ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار النفط وكيف يمكن استغلالها في التداول؟
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
لا يخفى على أحد مدى الأهمية التي يتمتع بها النفط كواحد من أهم السلع الأساسية الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، والنفط لا يقتصر دوره على استخدامه كمصدر رئيسيًا لتوليد الطاقة، ولكن يمتد هذا الدور للتأثير المباشر على كل من السياسات الاقتصادية والتوازنات الجيوسياسية، وكذلك أسواق المال العالمية.
في سوق المال العالمي سنجد أن أسعار النفط تتغير باستمرار مدفوعة بالعديد من العوامل المتشابكة والتي منها عملية العرض والطلب، والتطورات التكنولوجية والأحداث الجيوسياسية، وغيرها الكثير من الأمور، وهذه التقلبات يمكن اعتبارها مصدر أكثر من رائع للعثور على الفرص المناسبة لتحقيق الأرباح، ولكنها في نفس الوقت تكون بمثابة تحديات يجب على المستثمر الانتباه لها جيدًا، لذا في المجمل يجب أن يسعى المتداولين والمستثمرين إلى فهم واستغلال هذه العوامل لتحقيق مكاسب مالية.
في التقرير سنجاوب بشكل تفصيلي على ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار النفط وكيف يمكن استغلالها في التداول؟ وسنقدم نظرة شاملة تمكن المتداولين من اتخاذ قرارات مستنيرة ومبنية على فهم عميق للعوامل المؤثرة في سوق النفط، مما يعزز من فرص النجاح في هذا السوق المتقلب والمعقد.
ما هي العوامل التي تؤثر على أسعار النفط وكيف يمكن استغلالها في التداول؟هناك العديد من العوامل التي تتأثر بها أسعار النفط بشكل عالمي، فيما يلي أهم العوامل التي تؤثر على أسعار النفط وكيف يمكن استغلالها في التداول:-
1/ عمليات العرض والطلبمثله مثل أي سلعة معروضة للتداول يتأثر النفط بعمليات العرض والطلب التي تتم عليه، وللتوضيح يجب أن نفرق بين كل من مصطلح العرض ومصطلح الطلب بالشكل التالي.
العرض/ يتعلق بكمية النفط المتاحة في السوق والتي تنتجها الدول المنتجة للنفط، وكلما زاد الانتاج أدى ذلك إلى انخفاض الأسعار في حين أن العكس صحيح حينما ينخفض الإنتاج يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع الأسعار.الطلب/ يقصد به هنا الطلب على النفط، ويتأثر الطلب بالأنشطة الاقتصادية العالمية، فعندما يكون الاقتصاد العالمي في حالة نمو يزداد الطلب على النفط، مما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع الأسعار، ولكن في حالة الركود الإقتصادي يقل الطلب على النفط مما يؤدي إلى إنخفاض الأسعار.استغلالها في التداول
يُمكن أنت كمتداول استغلال فترات الركود التي تؤدي إلى انخفاض السعر والقيام بالشراء، والانتظار إلى حين يزيد الطلب ويرتفع السعر والقيام بالبيع، وتحقيق الأرباح من وراء فارق السعر الخاص بالشراء والبيع.
كما قد يؤدي متابعة تقارير الإنتاج والتصدير من الدول الرئيسية المنتجة للنفط، ومراقبة المؤشرات الأسواق العالمية التي تشير إلى النمو أو الانكماش الاقتصادي، مثل الناتج المحلي الإجمالي والتقارير الصناعية إلى مساعدتك في فهم توجهات السوق واتخاذ قرارات التداول المناسبة لك سواء بالبيع أو الشراء.
2/ الأحداث الجيوسياسيةالتوترات والصراعات السياسية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحركات أسعار النفط، خصوصًا إذا كانت هذه التوترات تحدث في المناطق الرئيسية المنتجة للنفط، حيث يمكن أن تؤدي إلى تقلبات حادة في الأسعار، فمثلًا في حالة حدوث نزاعات في الشرق الأوسط يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث مخاوف في الإمدادات، وبالتالي ارتفاع في الأسعار.
استغلالها في التداول
في هذه الحالة يمكن لمتابعة الأخبار العالمية والتقارير السياسية، خصوصًا تلك التي تتعلق بالمناطق الغنية بالنفط أن تساعدك في التعرف على إلى أين يتجه السوق؟ أو اختيار التداول في نفس البلد التي تنتج النفط كـ تداول النفط بالسعودية مثلًا.
