لفترة طويلة، بدا أن حرب الاستنزاف بين أوكرانيا وروسيا لا يمكن إلا أن تنتهي بانتصار روسي، إلا أن التكلفة الباهظة للتقدم الروسي في الفترة الأخيرة في عدد من المناطق على طول خط المعركة قد يدفع الكرملين إلى تغيير استراتجيته في الحرب.

ونقلت مجلة "إيكونوميست" أن التقدم الروسي في أماكن أوكرانية وخاصة في منطقة دونباس، تافه من الناحية الاستراتيجية ولم يتحقق إلا بتكلفة باهظة على مخزون القوات الروسية من المعدات من الحقبة السوفياتية.

وبحسب التقرير، فإن الجنود ليسوا مشكلة لروسيا، إذ يمكن لموسكو العثور على 25 ألف جندي أو نحو ذلك كل شهر للحفاظ على أعدادهم في المقدمة على الرغم من أنها تدفع المزيد لهم. كما أن إنتاج الصواريخ لضرب البنية التحتية الأوكرانية آخذ في الارتفاع، لكن المشكلة الأكبر هي أن موسكو غير قادرة على تعويض خسائرها المذهلة من الدبابات ومركبات المشاة المدرعة إلا عبر سحب المخزونات التي تراكمت في الحقبة السوفيتية.

وفقا لمعظم التقديرات الاستخباراتية، بعد العامين الأولين من الحرب، فقدت روسيا حوالي 3000 دبابة و 5000 مركبة مدرعة أخرى. ويقدر موقع أوريكس، وهو موقع استخباراتي هولندي مفتوح المصدر، عدد خسائر الدبابات الروسية بنحو 3,235، لكنه يشير إلى أن العدد الفعلي "أعلى بكثير".

يقول ألكسندر غولتس، المحلل في مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية، إن القادة السوفييت كانوا يعرفون أن المعدات العسكرية الغربية أكثر تقدما من عتادهم،  لذلك اختاروا تصنيع المزيد من المدرعات في وقت السلم تحسبا للحرب، وقبل زواله، كما يقول غولتس، كان لدى الاتحاد السوفيتي عدد من المركبات المدرعة يعادل عدد المركبات المدرعة التي يمتلكها بقية العالم مجتمعة.

وتنقل المجلة أنه عندما تفاخر وزير الدفاع آنذاك، سيرجي شويغو ، في ديسمبر 2023 بأنه تم تسليم 1530 دبابة خلال العام ، أغفل القول إن ما يقرب من 85٪ منها، وفقا لتقييم أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، وهو مركز أبحاث في لندن، لم تكن دبابات جديدة بل دبابات قديمة أخرجت من التخزين.

ويعتقد بافل لوزين، الخبير في القدرات العسكرية الروسية في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن، أن روسيا يمكنها صنع 30 دبابة جديدة فقط سنويا. وعندما استولى الأوكرانيون على T-90M يفترض أنها جديدة العام الماضي ، وجدوا أن مدفعها تم إنتاجه في عام 1992.

ويعتقد لوزين أن قدرة روسيا على بناء دبابات جديدة أو مركبات قتالية للمشاة، أو حتى تجديد الدبابات القديمة، تعوقها صعوبة الحصول على المكونات، إذ أن المعدات الحيوية، مثل سخانات الوقود لمحركات الديزل والأنظمة الكهربائية عالية الجهد والتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الأهداف، تم استيرادها جميعا سابقا من أوروبا ويتم حظر بيعها الآن بسبب العقوبات.

والمشكلة الأكبر هي أن الدبابات ومركبات المشاة القتالية لا تزال حاسمة لأي عمليات برية هجومية على نطاق واسع، ويعتقد كل من غولتس ولوزين أنه بمعدلات الاستنزاف الحالية، فإن تجديد الدبابات ومركبات المشاة الروسية من التخزين سيصل إلى مرحلة حرجة بحلول النصف الثاني من العام المقبل.

