البث المباشر يحصد 40% من مشاهدة التلفزيون في يونيو
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
وصل البث المباشر إلى مستوى مرتفع جديد على مخططات المشاهدة الأمريكية. وفقًا لأحدث بيانات Nielsen، كانت خدمات البث مسؤولة عن 40.3 بالمائة من مشاهدة التلفزيون اليومية في يونيو 2024. إنها نتيجة رائعة لبث الفيديو، الذي تجاوز الكابل لأول مرة في تقييمات Nielsen مرة أخرى في عام 2022. ولا تمثل نتيجة يونيو الحصة الأكبر فحسب.
وكان يوتيوب منصة البث المفضلة بنسبة 9.9% من الاستخدام الشهري، يليه Netflix بنسبة 8.4%. ساعد الإحساس الصيفي الذي شهدته مدينة Bridgerton في تعزيز أداء Netflix؛ كانت دراما الأزياء مسؤولة عن 9.3 مليار دقيقة مشاهدة مذهلة خلال الشهر. هناك انخفاض ملحوظ بعد هاتين الخدمتين، حيث حصلت خدمة Prime Video من أمازون على 3.1%، وحصلت المنصات المصاحبة Hulu وDisney+ على 3% و2% على التوالي.
في حالة أن أرقام البث هذه تبدو منخفضة، فمن المهم ملاحظة أن شركة Nielsen تتتبع المشاهدة فقط على شاشات التلفزيون. وهذا يعني أن العدد الهائل من الساعات التي يقضيها الأمريكيون في بث العروض على هواتفهم وأجهزتهم اللوحية ليس جزءًا من هذه المحاسبة.
وبينما يستمر البث المباشر في جذب المزيد من الاهتمام، يركز المسؤولون التنفيذيون بشكل أكبر على جذب الدولارات. وتوقع تقرير آخر، من المحلل برايس ووترهاوس كوبرز، أن تكون الإعلانات مسؤولة عن حوالي 28 بالمائة من إيرادات البث العالمية. وفي عام 2023، بلغت حصة الإعلان 20 بالمائة.
وأرجع التقرير الفضل في هذا التحول إلى توقف معدل نمو إيرادات الاشتراكات. وقالت شركة برايس ووترهاوس كوبرز: "يستمر الاستخدام واستيعاب المستهلك للعروض الأساسية في الزيادة - وإن كان بمعدل أقل مما كان عليه في السنوات الأخيرة - لكن الشركات تواجه صعوبة أكبر في إقناع الناس بدفع المزيد مقابل السلع والخدمات الرقمية". "مع تزايد عدد ونطاق خدمات البث، بدأ ظهور شكل من أشكال تشبع السوق." واستجابة لذلك، شهدت السنوات الأخيرة قيام العديد من أفضل خدمات بث الفيديو، بما في ذلك Netflix وDisney+ وAmazon Prime Video، بتقديم نماذج هجينة تقدم تكاليف اشتراك شهرية أقل مقابل مشاهدة المشاهدين للإعلانات. إذا كانت توقعات برايس ووترهاوس كوبرز دقيقة، فيمكننا أن نتوقع أن تحذو المنصات الأخرى حذوها.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إيران وأمريكا والبحث عن سُلم الوسطاء
تقوم إستراتيجية النظام الإيراني التفاوضية مع الولايات المتحدة الأمريكية على مبدأ أساس وهو التفاوض غير المباشر الذي يمهد للوصول إلى النتيجة النهائية أو التفاهم على جميع النقاط الخلافية، والتي تساعد في الانتقال إلى المرحلة النهائية خلال التفاوض المباشر، وهي الإستراتيجية التي اتبعتها سواء في "إيران كونترا" منتصف عقد الثمانينيات من القرن الماضي، وصولاً إلى المفاوضات السرية التي استضافتها العاصمة العُمانية مسقط على مدى عامين قبل الكشف عنها عام 2013 والانتقال إلى جنيف والجلوس إلى طاولة الحوار مع السداسية الدولية (5+1) بمشاركة أمريكية واضحة هذه المرة.
العقيدة الإيرانية، وقد تكون عقيدة أمريكية أيضاً، في اعتماد التفاوض غير المباشر كمرحلة لإنضاج التفاهمات على مختلف المستويات، تنبع من حرص النظام الإيراني على عدم الوصول إلى طريق مسدود، وأن التفاوض غير المباشر يمنح القيادة الإيرانية إمكان البحث عن وسيط جديد أو مختلف لإعادة الحرارة لهذه المفاوضات، ويكون قادراً على تدوير زوايا الاختلافات وتقريب وجهات النظر، ولعل المفاوضات غير المباشرة التي تولتها كل من سلطنة عُمان ودولة قطر في عهد الرئيس السابق جو بايدن أسهمت في توصل الطرفين إلى تفاهمات، بداية حول تبادل السجناء والموقوفين وتحرير جزء من الودائع الإيرانية من البنوك الكورية الجنوبية، مروراً بالجهود التي بذلت من أجل عدم توسيع الأزمة التي نتجت من عملية "طوفان الأقصى" بين "حماس" وإسرائيل وتحويلها إلى حرب إقليمية واسعة.
ومع إدراك الجانب الإيراني أن المرحلتين الحالية والمقبلة لن تسمحا بهامش كبير للمناورة على دور دولة وسيط لإجراء مفاوضات غير مباشرة، وأن الأمور بين طهران وواشنطن بلغت مرحلة لم يكن من الممكن حلها سوى بالتفاوض المباشر، إلا أن هذه الحقيقة لا تسقط من إستراتيجية التفاوض دور هذا الوسيط، من أجل إعطاء الفرصة لإنجاح الخطوة الأخيرة في التفاوض المباشر، بخاصة أن التفاوض المباشر في حال فشله يعني إمكان إقفال كل الأبواب مستقبلاً، وأخذ الأمور إلى مستوى قد لا يرغب فيه أي من الطرفين، أقله فتح المواجهة على مصراعيها بما في ذلك إمكان المواجهة العسكرية.
الصدمة التي تلقتها القيادة الإيرانية، وتحديداً المرشد الأعلى، من المواقف التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وتوقيعه على المذكرة التنفيذية بالعودة للعقوبات المشددة، ووضع جميع الخيارات على الطاولة وحشر طهران بين واحد من خيارين، إما التفاوض واتفاق جديد على جميع الملفات، وإما الحرب التي ستكون مدمرة، جميعها دفعت المرشد إلى اتخاذ موقف تصعيدي وإقفال جميع الأبواب أمام حكومة الرئيس مسعود بزشكيان وإجباره على التخلي عن الليونة التي سيطرت على خطابه وما فيه من إيجابية، واستعداده للتفاوض المباشر مع نظيره الأمريكي.