3/ الطاقة البديلة والسياسات البيئيةالتوجه نحو استخدام الطاقة المتجددة أو التحول نحو الطاقة النظيفة يمكن أن يقلل من الطلب على النفط التقليدي، كما أن السياسات الحكومية المتعلقة بالبيئة، والتي تحد من استخدام النفط يمكن أن تؤثر هي الأخرى على الطلب على النفط.
استغلالها في التداول
يمكن البقاء في الصورة من خلال متابعة التشريعات والسياسات البيئية الجديدة والمبادرات الحكومية لتعزيز استخدام الطاقة البديلة، كما يمكن للاستثمار في شركات النفط التي تتبنى سياسات بيئية مستدامة أو التي تستثمر في الطاقة البديلة كجزء من استراتيجيتها أن يكون مفيدًا في تحقيق مزيد من الأرباح وتجنب الخسائر.
4/ أسعار صرف العملاتأسعار النفط مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالدولار الأمريكي، فإنه عندما ينخفض الدولار، تصبح أسعار النفط أرخص للمستثمرين بالعملات الأخرى، مما يزيد الطلب ويرفع الأسعار.
استغلالها في التداول:
يمكن استغلال هذه النقطة في عملية تداول النفط عن طريق مراقبة أسعار صرف العملات وخاصة الدولار الأمريكي، والتحرك وفقًا لهذه الأسعار، كما يمكن استخدام التحليل الفني والأساسي لتوقع التحركات في أسواق العملات وتأثيرها على أسعار النفط.
5/ التطور التكنولوجيالتطور التكنولوجي المتعلق بمجال صناعة النفط والتقنيات الجديدة يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على أسعار النفط، فمثلًا الشركات التي تتبنى تقنيات تكنولوجية متطورة في عملية إنتاج النفط يمكن أن تؤدي إلى تقليل تكاليف الإنتاج، وبالتالي يزيد العرض، وفي نهاية المطاف يؤدي ذلك إلى إنخفاض الأسعار.
استغلالها في التداول:
يمكن استغلال هذه النقطة في تداول النفط عن طريق متابعة التطورات التكنولوجية في صناعة النفط والتقنيات الجديدة مثل التكسير الهيدروليكي، والاستثمار في الشركات التي تتبنى هذه التقنيات لتكون في الطليعة عند حدوث تغييرات في الصناعة.
6/ قرارات أوبك
هي قرارات منظمة للدول المصدرة للبترول، وتلعب منظمة أوبك دورًا حاسمًا في تحديد أسعار النفط العالمية من خلال سياسات الإنتاج والتصدير التي تتبعها. تأسست أوبك عام 1960 بهدف التنسيق بين الدول الأعضاء بداخلها، وتحقيق استقرار في أسواق تجارة النفط، بالإضافة إلى تأمين دخل ثابت للمنتجين للنفط، ويتمثل عمل المنظمة في أنها تقوم بشكل دوري بمراجعة مستويات الإنتاج وتحديد سقف الإنتاج لكل دولة عضو. عندما تقرر أوبك خفض الإنتاج، يقل العرض المتاح في السوق، مما يؤدي غالبًا إلى ارتفاع الأسعار، والعكس صحيح عندما تقرر زيادة الإنتاج تنخفض أسعار النفط في السوق.
طبيعة إتخاذ قرارات أوبك تعتمد على الوضع الاقتصادي والسياسي والعالمي، بالإضافة إلى المستويات المتوقعة من الطلب على النفط مقارنة بـ المخزونات المتاحة. ومن الجدير بالذكر، أن السعودية تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه سياسات المنظمة، نظراً لقدرتها الإنتاجية الكبيرة وتأثير السعودية في سوق تداول النفط.
استغلالها في التداول:
قم بمراقبة الأسواق العالمية بدقة وإعلانات أوبك واجتماعاتها الدورية، فهي تعتبر مؤشراً رئيسياً على التوجهات المستقبلية في سوق النفط.
