الجزيرة:
2024-08-28@03:46:56 GMT

هل العالم على مشارف نهاية التاريخ؟

تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT

هل العالم على مشارف نهاية التاريخ؟

شهدت الساحة الفكرية العالمية منذ التسعينيات من القرن الماضي كتابات عديدة تناولت موضوع النهايات؛ فقد كتب "فرنسيس فوكوياما" عن "نهاية التاريخ"، وكتب "جون- كلود كاوفمان" عن "نهاية الديمقراطية"، وكتب "دجون هورغان" عن "نهاية العلم"، وكتب "إيفا إيلوز" عن "نهاية الحب". ويبرز بينهم الفيلسوف الفرنسي "بول فيريليو" (Paul Virilio) الذي يقترن اسمه بالحديث عن نهاية الجغرافيا، خصوصًا في مقالته المنشورة على صفحات "لوموند ديبلوماتيك" الفرنسية في أغسطس/آب 1997.

الواقع أن الحديث عن النهايات يشير إلى منعطف حضاري وثقافي وفكري حقيقي يستدعي التأمل والتدبر، بعيدًا عن الاختلاف في توظيف كل كاتب أو مفكر لمفهوم النهاية. ولعل ما يهمنا في سياقنا هنا هو دلالة ومعنى "نهاية الجغرافيا". فهل المقصود من وراء هذا الحديث هو نهاية الجغرافيا، أي العلم الذي عُني منذ آلاف السنين برسم خطوط الأرض، أو كتابتها كما تدل على ذلك لفظة "جغرافيا" اليونانية ولاتينية الأصل المكونة من "جيو" (geo) التي تفيد الأرض، و"غرافيا" (graphy) التي تفيد الخط والكتابة؟

أم أن المقصود بنهاية الجغرافيا هو انسداد الأفق أمام من يريد اكتشاف الأرض أو الجولان في رحابها والسياحة في أرجائها؛ طلبًا لاكتشاف محاسنها ومفاتنها المجهولة؟ هناك كتابات كثيرة تحوم حول هذا المعنى، ككتاب "طوماس فريدمان" عن "العالم المسطح" (The World is Flat)، الذي ينبه فيه إلى أن الإنسان حيثما يذهب يجد نفس المعالم الثقافية، وكأنه صار يرحل من مكان معلوم إلى أمكنة أخرى معلومة. ويصب هذا الكلام فيما ذهب إليه "فيريليو" من قول بأن العولمة ووسائل التواصل بقدر ما قربت المسافات، ورثت الإنسان شعورًا بضيق المكان ونهاية الأرض.

في جميع الأحوال، يمكن القول إن مفهوم الجغرافيا بِمَعْنَيَيْه – سواء "الجيوسياسي" (Geopolitical) المتعلق بخط وإبراز الحدود بين التكتلات البشرية وبين الدول والأمم والمجتمعات لفهم وإدارة الصراع حول الأرض، أو "الجيوشاعري" (Geopoetic) المتعلق بالجولان والسياحة بغرض تكثيف الشعور بالأرض – لم يعد مفهومًا يستوعب طبيعة التحولات الكبرى التي طرأت على علاقة الإنسان بالأرض. ولعل هذا ما دفع "تيم مارشال" (Tim Marshall) لتأليف كتاب يتساءل فيه حول "مستقبل الجغرافيا" (The Future of Geography).

يدور كتاب "مارشال" حول فكرة أساسية مفادها أن "الجيوسياسة" لم تعد تقدم الجهاز المفاهيمي الضروري لفهم حالة العالم وموازين القوة التي تحكم العلاقة بين الدول والمجتمعات. وذلك لأن الصراع الذي يجمع القوى الكبرى في عالمنا اليوم لم يعد صراعًا حول الأرض فحسب، بل تعدى ذلك ليصبح صراعًا حول مناطق نفوذ في الفضاء.

