهال ومتلازمة اليرقان الحاد والتهابات الجلد، تم الإبلاغ عن حالات الكوليرا والحصبة والسعال الديكي والملاريا وحمى الضنك والتهاب السحايا في العديد من ولايات السودان، حيث يعاني 10.5 مليون نازح داخلياً من محدودية الوصول إلى المياه الآمنة والصرف الصحي والنظافة الصحية ومكافحة النواقل وخدمات التحصين والأدوية.
سجلت الصومال عددًا من حالات الكوليرا والإسهال المائي الحاد في الأشهر الستة الأولى من عام 2024 يفوق متوسط عدد الحالات في نفس الفترة من السنوات الثلاث الماضية، وفي اليمن، زادت حالات الكوليرا بنسبة 23% منذ نفس الفترة من العام الماضي.
واوضحت، إن زيادة الاستثمارات للسيطرة على تفشي الأوبئة ومنع انتشارها ــ سواء داخل البلدان أو عبر الحدود ــ أمر بالغ الأهمية، فإلى جانب الحاجة إلى أنظمة صحية ومراقبة تظل محمية ومجهزة بالموارد الكافية حتى في ظل حالات الطوارئ، لابد أن تتمتع المجتمعات المحلية بالقدرة على الوصول إلى إمدادات المياه وخدمات الصرف الصحي الآمنة والمتواصلة.
ويتمثل التحدي الرابع في تقليص التمويل من الجهات المانحة، وهو أمر له تكلفة إنسانية حقيقية ومأساوية للغاية.
إن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تشهد العديد من حالات الطوارئ ــ بعضها يفشل العالم في الاعتراف به، حيث لا يزال ملايين البشر في المنطقة يواجهون صراعاً يومياً من أجل البقاء على قيد الحياة.
في أفغانستان، أدت التخفيضات في تمويل الجهات المانحة لمنظمة الصحة العالمية إلى إغلاق 3 مستشفيات للولادة منذ بداية عام 2024، وكان أحد المرافق، وهو مستشفى رئيسي للولادة في مقاطعة بدخشان، يقدم خدمات صحية نسائية وتوليدية حيوية لنحو 50 إمرأة كل يوم.
تمكنت منظمة الصحة العالمية من دعم 24 مستشفى في مختلف أنحاء أفغانستان في عام 2023، ولكن بسبب نقص التمويل، اضطررنا إلى الحد من دعمنا في عام 2024 إلى 6 مستشفيات فقط، كما اضطررنا إلى خفض دعمنا للرعاية الصحية الأولية بشكل كبير، فبعد دعم 317 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في عام 2023، لا يمكننا سوى دعم 44 مركزًا من هذا القبيل في عام 2024.
وعلى الرغم من جهودنا الحثيثة في الدعوة إلى ذلك، لم تتلق منظمة الصحة العالمية أي تمويل إضافي لدعم المستشفيات والرعاية الأولية في أفغانستان، وهذا الوضع يفرض علينا اتخاذ خيارات بالغة الصعوبة بشأن الخدمات التي يمكننا الاستمرار في دعمها والخدمات التي يتعين علينا وقف دعمها، ولمعالجة هذه التحديات بفعالية، يتعين على الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إعطاء الأولوية لالتزاماتها الإنسانية قبل كل شيء، ويشمل ذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وحماية العاملين في مجال الصحة، وصيانة البنية الأساسية الصحية الأساسية.
اقرأ أيضاًالصحة العالمية تسلط الضوء على المخاطر الصحية لأوامر الإخلاء الإسرائيلية في غزة
الصحة العالمية تحذر: الكسل من أسباب انتشار السرطان
الصحة العالمية: 10 آلاف مريض يحتاجون إلى عمليات إجلاء طبي خارج غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: اليمن منظمة الصحة العالمية الكوليرا منظمة الصحة العالمیة حالات الکولیرا ولایات دارفور عبر الحدود عام 2024 فی عام
إقرأ أيضاً:
جامعة عين شمس تهنئ نيفين النحاس بفوزها بجائزة منظمة السكتة الدماغية العالمية 2024
حصلت الدكتورة نيفين النحاس، أستاذ طب المخ والأعصاب ورئيسة مختبر تعديل نشاط المخ، ورئيس قسم طب المخ والأعصاب والطب النفسي، ومدير وحدة السكتة الدماغية السابقة، على جائزة منظمة السكتة الدماغية العالمية للتعافي من السكتة الدماغية "World Stroke Organization Barbro Johanson Award in Stroke Recovery". تُمنح هذه الجائزة سنويًا ضمن فعاليات مؤتمر المنظمة للأفراد الذين حققوا إسهامات متميزة في مجال التعافي من السكتة الدماغية، ولأول مرة يتم منحها هذا العام لطبيب من العالم الثالث.
وقد أُشيد في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بتقدير اللجنة المانحة للجائزة للجهود المبذولة من قِبَل الأستاذة الدكتورة النحاس في ظل محدودية الإمكانات المتاحة في الدول النامية. كما ألقت سيادتها محاضرة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تقديرًا لجهودها في هذا المجال.
من الجدير بالذكر أن الأستاذة الدكتورة نيفين النحاس تُعد من أبرز المتخصصين في التأهيل العصبي واضطرابات المشي والتحفيز غير الجراحي للدماغ، وتتميز بمساهماتها العلمية من خلال العديد من المنشورات حول السكتة الدماغية وتعديل نشاط المخ، فضلًا عن عضويتها في مجموعة الخبراء المخصصة لليونسكو لأخلاقيات تكنولوجيا الأعصاب، وكونها عضوًا في هيئة تحرير المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب، بالإضافة إلى قيادتها للمنتدى النمساوي المصري للتأهيل العصبي (AEDES) وتنسيق قاعدة البيانات العالمية للسكتة الدماغية في مصر، مما يعزز مكانتها كباحثة رائدة في مشاريع بحثية دولية تهدف لتطوير علاجات مبتكرة لتحسين جودة حياة مرضى السكتة الدماغية.
كما تم تكريم ذكرى المرحوم الأستاذ الدكتور هاني عارف، رئيس قسم طب المخ والأعصاب السابق بكلية الطب جامعة عين شمس، وسكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض المخ والأعصاب، ونائب رئيس منظمة السكتة الدماغية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سابقًا، وذلك تقديرًا لإسهاماته الرائدة على المستويين المحلي والدولي في مجال السكتة الدماغية.
وقد تقدم الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس الجامعة، والأستاذة الدكتورة غادة فاروق، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، ومكتب الجوائز بالجامعة، بالتهنئة للأستاذة الدكتورة نيفين النحاس على هذا التكريم العالمي، مؤكدين على دعم الجامعة المستمر للإنجازات البحثية المتميزة، وتشجيع الباحثين على تقديم أبحاث تسهم في تطوير العلوم والمعرفة محليًا ودوليًا.
وتسعى جامعة عين شمس إلى تعزيز ثقافة البحث العلمي والابتكار، وتأتي هذه الجوائز تكريسًا لالتزام الجامعة بدعم الباحثين المتميزين وتحفيزهم على تقديم إسهامات قيمة في مجالات العلوم والمعرفة، بما يفتح آفاقًا جديدة للتقدم العلمي ويعزز رسالة الجامعة في خدمة المجتمع، ودعم التنمية، وتعزيز التنافس العلمي والبحثي.