حذر الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري الحالي دونالد ترامب رئيس الاحتياطي الاتحادي الأميركي جيروم باول من خفض أسعار الفائدة الأميركية قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، لكنه قال إنه إذا تم انتخابه فإنه سيسمح له بقضاء فترة ولايته إذا كان "يفعل الشيء الصحيح".

واعترف ترامب في مقابلة مع بلومبيرغ نيوز بأن البنك المركزي الأميركي "ربما" يخفض الفائدة قبل الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه أضاف "إنه شيء يعرفون أنه لا ينبغي عليهم القيام به".

مخاوف التسييس

كما تناول ترامب المخاوف المتزايدة في الأسواق المالية من أنه قد يقوم بتسييس بنك الاحتياطي الفدرالي، بدءا بمحاولة إجبار باول على التنحي قبل نهاية فترة ولايته رئيسا للبنك المركزي في عام 2026، قائلا "سأتركه يعمل (في منصبه)، خاصة إذا اعتقدت أنه كان يفعل الشيء الصحيح".

وأجريت المقابلة مع بلومبيرغ أواخر يونيو/حزيران الماضي، لكنها نشرت خلال مؤتمر للحزب الجمهوري أمس الثلاثاء.

ويخشى المستثمرون أن يسعى الرئيس السابق إلى إقالة باول الذي يُنظر إليه على نطاق واسع في وول ستريت على أنه رئيس ناجح، ويقود بنك الاحتياطي الفدرالي خلال واحدة من أسوأ صدمات التضخم منذ عقود، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.

لكن تحذير ترامب من أنه يريد أن يرى باول يفعل "الشيء الصحيح" قد يترك بعض الأسئلة بشأن تعهد المرشح الجمهوري بعدم الضغط من أجل استبداله مبكرا، حسب الصحيفة البريطانية.

جيروم باول قد يتعرض لضغوط من دونالد ترامب إذا فاز بالرئاسة وفق تصريحات الأخير (غيتي) ثقة أكبر

وأول أمس الاثنين، قال باول إن البنك المركزي يكتسب ثقة أكبر في أن التضخم يتراجع إلى هدفه عند 2%، ما يزيد التوقعات بأن المركزي سيجري أول خفض للفائدة منذ عام 2020 في اجتماعه في سبتمبر/أيلول المقبل، قبل الانتخابات بـ6 أسابيع فقط.

وهاجم ترامب بلا هوادة الرئيس جو بايدن بشأن الاقتصاد، وألقى باللوم على منافسه الديمقراطي في قفزة التضخم مع محاصرة جائحة "كوفيد-19" سلاسل التوريد العالمية، وارتفاع تكاليف الطاقة بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وعلى الرغم من تولي باول منصب رئيس الاحتياطي الفدرالي عام 2018 فإن ترامب هاجمه مرارا وتكرارا خلال فترة رئاسته لعدم خفض أسعار الفائدة في خضم حروبه التجارية، وتساءل ذات مرة عما إذا كان رئيس بنك الاحتياطي الفدرالي عدوا أكبر للولايات المتحدة من الرئيس الصيني شي جين بينغ.

ومن المحتمل أن تواجه حملة ترامب لاستبدال باول قبل نهاية فترة ولاية الرئيس تحديا قانونيا، وأن تؤدي إلى مواجهة مع البنك المركزي وتخاطر بتقلبات كبيرة في السوق.

ويناقش بنك الاحتياطي الفدرالي متى سيخفض سعر الفائدة القياسي من أعلى مستوى له منذ 23 عاما، والذي يتراوح بين 5.25 و5.5%، وهو المستوى الذي ظل قائما منذ يوليو/تموز الماضي.

ومع تراجع ضغوط الأسعار وتباطؤ سوق العمل أشار مسؤولون إلى أن خفض تكاليف الاقتراض سيكون له ما يبرره قريبا.

وكان الاستقلال السياسي لبنك الاحتياطي الفدرالي يعتبر منذ فترة طويلة ضرورة أساسية لقدرته على إدارة الاقتصاد الأميركي، وشدد باول على أن قراراته تعتمد فقط على صحة الاقتصاد.

