دوامة شياطين إسرائيل.. معاريف: هل يتوج بن غفير رئيسا للوزراء؟
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
لم يكن هذا هو مجرد عنوان لمقال في صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، ولكن كاتبه ران أدليست استند في هذا التوقع أو التخوف إلى استطلاع أجرته هذه الصحيفة مؤخرا.
وقال الكاتب إن الاستطلاع الذي لم يحدد تاريخه، توصل إلى أن ربع مصوّتي كتلة اليمين الإسرائيلي يعتقدون أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ينبغي أن يقود هذه الكتلة بعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، والذي يتزعم حزب الليكود، ويقود الكتلة في الكنيست.
وأوضح أن إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي ورئيس حزب العظمة اليهودية "يحظى في عصر ما بعد ولاية نتنياهو بتأييد 24% من مصوّتي الكتلة اليمينية، بفارق واضح عن مرشحين آخرين، حيث يأتي بعده يوسي كوهين (الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية "الموساد") بـ14%".
وعقّب على ذلك بالقول "لا تقولوا إنه يوجد تخمين مستحيل في عصر دوامة شياطين السياسة الإسرائيلية".
الطريق نحو رئاسة الوزراء
واعتبر الكاتب أن بن غفير يتجه نحو رئاسة الوزراء ليس بسبب "جنون العظمة" فقط حسب قوله، بل أيضا بسبب "إدارته للطريق نحو رئاسة الوزراء" من خلال استهداف جمهور حزب الليكود، واصفا إياه بـ"البطة العدوانية"، وبأنه "سيكون الشخص الأكثر تهديدا للأمن في الشرق الأوسط".
وفصّل الكاتب في الخطوات التي اتخذها بن غفير للوصول إلى غايته، وقال إن هدفه التكتيكي هو توسيع دائرة مؤيديه، حيث عمل على شراء من يسمون بـ"فتيان التلال"، وهو تنظيم إرهابي متطرف متهم بارتكاب هجمات ضد الفلسطينيين.
ويعود الظهور الأول لـ "فتيان التلال" إلى عام 1998، عندما دعا وزير الحرب الإسرائيلي حينذاك أرييل شارون الشباب الإسرائيلي للاستيلاء على قمم التلال في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة لإحباط محادثات السلام التي بدأها رئيس الوزراء نتنياهو.
وأوضح الكاتب أن بن غفير بدأ التسويق لنفسه في الانتخابات بصفته شخصا يكره العرب عامة، وصاحب القبضة المتشددة، وانتقل بعد ذلك إلى السيطرة على روح وعقل شباب حزب شاس، وهو حزب ديني يميني متشدد، بالإضافة لشباب الأحزاب الدينية الحريدية.
وقال إن بن غفير يستخف بالجميع بمن فيهم الحاخامات، ويظهر نفسه بصفة المناضل من أجل الشباب الحريدي الذي يرى أن الكتلة العلمانية واليسارية تتنكر له.
وأضاف أن "عشرات الآلاف منهم يرون فيه الزعيم الذي يعبر عن تمرد الشباب أو إحباط مراهقتهم".
هدف إستراتيجي
وخلص الكاتب إلى أن طريقة عمل بن غفير تكشف أن الهدف الإستراتيجي الأكبر له هو رئاسة الوزراء، مشيرا إلى أنه يعمل كذلك على القاعدة الأكثر يمينية في حزب الليكود واليهود الشرقيين.
واعتبر الكاتب أن "الافتراض العملي المعقول هو أن قاعدة اليهود الشرقيين في الليكود لن تتوج وزير الحرب يوآف غالانت زعيما، كما لن تتوج وزير الخارجية وعضو مجلس الوزراء يسرائيل كاتس، ولا وزير الاقتصاد والصناعة نير بركات زعماء، واصفا إياهم بأنهم "يزحفون تحت مكتب نتنياهو لجمع الفتات".
وختم الكاتب مقاله بالاستدلال على وجاهة مخاوفه من صعود بن غفير بمقابلة إذاعية أجراها منذ عدة أشهر مع يغئال غيتا، عضو الكنيست السابق من حزب شاس، الذي اعتبر أن "بن غفير هو المنظّر الحقيقي من مجموعة اليمينيين بأكملها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات رئاسة الوزراء بن غفیر
إقرأ أيضاً:
هآرتس: بن غفير وزّع آلاف الأسلحة على الإسرائيليين لتبدأ جرائم القتل
قالت صحيفة هآرتس إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يسهّل إصدار تراخيص الأسلحة النارية للمواطنين، ويزيد عدد المؤهلين للحصول عليها، مما يشكل وصفة مضمونة لمزيد من الكوارث، لكن هذا لا يهمه، لأنه يعد توزيع الأسلحة دون إشراف نجاحا باهرا.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحيتها- أن توزيع الأسلحة تم بطريقة متهورة وغير مسؤولة بتشجيع من بن غفير، وأن النتيجة كانت زيادة في عدد الحوادث الإجرامية، مؤكدة أن الشعب هو الذي يدفع الثمن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اتهام 10 بريطانيين بارتكاب جرائم حرب في غزةlist 2 of 2غارديان: رسوم ترامب الجمركية جزية للإمبراطورية الأميركيةend of listوضربت الصحيفة مثالا بمقتل السيدة "أ" (35 عاما) يوم الجمعة الماضي في منزلها بحي النبي يعقوب بالقدس، بجانب زوجها المشتبه به في أنه أطلق النار عليها ثم انتحر، لأنها أرادت الطلاق منه.
وقد حصل الزوج على ترخيص للمسدس -الذي استخدمه لإطلاق النار على زوجته ثم على نفسه- في يوليو/تموز 2023، عندما دعا بن غفير الجمهور إلى امتلاك أسلحة خاصة، وفي الظروف نفسها، قُتل أفيعاد شموئيل ماريان (22 عاما) برصاصة من مسدس صديقه الذي تسلمه قبل شهرين من ذلك، في إطار العملية ذاتها لتوزيع تراخيص الأسلحة النارية التي أجرتها وزارة الأمن القومي.
وخلص التحقيق إلى أن الصديق تسلم المسدس بعد جلسة تدريب استمرت نحو ساعة ونصف ساعة في ميدان رماية، وإلى أن الحصول على ترخيص سلاح خاص من الوزارة كان سريعا للغاية.
إعلانوقد أدى تخفيف بن غفير شروط الحصول على السلاح منذ هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى إصدار 172 ألف ترخيص سلاح، مما أغرق إسرائيل بالأسلحة التي تم إصدار الآلاف منها من قبل مسؤولين غير مخولين بذلك، وبعد تدريب غير كافٍ في ميدان الرماية أحيانا كثيرة.
وبالفعل استقال الرئيس السابق لقسم الأسلحة النارية في وزارة الأمن القومي بسبب المخالفات، وحذر من أن سياسة بن غفير ستؤدي إلى فقدان السيطرة.
وخلصت هآرتس إلى أن هذه العملية تشهد على إخفاق بن غفير الواضح، لأنه يحمل لواء "الحكم الرشيد" وانتخب بناءً على وعده باستعادة السيطرة على الشوارع، لكنه خصخص الأمن الشخصي، ودعا المواطنين إلى عدم الاعتماد على الشرطة والتسلح للدفاع عن أنفسهم.
وختمت الصحيفة ساخرة بأن بن غفير محق في هذا، لأنه لم يعد لدى الإسرائيليين من يعتمدون عليه، لا على وزير الأمن القومي الذي هو مجرم وكهاني، ولا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي عينه.