الجزيرة:
2025-01-27@06:11:03 GMT

دواء التخدير.. كيف يُفقدنا الوعي؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

دواء التخدير.. كيف يُفقدنا الوعي؟

هناك العديد من الأدوية التي يمكن لأطباء التخدير استخدامها لإفقاد المرضى وعيهم، لكنّ سؤالا مهما يتبادر للباحثين وهو: كيف تتسبب هذه الأدوية بالضبط في فقدان الدماغ للوعي؟

هذا ما عكف على دراسته علماء الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالنسبة لأحد الأدوية المستخدمة بشكل شائع في التخدير. وباستخدام تقنية جديدة لتحليل نشاط الخلايا العصبية، اكتشف العلماء أن دواء البروبوفول يُفقد الوعي عن طريق تعطيل التوازن الطبيعي للدماغ بين الاستقرار والاستثارة، ويتسبب الدواء بأن يصبح نشاط الدماغ غير مستقر بشكل متزايد حتى يفقد الوعي.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3علاجات جديدة تخفف من معاناة مرضى الصداع النصفيlist 2 of 3الدوار والدوخة.. الأسباب والعلاجlist 3 of 3‫الصرع.. الأعراض والعلاج‬end of list

وفي موقع يوريك أليرت، يقول إيرل كي ميلر أستاذ علم الأعصاب في بيكوور وأحد أعضاء معهد بيكوور للتعلم والذاكرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "يجب أن يعمل الدماغ على هذه الحافة الحادة بين الاستثارة والفوضى. يجب أن يكون مستثارا بما يكفي لتؤثر خلاياه العصبية في بعضها البعض، ولكن إذا أصبح مستثار جدا فإنه يدور في الفوضى. يبدو أن البروبوفول يعطل الآليات التي تحافظ على الدماغ في هذا النطاق الضيق للعمل".

ويمكن لنتائج الدراسة الجديدة التي نشرت بمجلة نيورون في 15 يوليو/تموز الحالي، أن تساعد الباحثين على تطوير أدوات أفضل لمراقبة المرضى أثناء خضوعهم للتخدير العام.

هناك العديد من الأدوية التي يمكن لأطباء التخدير استخدامها لإفقاد المرضى وعيهم (الألمانية) هل السبب الاستثارة أم الاستقرار؟

البروبوفول دواء يرتبط بمستقبِلات في الدماغ تسمى مستقبلات جابا، الأمر الذي يثبط الخلايا العصبية التي تحتوي على هذه المستقبلات. وتعمل أدوية التخدير الأخرى على أنواع مختلفة من المستقبلات، ولم تُفهم الآلية التي تُنتج بها كل هذه الأدوية فقدان الوعي بشكل كامل.

وافترض الباحثون أن البروبوفول -وربما أدوية التخدير الأخرى- تتداخل مع حالة الدماغ المعروفة باسم "الاستقرار الديناميكي"، ففي هذه الحالة تُستثار الخلايا العصبية بصورة كافية للاستجابة للمدخلات الجديدة، ولكن يمكن للدماغ بسرعة استعادة التحكم ومنعها من أن تصبح تفرط في الاستثارة.

ووجدت الدراسات السابقة عن كيفية تأثير أدوية التخدير في هذا التوازن نتائج متضاربة، فأشارت بعض الدراسات إلى أن الدماغ أثناء التخدير يتحول ليصبح مستقرا جدا وغير مستجيب مما يؤدي إلى فقدان الوعي، بينما وجدت دراسات أخرى أن الدماغ يصبح مستثار جدا مما يؤدي إلى حالة فوضوية ينتج عنها فقدان الوعي.

وجزء من سبب هذه النتائج المتضاربة صعوبة قياس الاستقرار الديناميكي في الدماغ بدقة، فقياس الاستقرار الديناميكي مع فقدان الوعي يساعد الباحثين على تحديد ما إذا كان فقدان الوعي يَنتج عن استقرار مفرط أو استقرار قليل جدا.

