رصدت منظمة "سرفايفل إنترنشونال" أفرادا من قبيلة "ماشكو بيرو" التي تعيش في عزلة تامة عن العالم، على بعد بضعة كيلومترات من عمليات قطع الأشجار في غابات الأمازون جنوب شرقي بيرو.

وأعلنت المنظمة غير الحكومية، الثلاثاء، أنها لاحظت قبائل السكان الأصليين أثناء عمليات قطع الأشجار.

وشوهد أكثر من 50 من أفراد القبيلة في الصور الملتقطة في منطقة مونتي سلفادو.

كما رصدت السلطات مجموعة أخرى مكونة من 17 شخصا في منطقة بويرتو نويفو القريبة.

وطالب متطوعو المنظمة بإلغاء تراخيص قطع الأشجار لجميع الشركات العاملة في المنطقة وتسليم الأراضي إلى أهالي ماشكو بيرو.

وقالت مديرة المنظمة كارولين بيرس: "إنها كارثة إنسانية، ومن الضروري للغاية طرد قاطعي الأشجار، وتوفير الحماية المناسبة لأراضي ماشكو بيرو".

وبحسب المنظمة فقد قامت شركة "Canales Tahuamanu"، بشق أكثر من 200 كيلومتر من الطرق للشاحنات المخصصة لنقل الأخشاب.

وفي 28 يونيو أفادت حكومة البيرو أن السكان المحليين رأوا أفراد من "ماشكو بيرو" على نهر لاس بيدراس.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات البيرو الأمازون نهر الأمازون أخبار العالم

إقرأ أيضاً:

ما أفدح النصيحة عندما تصبح في كنف لائحة “فات الأوان”

ذات صباح .. ناري..
وأنا أمر أمام ضابط الجوازات مغادرا مطار القاهرة الدولي في نهاية فبراير 2023 نبهني وهو يختم جوازي (أنصحك بمجرد وصولك الخرطوم أن تجدد جوازك.. فهو على وشك الانتهاء..).
الخرطوم؛ مرت الأيام و أنا أمارس التسويف الضار، في ظني لا حاجة للجواز قريبا، وإذا ظهرت رحلة خارجية فسيكون أمامي متسع من الوقت.

يوم الأربعاء 12 أبريل 2023.. كنت في طريقي لمشوار وشاء الله أن أمر أمام مجمع جوازات السجانة.. في لحظة و دون سابق تخطيط قررت أن أحسم الأمر.. تحسست حقيبة معي لا تفارقني فإذا جواز السفر معي..

غيرت مساري ودلفت إلى مجمع الجوازات.. لحسن حظي بمجرد دخولي الصالة في الطابق الأعلى، رحبت بي دون سابق معرفة موظفة وأكملت لي الاجراء في دقائق معدودة.. ووعدت بمتابعة الأمر.. في اليوم التالي مباشرة اتصلت بي و أخطرتني أن الجواز جاهز.
ولأني لا أعلم الغيب.. وإذاً لاستكثرت من الخير.. نويت أن أحضر صباح السبت الذي يوافق 15 أبريل 2023 لاستلام الجواز..

كان صباحا عاديا.. وفي ظني أن لا حاجة للاستعجال.. ربما الموظفون لا يأتون مبكرا في يوم السبت فلماذا لا أذهب بعد منتصف النهار.

حوالي الساعة التاسعة تزيد قليلا.. بدأت تتصل بي الفضائيات.. الخرطوم تشتعل.
أول ما قفز أمامي .. مشهد ضابط الجوازت المصري في مطار القاهرة وهو يقول لي (أنصحك بمجرد وصولك الخرطوم أن تجدد جوازك..).
ما أفدح النصيحة عندما تصبح في كنف لائحة “فات الأوان”.
أنا الآن بلا جواز سفر.. قُضي الأمر..

ومع ذلك ظننت الخير بقدري.. لعلها فرصة لأكون شاهد عيان على هذه الأحداث التي لم ولن تتكرر في تاريخ السودان.

