أكد وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، أنه لم يتلق أي طلب رسمي أو غير رسمي من أوروبا لتوطين المهاجرين داخل ليبيا.

وأشار، خلال مشاركته في منتدي الهجرة المنعقد في طرابلس، إلى أن منظمات المجتمع المدني والشارع الليبي يرفضون هذا الأمر، كما اعتبر أن تكدس المهاجرين العائدين من البحر في ليبيا محاولة لتوطينهم، على الرغم من التعاون بين ليبيا ومالطا وأوروبا لتقليل موجات الهجرة، مما تسبب في تكدس المهاجرين في ليبيا وتونس.

وشدد على أن الدول الأوروبية حريصة على وحدة واستقرار ليبيا، لكن المشكلة عندما نقف مع أوروبا لإيقاف الهجرة بالبحر، ودعمونا بقطع بحرية، ولكن هذه الفكرة نتج عنها تكدس المهاجرين في ليبيا وتونس.

وأكد أن إغلاق حدودنا مع تونس أسهم بشكل كبير في وقف تدفق المهاجرين من ليبيا إلى تونس، ومنه إلى إيطاليا.

وأعرب عن تطلعه إلى علاقات جيدة مع دول الاتحاد الأوروبي، ونريد جعل ملف الهجرة غير الشرعية ملف أساسي بالنسبة لهم.

مشيرا إلى أن إفريقيا تمر بتوترات وحروب قبلية مثل تلك التي مرت بها ليبيا، حيث مررنا بانقسامات سياسية وحرب أهلية، ونتمنى مساعدة إخوتنا الأفارقة بإنشاء مشاريع تنموية، لأن المواطن الإفريقي ليس لديه ما يجعله لا يترك بلاده ويتواجد فيها، فالحاجة هي ما دعته للهجرة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الهجرة غير الشرعية عماد الطرابلسي مؤتمر الهجرة وزير الداخلية

إقرأ أيضاً:

هجرة مليون مستوطن ترفع أسعار عقارات أوروبا

 

 