وفي الدراسة الجديدة التي نحن بصددها حلل الباحثون التسجيلات الكهربائية التي أجريت في أدمغة الحيوانات التي تلقت البروبوفول على مدار ساعة، وفقدوا خلالها الوعي تدريجيا. وتمكن الباحثون من قياس كيفية استجابة الدماغ للمدخلات الحسية مثل الأصوات، أو للاضطرابات العفوية للنشاط العصبي.

وفي الحالة الطبيعية يستجيب النشاط العصبي للدماغ بعد أي مدخل، ثم يعود إلى مستوى نشاطه الأساسي. ومع ذلك، بمجرد أن بدأت جرعة البروبوفول، بدأ الدماغ يأخذ وقتا أطول للعودة إلى خط الأساس بعد هذه المدخلات، ويظل في حالة استثارة بشكل مفرط. وأصبحت هذه الظاهرة أكثر وضوحا حتى فقدت الحيوانات الوعي.

ويشير ذلك إلى أن تثبيط نشاط الخلايا العصبية بواسطة البروبوفول يؤدي إلى عدم استقرار متزايد، مما يتسبب بفقدان الدماغ للوعي، حسب الباحثين.

تحسين التحكم في التخدير

وللتحقق مما إذا كانوا يستطيعون تكرار هذا التأثير في نموذج حسابي، أنشأ الباحثون شبكة عصبية بسيطة، وعندما زادوا من تثبيط بعض العقد في الشبكة كما يفعل البروبوفول في الدماغ، أصبح نشاط الشبكة غير مستقر، وهو ما يشبه النشاط غير المستقر الذي رآه الباحثون في أدمغة الحيوانات التي تلقت البروبوفول.

يقول خريج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والباحث ما بعد الدكتوراه في المعهد وأحد باحثي الدراسة آدم إيسن: "نظرنا إلى نموذج دائرة بسيط للخلايا العصبية المترابطة، وعندما زدنا التثبيط فيها رأينا عدم استقرار. لذا فإن أحد الأشياء التي نقترحها هو أن زيادة التثبيط يمكن أن تولّد عدم استقرار، وهذا مرتبط بفقدان الوعي".

ويشتبه الباحثون في أن أدوية التخدير الأخرى التي تعمل على أنواع مختلفة من الخلايا العصبية والمستقبلات، قد تتجمع على التأثير نفسه بآليات مختلفة، وهو احتمال يدرسه الباحثون الآن.

وإذا تبين أن هذا صحيح، فقد يكون مفيدا لجهود الباحثين المستمرة لتطوير طرق للتحكم بشكل أكثر دقة في مستوى التخدير الذي يعاني منه المريض. وتعمل هذه الأنظمة -التي يعمل عليها ميلر المشار إليه سابقا مع إيمري براون أستاذ الهندسة الطبية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا- عن طريق قياس ديناميكيات الدماغ ثم ضبط جرعات الأدوية وفقا لذلك في الوقت الفعلي.

يقول ميلر: "إذا وجدت آليات مشتركة تعمل عبر أدوية التخدير المختلفة، فيمكنك جعلها جميعا أكثر أمانا عن طريق تعديل بعض الأزرار، عوضا عن الاضطرار إلى تطوير بروتوكولات أمان لكل تخدير مختلف على حدة. لا نريد نظاما مختلفا لكل تخدير يستخدمونه في غرفة العمليات، نريد نظاما واحدا يناسب الجميع".

كما يخطط الباحثون لتطبيق تقنيتهم لقياس الاستقرار الديناميكي على حالات الدماغ الأخرى، بما في ذلك الاضطرابات النفسية العصبية.