قلت لنفسي.. إذا طفح الكيل ولم يعد بالامكان ضمان الأمان.. فإن أفراد أسرتي – الذين لحسن حظهم كانوا في القاهرة قبل شهر ولهذا يحملون تأشيرات دخول سارية- سأحملهم بسيارتي حتى الحدود السودانية في مدينة حلفا.. و أودعهم ثم أعود إلى الخرطوم.. بمبدأ (النشوف آخرتا).

مر الأسبوع الأول.. ثم جاء يوم سقطت قذيفة في الشارع الذي يمر أمام منزلي.. لأول مرة أحس بما يلاقيه الجنود في الحرب.. لا يمكن تصور الصوت وأبواب المنزل ونوافذه تهتز.. انفجار مرعب بمعنى الكلمة.
في الحال بدأت ترتيبات خط الدفاع الأول.. السيناريو “ب”..
نغادر البيت في العاصمة لنحتمي بالبيت الكبير.. منزل العائلة في قريتنا “الخليلة” على بعد أقل من 15 كيلومتر.

نعتبرها رحلة.. فهي قرية جميلة يزيد من بهائها أحضان الأهل والاحساس بالحرز الأمين بينهم.. ولكن!

ولكن .. لابد من التحسب للسيناريو “ج”.. نفترض أن الأوضاع ساءت في العاصمة وأصبح متعذرا العودة إليها.. ثم ساءت في “الخليلة” أيضا لقربها من العاصمة وتأثرت بما يجري فيها.
السيناريو “ج” ؛ سيارتي معبأة بالوقود.. حملت فيها ما تبقى من “تمر رمضان”.. ويكون متاحا مواصلة الرحلة شمالا.. بلا هدف محدد سوى الابتعاد إلى أي مكان خارج العاصمة..
لكن الله لم يحوجنا إلى السيناريو “ج”

أمضينا أياما جميلة في “الخليلة” ثم قررنا العودة إلى العاصمة.. ليس لأن الأوضاع تحسنت.. بل لاحساسنا أننا تأقلمنا معها.

في العاصمة .. شهران إلا قليلا .. أخلينا الطوابق العليا في البيت و انحصرنا كلنا في الطابق الأرضي وآخر تحت الأرض.. كنت متفرغا تماما للمشاركات الاعلامية على مدار الساعة.. وكتابة اللمسات الأخيرة لكتابي “الديموقراطية السودانية”.
إلى أن جاء اليوم الموعود..

في حوالي الساعة الثالثة فجرا .. دوى صوت الرصاص قريبا من البيت.. من شدة الأصوات تحسبها كأنها من الغرفة المجاورة.. الرعب أصاب أفراد الأسرة .. اتخذوا كل اجراءات الطواريء ابتعدوا من الحوائط.. تجمعوا في الطابق تحت الأرض وفي دائرة صغيرة بعد اطفاء كل الأنوار.. والظلام الحالك يلف المكان .. والرصاص المرعب مستمر.
ليس أشق من الرعب.. إلا رؤيته في أعين أبنائك..

في لحظتها اتخذت القرار بناء على نصيحة الهندي الأحمر.. في الفيلم الأمريكي الذي يحكي معارك السكان الأصليين في أمريكا مع المستعمرين الجدد.
كان زعيم القبيلة – الهندي الأحمر- يخوض المعركة تلو المعركة وتتعرض القبيلة لخسائر بشرية فادحة.. وهم يصرون أن المقاومة حتى “آخر رمق”.
في لحظة فكر الزعيم وقرر ثم جمع قيادات القبيلة وقال لهم:

(من حقنا نحن الرجال أن نقرر ما نشاء لأنفسنا.. لكن ليس من حقنا أن نقرر نيابة عن نسائنا وأطفالنا).
ثم أصدر أمره بوقف الحرب والدخول في مفاوضات سلام..
فكرت وقررت.. أنا المسؤول عن سلامة أسرتي .. و لن انتظر ولا يوما واحدا لأرى مثل هذا الرعب مرة أخرى في أعينهم.

ما أطول الساعات التي مرت حتى انبلج الصباح.. طلبت منهم الاستعداد الآن للمغادرة إلى مصر.
طلبوا بعض التأجيل ريثما يدبرون حالهم.. لكنني أصررت.. الآن.. الآن.. لن نبيت ليلة أخرى.
وبدأت الاستعدادت بصعوبة .. بينما تفرغ أحد الأبناء للتواصل مع أرقام حافلات السفر التي كانت تعلن في الفيسبوك..