لم يكن الصراع المحموم الذي جمع الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية حول غزو الفضاء منذ منتصف القرن الماضي من أجل اكتشافات جغرافية جديدة يتوسع معه مجال حركة الإنسان فوق الأرض، بل كان صراعًا من أجل تحقيق التمكن في الجغرافيا من الفضاء الخارجي. الأمر الذي يؤشر على أن الإنسان لم يعد ينشد الخروج من ضيق المكان إلى سعة الأرض، بقدر ما صار ينشد الخروج من ضيق الأرض باتجاه رحابة السماء.

وعليه، يمكن لنا القول إن لفظة "جيوسياسة" أصبحت قاصرة عن تأدية معنى الصراع الحقيقي الذي أصبح يجمع بين القوى المتنافسة في عالمنا اليوم، خصوصًا بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. ذلك أن هذه اللفظة لا تأخذ بعين الاعتبار ما أصبح للفضاء من دور في تحديد ملامح ميزان القوة بين هذه القوى، وإدارة الصراع بينها.

وبهذا الاعتبار يصبح لزامًا علينا البحث عن لفظة جديدة تكون أكثر مناسبة من لفظة "الجيوسياسة" لوصف وجود الإنسان في علاقته بالسياسة وبالفضاء. يرى "تيم مارشال" أن لفظة (Astropolitics) تفي بالغرض في هذا الباب.

وإذ عجزت "الجيوسياسة" عن استيعاب حالة العالم اليوم وما يعتمل داخله من عزائم ومصالح بين القوى الكبرى، فقد أصبح من الضروري التوسل بعلم جديد يُجلي وجود الإنسان في بعديه السياسي والفلكي، كما تحيل على ذلك لفظة (Astropolitics) المكونة من (Astro) و(politics). فلعله من الوهم مواصلة الاعتقاد بأن الصراع بين الولايات المتحدة الأميركية والصين هو صراع ذو طبيعة "جيوسياسية" يدار من الأرض فقط. فهاتان القوتان تتنافسان اليوم من أجل سن قوانين جديدة للفضاء كما يوضّح "تيم مارشال".

مثلما ظهرت الحاجة إلى تجاوز "الجيوسياسة"، تظهر الحاجة كذلك لتجاوز "الجيوستراتيجية" باتجاه (Astrostrategy) أفقًا للتفكير في القوة والسياسة ومجالات تطبيقاتهما في عالم اليوم، كما يوضح "إيفيريت دولمان" (Everett Dolman) صاحب كتاب "الأستروسياسة: الجيوسياسة التقليدية في زمن الفضاء" (Astropolitik: Classical Geopolitics in the Space Age).

هناك مؤشرات كثيرة تدل على طبيعة التحول الحاصل في عالمنا اليوم في مجال الفكر السياسي والإستراتيجي. يشير "تيم مارشال" في "نهاية الجغرافيا" إلى أن الحلف الأطلسي قد أضاف في سنة 2019 لفظة "فضاء" إلى "الأرض والجو والبحر والفضاء السيبراني" لتعيين مجالات عملياته، وأنه تبعًا لذلك قام بفتح مركز للفضاء في قاعدة "رامشتاين" بألمانيا سنة 2021.

لا جدال في أن فهم "جغرافية الفضاء" قد أصبح شرطًا ضروريًا لفهم طبيعة الصراع الدائر اليوم بين القوى العظمى من أجل اقتسام مساحة الوجود. فقد أصبح من الواضح الجلي أن شؤون الأرض تدار من الفضاء. لتأكيد هذه الحقيقة يكفي التأمل فيما أصبح لنظام تحديد المواقع (GPS) من دور في إرشاد الإنسان فوق الأرض، وتنظيم تنقله وحركة مروره.

