المخاطر المناخية تؤثّر بشكل متزايد على أسعار النفط
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
تحتل المخاطر المناخية مثل حرائق الغابات والأعاصير والكوارث الطبيعية، مكانة مهمة بشكل متزايد في تحديد الأسعار في أسواق النفط، في وقت لا يزال العالم يواجه صعوبة في التخلّص من الوقود الأحفوري.
وكان الإعصار "بيريل" الذي يعدّ من أحد أحدث الظواهر الجوية المتطرّفة، قد أسفر عن مخاوف في الأسواقتبلورت عبر رفع أسعار النفط الخام، مع اقتراب مروره عبر تكساس في أوائل يوليو.
وبحسب الوكالة الأميركية للطاقة، استحوذت تكساس على 42 بالمئة من إجمالي إنتاج النفط الخام الأميركي في العام 2022، بينما تملك أكبر عدد من مصافي النفط الخام على المستوى الوطني.
ويقول هان تان المحلّل لدى "إكزينيتي" (Exinity) رداً على أسئلة وكالة فرانس برس إنّ "حوالى نصف إجمالي طاقة تكرير النفط في الولايات المتحدة يقع على طول خليج" المكسيك. ويكفي ذلك لدفع الأسعار إلى الارتفاع، في ظلّ قلق المستثمرين بشأن احتمال انقطاع الإمدادات.
ويوضح أنّ "الأسواق تخشى من أنّ الإعصار بيريل ليس إلّا مجرّد مقدّمة لما يمكن أن يكون موسماً مثقلاً بالعواصف هذه السنة".
ويأتي ذلك فيما حذّرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية من أنّ قدوم إعصار بيريل في هذا الوقت المبكر من العام، وتكثيفه السريع يمكن أن يُنذر بطبيعة العواصف للسنوات المقبلة.
وكانت حرائق الغابات التي شهدتها كندا في مايو قد دفعت أسعار النفط الخام للارتفاع، عندما شكّلت تهديداً لمقاطعة فورت ماكموري المعروفة بأنّها المركز العصبي لإنتاج النفط الكندي.
ويقول خورخي ليون المحلّل لدى "ريستاد إنيرجي" (Rystad Energy) إنّ التغيّر المناخي يشكّل الآن "مصدراً رئيساً للخطر بالنسبة لأسواق النفط"، متوقّعاً في الوقت ذاته أن "يتصاعد في السنوات المقبلة... بحيث يصبح أكثر وضوحاً وأكثر تطرّفاً".
فضلاً عن ذلك، يقارن محلّلون المخاطر المناخية بالمخاطر الجيوسياسية من حيث صعوبة التنبؤ بها، بينما تنعكس على الأسعار على أساس المخاطر المرتبطة بالعرض والطلب. ولكنّ ليون يعرب عن اعتقاده أيضاً بأنّ "مخاطر المناخ أقلّ قابلية للإدارة على المدى القصير والمتوسّط".
ويضيف أنّ هذا الأمر قد ينطبق على المدى الطويل أيضاً، من خلال تقليل انبعاثات الكربون. وإذا كان الوقود الأحفوري هو المساهم الأكبر في ظاهرة الانحباس الحراري، فإنّ ذلك يعني أنّ اضطراب المناخسيؤثر بشكل أكثر وضوحاً على عمليات مجموعات النفط والغاز.
ويقول تاماس فارغا المحلّل لدى "بي في ام إنرجي" (PVM Energie) رداً على أسئلة فرانس برس، إنّ "التغيير المناخي أثّر وسيؤثّر أيضاً على إنتاج" النفط، مشيراً في هذا الإطار إلى أنّ الطقس الأكثر حرّاً يؤدي إلى تعطيل عمل المصافي.
وفي السياق ذاته، يوضح هان تان أنّ "العديد من المصافي الأوروبية تمّ تصميمها في الستينات والسبعينات بشكل أساسي لتحمّل درجات الحرارة الباردة أكثر من درجات الحرارة الساخنة".
ويعدّ النفط الأحفوري، أي الفحم والنفط والغاز، مسؤولاً عن أكثر من 75 بالمئة من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، وفقاً للأمم المتحدة.
وللمرة الأولى، وافقت دول العالم على تسوية تاريخية خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP28) الذي عُقد في دبي، ما يمهّد الطريق للتخلّي التدريجي عن الوقود الأحفوري، على الرغم من الامتيازات العديدة للدول الغنية بالنفط والغاز. ومع ذلك، فإنّ النص الذي تمّ اعتماده بتوافق الآراء لا يدعو بشكل مباشر إلى وقف استخراج الوقود الأحفوري.