استراتيجيات التداول بناءً على العوامل المؤثرة التحليل الأساسي/دراسة التقارير الاقتصادية، والأخبار الجيوسياسية التي يشهدها سوق النفط، ورسم توقعات العرض والطلب لتحديد الاتجاهات طويلة الأجل، وقصيرة الأجل في أسعار النفط.التحليل الفني/ عن طريق استخدام الرسوم البيانية والمؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة، مؤشرات القوة النسبية لتحديد نقاط الدخول والخروج.إدارة المخاطر/استخدام أوامر وقف الخسارة لتقليل الخسائر المحتملة، وتحديد حجم التداول بناءً على مستوى المخاطرة المقبول بالنسبة لديك الذي يجب أن يتناسب مع حجم رأس مالك من خلال حاسبة الاستثمار المخصصة لذلك، وكذلك تنويع استثماراتك لتفادي الخسائر الفادحة.التداول الموسمي/ الاستفادة من الأنماط الموسمية في أسعار النفط مثل ارتفاع الطلب في فصل الشتاء بسبب زيادة احتياجات التدفئة، كما يمكن أيضًا تداول النفط في الأماكن المنتجة له مثل تداول النفط بالسعودية.من الجدير بالذكر، أنه يمكن اختيار نوع التداول المفضل لديك سواء تداول عقود الفروقات مقابل النفط، أو التداول قصير المدى على أسهم النفط أو التداول طويل الأجل على أسهم الشركات المنتجة للنفط، ولكن عليك التأكد دائمًا من أن آلية التداول التي ستختارها متوافقة مع الضوابط الشرعية الإسلامية لأن مثلا تداول عقود الفروقات مقابل النفط ليس حلالًا إذا تم دفع فيه الهامش وفرض عليك الوسيط عمولات تبييت، وكذلك تداول النفط بالرافعة المالية حرام شرعًا، لذا انتبه لهذه النقطة جيدًا، وتأكد من الشرعية قبل اختيار آلية التداول الخاصة بك.
في النهاية، أسعار النفط تتأثر بعدة عوامل معقدة تتداخل فيما بينها. من خلال فهم هذه العوامل واستخدام استراتيجيات التداول المناسبة، يمكن للمتداولين استغلال التقلبات في أسعار النفط لتحقيق أرباح. وفي المجمل التحليل الشامل والمستمر للسوق هو المفتاح الأساسي لاتخاذ قرارات تداول مستنيرة وفعالة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العوامل أسعار النفط التداول النفط أهم السلع الأساسية مستوي العالم توليد الطاقة السياسات الاقتصادية أسواق المال الطلب على النفط المنتجة للنفط العرض والطلب تداول النفط یمکن أن من خلال النفط ا ذلک إلى فی سوق
إقرأ أيضاً:
الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها أوبك+
وافقت الدول الثماني الأعضاء في "أوبك+" على خطة تطبيق الزيادة التدريجية لإنتاج الإمارات المقررة في الاجتماع الوزاري السابق بمقدار 300 ألف برميل يوميًا وذلك بدءًا من أبريل 2025 حتى نهاية سبتمبر 2026 ليصل إجمالي إنتاج الإمارات بعد الزيادة التدريجية إلى 3,375 مليون برميل يوميا.
جاء ذلك خلال الاجتماع الافتراضي اليوم للدول الثماني الأعضاء في "أوبك+" والتي أعلنت سابقًا عن تعديلات طوعية إضافية في أبريل ونوفمبر 2023، وهي الإمارات والمملكة العربية السعودية وروسيا والعراق والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، لمراجعة ظروف السوق العالمية والتوقعات المستقبلية.
وأكدت دولة الإمارات التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية الإضافية التي من شأنها أن تعزز التوازن بين العرض والطلب.
وجددت الدول الثماني التزامها الجماعي بالامتثال الكامل للتعديلات الطوعية الإضافية للإنتاج كما تم الاتفاق عليها في اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج الثالث والخمسين في 3 أبريل 2024.
كما أكدت الإمارات والدول المجتمعة، اليوم، عزمها على التعويض الكامل عن أي كميات زائدة في الإنتاج منذ يناير 2024، وفقًا لخطط التعويض المقدمة إلى أمانة أوبك، مع ضمان استكمال جميع التعويضات بحلول يونيو 2026.
مع الأخذ في الاعتبار أساسيات السوق الصحية والتوقعات الإيجابية للسوق، أعادوا تأكيد قرارهم المتفق عليه في 5 ديسمبر 2024، بالمضي قدمًا في العودة التدريجية والمرنة للتعديلات الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا بدءًا من الأول من أبريل 2025، مع الحفاظ على القدرة على التكيف مع الظروف المتطورة. وعليه، يمكن إيقاف هذه الزيادة التدريجية مؤقتًا أو عكسها وفقًا لظروف السوق فيما ستسمح هذه المرونة للمجموعة بمواصلة دعم استقرار سوق النفط.
ووافقت الدول، التي لديها كميات زائدة في الإنتاج، على تقديم خطط التعويض الخاصة بها مسبقًا، بحيث يتم تعويض المزيد من الكميات الزائدة الإنتاج في الأشهر الأولى من فترة التعويض، وستقدم جداول التعويض المحدثة الخاصة بها إلى أمانة أوبك بحلول 17 مارس الجاري.