وقال لقادة الكونغرس في وقت سابق من هذا الشهر "إن تعهدنا هو اتخاذ القرارات عندما ومتى يلزم اتخاذها، وذلك بناء على البيانات الواردة والتوقعات المتطورة وتوازن المخاطر، وليس في الاعتبار عوامل أخرى، وهذا يشمل العوامل السياسية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بنک الاحتیاطی الفدرالی

إقرأ أيضاً:

آلية النظام الانتخابي الأميركي.. ما يميزه عن غيره؟

تخضع الانتخابات العامة في الولايات المتحدة لقواعد شأنها شأن أي انتخابات أخرى حول العالم، لكن لها بعض الخصائص التي تميزها عن غيرها.

ومن المقرر أن تجري الانتخابات العامة القادمة في الخامس من نوفمبر المقبل، لاختيار الرئيس، وأعضاء مجس النواب الـ435 و34 عضوا في مجلس الشيوخ، بالإضافة لاختيار مسؤولين آخرين محليين وعلى مستوى الولايات.

أنواع الانتخابات التي تنظم في الولايات المتحدة

هناك الانتخابات التمهيدية/ الاجتماعات الحزبية التي يدلي خلالها الناخبون بأصواتهم لاختيار مرشحي الأحزاب (عبر المندوبين) الذين سيشاركون في الانتخابات الرئاسية. وبحسب قواعد الولايات والأحزاب، تكون هذه العملية "مغلقة"، أي يجب أن يكون الناخب مسجلا لدى حزب سياسي للتصويت على اختيار المندوبين، أو "مفتوحة" أي لا يشترط ذلك، وقد تكون عملية تدمج الاثنين معا.

ويعتمد عدد المندوبين الممنوحين لكل مرشح في الانتخابات التمهيدية أو الاجتماع الحزبي، على أنظمة  الأحزاب السياسية على المستوى الوطني وعلى مستوى الولاية. والمندوبون يمثلون ولاياتهم في مؤتمري الحزب الديمقراطي والجمهوري.

وينظم المؤتمران في فصل الصيف الذي يسبق الانتخابات، بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية في الولايات، ويستمران لأيام، والغرض من المؤتمرات هو بحث القضايا الانتخابية المطروحة والتأكيد على أجندة الحزب وإعلان اسم المرشح لمنصب الرئيس الذي فاز بأكبر عدد من المندوبين وكذلك اسم نائبه الذي اختاره هذا المرشح. 

وبعد اختيار اسم المرشحين، يتم إدراجهما في ورقة الاقتراع الخاصة بالانتخابات العامة.

وفي العادة، لا يعقد مرشحو الأحزاب السياسية الصغيرة والمستقلون مؤتمرات، وهؤلاء تظهر أسماؤهم على أوراق الاقتراع، بحسب قواعد كل ولاية، وهذه القواعد تتضمن عادة جمع عدد معين من التوقيعات.

والمؤتمرات الحزبية لا تنظم إلا للانتخابات الرئاسية.

  الانتخابات العامة

تُنظم الانتخابات العامة لاختيار الرئيس ونائبه، وكذلك أعضاء مجلس النواب، وعدد من أعضاء مجلس الشيوخ، وتشمل أيضا انتخابات أخرى على مستوى الولايات.

وتنظم الانتخابات العامة عموما في السنوات الزوجية وفي أول يوم ثلاثاء في شهر نوفمبر.

ويخدم أعضاء مجلس النواب (435 عضوا) لمدة عامين، بينما يبقى أعضاء مجلس الشيوخ (100 عضو) لمدة ستة أعوام، لكن يتم انتخاب ثلثهم كل عامين (34 عضوا)، وهو ما سيحدث في نوفمبر المقبل.

ويظهر في النظام الانتخابي الأميركي مصطلح الانتخابات النصفية، وهي الانتخابات التي تنظم كل عامين في منتصف مدة ولاية الرئيس. وكانت آخر انتخابات نصفيه، قد جرت في 2022، والانتخابات التالية ستكون في 2026.

وبموجب هذه القواعد، فإن جميع مقاعد مجلس النواب يتم التصويت عليها في الانتخابات النصفية ويوم الانتخابات الرئاسية.

ويخدم أعضاء مجلس الشيوخ لمدة ست سنوات، ويتم انتخابهم على فترات متقطعة، كل عامين، خلال الانتخابات النصفية وانتخابات الرئاسية.

وتنظم انتخابات في الولايات حيث يصوت الناخبون لاختيار مسؤولين لمناصب في الحكومات المحلية وعلى مستوى الولاية ومنصب الحاكم ومناصب أخرى.