يحيل "تيم مارشال" على إحصائيات تفيد بأن نظام تحديد المواقع (GPS) قد ساهم في دعم الاقتصاد الأميركي بما يقرب من تريليون ونصف التريليون دولار، ليكون بذلك من أهم مصادر التنمية الاقتصادية خلال العقد الأخير. وفي إطار السعي الحثيث لمنافسة الولايات المتحدة الأميركية في هذا الباب، تعمل الصين على تطوير نظامها الخاص المعروف بـ (BeiDou)، هذا النظام الذي أصبح يبث معلوماته إلى أكثر من 400 مليون هاتف نقال، وما يزيد على 8 ملايين سيارة.

بناء على ما تقدم نخلص إلى نتيجة مفادها أن الشيء المحقق هو أننا نعيش في عالم هجين لم يعد وجود الإنسان فيه مرتبطًا بحسّ الانتساب إلى الأرض فحسب، بل هو مرتبط بالشعور بالعلاقة مع الفضاء كذلك. لم يعد الإنسان يخرج من مضايق المكان بحثًا عن فسحة الأرض؛ بل ضاقت الأرض في نظر هذا الإنسان فأصبح ينشد الخلاص من خارجها.

لا يخفى أن التكنولوجيا اليوم قد غيّرت معاني كثير من الأشياء. لم يعد السفر في زمن أنظمة الإرشاد وتحديد المواقع وزمن الذكاء الاصطناعي وسيلة لاكتشاف المجهول؛ بل صار السفر في هذا الزمن لاكتشاف المعلوم سلفًا. ألا ترى أننا صرنا قبل الذهاب إلى أي مكان فوق الأرض نطلب تصفح صوره والتزود بالمعلومات عنه من محركات البحث الإلكترونية. يؤشر هذا الأمر على نهاية الجغرافيا، أو الانتهاء من كتابة الأرض.

لكن، ومع هذا التطور المذهل، ومع نفاذ الإنسان إلى الفضاء وسعيه إلى اقتسام القمر، يظل سؤال المعنى قائمًا، بل يزيد إلحاحًا. إذا صح القول بأن نهاية الجغرافيا يؤشر على انتقال الصراع السياسي بين القوى المهيمنة في العالم من الأرض إلى الفضاء، فإنه يصح من وجه آخر أن نتساءل: هل البشرية مستدرجة من حيث لا تعلم إلى ما قد لا يحمد عقباه؟ لأنها تنزع نحو التضييق على الإنسان في الأرض وهي تلجأ إلى الفضاء، عوض أن تتخذ من الرحلة إلى الفضاء وسيلة لدفع مضايق العيش فوق الأرض.

فليس صحيحًا أن الإنسانية قد انتهت من كتابة الأرض، بل إننا نجهل من أمر هذه الأرض أكثر بكثير مما نعلم، ولعل التأمل في زهرة واحدة، في نبتة واحدة، يفتح أمام العاقل أفقًا وجوديًا رحبًا، لا يقل رحابة عن النفاذ إلى أقطار السماوات كلها.

في الختام نقول إن الحديث عن نهاية الجغرافيا يصح من وجه، كما يصح من وجه آخر الحديث عن بداية الجغرافيا، بداية الاهتمام الحقيقي بالأرض، موطن السكن والمعنى والاستقرار والمتاع.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الإنسان فی إلى الفضاء الحدیث عن فوق الأرض بین القوى لم یعد من أجل صراع ا

إقرأ أيضاً:

الحرب المنسية؟؟؟؟ لا، الحرب الإنتحارية!