ويخلص التقرير إلى أنه ما لم يتغير شيء ما، قبل نهاية هذا العام، قد تضطر القوات الروسية إلى تعديل استراتجيتها من الهجوم إلى الدفاع، كما يقول جيرستاد. ويمكن أن يصبح واضحا قبل نهاية الصيف، توقع زيادة اهتمام الرئيس فلاديمير بوتين بالموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا عقب دخول أسلحة جديدة لميدان المعركة

أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم الاثنين 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أن الجيش الروسي هاجم البنية التحتية للطاقة في منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا ومنشآت صناعية في منطقة زاباروجيا بجنوب شرق البلاد خلال الليل.

وأكد حاكم ميكولايف، فيتالي كيم، عبر تطبيق تليغرام أن المهندسين أعادوا الكهرباء لمعظم المستهلكين الذين واجهوا انقطاعا في التيار الكهربائي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيبن بارلو للجزيرة نت: التاريخ سيكون أكثر قسوة على إسرائيل من الفصل العنصريlist 2 of 2ماذا تعرف عن إمبراطورية لوكهيد مارتن التي تُشعل ساحات الحروب بالعالم؟end of list

كما أشار إلى أن الدفاع الجوي أسقط طائرتين مسيرتين روسيتين فوق المنطقة.

وفي زاباروجيا، أطلقت روسيا "عشرات الطائرات بدون طيار" مما أدى إلى إصابة طفل وإلحاق أضرار بالعديد من المنشآت الصناعية وكتلة سكنية.

وصدت الدفاعات الجوية الأوكرانية هجوما بطائرة بدون طيار على العاصمة الأوكرانية والمنطقة المحيطة بها خلال الليل، ولم تعلن السلطات الإقليمية والمحلية عن وقوع إصابات أو أضرار كبيرة في أعقاب الهجوم.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد أن بلاده ستواصل اختبار أنظمة أسلحة جديدة، وذلك أثناء اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع وممثلي الصناعة العسكرية.

وذكر بوتين أن إعلان الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) السماح باستخدام أنظمة صواريخ دقيقة بعيدة المدى لاستهداف الأراضي الروسية جعل الصراع الإقليمي في أوكرانيا يكتسب طابعا عالميا، مؤكدا أن لموسكو الحق في مهاجمة الدول التي تسمح باستخدام أسلحتها لضرب أراضي بلاده، مشيرا إلى أن الغرب يواصل تصعيد الصراع الذي أثاره في أوكرانيا.

وكانت قد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخي كروز من طراز "ستورم شادو" بريطاني الصنع، وذلك في بيان أصدرته الوزارة بشأن عمليات القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا.

كما أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، لاحقا أن الولايات المتحدة ستسمح لأوكرانيا باستخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد الأميركية الصنع لمساعدة أوكرانيا على إبطاء التقدم الروسي في ساحة المعركة.

وأكد أوستن أن هذه الألغام ستكون غير دائمة ويمكن التحكم بها عند تنشيطها وانفجارها ذاتيا، مما يجعل استخدامها أكثر أمانا.

وأشار إلى أن القوات البرية الروسية رائدة في ميدان المعركة، وأن أوكرانيا تحتاج إلى أشياء يمكن أن تساعدها في إبطاء التقدم الروسي.

انفوغراف واشنطن تسمح لأوكرانيا باستخدام ألغام أرضية (الجزيرة)

ومنذ 24 فبراير/شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا، وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.

مقالات مشابهة

  • خريطة تفاعلية.. حزب الله يدمر أكثر من 50 دبابة إسرائيلية في 52 يوما
  • هل تستطيع السعودية مواكبة موجة الإنفاق الطموحة على المشاريع الضخمة؟
  • بلومبرغ تكشف فحوى العقوبات ضد روسيا وتحذر أوروبا من أزمة طاقة جديدة
  • شكوك جديدة بشأن مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية
  • مسؤول روسي: نظام كييف يواصل استخدام الأسلحة الكيميائية ضد القوات الروسية والمدنيين
  • روسيا تصعد هجماتها على أوكرانيا عقب دخول أسلحة جديدة لميدان المعركة
  • ما مدى احتمال قيام روسيا باستخدام أسلحة نووية؟
  • ليبيا تختتم رئاستها لمؤتمر «إنشاء منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية»
  • بوتين: روسيا أطلقت صاروخا باليستيا جديدا غير نووي على أوكرانيا
  • أغرب 4 أسماك في العالم.. بعضها يمتلك أسنان بشرية ويتغذى على الخشب