منير: منصة "سما القدس" تسهم في إعادة تشكيل السرد الإعلامي للقضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
إسطنبول - صفا
قال المدير العام لـ"سما القدس" عبد الرحمن منير، إن المنصة عملت منذ انطلاقتها في مارس/ آذار 2022، على إحداث تحول في سرد الرواية الفلسطينية، مستفيدة من تقنيات الإعلام الرقمي الحديثة كالبودكاست والبرامج الرقمية.
وأوضح منير أن المنصة استغلت التحديات الكبيرة التي تواجه الإعلام التقليدي، فرصةً لتقديم محتوى مبتكر يستقطب الجمهور، ولاسيما فئة الشباب.
وأشار إلى أن النهج الإعلامي للمنصة يدمج بين العصرية والتمسك بالجذور الثقافية والهوية الفلسطينية، إذ تتبنى شعار "الأرض والإنسان" لجذب الجمهور وتحفيزه.
ولفت إلى أن "المحتوى الذي تقدمه سما القدس يتميز بالعمق والجاذبية، ويترك بصمة واضحة على المشهد الإعلامي".
وذكر أن "المنصة تحظى بتفاعل كبير، خاصةً على يوتيوب، إذ سجلت أكثر من 35 مليون مشاهدة خلال عامين، بفضل برامجها الوثائقية، والتحليلية، والتفاعلية، التي تعالج الأحداث الجارية في فلسطين بأسلوب إبداعي".
وبيّن أن من بين البرامج البارزة في منصة "سما القدس"، برنامج "الشارح" الذي يناقش أهم الأحداث بشكل تفصيلي، وانطلق استجابةً للتساؤلات والاستفسارات التي واجهت شريحة الشباب بعد معركة "طوفان الأقصى" والعدوان على قطاع غزة، وبرنامج "جسر بودكاست" الذي يستضيف شخصيات سياسية ومتخصصة ويخوض معهم نقاشات معمقة حول القضية الفلسطينية وواقعها الراهن في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها في هذه المرحلة الحساسة.
وقال منير إن المنصة تضيف في كل دورة برامجية جديدة مجموعة برامج شبابية تعكس ديناميكية وحيوية الشباب الفلسطيني.
وكانت المنصة استهلت إنتاجاتها بأهزوجة "شدوا بعضكم" مع اللاجئة الفلسطينية من مخيمات الأردن حليمة الكسواني، وألبوم غنائي بعنوان "غني فلسطيني" مع الفنانة نداء شرارة، بالإضافة لمجموعة برامج شبابية كـ"الزبدة" و"المختار" و"المغارة" وغيرها.
وأوضح منير أن ذلك يهدف لـ"تقديم تشكيلة من البرامج المنوعة والرشيقة لتناسب شرائح الجمهور المستهدف".
وتواجه "سما القدس"، وفق منير، تحديات بسبب التحيز الرقمي من بعض منصات التواصل الاجتماعي، "لكن الفريق يعمل بجد لتجاوز هذه العقبات وضمان وصول المحتوى إلى الجمهور".
وشدد على التزام المنصة بمواصلة الجهود لتعزيز الرواية الفلسطينية، مؤكدًا أهمية الإعلام الرقمي الشبابي كأداة فاعلة في النضال الثقافي والوطني والإعلامي.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: سما القدس سما القدس
إقرأ أيضاً:
جنين.. واللحظة المصيرية للقضية الفلسطينية
ما يحدث في مخيم جنين للاجئين في شمال الضفة الغربية ليس جديدا رغم أنه «كارثي» كما وصفته اليوم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وكما تنقله شاشات الفضائيات العالمية، إنه امتداد للجرائم الإسرائيلية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة، واستمرار لسلوك دولة الاحتلال تجاه الأبرياء والمدنيين واحتفاء بسفك الدماء الطاهرة. ويكشف ما يحدث في جنين اليوم السلوك السياسي لدولة الاحتلال التي لا تستطيع أن تتمسك بأي التزام أخلاقي أو سياسي حتى لو كانت مكشوفة أمام العالم أجمع.. وليس شرطا أن يحدث ذلك من موقع قوة، بالضرورة، ولكنه ينبع من ثقافة وسلوك راسخ لا يمكن تغييره.
لقد حوَّل الاحتلال مخيم جنين إلى «مدينة أشباح» وكأنه يلحقه بما حدث في غزة بعد أن دمّر الطرق والمرافق والبنية الأساسية وعمد أخيرا إلى تدمير المباني على رؤوس ساكنيها دون أي إنذار مسبق في إشارة إلى تحوُّل الاحتلال إلى مرحلة جديدة من العنف والوحشية في الضفة الغربية قد تصل إلى مستوى عنفه الاستثنائي في قطاع غزة. وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها مخيم جنين مثل هذه المجازر؛ فقد حدث ما هو أبشع منها خلال الانتفاضة الثانية حينما اجتاحت قوات الاحتلال المخيم في عام 2002 ونتج عن ذلك الاجتياح استشهاد أكثر من 500 فلسطيني وتهجير ربع سكان المخيم، وما زالت ندوب ذلك الاجتياح وتلك الدماء التي سالت في المخيم باقية في نفوس الفلسطينيين وهي اليوم تتعمق وتزداد فوق بعضها بعضًا في تراكم لا ينتهي.
لكن الأمر يطرح سؤالا مهما وأساسيا يتمثل في ماذا يريد الاحتلال من هذه العملية بهذا العنف وبهذا المستوى من الإجرام؟
يبدو واضحا أن الاحتلال يسعى إلى تحقيق ما يمكن أن يسمى «صورة نصر» تعوّض إخفاقاته في غزة عبر استهداف الضفة الغربية، وخاصة مخيم جنين.. وكل هذا يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفريغ المخيم من سكانه وتحويله إلى «جزء من الذاكرة» وإلى بناء لحظة رمزية في سياق استراتيجية «التهجير» التي ارتفع حضورها في الخطاب الإسرائيلي وفي خطاب الداعم الدولي له.
ويبدو واضحا أن إسرائيل ستعود إلى استراتيجية كانت قد تحدثت عنها من قبل تهدف إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية قبل أن يتعثر المشروع في خضم أحداث حرب غزة لكن المشروع يستعيد زخمه الآن لتحقيق أهداف كثيرة سابقة على حرب غزة ولاحقة له ومتداخلة معه.
وهذا المخطط ليس جديدا على الفلسطينيين الذين يدركون تماما أبعاده وآليات تنفيذه، أمّا نجاحه فهو مرهون بمستوى الوعي الفلسطيني والقدرة على المواجهة الموحدة بعيدا عن المواجهات المتفرقة. ويدرك الفلسطينيون في هذا المنعطف التاريخي الذي يمرون به منذ بدء حرب غزة أهمية وجود قيادة موحدة تقدمهم للعالم وتحمل رسالة قضيتهم وإلا سيجدون الاحتلال يمضي قدما في تنفيذ مخططاته سواء في ضم أجزاء من الضفة الغربية أو تهجير من بقي على قيد الحياة من سكان قطاع غزة.
هذه لحظة مصيرية تضع الشعب الفلسطيني على المحك الداخلي هذه المرة للوصول إلى رؤية واضحة لمسار النضال خلال المرحلة القادمة من عمر القضية الفلسطينية.