بعد مرور أكثر من عشرة أشهر وأسبوعين على معركة «طوفان الأقصى» المباركة، أفضل ما يمكن فعله اليوم هو إعادة توصيف وقياس بعض النتائج المهولة للطوفان، وتقديمها، على نحو ينزع قشرة الوهم عن كيان بات «أوهن من بيت العنكبوت».
لقراءة الحاضر واستشراف المستقبل، لا بد من سلاح التاريخ، هناك الأجوبة الحقيقية والقاطعة، وعند لحظة أزمة كيان العدو فإن العقل سرعان ما يستحضر أرفع المؤرخين العرب للعصور الوسطى، البروفيسور الراحل قاسم عبده قاسم، الذي تعرّض عدة مرات لهذا الكيان بالنقد والتشريح والتحليل، في ثنايا كلامه عن المشروع الغربي القديم لإقامة قاعدة دائمة في الأراضي العربية عمادها «بيت المقدس»، باختصار كان «قاسم» يرى إن «زرع الكيان في المنطقة هو فصل من فصول الحروب الأوروبية الاستعمارية، وإن تغير اسمها وتبدلت أهدافها المعلنة».
أما اليوم فقد رسم «طوفان الأقصى» ما يريد في كراسة إيقاع التاريخ، ففي اللحظة التي سيفقد فيها الصهاينة الأمل وتتبخر من بين أيديهم الوعود، فإن جنسيتهم الأخرى جاهزة، ووطنهم القديم الذي أتوا منه لن يطردهم، فالكيان القائم على تشجيع الهجرة الدائمة إليه، فقد عنصر الجذب منذ زمن بظل التهديدات الوجودية التي مثلتها جبهة المقاومة خلال السنوات الأخيرة، والتي أضعفت فرص أو أكاذيب «الملجأ الآمن»..، وقد جاءت معركة «طوفان الأقصى» لتضع نقاط النور ومدات النار على حروف ساخنة بدماء الأبطال الشهداء، وتقتل كل فرصة حياة لهذا الكيان المسخ.
ولمعرفة حجر أساس خطط كيان العدو، يلزمنا العودة إلى مؤسس الكيان «دافيد بن غوريون»، الذي أوصى أتباعه قبل موته بـ»استمرار الهجرة اليهودية الكثيفة»، معتبرًا أن «الهجرة الواسعة هي الضامن الأهم والأكثر فعالية لهم..».. كلام يوحي بأن «بن غوريون» أدرك الواقع الحقيقي للكيان، فهو ليس «دولة» عادية يرفدها تاريخ مثبت، ويعززها انتماء واحد مشترك، وتحكمها منظومة قيمية من أي نوع، بل إنه كيان قائم على بطش القوة المسلحة الفتاكة، وإنه كيان مهدد في بقائه، وبالتالي فإن معدلات نمو زيادة عدد مستوطنيه ستظل ضعيفة، بفعل التوتر الذي قام ويعيش عليه وفيه، وبالتالي فإن الهجرة الدائمة إليه هي الدم الجديد الذي ينشط وينعش الجسد الصهيوني باستمرار..
وإذا كانت الأرقام هي تجريد الحقيقة، بلا تزييف ولا ادعاء، فإنه من المهم أن نضع بعضها في سياق ملائم للقراءة، يبلغ عدد المسجلين في الكيان نحو 9.5 مليون، منهم 7.5 مليون مستوطن (بينهم مئات الآلاف من الاتحاد السوفيتي السابق)، ومليونا عربي يتوزعون في أراضي 48، والجزء الشرقي من القدس المحتلة، أما بعض المحللين والمهتمين بالشأن الصهيوني فيجزمون بأن عدد المستوطنين الصهاينة في الكيان لا يزيد عن 7 ملايين نسمة فقط.
ما بعد 7 أكتوبر العظيم، كل التقارير وحتى صور المسافرين المزدحمين في المطارات تقول بأن هذا الكيان قد بدأ نزيف الهجرة، أي الهجرة المعاكسة، بالتزامن مع ارتجاج الضربة الهائلة التي أصيب بها في اللحظة الأولى من «طوفان الأقصى»، والتي دمرت كل جسور الثقة بين المستوطن والكيان الذي كان يظن نفسه منيعًا، إثر ذلك كان الهروب الكبير هو رد الفعل التلقائي لعضو غريب زرع في جسد يلفظه، وكانت تلك واحدة من الانتصارات الاستراتيجية في معركة «طوفان الأقصى».
إذا ما أردنا التحديد أكثر، فإن اشتعال عدة جبهات في وقت واحد، غزة وجنوب لبنان واليمن والعراق، تسببا بعمليات إجلاء واسعة، من غلاف غزة ومن الجنوب في أم الرشراش «ايلات»، ثم في شمال فلسطين كله، ليس في مناطق اشتباك حزب الله فحسب التي تحولت إلى حزام أمني، بل في حيفا وغيرها التي لا يشعر سكانها بالأمان، مما خلق واقعًا جديدًا على الأرض دفع كل من استطاع سبيلًا للهروب من الكيان، وإلى أرقامهم الرسمية –رغم ما بها من تضليل- فإن ما يسمى بـ»سلطة السكان والهجرة الصهيونية» تقول إنه «منذ بداية الحرب وإلى غاية نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، غادر حوالي 370 ألف مواطن إلى الخارج، يضاف إليهم 600 ألف غادروا خلال العطلات ولم يعودوا حتى الآن». وبذلك يصبح مجموع المستوطنين الهاربين من الكيان المؤقت نحو 970 ألفًا.
