مُزنة المسافر
كانت تعوم في البحيرة القريبة منا.
تلك الجارة الغائبة عن الوعي دائماً.
إنها غير واعية.
أو غير آبهة.
بنا وبمشاهداتنا.
لها وهي تدعي الغرق.
داخل بركة الطيور.
إنها ربما تطفو معهم.
مع البط، والإوز.
*****
الثرثرة التي كانت حولها قد تبددت.
لوهلة، وصرنا وحدنا.
أنا وأصحابي.
نشاهدها، لا يصيبنا الملل أو الكلل.
*****
سيلفانا: أنت!.
توقف عن النظر إلي.
*****
ارتبك غييرمو.
للجارة الجديدة.
إنه ابن العاشرة.
وهي عشرينية.
من يدري من أين يأتي الناس بتلك الأعوام.
والسنوات سريعاً.
*****
لقد قالت هي كلمات الحذر.
وتوقف غييرمو من الارتحال.
في كلمات الجيران.
أنها تؤدي دوراً ما.
إنه دور جديد في بركة الطيور.
وفي بلدتنا الجبلية.
التي بها زهور عطرية.
وسنابل ذهبية.
وبذور دوار الشمس.
المنثورة في كل حفرة.
*****
من يسبح في بحيرة الطيور الراكدة؟
المُرَّة، وفي ذاك الماء العكر.
إنها الجارة الجديدة.
يا ترى ما اسمها؟
*****
إنها تغني وسط المياه الراكدة.
وما هي هذه الأغنية التي صارت سائدة؟
وشاهدة على ربيع جديد.
*****
الأصحاب: قدم لها وردة.
انظر للأزهار التي تميل.
اذهب يا غييرمو.
لا تتعالى.
لن تتهاوى.
إنها جميلة.
وقد تقول بنغم ما.
قد تعرفه.
*****
اقترب غييرمو نحوها بأزهار قد ملأت يديه.
وقدمها للجارة الجديدة.
ولم يعلم أن يقول حروف سديدة.
بعثر كل كلمة.
وجمعها قليلاً مع قدوم الهواء.
الذي جلبته ريح عابرة.
*****
سائرة نحو شعر الجارة.
وجعلت غُرة شعرها الداكن.
تتطاير أمام مرأى الأصحاب.
*****
ليس له كلمة حاضرة.
وناظرة نحو جرئته المعتادة.
فلم يعد قادراً على تذكر أظرف الشمع التي يوزعها ساعي البريد.
أو قوافي قصائد عازف القيثارات المجهول.
*****
أين هو القاموس؟
الضالع بإنقاذ المبعثرين.
للعبارات الوحيدة.
*****
من يعلم كيف يكون المرء؟
حين يشعر بشئ يسكن عقله.
سألها إن كانت تؤدي دوراً ما.
هنا في بلدتهم الجبلية.
فهي لا تبدو كالغريبة.
*****
غييرمو: أنت مغنية؟
جاءت من المسارح العظيمة.
*****
سيلفانا: لا لكنني أحب النغم واللحن.
*****
غييرمو: ماذا لو جئت كل يوم لتغني لي أغنية؟
من أغنيات الأجداد.
أو ربما أغنية فريدة للأحباب.
ولن أتي دون هؤلاء الأصحاب.
*****
ابتسمت الجارة.
ابتسامة ملكت قلب غييرمو.
بأكمله.
دون أي قطعة ناقصة.
إن مشاعره الآن باتت راقصة.
ونابضة.
بأمور كثيرة.
مثيرة.
سيأتي المرة القادمة ربما بقيثارة.
يبتاعها أو ربما سيدون القصائد التي سقطت سهواً.
من مراسيل المحبين.
وهل سيعلم ساعي البريد أن حقيبته باتت توزع أظرف الشمع؟
وكلمات الغرام.
التي ستعلم غييرمو الكلام.
*****
وأنه سيقول شيئاً حلواً للجارة الجديدة.
التي جاءت هنا دون حيرة.
وصارت في بلدتنا الجبلية.
حول الزهور العطرية.
وبين حقول دوار الشمس.
يا ترى حين يكتب تلك القصيدة الحلوة؟
كيف سيعرف عنوان الجارة الجديدة؟
*****
عليه أن يدونه الآن.
قبل أن تغيب وتكون في أصعب ضيعان.
ولا يجدها بين ثنايا الأيام.
إنها له الآن، في هذه اللحظة.
إنها بين كف الوئام.
من يدري أين ستكون الغد؟
وهل سيكون بينهما أي وعد.