وتقول إيبيك أوزكاردسكايا من سويسكوت "لا يمكننا أن نتوقع بشكل عقلاني من المستثمرين أن يعكسوا هذه الظاهرة بينما يحاولون زيادة أرباحهم".
وفي الواقع، يمكن الإشارة في هذا المجال إلى شركتي النفط البريطانيّتين الكبيرتين "شل" و"بي بي" اللتين تخلّتا عن بعض الأهداف المناخية في الأشهر الأخيرة.
بالنسبة لهذه المحلّلة، طالما أنّ "التكاليف المالية للأضرار المناخية لا تتجاوز الفوائد"، فإنّ الحل لا يمكن أن يأتي من الاقتصاد.
وتؤكد أنّ "التغييرات التنظيمة الملموسة والجذرية والعالمية ذات العواقب المالية الكبيرة... هي وحدها القادرة على توجيه رأس المال نحو الطاقات النظيفة والمستدامة".
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الوقود الأحفوری المحل ل
إقرأ أيضاً:
النفط يتراجع مع تلقي الدولار دفعة بعد فوز ترامب
تراجعت أسعار النفط، الأربعاء، بفعل ارتفاع الدولار بعد فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة.
ويعتقد المستثمرون أن إدارة ترامب ستعزز قيمة الدولار إذ سيلزم إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم الذي قد ينتج عن فرض تعريفات جمركية واتباع سياسات جديدة قد تزيد الضغط على اقتصاد الصين، مما قد يضعف الطلب هناك.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.04 دولار أو 1.4 بالمئة لتتداول عند 74.49 دولار للبرميل بحلول الساعة 1146 بتوقيت غرينتش، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.04 دولار أو 1.4 بالمئة إلى 70.95 دولار للبرميل.
وإلى جانب ارتفاع الدولار الذي يلقي بظلاله على أسعار السلع الأولية، فإن رئاسة ترامب قد تشهد تبني سياسات من شأنها أن تزيد الضغوط على اقتصاد الصين أكبر مستورد للنفط الخام في العالم وبالتالي إضعاف الطلب، وفقا للمحللة المستقلة تينا تنج.
ويتجه الدولار لتحقيق أكبر ارتفاع يومي منذ مارس 2020 مقابل نظرائه الرئيسيين وسط انطلاق ما يسمى "التداولات المراهنة على سياسة ترامب".
ويجعل ارتفاع الدولار السلع الأولية المقومة به -مثل النفط- أعلى تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل في يو.بي.إس، لوكالة رويترز: "رئاسة ترامب قد تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد. ففرض رسوم جمركية على السلع المستوردة قد يضر بالنمو الاقتصادي العالمي ويؤدي إلى انخفاض الطلب على النفط".
وأضاف "ومع ذلك، قد يفرض ترامب عقوبات جديدة على إيران وفنزويلا، وهو ما سيؤدي إلى تقليص إمدادات النفط من هذين البلدين إلى الأسواق العالمية، مما سيعود بالنفع على (أسعار النفط)". وتصدر إيران حوالي 1.3 مليون برميل يوميا.
وقالت آشلي كيلتي المحللة لدى بانمور ليبيرم "في حال فوز ترامب، فإنه لن يوجه اهتماما كبيرا للطاقة المتجددة وسيشجع نمو إنتاج النفط الأميركي بشكل نشط".
وأضافت "هذا ليس جيدا لمنظمة أوبك+ التي سيتعين عليها اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ترغب في حماية حصتها في السوق أو محاولة الحفاظ على مستويات الأسعار".
وقالت بريانكا ساشديفا المحللة الكبيرة للسوق لدى فيليب نوفا في مذكرة إن إشارات ضعف الطلب أثرت أيضا على النفط اليوم الأربعاء، بعد أن أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي أن مخزونات الخام الأميركية نمت أكثر من المتوقع.
ونقلت مصادر في السوق عن أرقام معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت 3.13 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الأول من نوفمبر، وهو ما يتجاوز زيادة قدرها 1.1 مليون برميل توقعها استطلاع أجرته رويترز.
وفي الوقت نفسه، بدأ منتجو النفط والغاز في خليج المكسيك بالولايات المتحدة في وقف الإنتاج مع توقع تحول العاصفة المدارية رافائيل إلى إعصار من الفئة الأولى بحلول صباح اليوم الأربعاء.