بقلم سعيد محمد عدنان – المملكة المتحدة

هي منسية للحضاريين، أهل الضمائر ومخافة الله
ولكنها متعة العسكرتيريا، التي تسلمت السودان الذي اسسه المستعمر لوقاية الأفارقة من هجمة الرق من مسترقي الجوار، ولا أخال أي سوداني لا يعلم بالزبير باشا والمسترقين في غرب السودان ومملكة الفونج وسلاطين مصر، الذين استفادوا من حظر الرق الأطلسي فمارسوا الرق اللإسلاموي!!! أسرى المعتدين الذين يجب أن يتم فيهم قوله تعالى "فإذا وضعت الحرب أوزارها فشدوا الوثاق فإما منىً وإما فدىً"
وأما في حق الضعفاء من كبار السن والمرضى والنساء الأطفال فاحتضانهم في الأسر المتطوعة لجعلهم أهل اليمين ممن نظم الإسلام دمجهم في الأسرة، يشاركونها اعمالها وخدماتها ويقتاتون معهم طعامهم ويشتركون الإيواء معهم. هذا ما احترمه المستعمرون بعد توبتهم من الرق الأطلسي ومحاكمتهم فيه.
فإذا بعرب الشتات المدحور من الخلافة العباسة بواسطة التتر، يتدفقون إلى الشام فمصر فصحراء إفريقيا ويتسللون إلى دول الساحل حول بحيرة تشاد، بمواشيهم وتأسست البيوتات الرحالة، في أراضي الأفارقة الوطنيين والذين يزرعون أراضهيم ويربون فيها المواشي للإستهلاك الأسري، فنجمت حروب الحواكير في بلد ثري بالطبيعة، محبٍ لزواره وضيوفه، والذين جاءوا بضمائر ظلم واستعلاء أهلكهم في مملكتهم العباسية.
وهذا امر طبيعي فالخير والشر خياران يقع في أيهما البشر ويتم ضبطها بالتحكيم والتراضي، إلا إذا دخلها الطمع البشري الذي لا حدود له في الظلم والطغيان، قوله تعالى "إنا عرضنا الأمانة للسموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماُ جهولا" صدق الله العظيم.
هذا ملخص لكيف تكون السودانان، الإنجليزي والفرنسي، بعد توبة المستعمر.
فإذا بالداء الظالم الطامع يستشري في القبائل المحررة من ذلك الظلم، حتى اضطر المستعمر لخلق السدود في نهر النيل الأبيض وعمل اتفاقية جوبا عام 1947 بين شمال الوادي وجنوبه، والتي لم يلتزم بها أيهما تحت وطآت الطمع والشوفينية.
هذا تأريخ محزن ولكنه أخف وطأة من خلافه الذي تطبقت فيه تحاذير الآية الكريمة ".... وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا"
هنا قام المؤتمر الوطني المحلول في فلسفة وهندسة هذا العيب الدفين، بدلاً من إزالته بيده، أو بلسانه أو بقلبه وهو أضعف الإيمان، قاموا واستغلوة لمتعة الحكم والتسلط وخداع أنفسهم وغيرهم أنهام يريدون أن يخلقوا للمولى عز وجل دولة إسلامية، لا علاقة لها بالإسلام وإنما بالإرهاب: سفك الدماء وسرقة الموارد وممارسة الفساد الممنهج كما رأيناه جميعاً.
بدأوا بالجنجويد الأول، آل المهدي والخليفة التعايشي، الذين استباحوا الأسر وسفكوا الدماء بحجة تطبيق شرع الله، وتجاوب معهم منافسوهم سلاطين مصر بطائفة الختمية التي استعبدت الفقراء بصكوك الغفران والشيعية ، ففشل استقلال السودان بين إداراتهم حتى لم يفطنوا إلى أن تلك الأرض الغالية هي لمن يملكها كوطن، وليس كمحتل.