تقول إيلا فيتي أستاذة علوم الدماغ والعلوم الإدراكية ومديرة مركز كي ليزا يانغ للتكامل الحسابي لعلوم الأعصاب وأحد أعضاء معهد ماكغفرن لأبحاث الدماغ في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد الباحثين الرئيسيين في هذه الدراسة: "هذه الطريقة قوية جدا، وأعتقد أنه سيكون من المثير جدا تطبيقها على حالات الدماغ المختلفة، وأنواع مختلفة من التخدير، وأيضا حالات أخرى من الاضطرابات النفسية العصبية مثل الاكتئاب والفصام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی معهد ماساتشوستس للتکنولوجیا الخلایا العصبیة أدویة التخدیر فقدان الوعی

إقرأ أيضاً:

دواء معين ونظام غذائي.. طريقة الشفاء من السكري

أظهرت دراسة سريرية أن تقليل السعرات الحرارية، وتناول دواء "داباغليفلوزين"، طريقة ناجحة في شفاء نسبة من المرضى بالسكري من النوع 2.

ودواء داباغليفلوزين هو مثبط لناقل الغلوكوز الصوديوم 2 (SGLT2)، وبينت التجربة أنه بمساعدة حمية تقييد السعرات، فإنه نجح بنسبة 44% في شفاء المرضى بالسكري من النوع 2، مقارنة بـ 28% في المجموعة التي وصف لها دواء وهمي.

ووفق "هيلث داي"، خلص فريق البحث بقيادة الدكتورة شياوينغ لي، من مستشفى تشونغشان بجامعة فودان في الصين، إلى أن "هذه الدراسة تقدم استراتيجية عملية لتحقيق الشفاء لمرضى السكري من النوع 2".

وداباغليفلوزين يساعد في علاج مرض السكري عن طريق منع امتصاص سكر الدم في الكلى؛ وبدلاً من ذلك، يتم إفراز الغلوكوز الزائد في البول.

وللدراسة، شارك أكثر من 300 شخص، في تجربة استمرت نحو 6 سنوات.

السعرات والنشاط

وطُلب من جميع المشاركين خفض تناولهم اليومي للسعرات الحرارية بمقدار 500 إلى 750 سعرة حرارية، وأن يكونوا نشطين بدنياً بمعدل 150 دقيقة من المشي السريع كل أسبوع، أو أكثر من 10000 خطوة يومياً.

إضافة إلى ذلك، تم تعيين المشاركين بشكل عشوائي لتناول إما داباغليفلوزين، أو دواء وهمي.

وبشكل عام، شهد 44% من الذين تناولوا داباغليفلوزين إلى جانب التدابير الأخرى تحسناً في مرض السكري لديهم، وهو ما يعرف بالحفاظ على مستويات طبيعية من السكر في الدم لمدة شهرين على الأقل، بعد التوقف عن علاج الأدوية السكرية.

كما فقدوا المزيد من الوزن، بمعدل أكثر من 5 كغم، مقابل 3.5 كغم لمجموعة الدواء الوهمي، وكان لديهم مقاومة أقل للأنسولين، وفقاً للنتائج.

وقال الباحثون إن مرضى داباغليفلوزين كان لديهم أيضاً ضغط دم ومستويات كولسترول أفضل.

ويتطلب تأكيد النتائج تكرارها في تجارب أخرى أكبر عدداً.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي ينجح في استنساخ نفسه ويثير قلق العلماء
  • التشنجات العصبية: أسباب النوبات وأنواعها
  • دواء جديد يعيد الرؤية للمصابين بالتصلب المتعدد MS.. تفاصيل
  • القبض على سيدة عذبت طفلة بسبب علبة دواء في المنوفية
  • اتهام آبل بتعريض مستخدميها لخطر السرطان
  • القبض على سيدة عذبت طفلة زوجها بسبب علبة دواء فى أشمون بالمنوفية
  • أساور قاتلة.. اتهام أبل بتعريض مستخدميها لخطر الإصابة بالسرطان 
  • توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 25 يناير 2025 برج الحمل.. لكل داء دواء
  • دواء معين ونظام غذائي.. طريقة الشفاء من السكري
  • في 30 دقيقة.. قفاز ذكي يعزز سرعة ومهارة عازفي البيانو