جريدة الرؤية العمانية:
2024-08-28@09:25:36 GMT

وطني أولا.. ونقطة

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

وطني أولا.. ونقطة

 

 

سارة البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

إنَّ الأمان الذي يشعر به الفرد وهو محاط بهذا الكم الهائل من الرعاية، يُشعر الواحد منَّا أن كل بقعة من أرض وطنه هي بيته؛ فالتنزه ليلاً على البحر حافي الأقدام أمان، والمشي في أرجاء الحي الذي نقطن فيه في كل الأوقات أمان، وتنقلي بين ولاية وأخرى لغرض العمل أو التنزه أمان، ومتعة وممارسة أغلب النشاطات المختلفة أو الأعمال أو السعي في طلب الرزق أمان، ومحاولة إيجاد حل لأي مشكلة تعترض طريقك في أي بقعة من هذه الأرض أمان، لأنَّ كل مكان هو مكانك، وكل بيت هو بيتك، وكل شجرة هي ظلك، وكل ظل هو أنت.

لا كلمات تصف مدى حُبك لهذا الوطن، ولا عبارات الشعر والقوافي التي تبقى في كتابتها ساعات وأيام تفي بالغرض، ولا الحنين الذي ينتابك وأنت خارج الوطن تستطيع وصفه حتى تعود وتتنفس الصعداء، ولا وجوه تشبه وجوه ناسك وأبناء وطنك أو زيهم الرسمي وشعورك بالانتماء لكل فرد فيهم والسعادة التي تغمرك وأنت ترى سيارة بها رقم بلدك وأنت خارج الوطن.

أيُّ انتماء تشعر به وأنت تحب تلك الأرض الطيبة التي سقتك من عذب هواها وارتويت من حب ناسها، ولحنت أغانيك الوطنية ورددتها وأنت مبتهج (وطني، سلطنة عمان، إذا هب الهبوب، تنزاح الرمال، ‏يالرياح الدورج، ما تهزي الجبال، ‏أنا لست الجنوب، ‏ولا أيضا شمال، ‏أنا من عمان، وطني عمان، ‏سلطنة عمان مجدي، هنا جدي، روحي هنا دمي، ‏أنا بدوي أنا حضري أنا جبلي أحمي ريفي، ‏رتبتي جندي، مقاتل ومحارب عسكري)

هكذا يمَّمت بروحك شطر الأرض التي وُلدت فيها وستدفن فيها ولاءك وانتماءك وحبك وعرفانك، عزفُك الأبدي وقصيدتك العظيمة ينابيع السلام ولحن الوئام، أمك ووالدك، أهلك وإخوتك، قومك وقبيلتك وأصدقائك، الذين قضيت معهم أزكى أوقاتك ضحكاتك التي علت في سماها، لا تسمح لك أن تكون نباتًا سامًّا يرتوي من الماء العذب الزلال، ولو كنت كذلك لبترت من جذورك حتى تكون عِبرة لمن لا يعتبر. أما عن تطرُّفك وهمجيتك وعنفوانك الذي لم يكن في محله أبدا.. فقط سقطت جذورك في ليل عتيم وتناقلت أخبارك الصحف، فسُجل اسمك في سجل التاريخ بأنك خائن، والخائن لا يدوم بين الأحبة، فكنت مثالا سيئا وعبرة لمن تسول له نفسه المساس بأمان الدولة والتلاعب بأمنها واستقرارها، أما طريق الخطأ الذي سلكته فستدفنه الرياح وسيعود كل شيء كما كان.

الهواء الطلق يعبر من مساحات النوافذ وسكيك الحواري ورائحة اللبان تفوح في كل بيت وزقزقة العصافير في كل صباح تعود لتملأ الحياة بالسعادة والبهجة والسرور وزهرة الياسمين وعطر الورد يعبق من صوت ترتيل القرآن في مساجد الحي الذي تقطن فيه، ونعود لحمة واحدة لا شقاق ولا فتن، ولا خوف ولا انقسام، أشقاء، كلٌّ منا يخاف على الآخر، متسامحين لأبعد الحدود الإنسانية، حَسِني السمعة والصيت، ولاؤنا للوطن وللقائد الباني، نبني دولة عصرية قوية متسامحة راسخة متينة لا تهزُّها الرياح العابرة، نقف جنبا إلى جنب، ننصر الحق ونساعد المظلوم ونعاقب الظالم، ونروي حقول الصبر بالكفاح والنجاح، ونكتب قصائد الفخر والاعتزاز بالوطن الأبي، نعزز أصولا ونطرح حلولا، ونرسم خارطة طريق لتحقيق طموحات وآمال وأهداف، ولنرى اسم سلطنة عُمان في الطليعة.