   شروط الترشح

ويشترط في الترشح للرئاسة أن يكون المرشح مواطنا مولودا في الولايات المتحدة، وعمره 35 عاما على الأقل، وعاش خلال السنوات الـ14 التي سبقت ترشحه على الأراضي الأميركية.

ويشترط في الترشح لمجلس النواب أن يكون المرشح بعمر 25 عاما على الأقل، وأن يكون حاملا للجنسية الأميركية لمدة سبع سنوات على الأقل، وأن يكون من سكان الولاية التي يمثلها. ويخدم كل نائب دائرة انتخابية محددة.

وللترشح لمجلس الشيوخ، يشترط أن يكون العضو بعمر 30 عاما على الأقل، وأن يكون مواطنا أميركيا لمدة تسع سنوات على الأقل، وأن يكون من سكان الولاية التي يمثلها. ويمثل مجلس الشيوخ عضوان من كل ولاية.

   التصويت عبر المندوبين

الانتخابات الرئاسية الأميركية هي انتخابات غير مباشرة، يصوت فيها الناخبون في تصويت شعبي، غير أن مندوبي ما يسمى "المجمع الانتخابي أو "الكلية الانتخابية" وعددهم 538 مندوبا، هم من يختارون الرئيس. 

ويساوي عدد أعضاء المجمع المخصص لكل ولاية عدد ممثليها في مجلسي الشيوخ والنواب، إضافة إلى ذلك يخصص ثلاثة ناخبين لمقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن).

أميركا.. ما هو المجمع الانتخابي؟ وما دوره في اختيار الرئيس؟ يعرّف موقع الأراشيف الوطنية المجمع الانتخابي، أو الـ"Electoral College" بأنه "عملية وليس كيانا". وتشمل العملية أولا اختيار المندوبين، أي أعضاء المجمع، ثم اجتماعهم للتصويت للرئيس ونائب الرئيس، وأخيرا فرز أصوات المندوبين في الكونغرس.

وتضع الأحزاب السياسية في كل ولاية قائمة خاصة بها من المندوبين المحتملين. وتختلف قواعد اختيارهم حسب الحزب وحسب الولاية.

ويحصل المرشح الذي يفوز بأكبر عدد من الأصوات الشعبية في كل ولاية على جميع أصوات مندوبي تلك الولاية، الأمر الذي يجعل كل ولاية تصوت لأحد المرشحيْن فقط.

وتعتمد 48 من الولايات (إلى جانب واشنطن العاصمة) قاعدة "الفائز بأغلبية أصوات المواطنين يأخذ كل أصوات" المندوبين في الولاية، غير أن ولايتي نبراسكا وماين، فتعطيان صوتين للمرشح الذي يفوز بالأصوات الشعبية، وصوتا انتخابيا واحدا للذي يفوز بكل مقاطعة انتخابية.

والمرشح الذي يفوز بالرئاسة هو الذي يحصل على 270 صوتا من أصوات الكلية الانتخابية على الأقل.

ماذا يحدث إذا لم يحصل أي من المتنافسين على 270 صوتا؟

إذا لم يحصل أي مرشح على أغلبية أصوات المجمع، فإن مجلس النواب الجديد، الذي يؤدي اليمين الدستورية في يناير، بعد الانتخابات الرئاسية، يختار الرئيس، بينما يختار مجلس الشيوخ نائب الرئيس.

وتنص الآلية على تصويت أعضاء مجلس النواب عن كل ولاية باعتبارهم كتلة واحدة، ويكون لكل منه صوت واحد فقط، بغض النظر عن عدد ممثلي الولاية في المجلس.

ويتولى مجلس النواب، في اقتراع سري، اختيار الرئيس من بين الأشخاص الحائزين على أكبر عدد من الأصوات في لائحة الذين انتخبوا لمنصب الرئيس، على ألا يتجاوز عدد هؤلاء الثلاثة.

ويجب على المرشح الفائز أن يحصل على الأغلبية البسيطة للولايات (26).

أما مسؤولية اختيار نائب الرئيس فتقع على عاتق مجلس الشيوخ، المكون من 100 عضو يمثلون جميع الولايات الأميركية، وذلك بالطريقة ذاتها التي يتم فيها اختيار الرئيس.

