التضامن العالمي تناقش تأثير السواحيلية على الثقافات والهوية في شرق أفريقيا
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
نظمت شبكة التضامن العالمي “حركة ناصر الشبابية - قسم اللغة السواحيلية”، ثاني جلسات أحاديث التضامن العالمي، بعنوان "تأثير اللغة السواحيلية على الثقافات والهوية الوطنية: تنزانيا وكينيا نموذجاً".
أحاديث التضامن العالمي شهدت الجلسة مشاركة الأستاذ الدكتور كيني وامتيسو، أستاذ الشعر السواحيلي بجامعة نيروبي-كينيا، والأستاذ الدكتور أيمن الأعصر، أستاذ الأدب السواحيلي بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر.
من جهته، تناول الأستاذ الدكتور كيني وامسيتوا دور اللغة السواحيلية وعلاقتها بالعربية، مشيرًا إلى أن الشعر السواحيلي نشأ بالحروف العربية.
وأوضح أن السواحيلية، التي تتحدثها العديد من القبائل، نشأت نتيجة للتفاعل التجاري والثقافي بين العرب وسكان السواحلي، وتحتوي على العديد من المصطلحات المشتركة مع العربية، مما يعكس العلاقات القوية بين الجانبين.
وأكد على أهمية الحفاظ على السواحيلية كلغة تواصل بين أكثر من عشرين قبيلة في جنوب وشرق أفريقيا.
وأشار وامسيتوا إلى دور منظمة اليونسكو في تعزيز اللغة السواحيلية كلغة رسمية عالمية، ودعا إلى استخدامها كلغة تواصل بين السواحليين للحفاظ على تراثهم الثقافي واللغوي.
كما شكر حركة ناصر الشبابية والدولة المصرية على اهتمامهما باللغة السواحيلية، مشيدًا بدور مصر في دعم دارسي اللغة السواحيلية من خلال أربع جامعات مصرية، مما يعكس التزام مصر بتعزيز اللغات الأفريقية وتوطيد العلاقات الثقافية والتعليمية مع القارة الأفريقية.
خلال الجلسة، تناول الأستاذ الدكتور أيمن الأعصر عدة محاور، حيث أكد على الهوية المشتركة بين تنزانيا وكينيا بفضل اللغة السواحيلية كلغة تواصل.
و أوضح الأعصر أن اللغة السواحيلية تأثرت باللغة العربية بنسبة تصل إلى 30% نتيجة التبادل الثقافي والتجاري، مشيرًا إلى أن الثقافة تتكون من تقاليد وعادات وأن الهوية جزء لا يتجزأ منها.
وأضاف أن أصول الثقافة في المنطقة تعود إلى البانتو والإسلام، لافتًا إلى التأثير الحالي للغة الإنجليزية على السواحيلية.
وأوضح أيضًا أن هناك اختلافات في اللهجات بين تنزانيا وكينيا، لكن هذه الاختلافات لا تعيق التفاهم المتبادل بين شعبي البلدين، مما يعزز الوحدة الثقافية واللغوية.
كما قدم الأعصر شكره لحركة ناصر الشبابية وشبكة التضامن العالمي على اهتمامها باللغة السواحيلية ودور الباحث حسن غزالي مؤسس كل تلك المبادرات والتي تعمل علي تعزيز وتشجيع دارسي وناطقي اللغة السواحيلية، مشيدًا بدور الحركة في توفير فرص تدريبية وبناء قدرات ودعم لدارسي اللغة السواحيلية، مما يساهم في تعزيز صورة مصر خارجياً ويبرز واهتمامها بالدائرة الأفريقية.
وأدارات الجلسة المترجمة ياسمين كمال، الباحثة في اللغات الأفريقية ومنسق إقليم شرق أفريقيا بحركة ناصر الشبابية الدولية.