أحدث التقارير الصحفية في إعلام العدو (يديعوت أحرونوت)، أكدت الأرقام السابقة فقال إن أكثر من 550 ألف مستوطن غادروا الأراضي المحتلة في أول 6 شهور من عملية «طوفان الأقصى»، بما يتفق وتسريبات سلطة السكان والهجرة، أن الكيان فقد في 10 شهور نحو مليون مستوطن، بينما كل ما استطاع الكيان استقطابه من مهاجرين بالكاد بلغ 2500 مستوطن. ولم تذكر الصحيفة شيئًا بالطبع عن المغادرين قبل الطوفان، والذين قرروا عدم العودة، لكنها أشارت إلى أن «طوفان الأقصى» والانقسام السياسي والحكومي وفشل الجيش الصهيوني في حربه على كل الجبهات، قد ساهمت في إنشاء تجمعات وحركات رفعت شعار «لنغادر معًا»، وهو مؤشر على ما تمر به جموع المستوطنين من يأس كامل وشامل.
أما بالنسبة للبيانات المستقلة المتاحة، ووفقًا لموقع «فلايت رادار 24»، قدر عدد الرحلات المغادرة لمطار «بن غوريون» بنحو 120 رحلة يوميًا، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على الإطلاق، بمعدل 24 ألف مسافر يوميًا، وشهد مطارا «إيلات» وحيفا معدلات سفر مغادرة عالية، إضافة إلى السفر عن طريق البحر عبر السفن والرحلات الجماعية، بما يرفع العدد إلى مستويات قياسية، لا تعكس حقيقتها وسائل الإعلام العبرية.
موقع «يسرائيل زمان» العبري أشار في تقرير له عن الهجرة العكسية إلى أن مكاتب العقارات تتلقى يوميًا 4 من كل 10 طلبات للاستفسار عن شراء عقارات بالدول الأوروبية، وعلى رأسها اليونان والبرتغال وقبرص، وفي اليونان بالذات فإن الشركات العقارية أعلنت عن زيادات هائلة في أسعار البيع والاستئجار للعقارات، بحيث قدرت بعض الشركات ونتيجة للفارق الكبير بين الطلب المرتفع والعرض الثابت، أن أسعار الوحدات السكنية قد تضاعفت 3 إلى 4 مرات، بسبب الهجرة الصهيونية الكثيفة إليها.
في الأخير، يخوض الكيان حربًا وجودية، وهو يعتبر التعمية والكذب والتغطية على الخسائر أولوية تتجاوز ما عداها، ولن تصدر حكومة العدو اليوم أو غدًا أرقامًا لمن هربوا منها، وفضلوا الحياة في دولهم الأصلية التي أتوا منها، إلا أن أقل رقم رسمي يدور حول المليون ويمثل نحو 14 % من كل المسجلين في الكيان، وهو رقم مذهل، ولم يكن بالإمكان تصوره، هذا كله والكيان لا يزال في مرحلة الحرب المحدودة، ولم يجرب حظه مع مواجهة سواعد الرجال الشريفة المتوضئة، هذا كله نتيجة لمعركة نقاط (بالنسبة لنا) كما سماها سماحة السيد الأمين العام ووصفها.. فكيف اذا وقعت الواقعة الكبرى؟!

مقالات مشابهة

  • الحكومة الإسبانية ترفض إتهام المغرب في قضية الوافدين سباحةً نحو سبتة وتجدد تأكيد تعاون الرباط
  • اللجنة العليا للترتيبات الأمنية تستلم عددًا من المقار في طرابلس
  • كيف ستوفق بريطانيا بين نقص العمالة الصحية وقيود الهجرة؟
  • الهروب من كردستان: الأزمات تدفع الشباب إلى الهجرة
  • بعد دعوى قضائية من 16 ولاية.. قاض يعلّق برنامج بايدن للهجرة
  • وزير الخارجية والمغتربين يؤكد على أهمية معالجة قضايا المهاجرين غير الشرعيين
  • حنان كشك تكتب: الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر
  • هجرة مليون مستوطن ترفع أسعار عقارات أوروبا
  • وفاة 13 شخصا وفقدان 14 آخرين جراء غرق قارب يقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن
  • تقرير أممي: مقتل وفقدان 27 شخصاً في حادثة غرق قارب يقل مهاجرين قبالة سواحل تعز