المعادلة صعبة جدا.. نحتاج لمن يدفع لنا قيمة تذاكر السفر.. فالحرب باغتتنا ولم يكن معنا أي قدر من المال.. صفر حرفيا..
نحتاج للتواصل مع أقرباء خارج السودان ليتولوا الدفع عبر تطبيق “بنكك”.. الذي كان يعمل ساعة ويتوقف ساعتين.. ليزيد من تعقيد الأمر..

تجاوزنا منتصف النهار دون حل ترتيبات السفر لكامل الأسرة.. وغادرت تقريبا كل الحافلات ولم يعد ممكنا اليوم السفر..
لكن.. فجأة يتصل بي أحد وكلاء السفر.. ولن أنسى له هذا الصنيع ليقول لي أن هناك حافلة قادمة من مدني عبر شارع الستين بالخرطوم و بالامكان اللحاق بها شريطة أن نكون في الشارع الذي تمر به بعد ساعة.

كانت مهمة مستحيلة مع قصر الوقت ومطلوبات اعتراض طريقها.. كما لا تتوفر وسيلة نقل سوى سيارتي التي تتطلب أن أنقل الأسرة والأمتعة على دورين.

ذهبت في المرة أولى ومعي بعض أفراد الأسرة.. واعترضنا طريق الحافلة وترجيت السائق أن ينتظر قليلا ريثما نحضر بقية الأسرة.. لكن مجموعة من أفراد الاستخبارات العسكرية أمرونا بالتحرك سريعا لأن الموقع سيشهد معركة بعد قليل.. المكان بالفعل به سيارات محترقة من أُثر معارك سابقة.. وتحركت الحافلة ببعض الأسرة بينما بقيت أنا وحدي في الشارع في انتظار وصول البقية..
تحركت الحافلة إلى مكان آخر بعيد وتوقفت في انتظارنا.

استغرق الأمر بضع ساعات.. قال لي أحد الركاب بعد أن تكاملنا كلنا في الحافلة..( يا استاذ حكمت علينا بالمبيت في قندهار.. السلطات لن تسمح لنا بمغادرة حدود ولاية الخرطوم بعد مغيب الشمس.)
لحسن الحظ.. مررنا بارتكازات الجيش ولم يطلبوا منا تأجيل الرحلة.. واصلنا طريقنا.. إلى أرقين .. حيث الحدود السودانية المصرية.

كانت ترتيبات السلطات المصرية تسمح بتجديد جميع الجوازات بالختم عليها في المعبر..
بل أكثر من ذلك سمحت لمن لا يحملون جوازات أن يعبروا بوثائق سفر مؤقتة يحصلون عليها في المعبر أيضا.
وصلنا مدينة “اسوان” فجرا.. وغادرناها بالقطار بعد سويعات قليلة..
وصلنا أخيرا القاهرة.
ليعود بي الزمان إلى الثمانينات.. عندما كنت طالبا بكلية الهندسة.

عثمان ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بسبب كلب.. ضبط المتهمين بالتشاجر في ترام الاسكندرية
  • نداء إلى “وزارة البيئة” و “الأمن البيئي”.. “خريصه” و “المغرّه” بعيدة عن عين الرقيب..!!
  • ميزانية الأسرة.. «7 آلاف جنيه شهريا» هل تكفي الاحتياجات الضرورية؟
  • اكتشاف بيئي مذهل في قلب غابات الصين المعزولة
  • تطبيق مقصفي يتيح لولي الأمر شحن رصيد الطالب بحد معين لضبط عمليات الشراء ‏⁧‫.. فيديو
  • رغم أوامر القضاء والمحافظ.. ضباط في اللواء 22 ميكا يواصلون الاستيلاء على شقق مواطنين في تعز
  • اليوم.. استكمال محاكمة المتهم بقتل عدد من أفراد أسرته في «مذبحة المعادي»
  • شايب يلتقي مع أفراد الجالية الجزائرية ببلجيكا ولوكسمبورغ
  • غدًا.. محاكمة المتهم بارتكاب «مذبحة المعادي»
  • ما أفدح النصيحة عندما تصبح في كنف لائحة “فات الأوان”