وفي سياق متصل أكد حسن غزالي مؤسس ورئيس شبكة التضامن العالمي حرص الشبكة علي تمكين وبناء قدرات الكوادر الشبابية من دارسي اللغات المختلفة ودعم فهمهم لقضايا الجنوب العالمي، وخلق منصة حرة للتعبير عن الآراء، الطموحات، وتبادل الخبرات بين الأجيال المختلفة، مشيراً أن برنامج آحاديث التضامن العالمي هي امتداد لبرنامج أحاديث المواطن العالمي والذي اطلقته الشبكة في 2020، ضمن مشروعات الشبكة والتي يبلغ عددها حتي أن 15 مشروعاً في مختلف المجالات من بينها الإعلام والقيادة والشباب والثقافة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شبكة التضامن العالمي تنزانيا اللغة السواحيلية حركة ناصر الشبابية التضامن العالمي التضامن العالمی
إقرأ أيضاً:
مجمع اللغة العربية يستقبل طلاباً وأكاديميين إيطاليين
الشارقة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستقبل مجمع اللغة العربية بالشارقة وفداً طلابياً وأكاديمياً من الجامعة الكاثوليكية في إيطاليا، يضم 11 طالباً وطالبة، برفقة الدكتور وائل فاروق، مدير المعهد الثقافي العربي في الجامعة الكاثوليكية بإيطاليا، في زيارة تستمر على مدار أسبوع كامل، حتى 17 أبريل الجاري، حيث يشارك الوفد خلاله في برنامج لغوي وثقافي وسياحي مكثف، يهدف إلى تعزيز مهاراتهم في اللغة العربية وربطهم بثقافتها الحيّة، وتعريفهم بتاريخ إمارة الشارقة ومعالمها التاريخية.
تأتي الزيارة في إطار التعاون الأكاديمي والثقافي بين المجمع والمؤسسات التعليمية العالمية، ضمن مساعي مجمع اللغة العربية بالشارقة لتعزيز حضور اللغة العربية عالمياً، وتوفير بيئة تعليمية حيوية تجمع بين تعلم اللغة والانغماس في بيئتها الثقافية.
رحلة لغوية
قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة «نفخر بالشارقة أرضاً تجمع الناس من أصقاع المعمورة على حبّ العربية، ومرآةً تعكس تاريخ الأمة العربية وإشراق حضارتها على العالم، فهي في ظلّ قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أصبحت منارة تضيء دروب عاشقي لغة الضاد، والباحثين عن سرّ فصاحتها وسحر بيانها».
وأضاف المستغانمي «نؤمن في مجمع اللغة العربية بالشارقة بأن تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها ينبغي ألا يقف عند حدود النحو والصرف، ولا عند فهم التراكيب والجمل، بل يتعداها إلى الانغماس في أعماق الثقافة، والتعرف على تاريخ الأمة العربية وحضارتها، وهذا هو مبتغانا من استقبال هذه الوفود، بحيث تكون زيارتهم للشارقة رحلة لغوية ومعرفية وثقافية، يكتشفون فيها اللغة من خلال الحياة، ويتذوقونها من خلال التجربة».
بذور العربية
بدوره، أكد الدكتور وائل فاروق، مدير المعهد الثقافي العربي في الجامعة الكاثوليكية بإيطاليا، أن استضافة مجمع اللغة العربية بالشارقة لطلبة المعهد تمثل استثماراً في المستقبل، وغرساً لبذور اللغة العربية وثقافتها في المجتمع الغربي، وقال «الطلبة الذين سيعيشون تجربة الانغماس اللغوي هنا، سيعودون إلى بلادهم محمّلين بخبرة إنسانية وعلمية تعزز ارتباطهم بالعربية وتدفعهم للاستمرار في تعلّمها والدفاع عن قضاياها».
وقال فاروق: «لا نبحث عن دارسين فقط، بل عن محبّين يؤمنون بأن العربية حضارة وروح، فاللغة من دون ثقافة تتحول إلى رموز صامتة، أما العربية فهي بحر واسع، ولا يبحر فيه إلا من امتلك قارب الثقافة، لهذا سيكون للبرنامج الثقافي دور جوهري في إحياء اللغة في نفوس الطلبة، وربطهم بعالمها العربي الحي».
رحلات ثقافية وسياحية
ينظّم المجمع سلسلة من الزيارات الثقافية لتعريف الوفد الإيطالي على أبرز المعالم الحضارية في إمارة الشارقة، ومنها «بيت الحكمة» و«مجمع القرآن الكريم»، إلى جانب «متحف الحضارة الإسلامية»، كما تشمل الرحلات جولات سياحية في مدينة خورفكان ورحلة إلى «جزيرة النور» مما يتيح للطلاب فرصة التفاعل المباشر مع الثقافة الإماراتية، والتعرّف على تنوع بيئاتها الاجتماعية والجغرافية.
وقد عبّر الطلاب عن تطلعهم للمشاركة في المحاضرات والزيارات، التي تتيح لهم التعرف على اهتمام إمارة الشارقة باللغة العربية، كما أعربوا عن تقديرهم لجهود المجمع في تنظيم هذا البرنامج الأكاديمي والثقافي، مؤكدين أن هذه التجربة ستسهم في تطوير لغتهم، وتعزيز فهمهم للهوية الثقافية العربية والإماراتية.