ينتظرهما معاً.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
عكس الجارة الرباط.. مدينة سلا غائبة عن تحضيرات المونديال ببنية تحتية مُهترئة وانتشار الفَرّاشة
زنقة 20 ا عبد الرحيم المسكاوي
منذ أن تم الإعلان عن استضافة المغرب لكأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 تجندت مختلف المدن خصوصا المرشحة لاستضافة المباريات الكروية لتهيئة مدنها وتطوير البينة التحتية بها، باستثناء مدينة سلا إحدى العدوتين مع العاصمة الرباط ، التي تعاني من تهميض و إقصاء كبيرين من مشاريع تجهيز البنية التحتية الحقيقية؛ بفعل غياب الحس الإستثماري للمنتخبين.
والملفت للنظر أن المدينة تعيش في تخبط متواصل دون أن تحرك ساكنا المجالس المتعاقبة على تسييرها أو حتى أن تقدم برنامج عمل حقيقي ينقذ سكانها من التهميش، أو حتى أن تقوم بمرافعة حقيقية لدى القطاعات الحكومية لجلب مشاريع تنموية واستثمارات تؤهل المدينة لتكون منافسة للعاصمة الرباط في التظاهرات القادمة.
ففي جولة قصيرة يتبين لزائر المدينة أنها “غادة غير بالبركة ديال الله”، طرقات مهترئة ومصابيح إنارة ضعيفة بالكاد تضيء جنبات أعمدتها في جل الشوراع الرئيسية، وانتشار الحفر التي تخلفها أشغال شركات الاتصالات وشركات التدبير المفوض دون رقابة من المجلس الجماعي، بالإضافة إلى غياب المساحات الخضراء وتوغل لوبيات العقار في كل شبر من المدينة المليونية مقابل حصدهم للملايير دون المساهمة في إقلاع البنية التحتية.
حفر منشرة في الطرقات والأزقة وأعمدة إنارة مهترئة
يتسبب اهتراء الطرقات ببعض الشوارع والأزقة في ضواحي المدينة في سخط يومي للسكان والزوار بسبب حالتها المزرية خصوصا في العديد من أحياء المدينة بسبب عدم المراقبة وغياب المسؤولين المحليين، الأمر الذي يؤثر بشكل كارثي على الطرقات وجماليتها.
وتغيب عن الطرقات عمليات التقليم الجمالي للأشجار، والإكتفاء بحملات موسمية في كل زيارة ملكية للمدينة، دون وضع مخطط لتشجير المدينة بعد زحف الأسمنت بشكل مهول في كل مساحة فارغة فيها.
اختناق في حركة المرور نتيجة غياب الأنفاق
وفشل إلى حدود الساعة المجلس الجماعي الحالي في تحسين تدفق حركة المرور، وخاصة تشوير الطرق وضبط السرعة الذي يعد جزء من تحسين تدفق حركة المرور.
فالوقت الطويل الذي يقضيه السائقون لتجاوز بعد المحاور، أثر بشكل كبير على حياتهم اليومية، متسببا من ارتفاع استهلاك الوقود وزيادة التكاليف الاقتصادية ومصدر إحباط للجميع، كما أضر بحركة النقل العام والخاص بشكل مباشر.
هذه الأزمة تعكس غياب التخطيط المسبق أو اتخاذ تدابير بديلة لتخفيف الضغط، ومن أهمها إحداث أنفاق مرروية بعمق المدينة والمدارات التي تعرف ازدحاما شديدا في أوقات الذروة وهو ما لم يراه السلاويون إلى حدود الساعة.
كورنيش يشتكي الإهمال
كل شواطئ المغرب في المدن الكبرى أصبح لها «كورنيش» تفتخر به يوفر للمصطافين لحظات ممتعة للاستمتاع بزرقة البحر..وعادة ما يكون هذا «الكورنيش» مجهزا بإنارة جيدة، ومقاهي وفضاءات للترفيه إلا أن شاطئ سلا بات من الشواطئ الكئيبة التي طالها الإهمال، بالمقابل يقتصر دور المجلس الجماعي في تنقية رماله لذر الرماد على العيون.
ويبدو أن تهيئة الكورنيش آخر ما يفكر فيه المسؤولون في جماعة سلا، وربما أن ذريعته غياب الإمكانات المادية، علما أن هناك حلول كثيرة لتهيئته من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص أو فتح الباب للمستثمرين.
بالإضافة إلى أن الشريط الساحلي للمدينة تحول إلى كابوس يومي للزوار بعد تسجيل حالات السقوط المؤدية للموت نتيجة نقط سوداء لم يهتدي المجلس الجماعي بعد لإيجاد حل لها، رغم مصرع العديد من أبناء المدينة من كل الفئات العمرية نتيجة غياب حواجز تجنبه السقوط في قاع البحر
تصاعد فوضى “الفراشة” بالأحياء السكنية