إنَّ التسامح والتعاضد والتعاون والاحترام المتبادل بين كل الطوائف التي تسكن في هذا البلد يشار إليه بالبنان، فكانت ولا تزال الدولة المتسامحة، التي كان لسان حالها يقول إننا سواسية مهما تعددت المذاهب.

نقطة....،

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إماراتيان بين ضحايا فريق «الهايكنج» في عمان

العين: راشد النعيمي
كشفت حادثة الرحلة المأساوية لفريق المسير الجبلي «الهايكنج» متعدد الجنسيات المكون من 16 شخصًا في سلطنة عمان والتي انتهت بوفاة أربعة متسلقين وإصابة آخرين، أن من بين الضحايا مواطنين إماراتيين، هما خالد المنصوري وسالم الجراف، اللذين توفيا بعد أن حوصرا مع زملائهما في مجرى الوادي الضيق الذي امتلأ بمياه الأمطار التي هطلت فجأة خلال الرحلة.
وشيع في الإمارات الفقيدان المحبان لرياضة المغامرة اللذان شاركا أكثر من مرة مع فرق في سلطنة عمان، حيث كان الفقيد خالد يوسف المنصوري لاعباً سابقاً في منتخب الإمارات لكرة اليد وبطلاً في رياضة الرمح، بينما كان الفقيد سالم محمد الجراف محباً لرياضة المغامرات.
وأقيمت صلاة الجنازة في أبوظبي ورأس الخيمة بعد وصول الجثمانين من سلطنة عمان.


أخاديد عميقة
يعد وادي قاشع الذي شهد الحادثة من المواقع التي تجتذب المغامرين نظراً لتميزه بالأخاديد العميقة والمسارات الضيقة، وهو جزء من وادي الهجري، لكنه يضم منحدرات صخرية تتطلب الحذر في تخطيها لأن الانزلاق منها يعني السقوط في مجرى الوادي الذي يشهد جرياناً قوياً بسبب ضيقه.
وكانت شرطة عمان السلطانية قد أشارت إلى انجراف خمسة أشخاص في وادي تنوف بولاية نزوى بعد تعرض ١٦ شخصاً من مجموعة مسير جبلي متعددة الجنسيات لهطول أمطار غزيرة نتج عنه وفاة مواطن عماني وثلاثة أشخاص من جنسيات عربية وإصابة آخر بإصابات بالغة، وتم نقلهم عن طريق طيران الشرطة إلى مستشفى نزوى المرجعي، فيما قالت هيئة الدفاع المدني والإسعاف إن فرق الإنقاذ في محافظة الداخلية بالتعاون مع المواطنين تعاملت مع البلاغ، حيث تم العثور على 4 أشخاص منهم مفارقين للحياة ونقل 4 آخرون إلى المستشفى تراوحت إصاباتهم ما بين المتوسطة والحرجة.

المغامر خليفة المزروعي


شاهد عيان
روى أحد شهود العيان أن آخر لقاء جمعه بأعضاء الفريق كان خلال رجوعه للوادي لتنبيه الشباب الذين سبق له رؤيتهم يمارسون المسير الجبلي، حيث صادف قائد الفريق حسام العامري ومجموعته وقام بتنبيههم لخطورة الوضع وحالة الطقس التي ستؤدي لجريان الوادي.
وأضاف أن قائد الفريق أشر له أن هناك مجموعة من أربعة أشخاص لا يزالون في الأعلى ولا يعلمون أن الوادي القادم جارف، والمخرج منه ضيق ولا يتعدى عرضه المترين، وقال إنه واصل المشي والتقدم تجاه المجرى لتنبيه الأشخاص، لكن الوادي كان أسرع، حيث استمرت الأمطار من العصر حتى المغرب، ما زاد من منسوب المياه بالمجرى.
وقال إنه عند التاسعة مساء كان منسوب المياه مرتفعاً جداً وجارفاً لكنه جازف بعبور الوادي حيث لم يكن أمامه أي خيار آخر للنجاة بنفسه، فواصل المشي لمسافة 8 كيلومترات بحثاً عن نقطة يتوفر فيها إرسال للهاتف، حيث قام بتقديم بلاغ للجهات المختصة التي تعاملت فوراً مع البلاغ.


تلافي الحوادث
من جانب آخر، علق المغامر الإماراتي خليفة المزروعي على الحادثة، مشيراً إلى أن مجال المغامرات يحتاج إلى وعي وتجنب كثير من الأخطاء لتلافي الحوادث التي باتت تتكرر في الآونة الأخيرة واختيار الوقت المناسب الذي لا يحتمل سقوط أمطار ولو بنسبة بسيطة.