وهنا امتدت المرحلة الثانية المخجلة من تلك الطوائف، فانشغلوا بالثراء ولم يفطنوا قط لأن تلك الأرض من يتم تسجيلها بدستور لمواطنيها، لأنهم يؤجلونه ريثما تكبر طائفتهم فينالوأ أكثر (الطمع الذي ودر وماجمع)، ومارسوا أساليب المافيات التي تخلص منها العالم بدحرهم للأراضي الجديدة في القارة الأمريكية، وفعّلوا اساليب الرجعية لمنع نضوج العقل السوداني نحو الحرية وقداسة الحقوق بين الفرد للجماعة والجماعة للفرد،
وبدأو في ممارسة التطور اللا أخلاقي بأسلوب الإنقلابات العسكرية في هيئة ثورات كالثورة البيضاء وثورة مايو إلخ، باختيار الجيش كمليشيا للحاكم.
وأدخلوا تلك الأرض الطيبة في صراغ الطمع والجهل والتسلط، حتى فقدت البلاد كل ميزاتها بعد تحرير المستعمر لها، فأضاعوا الحقوق ودمروا المساكن والقرى، وشردوا المواطنين، ثم تلتها الشوفانية اللأخلاقية بالحكم بالسرقة (كلبتوكراسي)، بين العسكر والمتطرفين الدينيين، وكان ذلك سوء الحصاد لتلك المراحل، فقتّلوا وشرّدوا الكفاءات، وفتحوا الباب للإرهاب العالمي ، وسرقوا الأموال وقسّموا البلاد، فطمع الجيران الذين كانوا يحسدون السودان على خيراته الوفيرة.
ولما رصدهم العالم الحر في تنكرهم لخلق استعمار غجري، وإرهاب، وحاصرهم فيه، فنع قادته الذين استدعوا للمحاسبات الجنائية في محاكم العالم، فظهر العيب الجديد: الجبن والهلع.
باختصار بدءوا يخافون من بعضهم البعض: جيش لا أمان له ولا ذمة، بعد تدليجه بعيداً عن الوطنية لحماية الأرض، وقبل وضع دستور يحفظ حقوق أهله، وخاف قادتهم من انقلاب الجيش عليهم فكونوا الجنجويد واستخدموه للتعرص لدول الجوار للقيام بتصفيات معارضيهم، ولأوروبا لحماية حدودها من الهجرات، وسرعان ما احتكرها رأيسهم الفاسد الخائب واعتبرها جيشاُ لحمايته، وملكهم ثروات من البلاد وانحرف بالسودان من الحياد الإيجابي إلى بيع موانئه وقداسة أرضه.
وقامت ثورة ديسمبر المجيدة، فأصب العسكر الهلع وخافوا المحاسبة، واستغل هلعهم الطائفيون من فلول الأحزاب وسرقوا الثورة من الشعب الباسل وقتّلوا الثوار وحرقوهم .
وأُفسدت بدايات الثورة بالتحالف مع اللجنة الأمنية للحكومة المعزولة، ولعب الجبن والخوف من التجربة ، مع الأطماع الشلرهة للعسكر والمافيات و غسيل الأموال، وسعى الثوار في مراحل مرهقة إلى مراحل بناء الانتقال الديمقراطي، ولكن آفات النظام وما فياته وطمع الجيران رفض إلا أن يفشل محاولات الوثيقة الدستورية، ودخلت المطامع العالمية وحروب الوكالة، في وضع تبلور على حرب بين الجيش المؤدلج (المكون من مليشيات حزبية) والدعم السريع – الجنجويد، وهذا الأخير دخل في اتفاق إطاري لعمل الحكم المدني، والذي لا يريده الحاكم الذي لا زال في براثن جرائم الحاكم المعزول.
وفي الفراغ بينهم تلاعبت الفلول الطامعة، والحركات المسلحة في طمع السطو على مايمكن السطو عليه من البلاد.
وتناغم الدعم السريع مع الأحزاب لإرجاع الديمقراطية وهزيمة المؤتمر الوطني وفلوله، ولكن في صفوف عرب الشتات هؤلاء، خبث دفين هو حاكم توحدهم، يطمعون في السكني في مباني "الجلابة" كما يسمونها.
وسائط النظام العالمي والإفريقي أتى بعدة مفاوضات، أهمها مفاوضات جدة، والتي توصلت ألى مفصل حل متفق عليه: أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين (في الوقت الذي ليس فيه حكومة شرعية ولا شرطة، والبلاد في حالة حرب مشتعلة.