وتتم المفاضلة في مجلس الشيوخ بين مرشحين اثنين حازا أعلى الأصوات في المجمع الانتخابي، وعلى أحدهما أن يحظى بالأغلبية البسيطة في المجلس، أي 51 صوتا.

ماذا يحدث لو "تعادل" ترامب وهاريس بانتخابات نوفمبر القادم؟

    التصويت المبكر

تتيح بعض الولايات إمكانية التصويت المبكر في الانتخابات، أي قبل الموعد الرسمي للانتخابات. سواء عن طريق التصويت الشخصي أو الغيابي أو عبر البريد. وتختلف المواعيد النهائية والقواعد الخاصة بها وفق كل ولاية، وبعض الولايات ستسمح بالتصويت في سبتمبر القادم قبل 50 يوما قبل الموعد الرسمي. وعلى سبيل المثال في ولاية بنسلفانيا، يمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم في 16 سبتمبر القادم، وفي ساوث داكوتا يمكنهم ذلك في 20 سبتمبر، وفرجينيا في 20 سبتمبر.

يوم الانتخابات

ويصوت معظم الناخبين، في يوم الانتخابات. ويمكن للناخبين المسجلين التصويت حتى لو لم يصوتوا في الانتخابات التمهيدية في ولايتهم، ويمكنهم التصويت لأي مرشح رئاسي، بغض النظر عن الحزب المسجلين فيه، والمرشح الذي صوتوا له في الماضي.

بعد التصويت، تبدأ الولايات عملية الفرز. وفي معظم الحالات، يتم الإعلان عن الفائز المتوقع في ليلة الانتخابات، وقد يتم تمديد فترة التصويت.

لكن التصويت الفعلي للمجمع الانتخابي يتم في منتصف ديسمبر عندما يجتمع المندوبون في ولاياتهم.

وتقوم السلطة التنفيذية في كل ولاية بإعداد وثيقة تحقق "Certificate of Ascertainment" تتضمن أسماء جميع الأشخاص المرشحين للمجمع الانتخابي في لوائح كل مرشح رئاسي.

وتتضمن الوثيقة التحقق من عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح للمجمع الانتخابي وتبين هوية الذي تم تعيينهم مندوبين عن الولاية.

ويجتمع أعضاء المجمع الانتخابي، في أول يوم ثلاثاء بعد الأربعاء الثاني من شهر ديسمبر بعد الانتخابات العامة في ولاياتهم، حيث يدلون بأصواتهم لانتخاب الرئيس ونائب الرئيس في اقتراعين منفصلين.

وتُدون أصوات المندوبين في كل ولاية في شهادة التصويت "Certificate of Vote"، ويرسل المندوبون في كل ولاية شهادة التصويت إلى الكونغرس.

وفي الكونغرس، يتم عد أصوات مندوبي كل ولاية في جلسة مشتركة للمجلسين في السادس من يناير من العام التالي لتصويت المندوبين على الرئيس ونائبه.

ويجتمع أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في غرفة مجلس النواب لإجراء العد الرسمي لأصوات المندوبين.

ويرأس نائب رئيس الولايات المتحدة، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، عملية الفرز ويعلن نتائج التصويت. ثم يعلن رئيس مجلس الشيوخ اسمي الرئيس المنتخب ونائب الرئيس المنتخب.

وأخيرا، يؤدي الرئيس المنتخب اليمين الدستورية رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير من العام التالي للانتخابات العامة.

مقالات مشابهة

  • هل تعقد انتخابات بلا مناظرات؟.. المكاسب والأضرار المتوقعة لترامب وهاريس
  • ترامب يضم منافسه السابق كيندي إلى فريقه الرئاسي الانتقالي
  • الذهب يتراجع مع ارتفاع عائدات السندات الأميركية
  • آلية النظام الانتخابي الأميركي.. ما يميزه عن غيره؟
  • ترامب يحدد منصب إيلون ماسك في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية الأمريكية
  • احتمالات خفض الفائدة ترفع الذهب وتضغط على الدولار
  • أسهم آسيا ترتفع مع ترقب المستثمرين لخفض أسعار الفائدة
  • ارتفاع أسعار الذهب العالمي خلال التعاملات المبكرة اليوم الإثنين
  • حملة هاريس تجمع مبلغا قياسيا في فترة زمية وجيزة
  • «البنك المركزي» يمد فترة إرجاء فتح اعتمادات مستندية على سيارات تامة الصنع حتى نهاية 2024