صلاة الغائب على أرواح شهداء الأرض
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
ناجي جمعة سالم البلوشي
إنَّ ما حدث مساء الإثنين الماضي في الوادي الكبير، ما هو إلا اختبار وابتلاء يُصاب به المُجتمع الذي عاش أبناؤه ولا يزالون منذ أزل التاريخ في ظل وطن الأمن وأرض السلام، الذي يستظل تحته كل من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، دون النظر إلى ما يُكنه الإنسان في داخله من طائفة أو مذهب، بل ولم يتطرق هذا الشعب أبداً في مطلق التاريخ إلى هذا النوع من التفاهات الشيطانية والسجالات التي تُحيط بأصحاب القلوب الضيقة والنزعات المذهبية، وهو في أصله مرض استورده أولئك النفر من بلدان هم أدرى بها من حيث هدم الأمم وتفكيكك روابط أبناء مجتمعاتها، لجعلها أرضًا محروقة، لا يبقى فيها أثر لحضارة ولا دين ولا إنسان.
وحيث إننا في أمة عظيمة، شموخها خلَّده التاريخ منذ سالف العصر في التعايش السلمي والقبول بالآخر، فإنَّ التزامنا به سيكون تاجًا زاهيًا على رؤوس الجميع ليحافظوا عليه، فما حدث لن يتكرَّر أبدًا بإذن الله إذا ما التحمنا مع بعضنا البعض في كل محنة، وترابطنا مع بعضنا في كل مُصيبة، لنُبقي على جسد هذا الوطن محفوفًا بقوَّة ترابط وعهد من عهود الميثاق الوطني للبقاء كما خلقنا الله وأوجدنا على هذه الأرض الطيبة التي لا تقبل إلا طيبًا.
فنحن أمة شامخة بترفعها عن كل زلل وضعف نفس وتطرق لمثل هذه التفاهات؛ فشموخ أرضنا كشموخ جبالها من سمحان إلى جبل شمس ثم هرمز، ولن يُوقفنا في التنمية والتقدم والرقي إلى العُلا مثل هكذا تفاهات ومضايقات، لا نستغرب وجودها بيننا بسبب ما، وإذا كنا سنضع أيدينا على جرح من فُقدوا وأصيبوا في مصابهم الجلل وحزنهم على ما هم فيه، فإننا نضع بين أيدي أصحاب القرار لفتة كريمة في تعميم صلاة الغائب على شهداء الأرض بعد صلاة الجمعة في كل محافظات وولايات السلطنة، لنقتل بها غيظ كل حاقد وحاسد وباغي سوء لأرض عُماننا الحبيبة، ولنجتمع بها على الحب بيننا، فوجوده بيننا سيُولِّد وطنا عظيماً، والأوطان تُبنى بسواعد أبنائها المخلصين دومًا.. حفظ الله عُمان وجلالة السلطان .
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ما هو قدر القراءة في صلاة التراويح؟ اعرف آراء العلماء
اتفق الفقهاء على أنه يُجزئ فى صلاة التروايح من القراءة ما يُجزئ فى سائر الصلوات، واتفقوا أيضًا على القول باستحباب ختم القرآن فى الشهر.
وروى البخاري ومسلم فى "صحيحيهما" عن السيدة فاطمة- رضي الله عنها- قالت: "أَسَرَّ إلى النَّبِيُّ- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- أَنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي بِالقُرْآنِ كُلَّ سَنَةٍ، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي".
وأقل ذلك أن يُختَم القرآنُ الكريم مرةً واحدةً، وما زاد فهو للأفضلية؛ نص على ذلك أئمة المذاهب الفقهية المتبوعة، فذهب الإمام أبو حنيفة إلى القول بسنِّيَّة قراءة 10 آياتٍ في الركعة الواحدة؛ ليحصل له ختم القرآن مرةً في الشهر، مع القول بإجزاء ما هو أقل من ذلك.
صلاة التراويح في المنزلقالت دار الإفتاء، إنه يجوز للمسلم أن يصلي صلاة التراويح في المنزل، ولكن صلاتها في الجماعة أفضل على المفتى به، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة.
واستندت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل يجوز للمرء المسلم أن يصلي صلاة التراويح في منزله؟» إلى ما قاله ابن قدامة في «المغني» (2/ 123): «وَالْمُخْتَارُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فِعْلُهَا –أي التراويح- فِي الْجَمَاعَةِ، قَالَ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: الْجَمَاعَةُ فِي التَّرَاوِيحِ أَفْضَلُ، وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُقْتَدَى بِهِ فَصَلاهَا فِي بَيْتِهِ خِفْت أَنْ يَقْتَدِيَ النَّاسُ بِهِ، وَقَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «اقْتَدُوا بِالْخُلَفَاءِ»، وَقَدْ جَاءَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي فِي الْجَمَاعَةِ».
وأشارت إلى أنه ذهب المالكية إلى ندب صلاة التراويح في المنزل، ولكن هذا الندب مشروط بثلاثة أمور ذكرها: الصاوي في «حاشيته على الشرح الصغير» فقال: [قَوْلُهُ: (وَنُدِبَ الِانْفِرَادُ بِهَا) إلَخْ: حَاصِلُهُ أَنَّ نَدْبَ فِعْلِهَا فِي الْبُيُوتِ ومَشْرُوطٌ بِشُرُوطٍ ثَلَاثَةٍ: أَنْ لَا تُعَطَّلَ الْمَسَاجِدُ، وَأَنْ يَنْشَطَ لِفِعْلِهَا فِي بَيْتِهِ، وَأَنْ يَكُونَ غَيْرَ آفَاقِيٍّ بِالْحَرَمَيْنِ، فَإِنْ تَخَلَّفَ مِنْهَا شَرْطٌ كَانَ فِعْلُهَا فِي الْمَسْجِدِ أَفْضَلَ».
إمامة المرأة للنساء في صلاة التراويحوقال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن الصلاة عبادة شرعها الله بكيفيتها وهيئتها لم يجتهد في رسمها أحد، وجعل الله لها شروط صحة، وجعل كون الإمام ذكرًا شرطًا لصحة صلاة الجماعة، وليس حقًّا للرجل، ولا انتقاصًا للمرأة، بل هذا أمر تعبدي في المقام الأول.
وأضاف علي جمعة، في فتوى له عن حكم إمامة المرأة في الصلاة، أنه قد اتفق المسلمون على تكريم المرأة، ورأوا أن منعها من إمامة الرجال من باب التكريم لا من باب الإهانة والانتقاص، ومن أوامر الإسلام لهذا الغرض أيضًا أن الله تعالى أمر النساء أن يقفن خلف صفوف الرجال؛ لأن صلاة المسلمين قد اشتملت على السجود، فكان ذلك من قبيل قول العرب : «إنما أخرك ليقدمك»، فتأخير النساء في صفوف الصلاة ليس نوعًا من أنواع الحط من كرامتهن، بل ذلك إعلاء لشأنهن، ومراعاة للأدب العالي، وللحياء، وللتعاون بين المؤمنين ذكورًا وإناثًا على الامتثال للأمر بغض البصر.
وفي الحقيقة فإن مسألة «إمامة المرأة للرجال في الصلاة» ينظر إليها من زاويتين؛ الزاوية الأولى : هي زاوية الواقع العملي للمسلمين، وتطبيقهم الفعلي على مر العصور والدهور، والثانية: هي التراث الفقهي، والواقع النظري المعتمد لديهم.