يطالب الجيش بأنه لا زال الحاكم الشرعي بحكم الوثائق التي انقلب عليها، ووضح أن المؤتمر الوطني لا زال يمسك بالسلطة، وضاطه معرضون للمحاسبة إذا فقدوها: مسرح جبن جديد!!!
أصبح البرهان يرغي رافضاً أي تفاوض بحجة أن آخر مخرجات مفاوضات جدة، أن يخلي الدعم السريع منازل المواطنين التي يحتلها، ومباني الخدمات العامة، وإلا فحرب لا تبقي ولا تذر. ما هذا الهراء؟
مادام لديك يا برهان صك مثل ذلك، من أجل وقف سفك الدماء وعودة النازحين، فلماذا تطالب باستمرار الحرب؟ هل حاولت أن تدخل في مفاوضات تطالب فيها بمشارتك مع قوات دولية للإشراف على إخلاء المنازل المنهوبة وحراستها بقوات دولية مع قوا ت رمزية من الجهتين المتحارب؟ أو بمليشيا تكونها الأمم المتحدة بقبول الطرفين وحماية الأمم المتحدة؟
وإن كان الإدراك والفهم معدومان، أليس قصف تلك المانزل أرحم من دمار البنية التحتية للبلاد ووضياع السودان بعد تدمير كل منشآته وتشريد أهاليه وطحنهم بالمجاعة والأوبئة؟
هذا ما نعنية بالشوفانية العسكرية "جاكس اوف افري ثنق آند ماسترز أوف نوثنق"
لقد تغربنا تشريداً في محاربة الفساد، والآن ننعي أهالينا ووطننا لبلادة البندقية التي تقود من يمسكها إلى فقدان عقله، إلا إذا وضع قيد قيود وقوانيو جماعية لا يحتكرها أحد ولا يزورها أحد.
إن جيشك مؤدلح ولا يصلح ليكون قوة يبيح لها العالم الحر مجالاً، ومصير كل تلك القوى الشريرة هو الفناء، هذا إذا ما أصاب العالم الفناء بسوء استخدامه وبالتنبؤ المرصود بهلاك الأرض بسبب سيطرة الذكاء الصناعي، وانحسار الأراضي لارتفاع مياه المحيطات، وتضاعف السكان و بطء دوران الأرض ورصد تغيرات في مواقع النجوم والتي تفضي باقتراب اختلاط مدارات الصخور واقتراب الشموس، وصراع الحروب الوكالية وانحسار المياه العذبة إلى آخر عىلامات الساعة.
فهلا فكرتم في العدالة والمانة التي حملتموها ظلماً وجهلاً لدنيا في نها يتها؟
إذا كان هناك من له ضمير ويخاف ربه لاستوعب ما ورد هنا وسعى للإطلاع على هذه العلامات، فيكسب من ترفع من التغول على أمانة الله (العبء في تقسيم خيرات وبلاءات المولى عز وجل)، من كنز الذهب والفضة لتكوى بها الجباه والجنوب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

izcorpizcorp@yahoo.co.uk  

مقالات مشابهة

  • الإمارات في «القائمة المرموقة» لتشغيل أقمار رصد الأرض
  • «فورسايت 1» يضع الإمارات ضمن أكبر 20 دولة في تشغيل أقمار رصد الأرض
  • “بيانات”: “فورسايت 1” يضع الإمارات ضمن أكبر 20 دولة بمجال تشغيل أقمار رصد الأرض
  • الصين تطلق قمرا صناعيًا جديدًا إلى مدار الأرض
  • القمر يُعانق نجوم الثريا في مشهد بديع .. الليلة
  • بعد تعطل كبسولة بوينغ.. ناسا تؤجل عودة رائدي فضاء إلى الأرض حتى فبراير
  • SpaceX ترسل طاقم بولاريس داون لمحاولة أول سير تجاري في الفضاء
  • الحرب المنسية؟؟؟؟ لا، الحرب الإنتحارية!
  • "ناسا" تعلن عن خطة بديلة لإعادة رائدين عالقين في الفضاء
  • القمر في طور التربيع الثاني .. ظاهرة فلكية تُزين سماء الوطن العربي