وادي قاشع موقع الحادثة


وأشار إلى أن موقع الحادث وهو وادي قاشع يحتاج إلى لياقة عالية واستعداد مناسب والذي حدث في الرحلة هو هطول الأمطار بشكل قوي ومفاجئ، حيث كان الشباب في نهاية الوادي، وبعد هطول الأمطار تم تقسيمهم إلى 3 فرق بحسب السرعة لكيلا يتعرضوا جميعاً للخطر وهو تصرف سليم من قائد الرحلة.
ويضيف أن الفريقين الأول والثاني نجحا في الوصول بسلام لنهاية الوادي، بينما بقي الفريق الثالث وهو الأقل سرعة وكان في آخر كيلومتر وهو ممر ضيق حيث داهمتهم مياه الأمطار القوية وجرفتهم ما تسبب في الوفاة.
وأشار المزروعي إلى أن الأخطاء في هذا المجال تتسبب في كوارث ويجب على الفرق المنظمة للمسير الجبلي أن تتابع تطورات الطقس أولاً بأول وتراعي الدقة في إمكانية هطول الأمطار التي تشكل خطراً على المشاركين وكان الجميع يعلمون أن هذه الفترة تشهد تكونات صيفية وأحياناً تكون الأجواء مناسبة لكن في لحظات تتبدل الأمور.
ودعا قادة الفرق إلى عدم تعريض أنفسهم والمشاركين وفرق الإنقاذ للخطر وعليهم إلغاء الرحلة في حال الشك ولو بنسبة بسيطة في تعرضهم لخطر كهطول الامطار أو جريان الأودية وإن إلغاء المغامرة ليس نهاية الطريق ويمكن تأجيلها لوقت آخر مناسب ولا يمثل خطورة على الأرواح.
وأشاد بحسام العامري قائد الفريق الذي كان من بين الضحايا مؤكداً أنه يتمتع بخبرة كبيرة وشجاعة وأنه كان مع الفرق التي وصلت مبكراً إلى بر الأمان لكنه عندما أحس بتأخر الفريق الأخير عاد إليه ساعياً إلى إنقاذ أعضائه وإيصالهم إلى بر الأمان لكنه لقي حتفه معهم بعد أن دهمتهم الأمطار.

التدابير الاحترازية
دعت هيئة الدفاع المدني والإسعاف هواة رياضة المشي الجبلي في سلطنة عمان إلى اتخاذ التدابير الاحترازية في التعامل مع هذا النوع من الهوايات نظراً للمخاطر التي تحيط بهذه الهواية في المناطق الجبلية المرتفعة.
وأكدت الهيئة على ضرورة اصطحاب الأشخاص الذين يمتلكون الخبرة الكافية في تتبع طرق المسارات الجبلية، وعدم المجازفة بممارسة الهواية دون أن يكون هناك دليل أو مرشد يقود المجموعة لتجنب المخاطر المتوقعة، مع ضرورة ارتداء الأحذية المناسبة للتسلق الجبلي وصعود الممرات الوعرة في أعالي الجبال، واتخاذ كافة التدابير الملائمة بما يمنع وقوع الحوادث التي ازداد عددها خلال السنوات القليلة الماضية.
وتنصح الهيئة بحمل العدة اللازمة من الأدوات الطبية والإسعافية عند التوجه إلى خوض تجربة المسير الجبلي، مع الحرص على الوصول لأماكن لا ينقطع عنها بث الهواتف اللاسلكية لتحقيق سرعة في تسجيل البلاغات الطارئة عند وقوع أي حادثة.

مقالات مشابهة

  • منتخب الأردن يتعادل أمام كوريا الشمالية استعداداً لتصفيات كأس العالم
  • شهادات الغزيين على تحولات الأرض الزراعية
  • الصقر الليبرالي.. قصة أنتوني بلينكن الذي يضع إسرائيل أولا
  • هل الراية الوطنية عبء على المسؤولين..علم وطني ممزق فوق بناية الوقاية المدنية بسيدي علال التازي
  • تعرف على الرسالة الغامضة التي كتبها أحمد سعد
  • "عمليتنا أنجزت كما خطط لها".. نصرالله: هدف عمليتنا كان قاعدة "أمان" و"وحدة 8200" قرب تل أبيب
  • استراتيجيات كاسبرسكي لحماية رقم الهاتف والحفاظ على أمان الهوية الرقمية
  • إماراتيان بين ضحايا فريق «الهايكنج» في عمان
  • علاء مبارك عن مبادرة الإخوان للصلح مع الدولة: لا أمان لتجار الدين
  • لا أمان للإخوان.. أحمد موسى يهاجم مبادرة حلمي الجزار للتصالح مع الدولة